الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأعدده ما امتدّت حياتك غائبا
…
أو عاتبا إن لم تزر زرناه
أو نائما غلبت عليه رقدة
…
لمسهد لم تغتمض عيناه
أو كوكبا سرت الرّكاب بنوره
…
فمضى وبلّغنا المحلّ سناه
فمتى تبعد والنفوس تزوره
…
ومتى تغيب والقلوب تراه
يا واحدا عدل الجميع وأصلحت
…
دنيا الجميع ودينهم دنياه
طالت أذاتك بالحياء كرامة
…
والله يكرم عبده بأذاه
لشهادة التّوحيد بين لسانه
…
وجنانه نور يرى مسراه
وبوجهه «1» سيما أغرّ محجّل
…
مهما بدا لم تلتبس سيماه
وكأنما هو في الحياة سكينة
…
لولا اهتزاز في النّدى يغشاه
وكأنّه لحظ العفاة توجّعا
…
فتلازمت فوق الفؤاد يداه
أبدى رضى الرحمن عنك ثناؤهم
…
إنّ الثّناء علامة لرضاه
يا ذا الذي شغف القلوب به
…
وذا لا ترتجيه وذاك لا تخشاه
ما ذاك إلّا أنه فرع زكا
…
وسع الجميع بظلّه وحناه
فاليوم أودى كلّ من أحببته
…
ونعى إلى النفس من ينعاه
ماذا يؤمل في دمشق مسهد
…
قد كنت ناظره وكنت تراه؟
يعتاد قبرك للبكا أسفا بما
…
قد كان أضحكه الذي أبكاه
يا تربة حلّ الوزير ضريحها
…
سقاك بل صلّى عليك الله
وسرى إليك ومنك ذكر ساطع
…
كالمسك عاطرة به الأفواه
عبد الرحمن بن عبد الملك الينشتي
«2»
يكنى أبا بكر، أصله من مدينة باغة «3» ، ونشأ بلوشة، وهو محسوب من الغرناطيين.
حاله: كان شيخا يبدو على مخيّلته النّبل والدّهاء، مع قصور أدواته. ينتحل النّظم والنثر في أراجيز يتوصّل بها إلى غرضه من التصرّف في العمل.
وجرى ذكره «في التّاج المحلّى» وغيره بما نصه «1» : قارض «2» هاج، مداهن مداج، أخبث من نظر من طرف خفي، وأغدر من تلبّس بشعار وفي، إلى مكيدة مبثوتة الحبائل، وإغراء يقطع بين الشعوب والقبائل، من شيوخ طريقة العمل، المتقلّبين من أحوالها بين الصّحو والثّمل، المتعلّلين برسومها حين اختلط المرعيّ والهمل «3» . وهو ناظم أرجاز، ومستعمل حقيقة ومجاز. نظم مختصر السّيرة، في الألفاظ اليسيرة، ونظم رجزا في الزّجر والفال، نبّه به تلك الطريقة بعد الإغفال. فمن نظمه ما خاطبني به مستدعيا إلى إعذار ولده «4» :[البسيط]
أريد من سيدي الأعلى تكلّفه
…
على «5» الوصول إلى داري صباح غد
يزيدني شرفا منه ويبصر لي
…
صناعة القاطع الحجّام في ولدي
فأجبته: [البسيط]
يا سيدي الأوحد الأسمى ومعتمدي
…
وذا الوسيلة من أهل ومن بلد «6»
دعوت في يوم الاثنين الصّحاب ضحى
…
وفيه ما ليس في بيت «7» ولا أحد
يوم السّلام على المولى وخدمته
…
فاصفح وإن عثرت رجلي فخذ بيدي
والعذر أوضح من نار على علم
…
فعدّ إن غبت عن لوم وعن فند «8»
بقيت في ظلّ عيش لا نفاد له
…
مصاحبا غير محصور إلى أمد
ومنه أيضا: [الكامل]
قل لابن سيّد والديه: لقد علا
…
وتجاوز المقدار فيما يفخر
ما ساد والده فيحمد أمره
…
إلّا صغير العنز حتى يكبر
وصدرت عنه مقطوعات في غير هذا المعنى، ممّا عذب به المجنى، منها قوله «9» :[الكامل]
إنّ الولاية رفعة لكنها
…
أبدا إذا حقّقتها تتنقّل «10»