الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفاته: كانت وفاته بمالقة بعد عشرين وستمائة؛ قال الرئيس أبو عمر بن حكم:
شاهدته قد وصل إلى السيد أبي محمد البيّاسي «1» أيام ثورته، وهو بشنتلية «2» مع وفد مالقة بالبيعة سنة ثنتين وعشرين وستمائة.
ومن الصوفية والفقراء
عبد الله بن عبد البر بن سليمان بن محمد بن محمد ابن أشعث الرّعيني
«3»
من «4» أهل أرجدونة «5» من كورة ريّه، يكنى أبا محمد، ويعرف بابن أبي المجد.
حاله: كان «6» من أعلام الكور «7» سلفا، وترتّبا، وصلاحا، وإنابة، ونيّة في الصالحين، متّسع الذّرع للوارد، كثير الإيثار بما تيسّر، مليح التخلّق، حسن السّمت، طيّب النفس، حسن الظنّ، له حظّ من الطّلب، من فقه وقراءات وفريضة، وخوض في طريقة الصوفية، وأدب لا بأس به، قطع عمره خطيبا وقاضيا ببلده، ووزيرا، وكتب بالدار السلطانية، في كل ذلك لم يفارق السّداد.
مشيخته: قرأ «8» على الأستاذ الجليل أبي جعفر بن الزّبير؛ رحل إليه من وطنه عام اثنين وتسعين وستمائة، ولازمه وانتفع به، أخذ عنه الكتاب العزيز والعربية، وسمع عليه الكثير من الحديث، وعلى الخطيب الصوفي المحقّق أبي الحسن فضل بن محمد بن فضيلة المعافري، وعلى الخطيب المحدّث أبي عبد الله محمد بن عمر بن رشيد، وسمع على الشيخ القاضي الرّاوية أبي محمد النّبعدي، والوزير المعمر
المحدّث الحسيب أبي محمد عبد المنعم بن سماك العاملي، والعدل الرّاوية أبي الحسن بن مستقور. وقرأ بمالقة على الأستاذ أبي بكر بن الفخّار، وأجازه من أهل المشرق طائفة.
شعره: ممّا حدّثني ابن أخته صاحبنا أبو عثمان بن سعيد، قال: نظم الفقيه القاضي الكاتب أبو بكر بن شبرين ببيت الكتّاب مألف الجملة، رحمهم الله، هذين البيتين «1» :[الطويل]
ألا يا محبّ المصطفى، زد صبابة
…
وضمّخ لسان الذّكر منه بطيبه
ولا تعبأن بالمبطلين فإنما
…
علامة حبّ الله حبّ حبيبه
فأخذ الأصحاب في تذييل ذلك. فقال الشيخ أبو الحسن بن الجيّاب، رحمه الله «2» :[الطويل]
فمن يعمر الأوقات طرّا بذكره
…
فليس نصيب في الهدى كنصيبه
ومن كان عنه معرضا طول دهره «3»
…
فكيف يرجّيه شفيع ذنوبه؟
وقال أبو القاسم بن أبي القاسم بن أبي العافية «4» : [الطويل]
أليس الذي جلّى دجى الجهل هديه
…
بنور أقمنا بعده نهتدي به؟
ومن لم يكن من دأبه «5» شكر منعم
…
فمشهده «6» في الناس مثل مغيبه
وقال أبو بكر بن أرقم «7» : [الطويل]
نبيّ هدانا من ضلال وحيرة
…
إلى مرتقى سامي المحلّ خصيبه
فهل يذكر «8» الملهوف فضل مجيره
…
ويغمط شاكي الداء شكر طبيبه؟
وانتهى القول إلى الخطيب أبي محمد بن أبي المجد، فقال، رحمه الله، مذيّلا كذلك «9» :[الطويل]
ومن قال مغرورا: حجابك ذكره
…
فذلك مغمور طريد عيوبه
وذكر رسول الله فرض مؤكّد
…
وكلّ محقّ قائل بوجوبه