المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله الأزدي - الإحاطة في أخبار غرناطة - جـ ٣

[لسان الدين بن الخطيب]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد الثالث]

- ‌[تتمة قسم الثانى]

- ‌محمد بن يحيى بن عبد الله بن محمد بن أحمد العزفي

- ‌محمد المكودي

- ‌المقرئون والعلماء- الأصليون منهم

- ‌محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن يحيى ابن عبد الرحمن بن يوسف بن جزيّ الكلبي

- ‌محمد بن أحمد بن فتّوح بن شقرال اللخمي

- ‌محمد بن جابر بن يحيى بن محمد بن ذي النّون التّغلبي

- ‌محمد بن محمد بن محمد بن بيبش العبدري

- ‌محمد بن محمد النّمري الضّرير

- ‌محمد بن عبد الولي الرّعيني

- ‌محمد بن علي بن أحمد الخولاني

- ‌محمد بن علي بن محمد البلنسي

- ‌محمد بن سعد بن محمد بن لب بن حسن بن حسن ابن عبد الرحمن بن بقيّ

- ‌محمد بن سعيد بن علي بن يوسف الأنصاري

- ‌محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيّان النّفزي

- ‌ومن الطارئين عليها في هذا الحرف

- ‌محمد بن أحمد بن داود بن موسى بن مالك اللّخمي اليكّي

- ‌محمد بن أحمد بن محمد بن علي الغسّاني

- ‌محمد بن أحمد بن علي بن قاسم المذحجي

- ‌محمد بن أحمد بن محمد بن علي الغسّاني

- ‌محمد بن إبراهيم بن المفرّج الأوسي

- ‌محمد بن إبراهيم بن محمد الأوسي

- ‌محمد بن جعفر بن أحمد بن خلف بن حميد ابن مأمون الأنصاري

- ‌محمد بن حكم بن محمد بن أحمد بن باق الجذامي

- ‌محمد بن حسن بن محمد بن عبد الله بن خلف ابن يوسف بن خلف الأنصاري

- ‌محمد بن محمد بن أحمد بن علي الأنصاري

- ‌محمد بن محمد بن إدريس بن مالك بن عبد الواحد ابن عبد الملك بن محمد بن سعيد بن عبد الواحد ابن أحمد بن عبد الله القضاعي

- ‌محمد بن محمد بن محارب الصّريحي

- ‌محمد بن محمد بن لب الكناني

- ‌محمد بن محمد البدوي

- ‌محمد بن عبد الله بن ميمون بن إدريس بن محمد ابن عبد الله العبدري

- ‌محمد بن عبد الله بن عبد العظيم بن أرقم النّميري

- ‌محمد بن عبد الله بن يحيى بن عبد الله بن فرج ابن الجدّ الفهري

- ‌محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن علي بن محمد ابن أحمد بن الفخّار الجذامي

- ‌محمد بن علي بن عمر بن يحيى بن العربي الغستاني

- ‌محمد بن علي بن محمد العبدري

- ‌ومن الغرباء في هذا الباب

- ‌محمد بن أحمد بن محمد ابن محمد بن أبي بكر بن مرزوق العجيسي»

- ‌محمد بن عبد المنعم الصّنهاجي الحميري

- ‌محمد بن عمر بن محمد بن عمر بن محمد بن إدريس ابن سعيد بن مسعود بن حسن بن محمد بن عمر ابن رشيد الفهري

- ‌محمد بن علي بن هاني اللّخمي السّبتي

- ‌محمد بن يحيى العبدري

- ‌المحدّثون والفقهاء والطلبة النجباء وأولا الأصليون

- ‌محمد بن أحمد بن إبراهيم بن الزّبير

- ‌محمد بن أحمد بن خلف بن عبد الملك ابن غالب الغسّاني

- ‌محمد بن أحمد بن محمد الدّوسي

- ‌محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن يوسف بن روبيل الأنصاري

- ‌محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن أبي زمنين المرّي

- ‌محمد بن جابر بن محمد بن قاسم بن أحمد بن إبراهيم ابن حسّان القيسي

- ‌محمد بن خلف بن موسى الأنصاري الأوسي

- ‌محمد بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله الخولاني

- ‌محمد بن محمد بن علي بن سودة المرّي

- ‌محمد بن عبد العزيز بن سالم بن خلف القيسي

- ‌محمد بن عبد الله بن أبي زمنين

- ‌محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد ابن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن أبي زمنين عدنان بن بشير بن كثير المرّي

- ‌محمد بن عبد الرحمن بن الحسن بن قاسم بن مشرّف ابن قاسم بن محمد بن هاني اللخمي القائصي

- ‌محمد بن عبد الرحمن بن عبد السلام بن أحمد ابن يوسف بن أحمد الغساني

- ‌محمد بن عبد الواحد بن إبراهيم بن مفرّج بن أحمد ابن عبد الواحد بن حريث بن جعفر بن سعيد بن محمد ابن حقل الغافقي

- ‌محمد بن علي بن عبد الله اللخمي

- ‌محمد بن علي بن فرج القربلياني

- ‌محمد بن علي بن يوسف بن محمد السّكوني

- ‌محمد بن سودة بن إبراهيم بن سودة المرّي

- ‌محمد بن يزيد بن رفاعة الأموي البيري

- ‌محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن علي ابن أبي بكر بن خميس الأنصاري

- ‌محمد بن أحمد بن عبد الله العطار

- ‌محمد بن أحمد بن المراكشي

- ‌محمد بن بكرون بن حزب الله

- ‌محمد بن الحسن بن أحمد بن يحيى الأنصاري الخزرجي

- ‌محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن إبراهيم الأنصاري الساحلي

- ‌محمد بن محمد بن يوسف بن عمر الهاشمي

- ‌محمد بن محمد بن ميمون الخزرجي

- ‌محمد بن قاسم بن أحمد بن إبراهيم الأنصاري

- ‌ومن الغرباء في هذا الاسم

- ‌محمد بن أحمد بن إبراهيم بن محمد التّلمساني الأنصاري

- ‌محمد بن علي بن محمد بن علي بن محمد بن يوسف ابن قطرال الأنصاري

- ‌العمال في هذا الاسم وأولا الأصليون

- ‌محمد بن أحمد بن محمد بن الأكحل

- ‌محمد بن الحسن بن زيد بن أيوب بن حامد الغافقي

- ‌محمد بن محمد بن حسّان الغافقي

- ‌محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم ابن موسى بن إبراهيم بن عبد العزيز بن إسحاق بن أحمد ابن أسد بن قاسم النّميري، المدعو بابن الحاج

- ‌محمد بن عبد الرحمن الكاتب

- ‌محمد بن عبد الملك بن سعيد بن خلف بن سعيد ابن الحسن بن عثمان بن محمد بن عبد الله بن سعيد ابن عمار بن ياسر

- ‌محمد بن سعيد بن خلف بن سعيد بن محمد بن عبد الله ابن الحسن بن عثمان بن محمد بن عبد الله بن عمار ابن ياسر العنسي

- ‌ومن الطارئين في هذا الاسم من العمال

- ‌محمد بن أحمد بن المتأهّل العبدري

- ‌محمد بن محمد بن محمد بن عبد الواحد البلوي

- ‌محمد بن محمد بن شعبة الغسّاني

- ‌محمد بن محمد بن العراقي

- ‌محمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله ابن محمد بن عبد الله بن فرتون الأنصاري

- ‌محمد بن عبد الله بن محمد بن مقاتل

- ‌محمد بن علي بن عبد ربه التجيبي

- ‌الزّهاد والصّلحاء والصّوفية والفقراء وأولا الأصليون

- ‌محمد بن إبراهيم بن محمد بن محمد الأنصاري

- ‌محمد بن أحمد الأنصاري

- ‌محمد بن حسنون الحميري

- ‌محمد بن محمد البكري

- ‌محمد بن محمد بن أحمد الأنصاري

- ‌ومن الطّارئين عليها في هذا الاسم

- ‌محمد بن أحمد بن جعفر بن عبد الحق بن محمد بن جعفر ابن محمد بن أحمد بن مروان بن الحسن بن نصر بن نزار ابن عمرو بن زيد بن عامر بن نصر بن حقاف السلمي

- ‌محمد بن أحمد بن حسين بن يحيى بن الحسين ابن محمد بن أحمد بن صفوان القيسي

- ‌محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن إبراهيم الأنصاري

- ‌محمد بن أحمد بن قاسم الأمي

- ‌محمد بن أحمد بن يوسف بن أحمد بن عمر بن يوسف بن علي ابن خالد بن عبد الرحمن بن حميد الهاشمي الطّنجالي

- ‌محمد بن يحيى بن إبراهيم بن أحمد بن مالك ابن إبراهيم بن يحيى بن عبّاد النّفزي

- ‌محمد بن يوسف بن خلصون

- ‌ومن الغرباء في هذا الاسم

- ‌محمد بن أحمد بن أمين بن معاذ بن إبراهيم بن جميل ابن يوسف العراقي

- ‌محمد بن أحمد بن شاطر الجمحي المرّاكشي

- ‌محمد بن محمد بن عبد الرحمن التميمي ابن الحلفاوي

- ‌محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن ابن يوسف اللّواتي

- ‌سائر الأسماء في حرف الميم الملوك والأمراء وما منهم إلّا طارىء علينا أو غريب

- ‌مزدلي بن تيولتكان بن حمنى بن محمد بن ترقوت بن وربابطن ابن منصور بن نصاله بن أمية بن واباتن الصّنهاجي اللّتموني

- ‌موسى بن محمد بن يوسف بن عبد المؤمن بن علي الهنتاني

- ‌منديل بن يعقوب بن عبد الحق بن محيو الأمير أبو زيّان

- ‌ومن الطارئين

- ‌المطرّف بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن ابن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن بن معاوية

- ‌منذر بن يحيى التّجيبي

- ‌موسى بن يوسف بن عبد الرحمن بن يحيى ابن يغمراسن بن زيّان

- ‌مبارك ومظفّر الأميران موليا المنصور بن أبي عامر

- ‌ومن ترجمة الأعيان والوزراء بل ومن ترجمة الطارئين والغرباء منها

- ‌منصور بن عمر بن عثمان بن يعقوب بن عبد الحق بن محيو

- ‌مقاتل بن عطية البرزالي

- ‌مومّل بن رجاء بن عكرمة بن رجاء العقيلي

- ‌ومن الطارئين والغرباء

- ‌المهلب بن أحمد بن أبي صفرة الأسدي

- ‌ومن ترجمة الكتاب والشعراء وهم الأصليّون

- ‌مالك بن عبد الرحمن بن علي بن عبد الرحمن بن الفرج ابن أزرق بن سعد بن سالم بن الفرج

- ‌ومن طارئي المقرئين والعلماء

- ‌منصور بن علي بن عبد الله الزواوي

- ‌مسلم بن سعيد التّنملّي

- ‌ومن العمال الأثراء

- ‌مؤمّل، مولى باديس بن حبّوس

- ‌نصر بن محمد بن محمد بن يوسف بن نصر بن أحمد ابن محمد بن خميس بن عقيل الخزرجي الأنصاري

- ‌ومن الأعيان والوزراء

- ‌نصر بن إبراهيم بن أبي الفتح الفهري

- ‌نصر بن إبراهيم بن أبي الفتح بن نصر بن إبراهيم ابن نصر الفهري

- ‌ومن الكتّاب والشعراء

- ‌نزهون بنت القليعي»

- ‌من الأعيان والوزراء

- ‌الصّميل بن حاتم بن عمر بن جذع بن شمر بن ذي الجوشن الضّبابي الكلبي

- ‌ومن الكتّاب والشعراء

- ‌صفوان بن إدريس بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عيسى ابن إدريس التّجيبي

- ‌صالح بن يزيد بن صالح بن موسى بن أبي القاسم ابن علي بن شريف النّفزي

- ‌عبد الله بن إبراهيم بن علي بن محمد التجيبي الرئيس أبو محمد بن إشقيلولة

- ‌عبد الله بن بلقّين بن باديس بن حبّوس بن ماكسن ابن زيري بن مناد الصّنهاجي»

- ‌عبد الله بن علي بن محمد التّجيبي، الرئيس أبو محمد ابن إشقيلولة

- ‌عبد الله بن محمد بن أحمد بن محمد العزفي

- ‌عبد الله بن الجبير بن عثمان بن عيسى بن الجبير اليحصبي

- ‌عبد الله بن سعيد بن عبد الله بن سعيد بن أحمد ابن علي السّلماني

- ‌عبد الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن جزيّ

- ‌ومن المقرئين والعلماء

- ‌عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن مجاهد العبدري الكوّاب

- ‌عبد الله بن علي بن عبد الله بن علي بن سلمون الكناني

- ‌عبد الله بن سهل الغرناطي

- ‌عبد الله بن أيوب الأنصاري

- ‌عبد الله بن الحسن بن أحمد بن يحيى ابن عبد الله الأنصاري

- ‌عبد الله بن أحمد بن إسماعيل بن عيسى بن أحمد ابن إسماعيل بن سماك العاملي

- ‌ومن ترجمة القضاة

- ‌عبد الله بن أحمد بن محمد بن سعيد بن أيوب بن الحسن ابن منخل بن زيد الغافقي

- ‌عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله ابن أبي زمنين المرّي

- ‌عبد الله بن يحيى بن محمد بن أحمد بن زكريا بن عيسى ابن محمد بن يحيى بن زكريا الأنصاري

- ‌عبد الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الملك ابن أبي جمرة الأزدي

- ‌عبد الله بن سليمان بن داود بن عبد الرحمن بن سليمان ابن عمر بن حوط الله الأنصاري الحارثي الأزدي

- ‌عبد الله بن يحيى بن عبد الرحمن بن أحمد ابن عبد الرحمن بن ربيع الأشعري

- ‌عبد الله بن إبراهيم بن الزبير بن الحسن ابن الحسين الثقفي العاصمي

- ‌عبد الله بن موسى بن عبد الرحمن بن حمّاد الصّنهاجي

- ‌ومن ترجمة الكتّاب والشعراء بين أصلي وطارىء

- ‌عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله الأزدي

- ‌عبد الله بن محمد بن عبد الله بن سعيد بن عبد الله ابن سعيد بن الخطيب السّلماني

- ‌عبد الله بن محمد بن سارة البكري

- ‌عبد الله بن محمد الشرّاط

- ‌عبد الله بن يوسف بن رضوان بن يوسف ابن رضوان النّجاري

- ‌عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الملك بن سعيد ابن خلف بن محمد بن عبد الله بن سعيد بن الحسن ابن عثمان بن محمد بن عبد الله بن سعيد بن عمار بن ياسر

- ‌ومن الصوفية والفقراء

- ‌عبد الله بن عبد البر بن سليمان بن محمد بن محمد ابن أشعث الرّعيني

- ‌عبد الله بن فارس بن زيان

- ‌عبد الله بن فرج بن غزلون اليحصبي

- ‌ومن الملوك والأمراء والأعيان والوزراء

- ‌عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن الناصر لدين الله بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن معاوية

- ‌عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان ابن الحكم بن أبي العاصي بن أمية بن عبد شمس

- ‌عبد الرحمن بن إبراهيم بن يحيى بن سعيد ابن محمد اللخمي

- ‌عبد الرحيم بن إبراهيم بن عبد الرحيم الخزرجي

- ‌ومن ترجمة المقرئين والعلماء والطلبة النجباء من ترجمة الطارئين منهم

- ‌عبد الرحمن بن هانىء اللخمي

- ‌عبد الرحمن بن أحمد بن أحمد بن محمد الأزدي

- ‌عبد الرحمن بن إبراهيم بن محمد الأنصاري

- ‌عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن محمد بن الحسن ابن محمد بن جابر بن محمد بن إبراهيم بن محمد ابن عبد الرحمن بن خلدون الحضرمي

- ‌عبد الرحمن بن الحاج بن القميي الإلبيري

- ‌عبد الرحمن بن يخلفتن بن أحمد بن تفليت الفازازي

- ‌عبد الرحمن بن أسباط

- ‌عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن مالك المعافري

- ‌عبد الرحمن بن عبد الملك الينشتي

- ‌وفي سائر الأسماء التي بمعنى عبد الله وعبد الرحمن، وأولاد الأمراء:

- ‌عبد الأعلى بن موسى بن نصير مولى لخم

- ‌عبد الحليم بن عمر بن عثمان بن يعقوب بن عبد الحق ابن محيو

- ‌عبد المؤمن بن عمر بن عثمان بن يعقوب بن عبد الحق ابن محيو

- ‌ومن الأفراد أيضا في هذا الحرف وهم طارؤون

- ‌عبد الحق بن علي بن عثمان بن أبي يوسف يعقوب ابن عبد الحق

- ‌عبد الواحد بن زكريا بن أحمد اللحياني

- ‌ومن ترجمة الأعيان والوزراء والأماثل والكبرا

- ‌عبد الحق بن عثمان بن محمد بن عبد الحق بن محيو

- ‌عبد الملك بن علي بن هذيل الفزاري وعبد الله أخوه

- ‌عبد القهار بن مفرج بن عبد القهار بن هذيل الفزاري

- ‌القضاة الفضلاء وأولا الأصليون

- ‌عبد الحق بن غالب بن عطية بن عبد الرحمن بن غالب ابن عبد الرؤوف بن تمام بن عبد الله بن تمام بن عطية بن خالد ابن عطية بن خالد بن خفاف بن أسلم بن مكتوم المحاربي

- ‌عبد المنعم بن محمد بن عبد الرحيم بن فرج الخزرجي

- ‌ومن غير الأصلبين

- ‌عبد الحكيم بن الحسين بن عبد الملك بن يحيى ابن باسيو بن تادررت التّنمالي اليدرازتيني ثم الواغديني

- ‌ومن المقرئين والعلماء

- ‌عبد الملك بن حبيب بن سليمان بن هارون بن جلهمة ابن العباس بن مرداس السلمي

- ‌ومن الطارئين عليها

- ‌عبد الواحد بن محمد بن علي بن أبي السّداد الأموي المالقي، الشهير بالباهلي

- ‌ومن الكتّاب والشعراء في هذا الحرف

- ‌عبد الحق بن محمد بن عطية بن يحيى بن عبد الله بن طلحة ابن أحمد بن عبد الرحمن بن غالب بن عطية المحاربي

- ‌عبد الرزّاق بن يوسف بن عبد الرزّاق الأشعري

- ‌عبد الملك بن سعيد بن خلف العنسي

- ‌عبد العزيز بن علي بن أحمد بن عبد الرحمن بن محمد ابن عبد العزيز بن يست

- ‌عبد البر بن فرسان بن إبراهيم بن عبد الله ابن عبد الرحمن الغساني

- ‌فهرس المحتويات

الفصل: ‌عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله الأزدي

مشيخته: أخذ القرآن عن الأستاذ أبي عبد الله بن مستقور، وروى عن أبي يحيى بن عبد الرحيم، وأبي الوليد العطار، وأبي القاسم بن ربيع، وأبي الخطار بن خليل، وأخذ عن أبي عمر بن حوط الله بمالقة، وابن أبي ريحانة. وبسبتة على أبي بكر بن مشليون. وأجاز له أبو بكر بن محرز، وأبو الحسن الشّاري. وأخذ عن الأستاذ الناقد أبي الحسن علي بن محمد الكناني.

مولده: ولد بغرناطة لسبع عشرة ليلة خلت من ذي قعدة سنة ثلاث وأربعين وستمائة.

وفاته: توفي بها سحر أول يوم من ذي قعدة سنة ثلاث وثمانين وستمائة.

‌عبد الله بن موسى بن عبد الرحمن بن حمّاد الصّنهاجي

يكنى أبا يحيى.

حاله: طالب نبيل فاضل، ورع زاهد، مؤثر في الدنيا بما تملّكه، تال لكتاب الله في جميع الأوقات.

أخباره في الإيثار: وجّه له السيد أبو إسحاق ابن الخليفة أبي يعقوب «1» خمسمائة دنير ليصلح بها من شأنه، فصرف جميعها على أهل السّتر في أقلّ من شهر. ومرّ بفتى في إشبيلية، وأعوان القاضي يحملونه إلى السّجن، وهو يبكي، فسأله، فقال: أنا غريب، وطولبت بخمسين دنيرا، وبيدي عقود، وطولبت بضامن فلم أجده، فقال: له الله، قال: نعم، قال: فدفع له خمسين دنيرا، قال: أشهد لك بها، فضجر وقال: إن الله إذا أعطى عبده شيئا لم يشهد به عليه، وتركه وانصرف لشأنه، وكانت عنده معرفة وأدب.

مولده: بغرناطة في سنة إحدى وعشرين وخمسمائة.

‌ومن ترجمة الكتّاب والشعراء بين أصلي وطارىء

‌عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله الأزدي

«2»

من أهل بلّش، يكنى أبا محمد، ويعرف بابن المرابع.

ص: 320

حاله: من نبهاء أدباء البادية، خشن الظاهر، منطو على لوذعيّة متوارية في مظهر جفوة، كثير الانطباع عند الخبرة، قادر على النظم والنثر، متوسّط الطّبقة فيهما، مسترفد بالشعر، سيّال القريحة، مرهوب الهجاء، مشهور المكان ببلده، يعيش من الخدم المخزنيّة، بين خارص وشاهد، وجدّ بذلك وقته، يوسّط رقاعته، فتنجح الوسيلة، ويتمشّى له بين الرّضا والسّخط الغرض.

وجرى ذكره في «التاج» بما نصّه «1» : «طويل القوادم والخوافي، كلف على كبر سنّه بعقائل القوافي، شاب في الأدب وشبّ، ونشق ريح البيان لمّا هبّ، فحاول رفيعه «2» وجزله، وأجاد جدّه، وأحكم هزله. فإن مدح صدح، وإن وصف أنصف، وإن عصف قصف، وإن أنشأ ودوّن، وتقلّب في أفانين البلاغة وتلوّن، أفسد ما شاء الله وكوّن، فهو شيخ الطريقة الأدبيّة وفتاها، وخطيب حفلها كلّما أتاها، لا يتوقّف عليه من أغراضها غرض، ولا يضيع لديه منها مفترض. ولم تزل بروقه تتألّق، ومعانيه بأذيال الإحسان تتعلّق، حتى برّز في أبطال الكلام وفرسانه، وذعرت القلوب لسطوة «3» لسانه، وألقت إليه الصّناعة زمامها، ووقفت عليه أحكامها. وعبر البحر منتجعا بسعره «4» ، ومنفقا في سوق الكساد من شعره «5» ، فأبرق وأرعد، وحذّر وتوعّد «6» ، وبلغ جهد إمكانه، في التّعريف بمكانه، فما حرّك ولا هزّ، وذلّ في طلب الرّفد وقد عزّ، وما برح أن رجع إلى وطنه الذي اعتاده، رجوع الحديث إلى قتاده.

شعره: قال في «التاج» : وقد أثبتّ من نزعاته، وبعض مخترعاته، ما يدلّ على سعة باعه، ونهضة ذراعه. فمن النسيب قوله «7» :[البسيط]

ما للمحبّ دواء يذهب الألما

عنه سوى لمم فيه ارتشاف لمى

ولا يردّ عليه نوم مقلته

إلّا الدّنوّ إلى من شفّه سقما

يا حاكما والهوى فينا يؤيّده

هواك فيّ بما ترضاه قد حكما

أشغلتني بك شغلا شاغلا فلم «8»

تناسى، فديتك، عنّي بعد ذاك لما؟

ص: 321

ملكت روحي فأرفق قد علمت بما

يلقى ولا حجّة تبقى لمن علما

ما غبت عنّي إلّا غاب عن بصري

بدرا إذا لاح يجلي نوره الظّلما

ما لحت لي فدنا طرفي لغيرك يا

مولى لحا فيه جفني النوم قد حرما

طوعا لطيعك لا أعصيك فافض بما

ترضاه أرضى بما ترضى ولا جرما

إنّ الهوى يقتضي ذلّا لغيرك لو

أفادني فيك قربا يبرّد الألما

سلمت من كل عيب يا محمد لا

كن قلب صبّك من عينيك ما سلما

ومن مخاطباته الأدبية، ما كتب به إلى شيخ الصّوفية ببلده مع طالع من ولده:

[الطويل]

مماليكم قد زاد فيكم مرابع

من الأفق الكوني باليمن طالع

بأنواركم يهدى إلى سبل الهدى

ويسمو لما تسمو إليه المطالع

فواسوه منكم بالدّعاء فإنه

مجاب بفضل الله للخلق نافع

أفاض عليه الله من بركاتكم

وأبقاكم ذو العرش ما جنّ ساجع

فوقّع له الشيخ المخاطب بها، أبو جعفر بن الزيات، رحمه الله، بما نصّه:

[الطويل]

عسى الله يؤتيه من العلم حصّة

تصوّب على الألباب منها ينابع

ويجعله طرفا لكلّ سجيّة

مطهّرة للناس فيها منافع

ويلحقه في الصالحات بجدّه

فيثني عليه الكلّ دان وشاسع

وذو العرش جلّ أسما عميم نواله

وخير الورى في نصّ ما قلت شافع

فما أنت دوني يا أباه مهنّأ

به فالسرور الكلّ بابنك جامع

وله يستدعي إلى الباكور: [الوافر]

بدار بدار قد آن البدار

إلى أكواس باكور تدار

تبدّت رافلات في مسوح

له لون الدّياجي مستعار

وقد رقمت بياضا في سواد

كأنّ الليل خالطه النّهار

وقد نضجت وما طبخت بنار

وهل يحتاج للباكور نار؟

ولا تحتاج مضغا لا وليس

عجيب لا يشقّ له غبار

فقل للخلق قل للضّرس دعني

ففي البلع اكتفاء واقتصار

ص: 322

وممّا وقع له أثناء مقامات تشهد باقتداره، مقطوعة سهلة وهي «1» :[المتقارب]

رعى الله عهدا حوى ما حوى

لأهل الوداد وأهل الهوى

أراهم أمورا حلا وردها

وأعطاهم السؤل كيف نوى «2»

ولمّا حلا الوصل صالوا له

وراموه مأوى وماء روى «3»

وأوردهم سر أسرارهم

وردّ إلى كلّ داء دوا «4»

وما أمل طال إلّا وهى

ولا آمل «5» صال إلّا هوى

وقال يرثي ديكا فقده، ويصف الوجد الذي وجده، ويبكي من عدم أذانه، إلى غير ذلك من مستطرف شانه «6» :[البسيط]

أودى به الحتف لمّا جاءه الأجل

ديكا فلا عوض منه ولا بدل

قد كان لي أمل في أن يعيش فلم

يثبت مع الحتف في بغيا لها «7» أمل

فقدته فلعمري إنها عظة

وبالمواعظ تذري دمعها المقل

كأنّ مطرف وشي فوق ملبسه

عليه من كلّ حسن باهر حلل

كأنّ إكليل كسرى فوق مفرقه

وتاجه فهو عالي الشّكل محتفل

مؤقّت لم يكن يحزى «8» له خطأ

فيما يرتّب من ورد ولا خطل «9»

كأنّ زرقيل «10» فيما مرّ علّمه

علم المواقيت فيما «11» رتّب الأول

ص: 323

يرحّل الليل يحيى بالصراخ فما

يصدّه كلل عنه ولا ملل

رأيته قد وهت «1» منه القوى فهوى

للأرض فعلا يريه الشّارب الثّمل

لو يفتدى بديوك الأرض قلّ له

ذاك الفداء «2» ولكن فاجأ الأجل

قالوا الدّواء فلم يغن الدّواء «3» ولم

ينفعه من ذاك ما قالوا وما فعلوا

أمّلت فيه ثوابا أجر محتسب

إن قلت «4» ذلك «5» صحّ القول والعمل

وأمره السلطان أبو عبد الله سادس الملوك النّصريين في بعض أسفاره، وقد نظر إلى شلير «6» ، وتردّى بالثلج وتعمّم، وكمل ما أراد من بزّته وتمّم، أن ينظم أبياتا في وصفه، فقال بديهة «7» :[الطويل]

وشيخ جليل القدر قد طال عمره

وما عنده علم بطول ولا قصر

عليه لباس أبيض باهر السّنا

وليس بثوب أحكمته يد البشر

وطورا «8» تراه كلّه كاسيا به

وكسوته فيها لأهل النّهى عبر

وطورا تراه عاريا ليس يشتكي «9»

لحرّ «10» ولا برد من الشمس والقمر

وكم مرّت الأيام وهو كما ترى

على حاله لم يشك ضعفا ولا كبر

فذاك «11» شلير شيخ غرناطة التي

لبهجتها في الأرض ذكر قد انتشر «12»

بها ملك سامي المراقي أطاعه

كبار ملوك الأرض في حالة الصّغر

تولّاه ربّ العرش منه بعصمة

تقيه مدى الأيام من كلّ ما ضرر

نثره: ونثره كثير ما بين مخاطبات، وخطب، ومقطعات، ولعب، وزرديّات شأنها عجب. فمن ذلك ما خاطب به الرئيس أبا سعيد بن نصر يستجدي أضحية:

ص: 324

يقول شاكر الأيادي: وذاكر فخر كل نادي، وناشر غرر الغرر للعاكف والبادي، والرائح والغادي، اسمعوا مني حديثا تلذّة الأسماع، ويستطرفه الاستماع، ويشهد بحسنه الإجماع، ويجب عليه الاجتماع، وهو من الأحاديث التي لم تتفق إلّا لمثلي، ولا ذكرت عن أحد قبلي، وذلك يا معشر الألبّاء، والخلصاء الأحبّاء، أني دخلت في هذه الأيام داري، في بعض أدواري، لأقضي من أخذ الغذاء أوطاري، على حسب أطواري، فقالت لي ربّة البيت: لم جئت، وبما أتيت؟ قلت: جئت لكذا وكذا، فهات الغذا، فقالت: لا غذا لك عندي اليوم، ولو أودى بك الصّوم، حتى تسل الاستخارة، وتفعل كما فعل زوج الجارة، طيّب الله نجاره، وملأ بالأرزاق وجاره.

قلت: وما فعل قريني، وأرني من العلامة ما أحببت أن تريني. قالت: إنه فكّر في العيد، ونظر في أسباب التّعييد، وفعل في ذلك ما يستحسنه القريب والبعيد، وأنت قد نسيت ذكره ومحوته من بالك، ولم تنظر إليه نظرة بعين اهتبالك، وعيد الأضحى في اليد، والنّظر في شراء الأضحية اليوم أوفق من الغد. قلت: صدقت، وبالحقّ نطقت، بارك الله فيك، وشكر جميل تحفّيك، فلقد نبّهت بعلك لإقامة السّنة، ورفعت عنه من الغفلة منّة. والآن أسير لأبحث عمّا ذكرت، وأنظر في إحضار ما إليه أشرت، ويتأتّى ذلك إن شاء الله بسعدك، وتنالين فيه من بلوغ الأمر غاية قصدك، والجدّ ليس من الهزل، والأضحية للمرأة وللرجل الغزل. قالت: دعني من الخرافات، وأخبار الزّرافات، فإنّك حلو اللسان، قليل الإحسان، تخذت الغربة صحبتك إلى ساسان، فتهاونت بالنّساء، وأسأت فيمن أساء، وعوّدت أكل خبزك في غير منديل، وإيقاد الفتيل دون قنديل، وسكنى الخان، وعدم ارتفاع الدّخان، فما تقيم موسما، ولا تعرف له ميسما، وأخذت معي في ذلك بطويل وعريض، وكلانا في طرفي نقيض، إلى أن قلت لها: إزارك وردائي، فقد تفاقم بك أمر دائي، وما أظنّك إلّا بعض أعدائي، قالت: ما لك والإزار، شطّ بك المزار؟ لعلك تريد إرهانه في الأضحية والأبزار، اخرج عني يا مقيت، لا عمرت معك ولا بقيت، أو عدمت الدّين، وأخذ الورق بالعين. يلزمني صوم سنة، لا أغفيت معك سنة، إلّا إن رجعت بمثل ما رجع به زوج جارتي، وأرى لك الرّبح في تجارتي. فقمت عنها وقد لوت رأسها وولولت، وابتدرت وهرولت، وجالت في العتاب وصوّلت، وضمّت بنتها وولدها، وقامت باللّجج والانتصار بالحجج أودها، فلم يسعني إلّا أن عدوت أطوف السّكك والشوارع، وأبادر لما غدوت بسبيله وأسارع، وأجوب الآفاق، وأسأل الرّفاق، وأخترق الأسواق، وأقتحم زريبة بعد زريبة، وأختبر منها البعيدة والقريبة، فما استرخصته استنقصته، وما استغليته استعليته، وما وافق غرضي، اعترضني دونه عدم عرضي، حتى انقضى ثلثا يومي، وقد عييت بدوراني وهومي، وأنا لم أتحصل من

ص: 325

الابتياع على فائدة، ولا عادت عليّ فيه من قضاء الأرب عائدة، فأومأت الإياب، وأنا أجد من خوفها ما يجد صغار الغنم من الذّئاب، إلى أن مررت بقصّاب يقصب في مجزره، قد شدّ في وسطه مئزره، وقصّر أثوابه حتى كشف عن ساقيه، وشمّر عن ساعديه حتى أبدى مرفقيه، وبين يديه عنز قد شدّ يديه في رقبته وهو يجذبه فيبرك، ويجرّه فما يتحرّك، ويروم سيره فيرجع القهقرى، ويعود إلى ورا، والقصاب يشدّ على إزاره، خيفة من فراره، وهو يقول: اقتله من جان باغ، وشيطان طاغ، ما أشدّه، وما ألذّه وما أصدّه، وما أجدّه، وما أكثره بشحم، وما أطيبه بلحم، الطّلاق يلزمه إن كان عاين تيسا مثله، أو أضحية تشبهه قبله، أضحية حفيلة، ومنحة جليلة. هنّأ الله من رزقها، وأخلف عليها رزقها. فاقتحمت المزدحم أنظر مع من نظر، وأختبر فيمن اختبر. وأنا والله لا أعرف في التقليب والتّخمين، ولا أفرّق بين العجف والسّمين، غير أني رأيت صورة دون البغل وفوق الحمار، وهيكلا يخبرك عن صورة العمّار، فقلت للقصّاب: كم طلبك فيه، على أن تمهل الثّمن حتى أوفيه؟ فقال: ابغني فيه أجيرا، وكن له الآن من الذّبح مجيرا، وخذه بما يرضي، لأول التقضّي. قلت:

استمع الصوت، ولا تخف الفوت. قال: ابتعه مني نسيّة، وخذه هديّة، قلت: نعم، فشقّ لي الضمير، وعاكسني فيه بالنّقير والقطمير، قال: تضمن لي فيه عشرين دينارا، أقبضها منك لانقضاء الحول دنيّرا دنيّرا، قلت: إنّ هذا لكثير، فاسمح منه بإحاطة اليسير. قال: والذي فلق الحبّة، وبرّأ النّسمة، لا أنقصك من هذا، وما قلت لك سمسمة، اللهمّ إن شئت السّعة في الأجل، فأقضي لك ذلك دون أجل، فجلبني للابتياع منه الإنساء في الأمد، وغلبني بذلك فلم أفتقر منه لرأي والد ولا ولد، ولا أحوجت نفسي في ذلك لمشورة أحد، وقلت: قد اشتريته منك فضع البركة، ليصحّ النّجح في الحركة. فقال: فقيه بارك الله فيه قد بعته لك، فاقبض متاعك، وثبّت ابتياعك، وها هو في قبضك فاشدد وثاقه، وهلمّ لنعقد عليك الوثاقة. فانحدرت معه لدكان التّوثيق، وابتدرت من السّعة إلى الضّيق، وأوثقني بالشادّة تحت عقد وثيق، وحملني من ركوب الدّين ولحاق الشّين في أوعر طريق. ثم قال لي: هذا تيسك فشأنك وإياه، وما أظنّك إلّا تعصياه، وأت بحمّالين أربعة فإنك لا تقدر أن ترفعه، ولا يتأتى لك أن يتبعك ولا أن تتبعه، ولم يبق لك من الكلفة إلّا أن يحصل في محلّك، فيكمل سرور أهلك. وانطلقت للحمّال وقلت: هلم إليّ، وقم الآن بين يديّ، حتى انتهينا إلى مجزرة القصّاب، والعنز يطلب فلا يصاب، فقلت: أين التّيس، يا أبا أويس؟ قال: إنه قد فرّ، ولا أعلم حيث استقرّ. قلت: أتضيع عليّ مالي، لتخيب آمالي، والله لا يحزنك بالعصا، كمن عصا، ولا رفعتك إلى الحكّام، تجري عليك منهم الأحكام. قال: ما لي علم به، ولا بمنقلبه، لعلّه فرّ لأمّه وأبيه، وصاحبته

ص: 326

وبنيه، فعليك بالبريح. فاتجهت أنادي بالأسواق، وجيران الزّقاق، من ثقف لي تيسا فله البشارة، بعد ما أتى بالأمارة، وإذا برجل قد خرج من دهليز، وله هدير وهزيز، وهو يقول: من صاحب العنز المشوم؟ لا عدم به الشّوم، إن وقعت عليه عيني، يرتفع الكلام بينه وبيني. قلت: أنا صاحبه فما الذي دهاك منّي، أو بلغك عنّي. قال: إن عنزك حين شرد، خرج مثل الأسد، وأوقع الرّهج في البلد، وأضرّ بكل أحد، ودخل في دهليز الفخّارة فقام فيه وقعد، وكان العمل فيه مطبوخا ونيّا، فلم يترك منه شيا، ومنه كانت معيشتي، وبه استقامت عيشتي، وأنت ضامن مالي، فارتفع معي إلى الوالي، والعنز مع هذا يدور وسط الجمهور، ويكرّ كرّة العفريت المزجور، ويأتي بالكسر على ما بقي في الدّهليز من الطّواجن والقدور، والخلق قد انحسروا للضجيج، وكثر العياط والعجيج، وأنت تعرف عفرطة الباعة، وما يحوون من الوضاعة، وأنا أحاول من أخذه ما أستطيع، وأروم الإطاعة من غير مطيع، والباعة قد أكسبته من الحماقة، ما لم يكن لي به طاقة. ورجل يقول: المحتسب، واعرف ما تكتسب، وإلى من تنتسب، فقد كثر عنده بك التّشكّي، وصاحب الدهليز قبالته يبكي، وقد وجد عنده عليك وجد الشكوى، وأيقن أنك كسرت الدّعوى، وأمر بإحضارك، وهو في انتظارك، فشدّ وسطك، واحفظ إبطك، وإنك تقوم على من فتح باعه للحكم على الباعة ونصب لأرباب البراهين، على أرباب الشّواهين، ورفع على طبقة، ليملأ طبقة، ثم أمسكني باليمين، حتى أوصلني للأمين، فقال لي: أرسلت التّيس للفساد، كأنك في نعم الله من الحسّاد. قلت: إنه شرد، ولم أدر حيث ورد. قال: ولم لا أخذت ميثاقه، ولم تشدّد وثاقه، يا شرطي طرّده، واطرح يدك فيه وجرّده. قلت: أتجرّدني الساعة، ولست من الباعة؟ قال: لا بدّ من ذاك، أو تضمن ما أفسده هناك؟ قلت:

الضّمان الضّمان، الأمان الأمان. قال: قد أمّنت، إن ضمنت، وعليك الثّقاف، حتى يقع الإنصاف، أو ضامن كاف، فابتدر أحد إخواني، وبعض جيراني، فأدّى عني ما ظهر بالتّقدير، وآلت الحال للتّكدير. ثم أردت الانصراف بالتّيس، لا كان كيانه، ولا كوّن مكانه، وإذا بالشّرطي قد دار حولي، وقال لي: كلف فعلي بأداء جعلي، فقد عطّلت من أجلك شغلي، فلم يك عندي بما تكسر سورته، ولا بما تطفي جمرته، فاسترهن مئزري في بيته ليأخذ مايته. وتوجّهت لداري، وقد تقدّمت أخباري، وقدمت بغباري، وتغيّر صغاري وكباري، والتّيس على كاهل الحمّال يرغو كالبعير، ويزأر كالأسد إذا فصلت العير، فلقت للحمال: أنزله على مهل، فهلال التّعييد قد استهلّ، فحين طرحه في الأسطوان، كرّ إلى العدوان، وصرخ كالشيطان، وهمّ أن يقفز الحيطان، وعلا فوق الجدار، وأقام الرّهجة في الدار، ولم تبق في الزقاق عجوز إلّا وصلت لتراه، وتسأل عمّا اعتراه، وتقول: بكم اشتراه، والأولاد قد دارت به

ص: 327

وأرهقهم لهفه، ودخل قلوبهم خوفه، فابتدرت ربّة البيت، وقالت: كيت وكيت، لا خلّ ولا زيت، ولا حيّ ولا ميت، ولا موسم ولا عيد، ولا قريب ولا بعيد، سقت العفريت إلى المنزل، ورجعت بمعزل، ومن قال لك اشتره، ما لم تره، ومن قال لك سقه، حتى توثّقه، ومتى تفرح زوجتك، والعنز أضحيتك، ومتى تطبخ القدور، وولدك منه معذور، وبأيّ قلب تأكل الشّويّة، ولم تخلص لك فيه النيّة، ولقلّة سعدها، وأخلف وعدها، والله لو كان العنز، يخرج الكنز، ما عمر لي دارا، ولا قرب لي جوارا، اخرج عني يا لكع، فعل الله بك وصنع، وما حبسك عن الكباش السّمان، والضّأن الرّفيعة الأثمان، يا قليل التّحصيل، يا من لا يعرف الخياطة ولا التّفصيل، أدلّك على كبش سمين، واسع الصدر والجبين، أكحل عجيب، أقرن مثل كبش الخطيب، يعبق من أوداكه كلّ طيب، يغلب شحمه على لحمه، ويسيل الودك من عظمه، قد علف بالشّعير، ودبّر عليه أحسن تدبير، لا بالصّغير ولا بالكبير، تصلح منه الألوان، ويستطرف شواه في كل أوان، ويستحسن ثريده وقديده في سائر الأحيان، قلت: بيّني لي قولك، لأتعرّف فعلك، وأين توجد هذه الصّفة، يا قليلة المعرفة. قالت: عند مولانا، وكهفنا ومأوانا، الرئيس الأعلى، الشّهاب الأجلى، القمر الزّاهر، الملك الظّاهر، الذي أعزّ المسلمين بنعمته، وأذلّ المشركين بنقمته. واسترسل في المدح فأطال وفيما ثبت كفاية.

وفاته: في كائنة الطاعون ببلده بلّش في أواخر عام خمسين وسبعمائة، ودفن بها.

عبد الله بن إبراهيم بن وزمّر الحجاري «1» الصّنهاجي

الأديب المصنّف، يكنى أبا محمد.

حاله وأوليته: أبوه أديب مدينة الفرج بوادي الحجارة «2» ، المصنّف للمأمون بن ذي النون «3» كتاب «مغنيطاس الأفكار، فيما تحتوي عليه مدينة الفرج من النظم والنثر

ص: 328

والأخبار» . وكان أبو محمد هذا ماهرا، كاتبا، شاعرا، رحّالا. سكن مدينة شلب «1» بعد استيلاء العدو على بلاده بالثّغر. وله «2» في التّحوّل أشعار وأخبار. قدم غرناطة وقصد عبد الملك بن سعيد، صاحب القلعة «3» من بنيّاتها، واستأذن عليه في زيّ موحش، واستخفّ به القاعدون ببابه، إلى أن لاطف بعضهم، وسأله أن يعرّف به القائد، فلما بلّغ عنه، أمر بإدخاله، فأنشده قصيدة مطلعها «4» :[الوافر]

عليك أحالني الذّكر الجميل

فجئت ومن ثنائك لي دليل «5»

أتيت ولم أقدّم من رسول

لأنّ القلب كان هو الرّسول

منها في وصف زيّه البدوي المستقل وما في طيّه:

ومثّلني بدنّ فيه خمر «6»

يخفّ بها «7» ومنظره ثقيل

فأكرم نزله، وأحسن إليه، وأقام عنده سنة، حتى ألّف بالقلعة كتاب «المسهب، في غرائب «8» المغرب» ، وفيه التّنبيه على الحلى البلادية والعبّادية. وانصرف إلى قصد ابن هود بروطة، بعد أن عذله عن التّحوّل عنه، فقال: النّفس توّاقة، وما لي بالتّغرّب طاقة، ثم أفكر وقال:[الطويل]

يقولون لي: ماذا الملال تقيم في

محلّ فعند الأنس تذهب راحلا

فقلت لهم: مثل الحمام إذا شدا

على غصن أمسى بآخر نازلا

نكبته: قال علي بن موسى بن سعيد «9» : ولمّا قصد الحجاري روطة، وحلّ لدى أميرها المستنصر بن عماد الدولة بن هود «10» ، وتحرّك لغزو من قصده من

ص: 329

البشكنس، فهزم جيشه، كان «1» الحجاري أحد من أسر في تلك الوقيعة، فاستقرّ ببسقاية «2» ، وبقي بها مدّة، يحرّك ابن هود بالأشعار ويحثّه على خلاصه من الإسار، فلم يجد عنده ذمامة، ولا تحرّك له اهتمامه، فخاطب عبد الملك بن سعيد بقوله:

[السريع]

أصبحت في بسقاية مسلما

إلى الأعادي لا أرى مسلما

مكلّفا ما ليس في طاقتي

مصفّدا منتهرا مرغما

أطلب بالخدمة، وا حسرتي!

وحالتي تقضي بأن أخدما

فهل كريم يرتجى للأسير

يفكّه، أكرم به منتمى

وقوله: [الخفيف]

أرئيس الزمان أغفلت أمري

وتلذّذت تاركا لي بأسر؟

ما كذا يعمل الكرام ولكن

قد جرى على المعوّد دهري

فاجتهد في فدائه، ولم يمرّ شهر إلّا وقد تخلص من أسره، واستقرّ لديه، فكان طليق آل سعيد، وفيهم يقول «3» :

وجدنا سعيدا منجبا خير عصبة

هم في بني أعصارهم «4» كالمواسم

مشنّفة أسماعهم بمدائح «5»

مسوّرة أيمانهم بالصّوارم

فكم لهم في الحرب من فضل ناثر!

وكم لهم في السّلم من فضل ناظم

تواليفه: وتواليف الحجاري بديعة، منها «الحديقة» في البديع، وهو كتاب مشهور، ومنها «المسهب في غرائب المغرب» ، وافتتح خطبته بقوله:«الحمد لله الذي جعل العباد، من البلاد بمنزلة الأرواح من الأجساد، والأسياف من الأغماد» . وهو في ستة مجلدات.

ص: 330