الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل فِي الاسْتِغْفَار
قَالَ الله تبارك وتعالى {والمستغفرين بالأسحار} آل عمرَان 17
{وَالَّذين إِذا فعلوا فَاحِشَة أَو ظلمُوا أنفسهم ذكرُوا الله فاستغفروا لذنوبهم} آل عمرَان 135
{واستغفر الله إِن الله كَانَ غَفُورًا رحِيما} النِّسَاء 106
{وَمن يعْمل سوءا أَو يظلم نَفسه ثمَّ يسْتَغْفر الله يجد الله غَفُورًا رحِيما} النِّسَاء 110
{وَمَا كَانَ الله معذبهم وهم يَسْتَغْفِرُونَ} الْأَنْفَال 33
واستغفر لذنبك وَلِلْمُؤْمنِينَ وَالْمُؤْمِنَات) مُحَمَّد 19
1007 -
وَعَن شَدَّاد بن أَوْس رضي الله عنه عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ (سيد الاسْتِغْفَار أَن يَقُول اللَّهُمَّ أَنْت رَبِّي لَا إِلَه إِلَّا أَنْت خلقتني وَأَنا عَبدك وَأَنا على عَهْدك وَوَعدك مَا اسْتَطَعْت أعوذ بك من شَرّ مَا صنعت أَبُوء لَك بنعمتك عَليّ وأبوء بذنبي اغْفِر لي إِنَّه لَا يغْفر الذُّنُوب إِلَّا أَنْت فَإِن وَمن قَالَهَا فِي النَّهَار مُؤمنا بهَا فَمَاتَ فِي يَوْمه قبل أَن يُمْسِي فَهُوَ من أهل الْجنَّة وَمن قَالَهَا فِي اللَّيْل وَهُوَ مُؤمن بهَا فَمَاتَ قبل أَن يصبح فَهُوَ من أهل الْجنَّة)
رَوَاهُ البُخَارِيّ وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ
1008 -
وَعَن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه قَالَ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول (وَالله إِنِّي لأستغفر الله وَأَتُوب إِلَيْهِ فِي الْيَوْم أَكثر من سبعين مرّة)
رَوَاهُ البُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه
1009 -
وَعَن الْأَغَر الْمُزنِيّ وَكَانَت لَهُ صُحْبَة رضي الله عنه أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ (إِنَّه ليغان على قلبِي وَإِنِّي لأستغفر الله فِي الْيَوْم مئة مرّة)
رَوَاهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَلَيْسَ للأغر فِي الْكتب السِّتَّة سوى هَذَا الحَدِيث
1010 -
وَعَن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَنه قَالَ (يَا معشر النِّسَاء تصدقن وأكثرن الاسْتِغْفَار فَإِنِّي رأيتكن أَكثر أهل النَّار) فَقَالَت امْرَأَة مِنْهُنَّ جزلة وَمَا لنا يَا رَسُول الله أَكثر أهل النَّار قَالَ (تكثرن اللَّعْن
وتكفرن العشير مَا رَأَيْت من ناقصات عقل وَدين أغلب لذِي لب مِنْكُن) قَالَت يَا رَسُول الله وَمَا نُقْصَان الْعقل وَالدّين قَالَ (أما نُقْصَان الْعقل فشهادة امْرَأتَيْنِ تعدل شَهَادَة رجل فَهَذَا نُقْصَان عقل وتمكث اللَّيَالِي مَا تصلي وتفطر فِي رَمَضَان فَهَذَا نُقْصَان الدّين)
رَوَاهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَابْن مَاجَه
(المعشر) الْجَمَاعَة و (جزلة) بِفَتْح الْجِيم وَسُكُون الزَّاي أَي تفقه عَاقِلَة أصيلة الرَّأْي قَالَ ابْن سَيّده و (العشير) الزَّوْج سمي عشيرا لِأَنَّهُ يعاشر الْمَرْأَة وتعاشره و (اللب) الْعقل
1011 -
وَعَن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم (وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لَو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بِقوم يذنبون فيستغفرون الله فَيغْفر لَهُم)
1012 -
وَعَن عَائِشَة رضي الله عنها قَالَت كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من قَول (سُبْحَانَ الله وَبِحَمْدِهِ أسْتَغْفر الله وَأَتُوب إِلَيْهِ) قَالَت فَقلت يَا رَسُول الله أَرَاك تكْثر من قَول سُبْحَانَ الله وَبِحَمْدِهِ أسْتَغْفر الله وَأَتُوب إِلَيْهِ فَقَالَ (خبرني رَبِّي أَنِّي سأرى عَلامَة فِي أمتِي إِذا رَأَيْتهَا أكثرت من قَول سُبْحَانَ الله وَبِحَمْدِهِ أسْتَغْفر الله وَأَتُوب إِلَيْهِ فقد رَأَيْتهَا {إِذا جَاءَ نصر الله وَالْفَتْح} فتح مَكَّة {وَرَأَيْت النَّاس يدْخلُونَ فِي دين الله أَفْوَاجًا فسبح بِحَمْد رَبك وَاسْتَغْفرهُ إِنَّه كَانَ تَوَّابًا}
انْفَرد بهما مُسلم
1013 -
وَعَن ابْن عمر رضي الله عنهما قَالَ إِن كُنَّا لنعد لرَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي الْمجْلس الْوَاحِد مئة مرّة (رب اغْفِر لي وَتب عَليّ إِنَّك أَنْت التواب الرَّحِيم)
رَوَاهُ الْأَرْبَعَة وَابْن حبَان فِي صَحِيحه وَقَالَ التِّرْمِذِيّ حسن صَحِيح غَرِيب وَهَذَا لفظ أبي دَاوُد وَعند التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه التواب الغفور وَفِي رِوَايَة للنسائي اللَّهُمَّ اغْفِر لي وارحمني وَتب عَليّ إِنَّك أَنْت التواب الغفور
1014 -
وَعَن زيد رضي الله عنه مولى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَنه سمع النَّبِي صلى الله عليه وسلم يَقُول (من قَالَ أسْتَغْفر الله الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ الْحَيّ القيوم وَأَتُوب إِلَيْهِ غفر لَهُ وَإِن كَانَ فر من الزَّحْف)
روى أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَاللَّفْظ لأبي دَاوُد وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ أَيْضا من حَدِيث أبي سعيد وَقَالَ فِيهِ ثَلَاث مَرَّات وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك من حَدِيث ابْن مَسْعُود وَقَالَ صَحِيح على شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلَيْسَ لزيد فِي الْكتب السِّتَّة سوى هَذَا الحَدِيث
1015 -
وَعَن ابْن عَبَّاس رضي الله عنهما قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم (من لزم الاسْتِغْفَار جعل الله لَهُ من كل ضيق مخرجا وَمن كل هم فرجا ورزقه من حَيْثُ لَا يحْتَسب)
رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَاللَّفْظ لَهُ وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه وَالْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلَفظ النَّسَائِيّ وَالْحَاكِم من أَكثر الاسْتِغْفَار
1016 -
وَعَن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَنه قَالَ (إِن العَبْد إِذا أَخطَأ خَطِيئَة نكت فِي قلبه نُكْتَة فَإِذا هُوَ نزع واستغفر وَتَابَ سقل قلبه وَإِن عَاد زيد فِيهَا حَتَّى يَعْلُو قلبه وَهُوَ الران الَّذِي ذكر الله {كلا بل ران على قُلُوبهم مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} المطففين 14)
رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه وَابْن حبَان فِي صَحِيحه وَقَالَ التِّرْمِذِيّ وَاللَّفْظ لَهُ هَذَا حَدِيث حسن صَحِيح
قَالَ الْجَوْهَرِي (النُّكْتَة) كالنقطة وَقَالَ وصقل السَّيْف وسقله أَيْضا صقلا وصقالا أَي جلاه وَقَالَ (والرين) الطَّبْع والدنس يُقَال ران على قلبه ذَنبه يرين رينا وريونا أَي غلب قَالَ أَبُو عُبَيْدَة فِي قَوْله تَعَالَى {كلا بل ران على قُلُوبهم مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} المطففين 14 أَي غلب وَقَالَ الْحسن هُوَ الذَّنب حَتَّى يسواد الْقلب
وَقَالَ أَبُو عبيد كل مَا غلبك فقد ران بك ورانك وران عَلَيْك
1017 -
وَعَن أم عصمَة العوصية رضي الله عنها وَكَانَت قد أدْركْت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَت قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم (مَا من مُسلم يعْمل ذَنبا إِلَّا وقف الْملك الْمُوكل بإحصاء ذنُوبه ثَلَاث سَاعَات فَإِن اسْتغْفر الله من ذَنبه ذَلِك فِي شَيْء من تِلْكَ السَّاعَات لم يوقفه عَلَيْهِ وَلم يعذب يَوْم الْقِيَامَة)
رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَقَالَ // صَحِيح الْإِسْنَاد // انْتهى كَلَامه
والعوصية بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة وَسُكُون الْوَاو وبالصاد الْمُهْملَة نِسْبَة إِلَى عوص بن عَوْف بن عذرة بطن من كلب
وَقد تقدم فِي الْبَاب الأول حَدِيث أنس بن مَالك رضي الله عنه سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول (قَالَ الله يَا بن آدم إِنَّك مَا دعوتني ورجوتني غفرت لَك على مَا كَانَ مِنْك وَلَا أُبَالِي يَا بن آدم لَو بلغت ذنوبك عنان السَّمَاء ثمَّ استغفرتني غفرت لَك وَلَا أُبَالِي يَا بن آدم لَو أتيتني بقراب الأَرْض خَطَايَا ثمَّ لقيتني لَا تشرك بِي شَيْئا لأتيتك بقرابها مغْفرَة)
تمّ الْكتاب بِحَمْد الله تَعَالَى وعونه وتوفيقه وَهُوَ الْمُسَمّى ب سلَاح الْمُؤمن فِي الدُّعَاء وَالذكر تأليف الشَّيْخ الإِمَام تَقِيّ الدّين أبي الْفَتْح مُحَمَّد بن الشَّيْخ الإِمَام تَاج الدّين أبي عبد الله مُحَمَّد بن الشَّيْخ الإِمَام نور الدّين أبي الْحسن عَليّ بن جلال الدّين أبي العزائم همام الْمَعْرُوف بِابْن الإِمَام رَحمَه الله تَعَالَى
وَكَانَ الْفَرَاغ من كِتَابَته فِي الْيَوْم الْمُبَارك يَوْم الْإِثْنَيْنِ السَّابِع عشر من شهر ربيع الأول مولد سيدنَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عَام سِتَّة وَثَمَانِينَ وسبعمئة لِلْهِجْرَةِ النَّبَوِيَّة على مهاجرها الصَّلَاة وَالسَّلَام والتحية وَالْإِكْرَام أحسن الله تفخيمه فِي خير وعافية بِمُحَمد وَآله
وَكتبه العَبْد الْفَقِير إِلَى رَحْمَة ربه ومغفرته وعفوه أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد المحسن الْمَالِكِي الظَّاهِرِيّ أحسن الله لَهُ الْعَاقِبَة وَغفر لَهُ ولوالديه وَلمن كتب لَهُ وَهُوَ العَبْد الْفَقِير إِلَى رَحْمَة ربه عمر بن المنقر السيفي بهادر الجمالي الملكي الظَّاهِرِيّ أعزه الله تَعَالَى وَغفر لَهُ ولوالديه وللناظرين فِيهِ والداعي لكَاتبه ولوالديه ولمالكه بِالْعَفو وَالْمَغْفِرَة وخاتمة الْخَيْر وَالْمَوْت على الْإِسْلَام والفوز بِالْجنَّةِ والنجاة من النَّار وَلِجَمِيعِ الْمُسلمين آمين آمين آمين
وَصلى الله على سيدنَا مُحَمَّد خَاتم النَّبِيين وعَلى آله وَصَحبه آجمعين وَصلى الله
وَسلم على جَمِيع الْأَنْبِيَاء وَالْمُرْسلِينَ وَرَضي الله عَن آل كل وَسَائِر الصَّالِحين وَهُوَ حَسبنَا وَنعم الْوَكِيل وَلَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه الْعلي الْعَظِيم
شعر
(الْخط يبْقى زَمَانا بعد كَاتبه
…
وَلَا محَالة ان الْخط ينطمس)
(الدَّار تبقى زَمَانا بعد ساكنها
…
وَلَا محَالة أَن الدَّار تندرس)
غَيره
(أَمُوت وَيبقى كلما قد كتبته
…
فياليت من يقْرَأ كتابي دَعَا ليا)
(لَعَلَّ إلهي يعْفُو عني بفضله
…
وَيغْفر زلاتي وَسُوء فعاليا)
غَيره
(وَمَا من كَاتب إِلَّا سيبلى
…
وَيبقى الدَّهْر مَا كتبت يَدَاهُ)
(فَلَا تكْتب بكفك غير شَيْء
…
يَسُرك فِي الْقِيَامَة أَن ترَاهُ)
تمّ ذَلِك بِحَمْد الله وعونه غفر الله لكَاتبه ولوالديه وللناظرين فِيهِ ومالكه وَلِجَمِيعِ الْمُسلمين آمين وَصلى الله على سيدنَا مُحَمَّد خَاتم النَّبِيين وعَلى آله وَصَحبه الطيبين الطاهرين وحسبنا الله وَنعم الْوَكِيل وَلَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه الْعلي الْعَظِيم وَالْحَمْد لله رب الْعَالمين أَولا وآخرا وَبَاطنا وظاهرا