الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومن ترجمة المقرئين والعلماء والطلبة النجباء من ترجمة الطارئين منهم
عبد الرحمن «1» بن عبد الله بن أحمد بن أبي الحسن أصبغ بن حسن «2» بن سعدون بن رضوان بن فتّوح الخثعمي
مالقي، يكنى أبا زيد، وأبا القاسم، وأبا الحسين، وهي قليلة، شهر بالسّهيلي.
حاله: كان مقرئا مجوّدا، متحققا بمعرفة التفسير، غواصا على المعاني البديعة، ظريف التّهدّي إلى المقاصد الغريبة، محدّثا، واسع الرّواية، ضابطا لما يحدّث به، حافظا متقدما، ذاكرا للأدب والتواريخ والأشعار والأنساب، مبرّزا في الفهم، ذكيّا، أديبا، كاتبا بليغا، شاعرا مجيدا، نحويا، عارفا، بارعا، يقظا، يغلب عليه علم العربية والأدب. استدعي آخرا إلى التدريس بمرّاكش، فانتقل إليها من مالقة، محلّ إقرائه، ومتبوّأ إفادته، فأخذ بها الناس عنه، إلى حين وفاته.
مشيخته: تلا «3» بالحرمين على خال أبيه الخطيب أبي الحسن بن عباس، وبالسّبع على أبي داود بن يحيى، وعلى أبي علي منصور بن علاء، وأبي العباس بن خلف بن رضي، وروى عن أبي بكر بن طاهر، وابن العربي، وابن قندلة، وأبي الحسن شريح، وابن عيسى، ويونس بن مغيث، وأبي الحسن بن الطّراوة، وأكثر عنه في علوم اللسان، وأبي عبد الله حفيد مكّي، وابن أخت غانم، وابن معمّر، وابن نجاح، وأبي العباس بن يوسف بن يمن الله، وأبوي القاسم ابن الأبرش، وابن الرّماك، وأبوي محمد بن رشد، والقاسم بن دحمان، وأبوي مروان بن بونة، وأبي عبد الله بن بحر. وناظر في «المدوّنة» على ابن هشام. وأجاز له ولم يلقه أبو العباس عبّاد بن سرحان، وأبو القاسم بن ورد.
من روى عنه: روى عنه أبو إسحاق الزّوالي، وأبو إسحاق الجاني، وأبو أمية بن عفير، وأبو بكر بن دحمان، وابن قنتوال، والمحمدون ابن طلحة، وابن عبد العزيز، وابن علي جو يحمات، وأبو جعفر بن عبد المجيد، والحفّار وسهل بن مالك، وابن العفّاص، وابن أبي العافية، وأبو الحسن السّراج، وأبو سليمان بن حوط الله، والسمائي، وابن عياش الأندرشي، وابن عطية، وابن يربوع، وابن رشيد، وابن ناجح، وابن جمهور، وأبو عبد الله بن عيّاش الكاتب، وابن الجذع، وأبو علي الشّلوبين، وسالم بن صالح، وأبو القاسم بن بقي، وأبو القاسم بن الطّيلسان، وعبد الرحيم بن الفرس، وابن الملجوم، وأبو الكرم جودي، وأبو محمد بن حوط الله، إلى جملة لا يحصرها الحدّ.
دخل غرناطة، وكان كثير التأميل والمدح لأبي الحسن بن أضحى، قاضيها وريّسها «1» ، وله في مدحه أشعار كثيرة، وذكر لي من أرّخ في الغرناطيين، وأخبرني بذلك صاحبنا القاضي أبو الحسن بن الحسن كتابة عمّن يثق به.
تواليفه: منها كتاب «الشّريف «2» والإعلام، بما أبهم في القرآن من أسماء الأعلام» . ومنها شرح آية الوصية، ومنها «الرّوض الآنف «3» والمشرع الرّوا، فيما اشتمل عليه كتاب السيرة واحتوى» . وابتدأ إملاءه في محرم سنة تسع وستين وخمسمائة، وفرغ منه في جمادى منها. ومنها «حلية النّبيل، في معارضة ما في السّبيل» . إلى غير ذلك.
شعره: قال أبو عبد الله بن عبد الملك: أنشدني أبو محمد القطّان، قال:
أنشدني أبو علي الرّندي، قال: أنشدني أبو القاسم السّهيلي لنفسه «4» : [الطويل]
أسائل عن جيرانه من لقيته
…
وأعرض عن ذكراه والحال تنطق
وما لي إلى جيرانه من صبابة
…
ولكنّ قلبي «1» عن صبوح يوفّق «2»
ونقلت من خطّ الفقيه القاضي أبي الحسن بن الحسن، من شعر أبي القاسم السّهيلي، مذيّلا بيت أبي العافية في قطعة لزوميّة:[الطويل]
ولمّا رأيت الدّهر تسطو خطوبه
…
بكل جليد في الورى أو هداني»
ولم أر من حرز ألوذ بظلّه
…
ولا من له بالحادثات يداني
فزعت إلى من ملّك «4» الدهر كفّه
…
ومن ليس ذو ملك له بمران
وأعرضت عن ذكر الورى متبرّما
…
إلى الرّب من قاص هناك ودان
وناديته سرّا ليرحم عبرتي
…
وقلت: رجائي قادني وهداني
ولم أدعه حتى تطاول مفضلا
…
عليّ بإلهام الدّعاء وعان
وقلت: أرجّي عطفه متمثّلا
…
ببيت لعبد صائل بردان «5»
تغطّيت من دهري بظلّ جناحه
…
عسى أن ترى «6» دهري وليس يراني
قلت: وما ضرّه، غفر الله له، لو سلمت أبياته من «بردان» ، ولكن أبت صناعة النحو إلّا أن تخرج أعناقها.
ومن شعره قوله: [المتقارب]
تواضع إذا كنت تبغي العلا
…
وكن «7» راسيا عند صفو الغضب
فخفض الفتى نفسه رفعة
…
له واعتبر برسوب الذّهب
وشعره كثير، وكتابته كذلك، وكلاهما من نمط يقصر عن الإجادة.
وقال ملغزا في محمل الكتب، وهو مما استحسن من مقاصده:[الخفيف]
حامل للعلوم غير فقيه
…
ليس يرجو أمرا ولا يتّقيه
يحمل العلم فاتحا قدميه
…
فإذا انضمّتا «8» فلا علم فيه