الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إن كل ما استطاع العلم أن يقوله إلى اليوم في هذه القوى التي اعترف بها هو أنه أعطاها أسماء، ولكنه لم يقل قط ما هى ولم يقل قط كيف تتم؟
وثمة أمور كثيرة أخرى يمارى فيها العلم إما أنه لم يجمع منها مساهمات كافية للاعتراف بها، وإما لأنه لم يهتد إلى وسيلة تدخلها في نطاق تجاربه هذه الأحلام التنبئية، وفرويد الذي يحاول أن ينكر كل قوى روحية لم يستطع إنكار وجودها كيف رأى رؤيا عن مستقبل مجهول ثم إذا هذه النبوءة تصدق في الواقع بعد حين؟
وهذا الإحساس الخفي كيف أحسَّ أن أمراً سيحدث بعد قليل أو أن شخص ما قادم بعد قليل ثم يحدث ما توقعت على نحو من الإيحاء.
إنه من المكابرة في الواقع أن يقف الإنسان لينفى ببساطه مثل هذه القوى المجهولة في الكائن البشرى لمجرد أن العلم لم يهتد بعد إلى وسيلة يجوب بها هذه القوى.
وليس معنى هذا هو التسليم بكل الخرفات والجري وراء كل أسطورة، إنما الأسلم والأحوط أن يقف العقل الإنساني أمام هذه الخوارق مرناً لا ينفى على الإطلاق، ولا يقبل على الإطلاق، وأن يسلم أن في الأمر شيئاً فوق طاقتة ويعرف حدوده ويحسب للمجهول في هذا الكون حسابه وحتى لا يتسع المجال ونخرج عن هدف دراستنا نوجز القول في بعض مظاهر الروح.
العلاج بقراءة القرآن:
وردت أحاديث متعددة عن حوادث متتكررة أن بعض الصحابة رضوان الله عنهم رقى بعض الملدوغين فقرأ عليه سورة الفاتحة فشفاه الله، وقد جاءت هذه الأحاديث الصحيحة في باب
جواز أخذ الأجر على قراءة القرآن ، من ذلك ما رواه الإمام البخاري عن ابن عباس أن نفراً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مروا بماء فيه لديغ فعرض لهم رجل من أهل الماء فقال لهم هل فيكم من راق؟
فإن بالماء رجلاً لديغاً فنطلق رجل منهم فقرأ بفاتحة الكتاب.... الحديث
وقد روى البخاري أيضا عن أبى سعيد حديثاً آخر صرح فيه أن الصحابي اشترط أجراً على رقياه، لأن البلد الذي به اللديغ لم يقبل أن يضيفوهم.
يقول الحديث: فانطلق يتفل عليه أي على مكان اللدغ ويقرأ الحمد لله رب العالمين، فكأنما نشط من عقال ، أي كأن المريض خرج من قيده فانطلق يمشى وما به قلبه أي مرض فلما ذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال للرجل متعجباً وما يدريك أنها رقية.
ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم أصبت، اقتسموا أي اقتسموا الأجر واضربوا لي سهما وضحك النبي صلى الله عليه وسلم.
وغنيٌّ عن البيان أن الفاتحة نحفظها جميعاً، ولكن شيء آخر مع قداسة الكلمات هو الذي أحدث الشفاء وقد ذكر لنا أستاذنا كمال شلال - عليه رحماتُ الله - حادثة توضح ما أريد بيانه قال حدث أن وقع المسلمون في شدة فدعوا وكان فيهم عمر بن الخطاب رضى الله عنه فقرأ الفاتحة فكشف الله كربتهم.
وتكرر هذا الأمر بعد وفاة عمر، فقرأ بعض الصحابة الفاتحة كما قراءها عمر من قبل، فقال عبد الله بن عمر هذه الفاتحة فأين عمر.
ولعل الدعاء للمريض من باب التداوي بالكلمة هو سر من أسرار الروح