الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
محنته: وعاد أبو مروان وبنوه إلى غرناطة صحبة واليها السّيد أبي سعيد، فبقي في جملة العسكر عند دخول ابن مردنيش وصهره غرناطة، وقد اضطربت الفتنة، وفسد ما بين السيد وبين أبي جعفر بن أبي مروان منهم، بما تقدّم في اسمه من حديث حفصة «1» . ولما ظهرت دلائل التغيير، وخافوا على أنفسهم، أداروا الرأي في الانحياز إلى خدمة ابن مردنيش، ونهاهم والدهم أبو مروان، وأشار عليهم بمصابرة الأمر، فلحق عبد الرحمن بالقلعة، وفرّ أحمد لما انكشف الأمر، وعثر عليه بجهة مالقة، فقتل، وانجرّت بسبب ذلك النكبة على عبد الملك وابنه محمد، فبقيا بغرناطة، ومن يشار إليه من أهل بيتهما، واستصفيت أموالهما، واستخلصت «2» ضياعهما، إلى أن ورد كتاب الخليفة أبي يوسف يعقوب بن عبد المؤمن بن علي بإطلاقهم وردّ أموالهم، بما اقتضته السياسة من استمالة من نزع منهم عن الطاعة، وأمر عبد الملك باستيلاف نافرهم. ولما هلك ابن مردنيش، وردّ من اتصل به صحبة المستأمنين من أولاد الأمير الهالك، فقدموا على رحب وسعة، وثاب جاه أبي مروان، واتصل عزّه، واتسعت حظوته، إلى أن هلك بعد أن ولي بمراكش النّظر في العدّة والأسلحة، والقيام على دار الصّنعة.
وفاته: بغرناطة سنة ستين وخمسمائة.
عبد العزيز بن علي بن أحمد بن عبد الرحمن بن محمد ابن عبد العزيز بن يست
«3»
من أهل غرناطة، يكنى أبا سلطان.
حاله: فاضل «4» ، حييّ، حسن الصورة، بادي الحشمة، فاضل البيت سريّه.
كتب في ديوان الأعمال «5» ، وترقّى إلى الكتب «6» مع الجملة بالدار السلطانية، وسفر في بعض الأغراض الغربية، ولازم الشيخ أبا بكر «7» بن عتيق بن مقدّم، من شيوخ «8» الصّوفية بالحضرة، فظهرت عليه آثار ذلك في نظمه ومقاصده الأدبية «9» .
شعره: وشعره لا بأس به، ومن أمثله قوله ما أنشد له في ليلة الميلاد الأعظم «1» :[الكامل]
القلب يعشق والمدامع تنطق
…
برح الخفاء فكلّ عضو منطق «2»
[قلت: قد ذكرها ابن الخطيب في جملة ما أنشد في الميلاد الأعظم في السفر الخامس، فلا فائدة في تكرارها هنا]«3» .
ومما خاطبني به «4» : [البسيط]
أطلت عتب زمان فلّ من أمل «5»
…
وسمته «6» الذّمّ في حلّ ومرتحل
عاتبته ليلين للعتب جانبه
…
فما تراجع عن مطل ولا بخل «7»
فعدت أمنحه العتبى «8» ليشفق بي «9»
…
فقال لي: إنّ سمعي عنك في شغل
فالعتب عندي والعتبى «10» فلست أرى
…
أصغي لمدحك إذ لم أصغ للعذل
فقلت للنّفس: كفّي عن معاتبة
…
لا تنقضي وجواب صيغ من وجل «11»
من يعتلق بالدّنا «12» بابن الخطيب فقد
…
سما عن الذّلّ واستولى «13» على الجذل
فقلت «1» : من لي بتقريبي لخدمته
…
فقد أجاب قريبا من جوابك لي
قد اشتغلت عن الدّنيا بآخرتي
…
وكان ما كان في «2» أيّامي الأول
وقد رعيت وما أهملت من منح
…
فكيف يختلط المرعيّ بالهمل؟
ولست أرجع للدّنيا وزخرفها
…
من «3» بعد شيب غدا في الرأس مشتعل
ألست تبصر أطماري وبعدي عن
…
نيل الحظوظ وإعداد «4» إلى أجل
فقال «5» : ذلك قول صحّ مجمله «6»
…
لكنّ من شأنه التّفصيل للجمل
ما أنت طالب «7» أمر تستعين به
…
على المظالم في حال «8» ومقتبل
ولا تحلّ حراما أو تحرّم ما
…
أحلّ ربّك في قول ولا عمل
ولا تبع «9» آجل الدّنيا بعاجلها
…
كما الولاة تبيع اليمّ بالوشل «10»
وأين عنك الرّشا إن كنت «11» تطلبها
…
هذا لعمري أمر غير منفعل
هل أنت تطلب إلّا أن تعود إلى
…
كتب المقام الرّفيع القدر في الدول؟
فما لأوحد أهل الكون «1» قاطبة
…
وأسمح الخلق «2» من حاف ومنتعل
لم يلتفت نحو ما تبغيه من وطر
…
ولم يسدّ «3» الذي قد بان من خلل
إن لم تقع نظرة منه عليك فما
…
يصبو لديك الّذي «4» أمّلت من أمل
فدونك السّيّد الأعلى فمطلبكم «5»
…
قد نيط منه بفضل غير منفضل «6»
فقد خبرت بني الدنيا بأجمعهم
…
من عالم وحكيم عارف وولي «7»
فما رأيت له في الناس من شبه
…
قلّ النّظير له عندي فلا تسل
فقد «8» قصدتك يا أسمى الورى نسبا «9»
…
وليس لي عن حمى «10» علياك من حول «11»
فما سواك لما أمّلت من أمل
…
وليس لي عنك من زيغ ولا ميل «12»