الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النَّاس فَمَكثَ يَسِيرا ثمَّ مَاتَ فَرَجَعت فَدخلت على النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي بَيته على سَرِير مرمل وَعَلِيهِ فرَاش قد أثر رمال السرير بظهره وجنبيه فَأَخْبَرته بخبرنا وَخبر أبي عَامر وَقلت لَهُ قَالَ قل لَهُ يسْتَغْفر لي فَدَعَا بِمَاء فَتَوَضَّأ ثمَّ رفع يَدَيْهِ فَقَالَ اللَّهُمَّ اغْفِر لِعبيد أبي عَامر وَرَأَيْت بَيَاض إبطَيْهِ ثمَّ قَالَ (اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ يَوْم الْقِيَامَة فَوق كثير من خلقك من النَّاس) فَقلت ولي فَاسْتَغْفر فَقَالَ (اللَّهُمَّ اغْفِر لعبد الله بن قيس ذَنبه وَأدْخلهُ يَوْم الْقِيَامَة مدخلًا كَرِيمًا)
رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَالنَّسَائِيّ
وَقَوله سَرِير مرمل وَيُقَال مرمول هُوَ المنسوج من السعف بالحبال
145 -
وَعَن عُثْمَان بن حنيف رضي الله عنه أَن رجلا ضَرِير الْبَصَر أَتَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ ادْع الله لي أَن يعافيني قَالَ (إِن شِئْت دَعَوْت وَإِن شِئْت صبرت فَهُوَ خير لَك) قَالَ فَادعه فَأمره أَن يتَوَضَّأ فَيحسن وضوءه وَيَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاء وَذكر الحَدِيث وَقد تقدم فِي التَّرْجَمَة الَّتِي قبل هَذِه
وَمِنْهَا اسْتِقْبَال الْقبْلَة عِنْد الدُّعَاء
146 -
عَن عباد بن تَمِيم عَن عَمه رضي الله عنه قَالَ رَأَيْت النَّبِي صلى الله عليه وسلم يَوْم خرج يَسْتَسْقِي قَالَ فحول إِلَى النَّاس ظَهره واستقبل الْقبْلَة يَدْعُو ثمَّ حول رِدَاءَهُ ثمَّ صلى لنا رَكْعَتَيْنِ جهر فيهمَا بِالْقِرَاءَةِ
رَوَاهُ الْجَمَاعَة
عَمه هُوَ عبد الله بن زيد بن عَاصِم الْمَازِني رَاوِي حَدِيث الْوضُوء وَلَيْسَ بِعَبْد الله بن زيد بن عبد ربه رَاوِي حَدِيث الْأَذَان وَلَيْسَ هُوَ عَمه فِي النّسَب وَإِنَّمَا هُوَ زوج أمه فَإِن أم عمَارَة نسيبة بنت كَعْب تزَوجهَا زيد بن عَاصِم فرزق مِنْهَا عبد الله وحبيبا ثمَّ خلف عَلَيْهَا غزيَّة بن عَمْرو بن عَطِيَّة بن خنساء بن مبذول بن غنم بن مَازِن بن النجار فرزق مِنْهَا تميما وَأَبا حنة
147 -
وَعَن عبد الله بن مَسْعُود رضي الله عنه قَالَ اسْتقْبل النَّبِي صلى الله عليه وسلم الْكَعْبَة فَدَعَا على نفر من قُرَيْش على شيبَة بن ربيعَة وَعتبَة بن ربيعَة الحَدِيث
رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ
148 -
وَعَن ابْن عمر رضي الله عنهما أَنه كَانَ يَرْمِي الْجَمْرَة الدُّنْيَا بِسبع حَصَيَات يكبر على إِثْر كل حَصَاة ثمَّ يتَقَدَّم فَيَسْتَهِل فَيقوم مُسْتَقْبل الْقبْلَة قيَاما طَويلا فيدعو وَيرْفَع يَدَيْهِ ثمَّ يَرْمِي الْوُسْطَى كَذَلِك فَيَأْخُذ ذَات الشمَال فَيَسْتَهِل وَيقوم مُسْتَقْبل الْقبْلَة وَيرْفَع يَدَيْهِ ثمَّ يَرْمِي جَمْرَة ذَات الْعقبَة من بطن الْوَادي وَلَا يقف عِنْدهَا وَيَقُول هَكَذَا رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يفعل
رَوَاهُ البُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ
149 -
وَعَن ابْن عَبَّاس رضي الله عنهما قَالَ أول مَا اتخذ النِّسَاء الْمنطق من قبل أم إِسْمَاعِيل اتَّخذت منطقا لتعفي أَثَرهَا على سارة ثمَّ جَاءَ بهَا إِبْرَاهِيم وبابنها إِسْمَاعِيل هِيَ ترْضِعه حَتَّى وَضعهَا عِنْد الْبَيْت عِنْد دوحة فَوق زَمْزَم فِي أَعلَى الْمَسْجِد وَلَيْسَ بِمَكَّة يَوْمئِذٍ أحد وَلَيْسَ بهَا مَاء فوضعهما هُنَاكَ وَوضع عِنْدهمَا
جرابا فِيهِ تمر وسقاء فِيهِ مَاء ثمَّ قفي إِبْرَاهِيم مُنْطَلقًا فتبعته أم إِسْمَاعِيل فَقَالَت يَا إِبْرَاهِيم أَيْن تذْهب وتتركنا بِهَذَا الْوَادي الَّذِي لَيْسَ فِيهِ إنس وَلَا شَيْء فَقَالَت لَهُ ذَلِك مرَارًا وَجعل لَا يلْتَفت إِلَيْهَا فَقَالَت لَهُ الله أَمرك بِهَذَا قَالَ نعم قَالَت إِذا لَا يضيعنا ثمَّ رجعت فَانْطَلق إِبْرَاهِيم عليه السلام حَتَّى إِذا كَانَ عِنْد الثَّنية حَيْثُ لَا يرونه اسْتقْبل الْبَيْت ثمَّ دَعَا بهؤلاء الدَّعْوَات وَرفع يَدَيْهِ فَقَالَ {رَبنَا إِنِّي أسكنت من ذريتي بواد غير ذِي زرع عِنْد بَيْتك الْمحرم} حَتَّى بلغ {يشكرون} إِبْرَاهِيم 37 فَذكر الحَدِيث فِي قِيَامهَا على الصَّفَا والمروة وَفِيه قَالَ ابْن عَبَّاس قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم (فَلذَلِك سعى النَّاس بَينهمَا) ثمَّ ذكر بَاقِي الحَدِيث بِطُولِهِ انْفَرد بِهِ البُخَارِيّ
الْمنطق بِكَسْر الْمِيم وَفتح النُّون النطاق وَهُوَ أَن تشد الْمَرْأَة وَسطهَا على ثوبها حزاما ثمَّ ترسل الْأَعْلَى على الْأَسْفَل (وتعفي أَثَرهَا) هُوَ بِضَم التَّاء وَفتح الْعين الْمُهْملَة وَكسر الْفَاء الْمُشَدّدَة أَي تذهبه (والدوحة) بِفَتْح الدَّال وَسُكُون الْوَاو وَبِالْحَاءِ الْمُهْملَة الشَّجَرَة الْعَظِيمَة (وقفى) بِفَتْح الْقَاف وَالْفَاء الْمُشَدّدَة أَي ولى قَفاهُ منصرفا
150 -
وَعَن جَابر بن عبد الله رضي الله عنهما فِي حَدِيثه الطَّوِيل فِي حجَّة النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ وَأَنْتُم تسْأَلُون عني فَمَا أَنْتُم قَائِلُونَ قَالُوا نشْهد أَنَّك قد بلغت وَأديت وَنَصَحْت فَقَالَ بِأُصْبُعِهِ السبابَة يرفعها إِلَى السَّمَاء وينكتها إِلَى النَّاس (اللَّهُمَّ اشْهَدْ اللَّهُمَّ اشْهَدْ) ثَلَاث مَرَّات وَأَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم ركب الْقَصْوَاء حَتَّى أَتَى الْمشعر الْحَرَام فَاسْتقْبل الْقبْلَة فَدَعَاهُ وَكبره وَهَلله وَوَحدهُ وَذكر الحَدِيث
رَوَاهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَابْن مَاجَه
(ينكتها إِلَى النَّاس) بِالْمُثَنَّاةِ من فَوق وَقيل بِالْمُوَحَّدَةِ أَي يردهَا ويقلبها مُشِيرا إِلَيْهِم ذكره فِي الْمطَالع
و (الْقَصْوَاء) هِيَ المقطوعة ربع الْأذن وكل مَا قطع من الْأذن فَهُوَ جدع فَإِن زَاد على الرّبع فَهُوَ عضب وَلم تكن نَاقَة النَّبِي صلى الله عليه وسلم قصواء
قَالَ الدَّاودِيّ سميت بذلك لِأَنَّهَا لَا تكَاد تسبق كَانَ عِنْدهَا أقْصَى الجري
151 -
وَعَن عمر بن الْخطاب رضي الله عنه قَالَ لما كَانَ يَوْم بدر نظر رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمُشْركين وهم ألف وَأَصْحَابه ثلاثمئة وَسَبْعَة عشر فَاسْتقْبل نَبِي الله صلى الله عليه وسلم الْقبْلَة ثمَّ مد يَدَيْهِ فَجعل يَهْتِف بربه (اللَّهُمَّ أنْجز لي مَا وَعَدتنِي اللَّهُمَّ إِن تهْلك هَذِه الْعِصَابَة من أهل الْإِسْلَام لَا تعبد فِي الأَرْض) فَمَا زَالَ يَهْتِف بربه مَادًّا يَدَيْهِ مُسْتَقْبل الْقبْلَة حَتَّى سقط رِدَاؤُهُ عَن مَنْكِبَيْه فَأَتَاهُ أَبُو بكر فَأخذ رِدَاءَهُ فَأَلْقَاهُ على مَنْكِبَيْه ثمَّ الْتَزمهُ من وَرَائه فَقَالَ يَا نَبِي الله كَفاك مُنَاشَدَتك رَبك فَإِنَّهُ سَيُنْجِزُ لَك مَا وَعدك فَأنْزل الله عز وجل {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ ربكُم فَاسْتَجَاب لكم أَنِّي مُمِدكُمْ بِأَلف من الْمَلَائِكَة مُردفِينَ} الْأَنْفَال 9 فأمده الله بِالْمَلَائِكَةِ
رَوَاهُ مُسلم وَالتِّرْمِذِيّ وَقد اتفقَا عَلَيْهِ من حَدِيث ابْن عَبَّاس
(مُردفِينَ) بِفَتْح الدَّال أَي أردفهم الله تَعَالَى بغيرهم وبالكسر أَي رادفين بقال ردفته وأردفته إِذا جِئْت بعده
152 -
وَعَن عبد الرَّحْمَن بن طَارق عَن أمه رضي الله عنهما أَن
رَسُول الله صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذا جَازَ مَكَانا من دَار يعلى نِسْبَة عبيد الله يَعْنِي ابْن أبي يزِيد اسْتقْبل الْبَيْت فَدَعَا
رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَاللَّفْظ لأبي دَاوُد وَلَيْسَ لأم عبد الرَّحْمَن فِي الْكتب السِّتَّة سوى هَذَا الحَدِيث وعدها ابْن الْجَوْزِيّ فِيمَن لم يعرف اسْمه
153 -
وَعَن عمر بن الْخطاب رضي الله عنه قَالَ كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِذا أنزل عَلَيْهِ الْوَحْي سمع عِنْده دوِي كَدَوِيِّ النَّحْل فَأنْزل عَلَيْهِ يَوْمًا فَمَكثْنَا سَاعَة فَسرِّي عَنهُ فَاسْتقْبل الْقبْلَة وَرفع يَدَيْهِ وَقَالَ (اللَّهُمَّ زِدْنَا وَلَا تنْقصنَا) وَذكر الحَدِيث
رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَاللَّفْظ لَهُ وَالنَّسَائِيّ وَالْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك
154 -
وَعَن عبد الله وَهُوَ ابْن مَسْعُود رضي الله عنه قَالَ وَالله لكَأَنِّي أسمع رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي قبر عبد الله ذِي البجادين وَأَبُو بكر وَعمر رضي الله عنهما يَقُول (أدنيا مني أخاكما وَاحِدَة من قبل الْقبْلَة) حَتَّى أسْندهُ فِي لحده ثمَّ خرج النَّبِي صلى الله عليه وسلم وولاهما الْعَمَل فَلَمَّا فرغ من دَفنه اسْتقْبل رَسُول الله