الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكل نظم ونثر
…
وحكمة مستجدّة
وليس إلّا عفاف
…
يبلّغ المرء قصده
ولذلك ما سعى به المخزومي الأعمى، وقد سها عن رسم تفقّده، فكتب إلى عليّ بن يوسف «1» في شأنه بما كان سبب عزله ونكبته:[الطويل]
إليك، أمير المؤمنين، نصيحة
…
يجوز بها البحر المجعجع شاعر
بغرناطة ولّيت في الناس عاملا
…
ولكن بما تحويه منه المآزر
وأنت أما «2» تخفى عليك خفيّة؟
…
فسل أهلها فالأمر للناس ظاهر
وما لإلاه العرش تفنيه حمدة
…
وزينب والكأس الذي هو دائر
شعره: من ذلك قوله «3» : [المجتث]
يا هذه، لا ترومي
…
خداع من ضاق ذرعه
تبكي وقد قتلتني
…
كالسّيف يقطر دمعه
وقال عفى الله عنه «4» : [الطويل]
لقد صدعت قلبي حمامة أيكة «5»
…
أثارت غراما ما أجلّ وأكرما
ورقّ نسيم الرّيح من نحو أرضكم
…
ولطّف حتى كاد أن يتكلّما
وقال في مذهب الفخر «6» : [الخفيف]
فخرنا بالحديث بعد القديم
…
من معال توارثت» كالنجوم
نحن في الحرب أجبل راسيات
…
ولنا في النّدي لطف النّسيم
ولادته: ولد في سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة، وتوفي سنة تسع وثلاثين وخمسمائة.
ومن الطارئين في هذا الاسم من العمال
محمد بن أحمد بن المتأهّل العبدري
«8»
من أهل وادي آش، يكنى أبا عبد الله.
حاله: كان رجلا شديد الأدمة، أعين، كثّ اللحية، طرفا في الأمانة، شديد الاسترابة بجليسه، مخينا لرفيقه، سيىء الظنّ بصديقه، قليل المداخلة، كثير الانقباض، مختصر الملبس والمطعم، عظيم المحافظة على النّفير والقطمير، مستوعب للحصر والتّقييد، أسير محيي وعابد زمام، وجنيب أمانة، وحلس سقيفة، ورقيب مشرف، لا يقبل هوادة، ولا يلابس رشوة، كثير الالتفات، متفقّدا للآلة، متمما للعمل.
جرى ذكره في بعض الموضوعات الأدبية بسبب شعر خامل نسب إليه بما نصه «1» : رجل غليظ «2» الحاشية، معدود في جنس السائمة والماشية، تليت على العمال به سورة الغاشية، ولي «3» الأشغال السلطانية، فذعرت الجباة لولايته، وأيقنوا «4» بقيام قيامتهم لطلوع آيته، وقنطوا كلّ القنوط، وقالوا: جاءت الدّابّة تكلّمنا وهي إحدى الشروط، من رجل صائم الحسوة «5» ، بعيد عن «6» المصانعة والرّشوة، يتجنّب الناس، ويقول عند المخالطة «7» لهم: لا مساس، عهدي به في الأعمال يخبط ويتبر «8» ، وهو «9» يهلّل ويكبّر، ويحسّن «10» ويقبّح، وهو يسبّح، انتهى.
قلت: وولّي الأشغال السلطانية، فضمّ النّشر، وأوصد باب الحيلة، وبثّ أسباب الضّياع، وترصّد ليلا وأصيب بجراحة أخطأته، ثم عاجلته الوفاة، فنفّس عن أقتاله المخنّق.
شعره: قال يخاطب بعض أثراء الدّولة قبل نباهته «11» : [الطويل]
عمادي، ملاذي، موئلي، ومؤمّلي
…
ألا أنعم بما ترضاه للمتأهّل
وحقّق بنيل القصد منك رجاءه
…
على نحو ما يرضيك يا ذا التّفضّل
فأنت الذي في العلم يعرف قدره
…
بخير زمان فيه لا زلت تعتلي «12»
فهنّيت يا مغنى «13» الكمال برتبة
…
تقرّ لكم بالسّبق في كلّ محفل