الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال تعالى: (أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ (63) أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (64) لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ (65) إِنَّا لَمُغْرَمُونَ (66) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ)
والدارس لا يكاد يرى فارقا كبيرا بين عملية تكوين الجنين في الرحم التي سبق أن تكلمنا عنها وبين تكوين النبات في بطن الأرض فكلاهما دليل على عظمة الله.
فالخليَّةُ الحيَّة حيوانية كانت أو نباتية يتجلى فيها الإعجاز الإلهى.
إنَّ غذاء النبات في الأرض يحكى سر غذاء الجنين في رحم الأم.
ولا مانع من سوق كلمة سريعة عن تكوين النبات وغذائه تاركاً التفصيل لكتب التخصص ورجاله.
يد الله:
إن التربة غنية بعناصر الغذاء اللازم للنبات والشمس لازمة له أيضاً والغلاف الجوى يجود للنبات ولا يبخل.
ولكن عملية التغذية تتم بطريقة معقدة جداً فالتربة بها الأملاح المعدنية كالكلسيوم والبوتسيوم والمغنسيوم وغيرها. ولكن هذه العناصر لا يستطيع النبات أن يستفيد منها مباشرة لذلك خلقا الله سبحانه مصانع معقدة تحول هذه العناصر إلى غذاء للنبات سهل الهضم.
هذه المصانع الحيَّة يبلغ حجم كل مليون مصنع 1 سم متر مكعب إنها (البكتريا) بأنواعها المتعددة وعطاءاتها المختلفة وسوف أشير إلى بعضها ورسالته.
بكتريا التحلل موجودة في التربة وتقوم بتحليل المركبات العضوية المعقدة لتجعلها عناصر غذائية سهلة الهضم للنبات.
بكتريا التأزت:
وتتعامل مع النتروجين الموجود في الهواء بصورة غازية وتحوله إلى مركب عضوى يتغذى منه النبات فعنصر النتروجين الموجود في الهواء يشارك في غذاء النبات في التربة بواسطة بكتريا الأزوت
ثم يخرج هذا النتورجين مرة ثانية في الهواء الجوى فى
(العملية العكسية للتأزت) ثم يرجع إلى النبات. وهكذا..
بكتريا التكافلية: وهى هامة جداً في إيجاد عملية توازن بين دورة النتروجين الجوى الذي يتحول إلى مركبات نتروجينية معقدة داخل التربة وبين الأنواع الأخرى من البكتريا.
وليس هذا مجال التفصيل في هذا الموضوع ويمكن للدارس أن يرجع إلى كتب التخصص أمثال كتاب خصوبة الأراضى والتسميد للدكتور عبد المنعم بلبع.
(الباب الرابع)
وإذا كانت البركتريا بأنواعها تتعاون في إيجاد حل لمشكلة الغذاء المعقد الموجود داخل التربة فإن الطاقة الضوئية الصادرة من الشمس يستغلها النبات الأخضر في تكوين مركبات عضوية يستخدمها في الحصول على الطاقة اللازمة للعمليات الحيوية التي تدور بداخل جسم النبات ويتوقف ما ينتجه النبات من محصول ثمرى إلى حد كبير على مقدار ما يقوم به من عملية (التمثيل الضوئى) الذي تتكون منه المواد (الكربوهيدراتية) وهى أساس تكوين السكر فيما بعد بالنبات.
وضوء الشمس خلقه الله بمقدار فلو قل الضوء ينقص المحصول ، ولو زاد الضوء يدمر مادة (الكلوروفيل) الأخضر بالورقة هذه المادة التي تتحكم في عملية التمثيل الضوئى وبالتالى يقل إنتاج المواد الكربوهيدراتية كما أن شدة الإضاءة تقفل الثغور التنفسية الموجودة على سطح الورقة ، وذلك يمنع دخول ثانى أكسيد الكربون إلى داخل الورقة فينشأ عن ذلك أن يقل إنتاج المواد (الكربو هيدراتية) وصدق الله العظيم إذ يقول:(إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ)
إن غذاء النبات في بطن الأرض كغذاء الجنين في بطن الأم ، الأب والزارع يضعان بذرة الجنين والنبات والله يتولى الرعاية والغذاء والإنماء، وبعد هذا الإيجاز العلمي لغذاء النبات يسأل كل عاقل نفسه