الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بما بطرفك من غنج ومن حور
…
وما بثغرك من درّ ومن برد
كن بين طرفي وقلبي منصفا فلقد
…
حابيت «1» بعضهما فاعدل ولا تحد
فقال لي قد جعلت القلب لي وطنا
…
وقد قضيت على الأجفان بالسّهد
وكيف تطلب عدلا والهوى حكم
…
وحكمه قطّ لم يعدل على أحد
من لي بأغيد لا يرثي إلى شجن
…
وليس يعرف ما يلقاه ذو كمد
ما كنت من قبل إذعاني لصولته «2»
…
إخال أنّ الرّشا يسطو على الأسد
إن جاد بالوعد لم تصدق مواعده
…
فإن قنعت بزور الوعد لم يعد
شكوته علّتي منه فقال: ألا «3»
…
سر للطبيب فما برء الضّنى بيدي
فقلت: إن شئت برئي أو شفا ألمي
…
فبارتشاف لماك الكوثريّ جد
وإن بخلت فلي مولى يجود على
…
ضعفي ويبرئ ما أضنيت من جسدي «4»
وخرج إلى المدح فأطال.
المقرئون والعلماء- الأصليون منهم
محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن يحيى ابن عبد الرحمن بن يوسف بن جزيّ الكلبي
«5» يكنى «6» أبا القاسم، من أهل غرناطة وذوي الأصالة والنباهة فيها، شيخنا رحمة الله عليه.
أوليته: أصل «7» سلفه من ولبة «8» من حصون البراجلة، نزل بها أولهم عند
الفتح صحبة قريبهم أبي الخطار حسام بن ضرار الكلبي، وعند خلع دعوة «1» المرابطين، وكانت لجدهم بجيّان رئاسة وانفراد بالتدبير.
حاله: كان «2» ، رحمه الله، على طريقة مثلى من العكوف على العلم، والاقتصاد «3» على الاقتيات من حرّ النّشب «4» ، والاشتغال بالنّظر والتّقييد والتّدوين، فقيها، حافظا، قائما على التدريس، مشاركا في فنون من العربية «5» ، والفقه، والأصول، والقراءات، والحديث، والأدب، حفظة «6» للتفسير، مستوعبا للأقوال، جمّاعة للكتب، ملوكي الخزانة، حسن المجلس، ممتع المحاضرة، قريب الغور، صحيح الباطن. تقدّم خطيبا بالمسجد الأعظم من بلده على حداثة سنّه، فاتّفق على فضله، وجرى على سنن أصالته.
مشيخته: قرأ «7» على الأستاذ أبي جعفر بن الزبير «8» ، وأخذ عنه العربية والفقه والحديث والقرآن. وروى عن أبي الحسن بن مستقور. وقرأ القرآن على الأستاذ المقرئ الرّاوية المكثر أبي عبد الله بن الكمّاد، ولازم الخطيب أبا عبد الله بن رشيد، وسمع على الشّيخ الوزير أبي محمد عبد الله بن أحمد ابن المؤذن، وعلى الراوية المسن أبي الوليد الحضرمي. يروي عن سهل بن مالك وطبقته. وروى عن الشيخ الرّاوية أبي زكريا البرشاني، وعن الرّاوية الخطيب أبي عبد الله محمّد بن محمّد بن علي الأنصاري، والقاضي أبي المجد بن أبي علي بن أبي الأحوص، والقاضي أبي عبد الله بن برطال، والشيخ الوزير ابن أبي عامر بن ربيع «9» ، والخطيب الولي أبي عبد الله الطّنجالي، والأستاذ النظّار المتفنّن أبي القاسم قاسم بن عبد الله بن الشّاط.
وألّف الكثير في فنون شتى.
تواليفه: منها «10» كتاب «وسيلة المسلم في تهذيب صحيح مسلم» وكتاب «الأنوار السّنية في الكلمات السّنّية» وكتاب «الدّعوات والأذكار، المخرجة من صحيح
الأخبار» وكتاب «القوانين الفقهية، في تلخيص مذهب المالكية» و «التنبيه على مذهب الشافعية والحنفية والحنبليّة» وكتاب «تقريب الوصول إلى علم الأصول» وكتاب «النّور المبين، في قواعد عقائد الدين» وكتاب «المختصر البارع، في قراءة نافع» وكتاب «أصول القرّاء الستة غير نافع» ، وكتاب «الفوائد العامة، في لحن العامّة» ، إلى غير ذلك مما قيّده في التفسير والقراءات وغير ذلك. وله فهرسة كبيرة اشتملت «1» على جملة من أهل المشرق والمغرب.
شعره: قال «2» في الأبيات الغينيّة ذاهبا مذهب الجماعة كأبي العلاء المعرّي، والرئيس أبي المظفر «3» ، وأبي الطاهر السّلفي، وأبي الحجاج ابن الشيخ، وأبي الربيع بن سالم، وأبي علي بن أبي الأحوص، وغيرهم، كلهم نظم في ذلك «4» :
[الطويل]
لكلّ بني الدنيا مراد ومقصد
…
وإنّ مرادي صحّة وفراغ
لأبلغ في علم الشّريعة مبلغا
…
يكون به لي للجنان بلاغ «5»
وفي «6» مثل هذا فلينافس أولو «7» النّهى
…
وحسبي من الدنيا الغرور بلاغ «8»
فما الفوز إلّا في نعيم مؤبّد
…
به العيش رغد والشّراب يساغ
وقال في الجناب النّبوي «9» : [الطويل]
أروم امتداح المصطفى ويردّني «10»
…
قصوري عن إدراك تلك المناقب
ومن لي بحصر البحر والبحر زاخر؟
…
ومن لي بإحصاء «11» الحصى والكواكب
ولو أنّ أعضائي غدت ألسنا إذا
…
لما بلغت في المدح بعض مآربي «12»