الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بِالصَّدَقَةِ وَالصَّلَاة وأمرتهم أَن يَقُولُوا كَمَا قَالَ أبوهم آدم عليه السلام {رَبنَا ظلمنَا أَنْفُسنَا وَإِن لم تغْفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين} الْأَعْرَاف 23 ويقولوا كَمَا قَالَ نوح عليه السلام {وَإِلَّا تغْفر لي وترحمني أكن من الخاسرين} هود 47 ويقولوا كَمَا قَالَ يُونُس عليه السلام {لَا إِلَه إِلَّا أَنْت سُبْحَانَكَ إِنِّي كنت من الظَّالِمين} الْأَنْبِيَاء 87 ويقولوا كَمَا قَالَ مُوسَى عليه السلام {رب إِنِّي ظلمت نَفسِي فَاغْفِر لي} الْقَصَص 16
وَقَالَ ابْن عَطِيَّة رحمه الله رُوِيَ عَن ربيعَة بن كُلْثُوم قَالَ دخلت على الْحسن وَهُوَ يشتكي ضرا بِهِ وَيَقُول {مسني الضّر وَأَنت أرْحم الرَّاحِمِينَ} الْأَنْبِيَاء 83 اقْتدى بِأَيُّوب عليه السلام فِي دُعَائِهِ ليستجاب لَهُ
وَمِنْهَا تخير الْجَوَامِع من الدُّعَاء
209 -
عَن عَائِشَة رضي الله عنها قَالَت كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يسْتَحبّ الْجَوَامِع من الدُّعَاء ويدع مَا سوى ذَلِك
رَوَاهُ أَبُو دَاوُد
وَمِنْهَا التأدب والخضوع والتذلل والخشوع
قَالَ الله تَعَالَى حِكَايَة عَن آدم وحواء صلى الله عليه وسلم وَعَلَيْهَا {رَبنَا ظلمنَا أَنْفُسنَا وَإِن لم تغْفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين} الْأَعْرَاف 23
وَقَالَ تَعَالَى حِكَايَة عَن مُوسَى عليه السلام {سُبْحَانَكَ تبت إِلَيْك وَأَنا أول الْمُؤمنِينَ} الْأَعْرَاف 143 {رب إِنِّي لما أنزلت إِلَيّ من خير فَقير} الْقَصَص 24
وَقَالَ تَعَالَى حِكَايَة عَن نوح عليه السلام {رب إِنِّي أعوذ بك أَن أَسأَلك مَا لَيْسَ لي بِهِ علم وَإِلَّا تغْفر لي وترحمني أكن من الخاسرين} هود 47 {أَنِّي مغلوب فانتصر}
) الْقَمَر 10
وَقَالَ تَعَالَى حِكَايَة عَن زَكَرِيَّا عليه السلام {رب إِنِّي وَهن الْعظم مني واشتعل الرَّأْس شيبا وَلم أكن بدعائك رب شقيا} مَرْيَم 4
وَقَالَ تَعَالَى حِكَايَة عَن أَيُّوب عليه السلام {أَنِّي مسني الضّر وَأَنت أرْحم الرَّاحِمِينَ} الْأَنْبِيَاء 83
وَقَالَ تَعَالَى حِكَايَة عَن إِبْرَاهِيم عليه السلام لما قصد الدُّعَاء {وَإِذا مَرضت فَهُوَ يشفين} الشُّعَرَاء 80 فأضاف الشِّفَاء إِلَى الله تَعَالَى دون الْمَرَض تأدبا
210 -
وَعَن عَليّ رضي الله عنه أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُول فِي الصَّلَاة (اللَّهُمَّ أَنْت الْملك لَا إِلَه إِلَّا أَنْت أَنْت رَبِّي وَأَنا عَبدك ظلمت نَفسِي وَاعْتَرَفت بذنبي فَاغْفِر لي ذُنُوبِي جَمِيعًا إِنَّه لَا يغْفر الذُّنُوب إِلَّا أَنْت واهدني لأحسن الْأَخْلَاق لَا يهدي لأحسنها إِلَّا أَنْت واصرف عني سيئها لَا يصرف سيئها إِلَّا أَنْت لبيْك وَسَعْديك وَالْخَيْر كُله فِي يَديك وَالشَّر لَيْسَ إِلَيْك أَنا بك وَإِلَيْك تَبَارَكت وَتَعَالَيْت استغفرك وَأَتُوب إِلَيْك)
رَوَاهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ
قَالَ الْخطابِيّ رَحمَه الله تَعَالَى فِي قَوْله صلى الله عليه وسلم (وَالشَّر لَيْسَ إِلَيْك) معنى هَذَا الْكَلَام الْإِرْشَاد إِلَى اسْتِعْمَال الْأَدَب فِي الثَّنَاء على الله عز وجل والمدح لَهُ بِأَن تُضَاف إِلَيْهِ محَاسِن الْأُمُور دون مساوئها وَلم يَقع الْقَصْد بِهِ إِلَى إِثْبَات شَيْء وإدخاله تَحت قدرته وَنفي ضِدّه عَنْهَا فَإِن الْخَيْر وَالشَّر صادران عَن خلقه وَقدرته لَا يُوجد لشَيْء من الْخلق غَيره وَقد تُضَاف معاظم الخليقة إِلَيْهِ عِنْد الدُّعَاء وَالثنَاء فَيُقَال يَا رب السَّمَاوَات وَالْأَرضين كَمَا يُقَال يَا رب الْأَنْبِيَاء وَالْمُرْسلِينَ وَلَا يحسن أَن