الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
القرآن يستدل بالطبيعة على البعث
استخدم القرآن مظاهر الطبيعة المحسوسة في مقام الدليل على البعث لأن مشاهد الطبيعة يمكن إدراكها في كل البيئات، وارطبات الإنسان بها دائم، مع كل تطور حضارى. وجانب الاستدلال في هذا المقام مرتبط بقاعدة خلق الإبداع، وخلق الإرجاع التي سبق ذكرها وقد قدم القرآن لهذا الاستدلال بثلاثة أصول:
الأصل الأول: هو إيمان المشركين بالخالقية. مع إنكارهم التوحيد فقط.
قال تعالى: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ (61) اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (62) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ)
والآيات الكريمات تليت على المشركين ، ولم ينكروا مضمونها.
فهم يعترفون بالخالقية لله ، لأن أحد من شركائهم لم يتصور العقل مهما كان انحطاطه أنه خلق الكون..
لقد كان المشركون يقولون في تلبيتهم حول البيت. لبيك لا شريك لك إلا شريكا هو لك ، تملكه وما ملك.
وقد وصف الله أكثرهم بعدم العقل ، لأنهم يعترفون بأن الله يحيي الأرض بعد موتها ،ثم يشكون في قدرته على البعث. مع أن الخلق الأول ، دليل على الخلق الثانى.
الأصل الثانى: أن الله سبحانه خلق السموات والأرض ولم يعي بخلقهن: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
إنَّ كل عمل يحدثه الخلق يتم بجهودهم ،أما أفعال الله ، فتتم بمجرد تعلق ارادته بالإيجاد. لأنه تعالى يقول للشيء كن فيكون.
فالله سبحانه لم يعيه خلق الكون. ولم تعجزه النشأة الآخرة.
وقد صحح القرآن بهذه الآية الكريمة ، وأمثالها. ما جاء في التوراة التي بين أيدينا من أن الله تعب من خلق السموات في ستة أيام. فاستراح في اليوم السابع.
جاء في سفر التكوين (2 - 1 - 3) فأكملت السموات والأرض وكل جندها. وفرغ الله في اليوم السابع من جميع عمله الذي عمله فاستراح في اليوم السابع من جميع عمله ، وبارك اليوم السابع وقدسه لأن فيه استراح.
الأصل الثالث: أَكَّدَ القرآن الكريم أن خلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس.
قال تعالى: (لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)
ثم ذكر بعدها ما يؤكد حتمية قانون (العدل المطلق) الذي لم يتحقق في الدنيا فلابد أن يتحقق في الآخرة.
قال تعالى: (وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِيءُ قَلِيلًا مَا تَتَذَكَّرُونَ (58) إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ)
إنَّ الذي خلق السموات والأرض لم يعى بخلقهن. قادر على أن يخلق مثلهن وأن يبعث من في القبور. لأن خلق السموات والأرض أعظم من خلق الناس.
قال تعالى: (أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا)
إن خلق الإبدع أعظم دليل على خلق الإرجاع..