الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مشيخته: قال الغافقي: قرأ بمالقة على الأستاذ أبي زيد السّهيلي، رحمه الله.
وفاته: وتوفي بغرناطة سنة سبع وستمائة، ودفن بداره بجهة قنطرة القاضي منها على ضفة الوادي.
محمد بن عبد الملك بن سعيد بن خلف بن سعيد ابن الحسن بن عثمان بن محمد بن عبد الله بن سعيد ابن عمار بن ياسر
«1»
أوليّته: قد وقع التّنبيه عليها ويقع بحول الله.
حاله: كان «2» وزيرا جليلا بعيد الصّيت، عالي الذكر، رفيع الهمّة، كثير الأمل «3» .
نباهته: ذكره «4» ابن صاحب الصلاة في تاريخه في الموحدين، فنبّه على مكانة محمد بن عبد الملك منهم في الرأي والحظوة، والأخذ عنه في أمور الأندلس «5» ، وأثنى عليه. وذكره أبو زيد السّهيلي في «شرح السّيرة الكريمة» «6» ، حتى انتهى إلى حديث كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، الموجه إلى هرقل، وأن محمد بن عبد الملك عاينه عند أذفونش، مكرّما، مفتخرا به. والقضية «7» مشهورة. وأما محلّه من أمداح الشعراء، فهو الذي مدحه الأديب أبو عبد الله الرّصافي بقوله «8» :[الكامل]
أيدا «9» تفيض وخاطرا متوقّدا؟
…
دعها تبت قبسا على علم الندى
وفيه يقول أبو عبد الله بن شرف من قصيدة: [البسيط]
يا رحمة الله للرّاجي ونقمته
…
لكل باغ طغى عن خيرة الرّسل
لم تبق منهم كفورا دون مرقبة
…
مطالعا منك حتفا غير منفصل
كما بزاتك لم تترك بأرضهم
…
وحشا يفرّ ولا طيرا بلا وجل
وكان كثير الصّيد، ومتردّد الغارات.
مناقبه في الدين: قالوا: لما أنشده أبو عبد الله الرّصافي في القصيدة التي مطلعها «1» : [الكامل]
لمحلّك التّرفيع والتّعظيم
…
ولوجهك التّقديس والتّكريم
حلف ألّا يسمعها، وقال: عليّ جائزتك، لكنّ طباعي لا تحتمل مثل هذا، فقال الرّصافي: ومن مثلك؟ ومن يستحق ذلك في الوقت غيرك؟ فقال له: دعني من خداعك أنا وما أعلمه عن نفسي.
شعره: أنشده صاحب «الطالع» «2» ، ولا يذكر له غيره «3» :[الطويل]
فلا تظهرن ما كان في الصّدر كامنا
…
ولا تركبن بالغيظ في مركب وعر
ولا تبحثن في عذر من جاء تائبا
…
فليس كريما من يباحث في عذر «4»
وولي من الأعمال للموحدين كثيرا، كمختص حضرة مراكش، ودار السلاح، وسلا، وإشبيلية، وغرناطة، واتصلت ولايته على أعمال غرناطة، وكان من شيوخها وأعيانها.
محنته: وعمل فيه عقد بأن بداره من أصناف الحلى، ما لا يكون إلا عند الملوك، وأنه إذا ركب في صلاة الصبح، من دار الرّخام التي يجري الماء فيها، في اثني عشر مكانا، شوّش الناس في الصلاة، دويّ الجلاجل بالبزاة، ومناداة الصيادين، ونباح الكلاب، فأمر المنصور بالقبض عليه، وعلى ابن عمّه، صاحب أعمال إفريقية، أبي الحسين، في سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة. ثم رضي عنهما، وأمر محمد بن عبد الملك أن يكتب بخطه كلّ ما أخذ له، فصرفه عليه، ولم ينقصه منه شيء، وغرم ما فات له.