الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عقيدة الفلاسفة:
أما الفلاسفة فقد بالغوا في الجانب المعنوى ، مبالغة أوصلتهم إلى أنكار بعث الأجسام ، وتأويل آياته. فالنعيم عندهم عقلى فقط ، والذى ينعم أو يعذب هو النفس.
قالوا: إن تلذذ النفس بعد مفارقة البدن ليس من نوع تلذذها قبل مفارقته. لأن النفس قبل مفارقة البدن مشغولة بالعوائق البدنية والموانع الدنيوية ، وقد زالت الموانع بعد المفارقة ، وغير خاف أن التلذذ بالشئ بعد زوال المانع يكون أشد منه عند وجود المانع. وشبهوا العلاقة بين اللذتين بشم رائحة الطعام وأكله ، بل أشد.
موقفهم من العبادات:
على أنهم لم ينكروا دور العبادات والنسك في تطهير النفس وترفعها عن الرزائل.
وجعلوا جزاء ذلك أن تتصل النفس بعد مفارقتها للبدن ببعض الأجرام الفلكية ، فتتلذذ لذة تشبه لذةَ النائم إذا أكل أو نكح في منامه - لأن ذلك في منامه يفوق لذته في اليقظة. هذا بالنسبة للنعيم.
أما النفس التي انكبت على الاعتقادات الفاسدة فإنها تجد من الألم ما يزيد ويربوا على حالها الأول ، لاستحكام نقيض الحق في جوهرها.
أما نفوس الأطفال والمجانين ، فيعتقد الفلاسفة ، حرمانها من النعيم ، لأنها لا تدرك اللذة العقلية.
فالفلاسفة بالغوا في الجانب العقلى وأهملوا الحساب البدنى.
حشر الأبدان:
أما حشر الأبدان فإنهم قضوا باستحالته ، وعللوا ذلك بعلل واهية ، نذكرها ثم نرد عليها.