المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ذكر تعظيم أجر رسول الله صلى الله عليه وسلم بما فعله معه المشركون - سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد - جـ ٤

[الصالحي الشامي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد الرابع]

- ‌جماع أبواب المغازي التي غزا فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه الكريمة

- ‌الباب الأول في الإذن بالقتال ونسخ العفو عن المشركين وأهل الكتاب

- ‌الباب الثاني اختلاف الناس في عدد المغازي الذي غزا فيها النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه الكريمة، وفي كم قاتل فيها

- ‌تنبيهات

- ‌الباب الثالث في غزوة الأبواء وهي ودان

- ‌تنبيه في بيان غريب ما سبق:

- ‌الباب الرابع في غزوة بواط

- ‌الباب الخامس في غزوة سفوان…وهي بدر الأولى

- ‌تنبيهان

- ‌الباب السادس في بيان غزوة العشيرة

- ‌الباب السابع في بيان غزوة بدر الكبرى

- ‌ذكر منام عاتكة بنت عبد المطلب

- ‌ذكر تبدي إبليس لقريش في صورة سراقة بن مالك

- ‌ذكر رؤيا جهيم بن الصلت

- ‌ذكر خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر وصول أبي سفيان إلى قرب المدينة وحذره من رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر ابتداء الحرب وتهييج القتال يوم بدر

- ‌ذكر دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر ونزول الملائكة لنصره

- ‌ذكر سيماء الملائكة يوم بدر

- ‌ذكر شعار المسلمين يومئذ

- ‌ذكر التحام القتال ومقتل عمير بن الحمام رضي الله عنه

- ‌مقتل عوف بن الحارث

- ‌ذكر دعاء أبي جهل على نفسه

- ‌ذكر مقتل عدو الله أمية بن خلف

- ‌ذكر رمي رسول الله صلى الله عليه وسلم الكفار بالحصباء

- ‌ذكر مقتل فرعون هذه الأمة أبي جهل بن هشام وغيره

- ‌مقتل أبي ذات الكرش

- ‌ذكر انقلاب العرجون سيفا

- ‌ذكر بركة أثر ريقه ويده صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر انهزام المشركين

- ‌ذكر سحب كفار قريش إلى بدر وما وقع في ذلك من الآيات

- ‌ذكر إرسال رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة وعبد الله بن رواحة بشيرين لأهل المدينة بوقعة بدر: الأول لأهل السافلة والثاني لأهل العالية

- ‌ذكر اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في الفيء

- ‌ذكر اختلاف الصحابة رضي الله عنهم فيما يفعل بالأسرى

- ‌ذكر رحيل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وقسمة الغنائم وقتل جماعة من الأسرى

- ‌ذكر وصول الأسارى إلى المدينة

- ‌ذكر وصول خبر مصاب أهل بدر إلى أهليهم ومهلك أبي لهب

- ‌ذكر نوح أهل مكة على قتلاهم ثم منعهم من ذلك

- ‌ذكر فرح النجاشي بوقعة بدر

- ‌ذكر إرسال قريش في فداء الأسارى

- ‌ذكر إرسال قريش عمرو بن العاص وعبد الله بن أبي ربيعة إلى النجاشي ليدفع إليهما من عنده من المسلمين

- ‌ذكر عدد المسلمين والمشركين الذين شهدوا بدرا

- ‌ذكر من استشهد من المسلمين ببدر

- ‌ذكر عدة من قتل من المشركين يوم بدر ومن أسر منهم

- ‌ذكر من أسلم من أسرى بدر بعد ذلك

- ‌تنبيهات

- ‌[ذكر أسماء من شهدوا بدرا]

- ‌حرف الألف

- ‌حرف الباء

- ‌حرف التاء

- ‌حرف الثاء المثلثة

- ‌حرف الجيم

- ‌حرف الحاء

- ‌حرف الخاء

- ‌حرف الذال

- ‌حرف الراء

- ‌حرف الزاي

- ‌حرف السين

- ‌حرف الشين المعجمة

- ‌حرف الصاد المهملة

- ‌حرف الضاد المعجمة

- ‌حرف الطاء المهملة

- ‌حرف الظاء المعجمة

- ‌حرف العين المهملة

- ‌حرف الغين المعجمة

- ‌حرف الفاء

- ‌حرف القاف

- ‌حرف الكاف

- ‌حرف اللام

- ‌حرف الميم

- ‌حرف النون

- ‌حرف الهاء

- ‌حرف الواو

- ‌ الكنى

- ‌حرف الياء

- ‌حرف الألف

- ‌حرف الباء الموحدة

- ‌حرف الحاء المهملة

- ‌حرف الخاء المعجمة

- ‌حرف الدال المهملة

- ‌حرف الزاي

- ‌حرف السين المهملة

- ‌حرف الشين المعجمة

- ‌حرف الصاد المهملة

- ‌حرف الضاد المعجمة

- ‌حرف الطاء المهملة

- ‌حرف العين

- ‌حرف الفاء

- ‌حرف القاف

- ‌حرف الكاف

- ‌حرف اللام

- ‌حرف الميم

- ‌حرف النون

- ‌حرف الهاء

- ‌حرف الياء

- ‌ذكر بعض ما قاله الصحابة من الشعر في غزوة بدر

- ‌شرح غريب القصة

- ‌شرح غريب رؤيا عاتكة

- ‌شرح غريب خروج قريش

- ‌شرح غريب رؤيا جهيم بن الصلت

- ‌شرح غريب خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌شرح غريب ذكر وصول أبي سفيان إلى قريب المدينة

- ‌شرح غريب ذكر ابتداء الحرب

- ‌شرح غريب ذكر دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر

- ‌شرح غريب سيما الملائكة

- ‌شرح غريب ذكر شعار المسلمين

- ‌شرح غريب ذكر التحام القتال

- ‌شرح غريب مقتل عوف بن الحارث

- ‌شرح غريب: وقاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌شرح غريب ذكر دعاء أبي جهل على نفسه

- ‌شرح غريب مقتل عدو الله أمية بن خلف

- ‌شرح غريب ذكر رمي رسول الله صلى الله عليه وسلم الكفار بالحصباء

- ‌شرح غريب ذكر مقتل أبي جهل

- ‌شرح غريب ذكر انقلاب العرجون سيفا وغريب بركة أثر ريقه

- ‌شرح غريب ذكر انهزام المشركين

- ‌شرح غريب ذكر سحب الكفار إلى قليب بدر

- ‌شرح غريب أبيات حسان رضي الله عنه

- ‌شرح غريب ذكر إرسال رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة وعبد الله بن رواحة

- ‌شرح غريب ذكر اختلاف الصحابة في الفيء وفيما يفعل بالأسرى

- ‌شرح غريب ذكر رحيل رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌شرح غريب أبيات أبي عبد الله محمد بن أحمد بن علي بن جابر رحمه الله

- ‌شرح غريب ذكر وصول الأسارى إلى المدينة الشريفة

- ‌شرح غريب ذكر وصول خبر مصاب أهل بدر إلى أهليهم

- ‌شرح غريب نوح أهل مكة على قتلاهم

- ‌شرح غريب ذكر فرح النجاشي

- ‌شرح غريب ذكر إرسال قريش في فداء الأسارى

- ‌شرح غريب بيتي أبي سفيان وبيتي حسان

- ‌شرح غريب أبيات أبي عزة الجمحي

- ‌شرح غريب ذكر عدد المسلمين

- ‌شرح غريب التنبيه الرابع والعشرين

- ‌شرح غريب أبيات حمزة رضي الله عنه

- ‌شرح غريب أبيات علي بن أبي طالب رضي الله عنه

- ‌شرح غريب أبيات كعب بن مالك رضي الله عنه

- ‌شرح غريب أبيات حسان بن ثابت رضي الله عنه

- ‌شرح غريب أبيات الحارث بن هشام رضي الله عنه

- ‌شرح غريب أبيات حسان بن ثابت رضي الله عنه

- ‌شرح غريب أبيات عاتكة بنت عبد المطلب

- ‌الباب الثامن في غزوة بني سليم بالكدر، ويقال لها: قرقرة الكدر

- ‌تنبيهان

- ‌الباب التاسع في غزوة السويق

- ‌الباب العاشر في غزوة غطفان إلى نجد

- ‌تنبيهان

- ‌الباب الحادي عشر في غزوة الفروع من بحران

- ‌تنبيه في بيان غريب ما سبق

- ‌الباب الثاني عشر في غزوة بني قينقاع

- ‌تنبيهات

- ‌الباب الثالث عشر في غزوة أحد

- ‌ذكر خروج قريش من مكة

- ‌ذكر منام رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر خروج النبي صلى الله عليه وسلم إلى أحد

- ‌ذكر انخزال عدو الله ابن أبيّ بثلث العسكر

- ‌ذكر خطبته صلى الله عليه وسلم وتهيئته للقتال

- ‌ذكر تهيئ المشركين للقتال

- ‌ذكر ابتداء الحرب واشتداد القتال

- ‌ذكر ترك الرماة مكانهم الذي أقامهم فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وما حصل بسبب ذلك

- ‌ذكر ثبات رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر تعظيم أجر رسول الله صلى الله عليه وسلم بما فعله معه المشركون

- ‌ذكر إرسال الله تعالى النعاس على المسلمين الذين ثبتوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر ما جاء في حضور الملائكة وقتالهم يوم أحد

- ‌ذكر رجوع بعض المسلمين بعد توليهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر قتله صلى الله عليه وسلم أبي بن خلف عدو الله تعالى

- ‌ذكر مقتل عثمان بن عبد الله بن المغيرة المخزومي

- ‌ذكر انتهائه صلى الله عليه وسلم إلى الشعب وما داوى به جرحه

- ‌ذكر إرادته صلى الله عليه وسلم صعود صخرة في الشعب لينظر حال الناس

- ‌ذكر استنصاره صلى الله عليه وسلم ربه تبارك وتعالى

- ‌ذكر مقتل حسيل

- ‌ذكر مقتل مخيريق النضري الاسرائيلي

- ‌ذكر مقتل الأصيرم عمرو بن ثابت بن وقش

- ‌ذكر مقتل حنظلة رضي الله عنه

- ‌ذكر مقتل عمرو بن الجموح وعبد الله بن حرام رضي الله عنهما

- ‌ذكر مقتل قزمان

- ‌ ذكر مقتل أنس بن النضر رضي الله عنه

- ‌ذكر مقتل حمزة بن عبد المطلب سيد الشهداء رضي الله عنه

- ‌ذكر مقتل عبد الله بن جحش رضي الله عنه

- ‌ذكر مقتل أبي سعد خيثمة بن أبي خيثمة رضي الله عنه

- ‌ذكر مقتل مصعب بن عمير رضي الله عنه

- ‌ذكر تمثيل نساء المشركين: هند بنت عتبة ومن معها بقتلى المسلمين

- ‌ذكر رجوع المشركين إلى مكة

- ‌ذكر طلب المسلمين قتلاهم

- ‌ذكر أمره صلى الله عليه وسلم بدفن من استشهد يوم أحد

- ‌ذكر دعائه صلى الله عليه وسلم، بعد الوقعة يوم أحد

- ‌ذكر رحيل النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة

- ‌ذكر إظهار المنافقين واليهود الشماتة والسرور بما حصل للمسلمين

- ‌ذكر قيام عبد الله بن أبي وإرادته الخطبة ومنع المسلمين له من ذلك

- ‌ذكر ما نزل من القرآن في شأن أحد

- ‌ذكر بعض ما قاله المسلمون من الشعر في غزوة أحد

- ‌تنبيهات

- ‌شرح غريب خروج قريش من مكة

- ‌شرح غريب منام رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌شرح غريب خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أحد

- ‌شرح غريب انخزال عبد الله بن أبيّ بثلث العسكر

- ‌شرح غريب خطبة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌شرح غريب ذكر تهيئ المشركين للقتال

- ‌شرح غريب ذكر ابتداء الحرب (واشتداد القتال)

- ‌شرح غريب ذكر ترك الرماة مكانهم الذي أقامهم فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وما حصل بسبب ذلك

- ‌شرح غريب ذكر ثبات رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌شرح غريب ذكر تعظيم أجر رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌شرح غريب إرسال الله تعالى النعاس على المسلمين وشرح غريب حضور الملائكة

- ‌شرح غريب رجوع المسلمين بعد توليهم

- ‌شرح غريب ذكر قتله صلى الله عليه وسلم أبي بن خلف

- ‌شرح غريب أبيات حسان رضي الله عنه

- ‌شرح غريب مقتل عثمان بن المغيرة وذكر انتهائه صلى الله عليه وسلم إلى الشعب وإرادته صعود الصّخرة

- ‌شرح غريب مقتل حنظلة وعمرو بن الجموح وعبد الله بن حرام وقزمان وأنس بن النضر

- ‌شرح غريب ذكر مقتل حمزة رضي الله عنه

- ‌شرح غريب أبيات الهنديين

- ‌شرح غريب مقتل عبد الله بن جحش ومصعب رضي الله عنهما

- ‌شرح غريب تمثيل المشركين بالقتلى وغريب رجوعهم

- ‌شرح غريب ذكر طلب المسلمين قتلاهم رضي الله عنهم والأمر بدفنهم

- ‌شرح غريب ذكر دعائه صلى الله عليه وسلم بعد الوقعة ورحيله

- ‌شرح غريب ذكر إظهار المنافقين واليهود الشماتة وإرادة ابن أبيّ الخطبة

- ‌شرح غريب قصيدة حسان رضي الله عنه

- ‌شرح غريب قصيدة كعب بن مالك رضي الله عنه

- ‌شرح غريب قصيدته اللامية رضي الله عنه

- ‌شرح غريب قصيدة حسّان اللاميّة رضي الله عنه

- ‌شرح غريب قصيدة حسّان الحائية رضي الله عنه

- ‌شرح غريب قصيدة كعب بن مالك رضي الله عنه

- ‌شرح غريب قصيدة عبد الله بن رواحة رضي الله عنه

- ‌شرح غريب قصيدة حسان رضي الله عنه

- ‌شرح غريب قصيدة كعب بن مالك رضي الله عنه

- ‌شرح غريب أبيات صفية رضي الله عنها

- ‌الباب الرابع عشر في غزوة حمراء الأسد

- ‌تنبيهات

- ‌الباب الخامس عشر في غزوة بني النّضير

- ‌ذكر إرساله صلى الله عليه وسلم محمد بن مسلمة إليهم واعترافهم برسالته

- ‌ذكر إرسال عبد الله بن أبيّ إليهم بعد الخروج من أرضهم

- ‌ذكر مسير رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني النضير

- ‌ذكره أمره صلى الله عليه وسلم بقطع النخيل

- ‌ذكر خروج بني النضير من أرضهم

- ‌ذكر محاورة عمرو بن سعدى اليهودي في أمر النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر بعض ما قيل في هذه الغزوة من الأشعار

- ‌تنبيهات

- ‌ذكر غريب إرساله صلى الله عليه وسلم محمد بن مسلمة

- ‌شرح غريب إرسال عبد الله بن أبيّ إليهم ومسير رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم…وشرح غريب خروجهم

- ‌شرح غريب محاورة عمرو بن سعد اليهودي

- ‌شرح غريب قصيدة كعب بن مالك رضي الله عنه

- ‌شرح غريب أبيات حسان بن ثابت وأبي سفيان بن الحارث

- ‌الباب السادس عشر في غزوة بدر الموعد

- ‌ذكر خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه

- ‌ذكر بعض ما قيل في هذه الغزوة من الأشعار

- ‌تنبيهان

- ‌الباب السابع عشر في غزوة دومة الجندل

- ‌تنبيه: في بيان غريب ما سبق:

- ‌الباب الثامن عشر في غزوة بني المصطلق

- ‌ذكر خروج النبي صلى الله عليه وسلم إلى المريسيع

- ‌ذكر أمره صلى الله عليه وسلم بتكتيف الأسارى وقسمة الغنيمة

- ‌ذكر تزوجه صلى الله عليه وسلم بجويرية رضي الله عنها وبركة ذلك

- ‌ذكر منام أم المؤمنين جويرية بنت الحارث رضي الله عنها

- ‌ذكر افتداء من بقي من السبي

- ‌ذكر ما ظهر من ابن أبي في هذه الغزوة من النفاق

- ‌ذكر تكبيس ظهره صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر إخباره صلى الله عليه وسلم بموت كبير من المنافقين وإخباره عن موضع ناقته حين فقدت وبما قاله بعض أهل النفاق

- ‌ذكر مسابقة رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الخيل والإبل

- ‌ذكر نهيه صلى الله عليه وسلم عن طروق النساء وإخباره بعض أصحابه بما وقع له

- ‌ذكر قدوم الحارث بن أبي ضرار، وسبب إسلامه

- ‌ذكر ما نزل في ابن أبيّ في هذه الغزوة

- ‌تنبيهات

- ‌شرح غريب أمره صلى الله عليه وسلم بتكتيف الأسارى

- ‌شرح غريب تزوجه صلى الله عليه وسلم بجويرية رضي الله عنها

- ‌شرح غريب ذكر افتداء من بقي من السبي وما يذكر معه

- ‌شرح غريب ما ظهر من ابن أبي من النفاق

- ‌شرح غريب ذكر تكبيس ظهره صلى الله عليه وسلم

- ‌شرح غريب ذكر إخباره صلى الله عليه وسلم بموت منافق وما يذكر معه

- ‌شرح غريب ذكر نهيه صلى الله عليه وسلم عن طروق النساء

- ‌شرح غريب ذكر ما نزل في ابن أبي المنافق

- ‌الباب التاسع عشر في غزوة الخندق

- ‌ذكر خروج قريش ومن ذكر معهم

- ‌ذكر ما كان المسلمون يرتجزون به من الشعر في عمل الخندق

- ‌ذكر الآيات التي وقعت عند ظهور الصّخرة في الخندق

- ‌ذكر الآيات التي وقعت لما أصابتهم المجاعة في حفر الخندق

- ‌ذكر بركة يده صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر تخلف جماعة من المنافقين عن مساعدة المسلمين

- ‌ذكر عرضه صلى الله عليه وسلم الغلمان

- ‌ذكر تهيؤ رسول الله صلى الله عليه وسلم لحرب المشركين ووصولهم إلى المدينة

- ‌ذكر وصول المشركين بعد فراغ الخندق

- ‌ذكر ما قاله المؤمنون لما رأوا الأحزاب

- ‌ذكر نقض بني قريظة العهد الذي بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر أراده رسول الله صلى الله عليه وسلم مصالحة غطفان

- ‌ذكر قتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه عمرو بن عبد ود العامري

- ‌ذكر اتفاق المشركين على محاصرة المسلمين من جميع جوانب الخندق

- ‌ذكر رمي بعض المشركين سعد بن معاذ رضي الله عنه

- ‌ذكر قضائه صلى الله عليه وسلم ما فاته من الصلوات

- ‌ذكر ما غنمه المسلمون من المشركين

- ‌ذكر اشتداد الأمر على المسلمين ودعائه صلى الله عليه وسلم على الأحزاب وكيف صرفهم الله تعالى وقدوم نعيم بن مسعود رضي الله عنه

- ‌ذكر انهزام المشركين وإرسال الله تعالى عليهم البرد والريح والملائكة تزلزلهم

- ‌ذكر إرسال رسول الله صلى الله عليه وسلم حذيفة بن اليمان رضي الله عنه ليكشف له خبرهم

- ‌ذكر انصراف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخندق بعد رحيل أعدائه وإخباره بأن قريشا لا تغزوه أبدا وأنه هو الذي يغزوهم

- ‌ذكر كتاب أبي سفيان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر ما أنزل الله تبارك وتعالى في شأن هذه الغزوة من سورة الأحزاب

- ‌ذكر بعض ما قيل فيها من أشعار المسلمين

- ‌تنبيهات

- ‌شرح غريب ذكر ما كان المسلمون يرتجزونه

- ‌شرح غريب ذكر الآيات التي وقعت عند ظهور الصخرة في الخندق

- ‌شرح غريب ذكر الآيات التي وقعت لما أصابتهم المجاعة في الخندق

- ‌شرح غريب ذكر تخلف جماعة من المنافقين وعرضه الغلمان

- ‌شرح غريب ذكر وصول المشركين

- ‌شرح غريب ذكر نقض بني قريظة العهد

- ‌شرح غريب ذكر إرادته صلى الله عليه وسلم مصالحة غطفان

- ‌شرح غريب ذكر قتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه عمرو بن عبد ود

- ‌شرح غريب ذكر رمي بعض المشركين سعد بن معاذ وقضائه صلى الله عليه وسلم الصلاة وما غنمه المسلمون

- ‌شرح غريب ذكر اشتداد الأمر على المسلمين

- ‌شرح غريب ذكر إرسال رسول الله صلى الله عليه وسلم حذيفة ابن اليمان رضي الله عنه ليكشف له خبر القوم وانصرافه صلى الله عليه وسلم إلى المدينة

- ‌شرح غريب أبيات كعب بن مالك رضي الله عنه

- ‌شرح غريب أبيات حسان رضي الله عنه

- ‌شرح غريب أبيات كعب بن مالك رضي الله عنه

- ‌شرح غريب قصيدة كعب رضي الله عنه

- ‌شرح غريب قصيدة كعب بن مالك رضي الله عنه

الفصل: ‌ذكر تعظيم أجر رسول الله صلى الله عليه وسلم بما فعله معه المشركون

وروى عبد الرزاق بسند مرسل قويّ عن الزهري قال: ضرب وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد سبعين ضربة بالسيف، وقاه الله شرّها كلّها.

قال الحافظ: ويحتمل أنه أراد بالسبعين حقيقتها، أو المبالغة في الكثرة. انتهى.

وبايعه يومئذ على الموت ثمانية: ثلاثة من المهاجرين، وهم: عليّ، والزبير، وطلحة.

وخمسة من الأنصار: أبو دجانة، والحارث بن الصّمّة، والحباب بن المنذر، وعاصم بن ثابت، وسهل بن حنيف، فلم يقتل منهم أحد.

وروى أبو يعلى بسند حسن، عن علي رضي الله عنه قال: لما انجلى الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد نظرت في القتلى، فلم أر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: والله ما كان ليفرّ وما أراه في القتلى، ولكن أرى الله تعالى غضب علينا بما صنعنا، فرفع نبيه صلى الله عليه وسلم، فما لي خير من أن أقاتل حتى أقتل، فكسرت جفن سيفي، ثم حملت على القوم فأفرجوا لي، فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وسلم بينهم، أي يقاتلهم صلى الله عليه وسلم.

‌ذكر تعظيم أجر رسول الله صلى الله عليه وسلم بما فعله معه المشركون

تكاثر المشركون على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأرادوا قتله. رمى عتبة بن أبي وقاص- لعنه الله- رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربعة أحجار فكسر حجر منها رباعيته اليمنى السّفلى وجرح شفته السّفلى.

قال الحافظ: والمراد بكسر الرّباعية- وهي السّنّ التي بين الثّنيّة والتّاب- أنها كسرت فذهب منها فلقة، ولم تقلع من أصلها.

وروى عبد الرزاق في تفسيره عن مقسم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا على عتبة بن أبي وقاص حين كسر رباعيته ورمى وجهه، فقال: اللهم لا يحول عليه الحول حتى يموت- كافرا، فما حال عليه الحول حتى مات كافرا إلى النار، ورواه أبو نعيم من وجه آخر عن ابن عباس

[ (1) ] .

وروى الحاكم عن حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه: أنه لما رأى ما فعل عتبة برسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا رسول الله من فعل بك؟ قال: «عتبة بن أبي وقّاص» . قلت: أين توجه؟ فأشار إلى حيث توجّه، فمضيت حتى ظفرت به فضربته بالسيف فطرحت رأسه، فأخذت رأسه وفرسه، وجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم [فسلم] ذلك إليّ، ودعا لي فقال:

«رضي الله عنك» ،

مرتين [ (2) ] .

[ (1) ] انظر البداية والنهاية 4/ 30.

[ (2) ] أخرجه البيهقي في السنن 6/ 308 والحاكم في المستدرك 3/ 300.

ص: 198

وروى الخطيب في تاريخ بغداد عن الحافظ محمد بن يوسف الفريابيّ قال: بلغني أن الذين كسروا رباعية رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يولد لهم صبيّ، فنبتت له رباعية.

قال السّهيليّ: ولم يولد من نسل عتبة ولد يبلغ الحلم إلّا وهو أهتم أبخر، يعرف ذلك في عقبه. وشجّه عبد الله بن شهاب الزّهريّ- وأسلم بعد ذلك- في وجهه، وسال الدم من الشّجّة حتى أخضل الدم لحيته الشريفة. نفسي له الفداء.

ورواه عبد الله بن قمئة- بفتح القاف وكسر الميم وبعدها همزة- فشجّ وجنته فدخلت حلقتان من حلق المغفر في وجنته. وعلاه بالسيف. وكان عليه درعان، فوقع صلى الله عليه وسلم في حفرة أمامه على جنبه، وهي من الحفر التي عملها أبو عامر الفاسق ليقع فيها المسلمون وهم لا يعلمون، فأغمي عليه صلى الله عليه وسلم، كما رواه ابن جرير عن قتادة، فأخذ علي بن أبي طالب بيده، ورفعه طلحة حتى استوى قائما فجحشت ركبتاه، ولم يصنع سيف ابن قمئة شيئا إلا وهن الضربة بثقل السيف، ومكث يجد وهن الضّربة على عاتقه شهرا، أو أكثر من شهر. ورمته جماعة كثيرة بالحجارة حتى وقع لشقّه.

وروى الطبراني عن أبي أمامة رضي الله عنه: أن ابن قمئة لمّا رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: خذها وأنا ابن قمئة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«أقمأك الله» ، فسلّط الله تعالى عليه تيس جبل، فلم يزل ينطحه حتى قطّعه قطعة قطعة [ (1) ] .

وروى أبو نعيم عن نافع بن عاصم قال: الذي أدمى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن قمئة رجل من هذيل، فسلّط الله تعالى عليه تيسا، فنطحه حتى قتله.

وروى أبو داود الطيالسي وابن حبان عن عائشة قالت: كان أبو بكر إذا ذكر يوم أحد قال: ذلك اليوم كلّه لطلحة، ثم أنشأ يحدّث قال: كنت ممن فاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد فرأيت رجلا يقاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم دونه- قال: وأراه قال يحميه- قال: قلت: كن طلحة حيث فاتني ما فاتني، فقلت: يكون رجلا من قومي أحبّ إليّ، وبيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل لا أعرفه، وأنا أقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منه، وهو يخطف خطفا لا أخطفه، فإذا هو أبو عبيدة بن الجراح، فانتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد كسرت رباعيته، وشجّ وجهه، وقد دخل في وجنته حلقتان من حلق المغفر،

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عليكما صاحبكما، يريد طلحة،

وقد نزف الدّم فتركناه، وذهبت لأنزل ذلك من وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أبو عبيدة:

أقسمت عليك بحقّي لما تركتني، فتركته، وكره أن يتناولها بيده فيؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأزم

[ (1) ] انظر الشفاء للقاضي عياض 2/ 480 فتح الباري 7/ 373.

ص: 199

عليها بفيه فاستخرج إحدى الحلقتين، ووقعت ثنيّته مع الحلقة، وذهبت لأصنع ما صنع، فقال: أقسمت عليك بحقي لما تركتني، ففعل كما فعل في المرة الأولى، فوقعت ثنيّته الأخرى مع الحلقة، فكان أبو عبيدة من أحسن الناس هتما، فأصلحنا من شأن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أتينا طلحة في بعض تلك الحفر، فإذا به بضع وسبعون أو أقل أو أكثر من طعنة وضربة ورمية، وإذا قد قطعت إصبعه فأصلحنا من شأنه [ (1) ] .

وذكر محمد بن عمر أن طلحة أصيب يومئذ في رأسه، فنزف الدم حتى غشي عليه، فنضح أبو بكر الماء في وجهه حتى أفاق فقال: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: خيرا، هو أرسلني إليك، قال: الحمد لله، كلّ مصيبة بعده جلل.

وفي حديث أبي سعيد الخدري عن محمد بن عمر: أنّ الحلقتين لمّا نزعتا جعل الدم يسرب كما يسرب الشّنّ، فجعل مالك بن سنان يأخذ الدم بفيه ويمجّه منه ويزدرد منه، فقال له:«أتشرب الدّم؟» قال: نعم يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«من مسّ دمه دمي لم تصبه النّار» .

وترّس دون رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو دجانة بنفسه، يقع النّبل في ظهره وهو ينحني عليه، حتى كثر عليه النبل وهو لا يتحرك.

وقاتل عبد الرحمن بن عوف قتالا شديدا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأصيب فوه فهتم، وجرح عشرين جراحة أو أكثر، وجرح في رجله، وكان يعرج منها. وروى ذلك الحاكم عن إبراهيم بن سعد. وقاتل سعد بن أبي وقاص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قتالا شديدا.

روى الحاكم عن عائشة بنت سعد عن أبيها قال: لما جال النّاس يوم أحد تلك الجولة تنحّيت فقلت: أذود عن نفسي، فإمّا أنجو وإما أن أستشهد، فإذا رجل محمرّ وجهه قد كاد المشركون أن يركبوه، فملأ يده من الحصا فرماهم به، وإذا بيني وبينه المقداد، فأردت أن أسأله عن الرّجل، فقال لي:«يا سعد هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوك» فقمت ولكأنه لم يصبني شيء من الأذى، فأتيته فأجلسني أمامه فجعلت أرمي وأقول:«اللهم سهمك فارم به عدوّك»

ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «اللهم استجب لسعد، اللهم سدّد لسعد رميته، إيها سعد، فداك أبي وأمي» ، فما من سهم أرمي به إلّا قال رسول الله:«اللهم سدد رميته، وأجب دعوته» ،

حتى إذا فرغت من كنانيّ نثر رسول الله صلى الله عليه وسلم ما في كنانته فنبلني سهما نضيّا قال وهو الذي قد ريش وكان أسدّ من غيره [ (2) ] .

[ (1) ] أخرجه البيهقي في الدلائل 3/ 363 وأبو نعيم في الحلية 1/ 87 وذكره ابن حجر في المطالب (4327) والمتقي الهندي في الكنز (30025) .

[ (2) ] أخرجه الترمذي (3751) والحاكم في المستدرك 3/ 499 والطبراني في الكبير 1/ 105.

ص: 200

قال الزّهريّ: «السّهام التي رمي بها سعد يومئذ كانت ألف سهم» .

وروى ابن عائذ عن يحيى بن حمزة مرسلا، عن سعد بن أبي وقاص قال: رميت بسهم فردّ على رسول الله صلى الله عليه وسلم وسهمي أعرفه، حتى واليت بين ثمانية أو تسعة، كل ذلك يردّه على رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعلت هذا السهم في كنانتي لا يفارقني.

وروى البخاري والحسن بن عرفة، عن سعد قال: نثل لي رسول الله صلى الله عليه وسلم كنانته يوم أحد، وقال:«ارم فداك أبي وأمّي» .

روى البخاري عن علي رضي الله عنه قال: ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع أبويه لأحد إلا لسعد بن مالك،

سمعته يقول يوم أحد: «يا سعد ارم فداك أبي وأمّي» .

وروى أيضا عن سعد قال: «لقد جمع لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد بين أبويه كليهما، يريد حين

قال: «فداك أبي وأمي، وهو يقاتل»

[ (1) ] .

قال محمد بن عمر رحمه الله: كان رجال من المشركين قد أذلقوا المسلمين بالرّمي منهم حبان بن العرقة، وأبو أسامة الجشميّ.

فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لسعد: «ارم فداك أبي وأميّ»

ورمى حبّان بسهم فأصاب ذيل أم أيمن وكانت تسقي الجرحى، فانكشف عنها فاستغرب عدوّ الله في الضحك، فشق ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم

فدفع إلى سعد [بن أبي وقّاص سهما] لا نصل له، فقال:«ارم به» ، فوقع السهم في ثغرة نحر حبّان، فوقع مستلقيا وبدت عورته، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه، ثم قال:«استقاد لها سعد أجاب الله دعوتك وسدّد رميتك» .

وكان مالك بن زهير أخو أبي أسامة الجشميّ وهو وحبّان بن العرقة قد أكثرا في المسلمين القتل بالنّبل، فرمى سعد مالكا بسهم أصاب عينه، حتى خرج من قفاه وقتله. وقاتلت أمّ عمارة نسيبة- وهي بمهملة وموحدة مصغر على المشهور، وعن ابن معين والفربري ككريمة- بنت كعب المازنيّة يومئذ، فلما انهزم المسلمون انحازت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وباشرت القتال، وجعلت تذبّ عنه بالسيف، وترمي عن القوس. ولما قصد ابن قمئة رسول الله صلى الله عليه وسلم اعترضت له ومصعب بن عمير، وضربت ابن قمئة ضربات، ولكن عدوّ الله كان عليه درعان، وضربها هو بالسيف فجرحها جرحا عظيما، صار له فيما بعد غور.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«لمقام نسيبة بنت كعب اليوم خير من مقام فلان وفلان» وقال: «ما التفتّ يمينا ولا شمالا إلا وأنا أراها تقاتل دوني» . وقال لابنها عبد الله بن زيد بن عاصم:

«بارك الله

[ (1) ] أخرجه البخاري 5/ 124 وذكره ابن كثير في البداية والنهاية 4/ 27.

ص: 201

تعالى عليكم أهل بيت، مقام أمّكم خير من مقام فلان وفلان، ومقام زوج أمك غزيّة بن عمرو خير من مقام فلان وفلان، رحمكم الله أهل بيت» .

قالت أمّ عمارة: «ادع الله تعالى أن نرافقك في الجنة» ، قال:«اللهم اجعلهم رفقائي في الجنة» .

قالت: «ما أبالي ما أصابني من أمر الدنيا» .

قال البلاذريّ: شهدت نسيبة يوم أحد وزوجها وابناها، وخرجت معها بشنّ لها تسقي الجرحى، فقاتلت وجرحت اثني عشر رجلا بسيف ورمي، وكانت أول النهار تسقي المسلمين، والدّولة لهم، ثم قاتلت حين كرّ المشركون، وقاتلت يوم اليمامة فقطعت يدها وهي تريد مسيلمة الكذاب لتقتله. قالت:«ما كانت لي ناهية حتى رأيت الخبيث مقتولا وإذا ابني عبد الله بن زيد يمسح سيفه بثيابه، فقلت: أقتلته؟ قال: نعم، فسجدت لله شكرا» .

وروى ابن سعد عن موسى بن ضمرة بن سعيد عن أبيه قال: أتى عمر بن الخطاب بمروط وفيها مرط جيّد واسع، فقال بعضهم: لو أرسلت به إلى زوجة عبد الله بن عمر صفية بنت أبي عبيد. فقال: «ابعثوا به إلى من هو أحق به منها، إلى أمّ عمارة نسيبة بنت كعب،

فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما التفتّ يمينا ولا شمالا يوم أحد إلا رأيتها تقاتل دوني» [ (1) ] .

وانحاز صلى الله عليه وسلم إلى الجبل لينظر أمر الناس، وليعرفه أصحابه، فيقصدوه، فأدركه المشركون يريدون ما الله تعالى حائل بينه وبينهم، فدثّه جماعة بالحجارة حتى وقع لشقّه.

وروى النسائي والبيهقي بسند جيد عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: انهزم الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد، وبقي معه أحد عشر رجلا من الأنصار، وطلحة بن عبيد الله، وهو يصعد في الجبل، فلحقهم المشركون، فقال:«ألا أحد لهؤلاء؟» فقال طلحة:

أنا يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«كما أنت يا طلحة» ، فقال رجل من الأنصار: فأنا يا رسول الله. فقاتل عنه، وصعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن بقي معه من أصحابه، ثم قتل الأنصاريّ، فلحقوه فقال:«ألا رجل لهؤلاء؟» فقال طلحة مثل قوله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل قوله، فقال رجل من الأنصار: فأنا يا رسول الله، فقاتل وأصحابه يصعدون في الجبل، ثم قتل الأنصاريّ، فلحقوه، فلم يزل يقول مثل قوله الأول، ويقول طلحة: أنا يا رسول الله فيحبسه، ويستأذنه رجل من الأنصار للقتال، فيأذن له، فيقاتل مثل من كان قبله حتى لم يبق معه إلا طلحة، فغشوهما، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«من لهؤلاء يا طلحة؟» فقال: أنا، فقاتل مثل قتال جميع من كان قبله، وأصيبت أنامله، فقال: حسّ، فقال: لو قلت: بسم الله لرفعتك الملائكة، والناس ينظرون إليك حتى تلج بك في جوّ السماء.

[ (1) ] أخرجه ابن سعد في الطبقات 8/ 303 وذكره المتقي الهندي في الكنز (37589) .

ص: 202

وروى الإمام أحمد، ومسلم، عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن المشركين لما أرهقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في سبعة من الأنصار ورجل من قريش قال: من يردّهم عنّا وهو رفيقي في الجنة؟ فجاء رجل من الأنصار فقاتل حتى قتل، ثم رهقوه أيضا، فقال: من يردّهم عنّا وله الجنة؟ - أو هو رفيقي الجنة؟ - فتقدّم رجل من الأنصار فقاتل، حتى قتل السبعة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«ما أنصفنا أصحابنا» [ (1) ] .

وروى البخاري عن قيس بن أبي حازم قال: رأيت يد طلحة بن عبيد الله شلّاء وقى بها النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد.

وروى الدّارقطنيّ في الإفراد، والطبراني عن طلحة. والنسائيّ، والطبراني، والبيهقي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهم: أنّ طلحة أصابه سهم في أنامله فقال: حسّ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو قلت بسم الله لطارت بك الملائكة والناس ينظرون حتى تلج بك في جوّ السماء، ولرأيت بناءك الذي بنى الله لك في الجنّة وأنت في الدنيا» [ (2) ] .

وروى ابن أبي شيبة والإمام أحمد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: إن النساء يوم أحد كنّ خلف المسلمين يجهزن على جرحى المشركين، فلو حلفت يومئذ لرجوت أن أبرّ أنه ليس أحد منّا يريد الدنيا، حتى أنزل الله تعالى: مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ [آل عمران 152] فلما خالف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعصوا ما أمروا به أفرد رسول الله صلى الله عليه وسلم في تسعة: سبعة من الأنصار، ورجلين من قريش، وهو عاشرهم، فلما رهقوه قال: رحم الله ردّهم عنّا فذكر نحو الحديث الذي قبله.

وقال ابن إسحاق: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين غشيه القوم قال: «من رجل يشري لنا نفسه؟» فقام زياد بن السكن في خمسة من الأنصار- وبعض الناس يقول: إنما هو عمارة بن يزيد بن السّكن-، فقاتلوا دون رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا رجلا يقتلون دونه، حتى كان آخرهم زيادا أو عمارة، فقاتل حتى أثبتته الجراحة، ثم فاءت فئة من المسلمين فأجهضوهم عنه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«أدنوه منّي» ، فأدنوه منه فوسّده قدمه، فمات وخدّه على قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبه أربع عشرة جراحة.

وقاتل علي بن أبي طالب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من ناحية، وأبو دجانة من ناحية، وسعد بن أبي وقاص من ناحية، وانفرد علي بن أبي طالب بفرقة فيها عكرمة بن أبي جهل،

[ (1) ] أخرجه مسلم في الجهاد (100) وأحمد في المسند 1/ 463 والبيهقي في السنن 9/ 44 وابن أبي شيبة في المصنف 14/ 399 والبيهقي في الدلائل 3/ 235.

[ (2) ] ذكره ابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق 7/ 77.

ص: 203