الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأميُّ الذي علم الدنيا:
أمية النبي صلى الله عليه وسلم لا تحتاج إلى دليل..
ولولا افتراء المستشرقين على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى دعوته لما كان لهذا الموضوع من البحث مكان.
فقد وصف القرآن النبي صلى الله عليه وسلم بالأمية وصفاً صريحاً. وسمعه أهل الكتاب في عصره فلم يطعنوا في ذلك.
قال تعالى: (فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)
(هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ)
وقد أثبت القرآن أن أمية الرسول من شأنها أن تقطع كل قول للمبطلين لأن الأُمِّيّ لا يتحول وحده إلى معلم للدنيا.
قال تعالى (وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَؤُلَاءِ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الْكَافِرُونَ (47) وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ)
ونحن لا ندعي أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يلق أحداً من العلماء بالأديان فقد لقي راهبين هما بحيرى وورقة ابن نوفل. ولكن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن في اللقائين وحده.
فيوم أن لقي بحيرى كان النبي صبياً وكان معه عمه وقال له بحيرى بعد أن تعرف على أوصاف النبوة في محمد صلى الله عليه وسلم قال له: ارجع بابن أخيك فإنى أخاف عليه يهود الشام أن يقتلوه.
والقصة إن قبلتها فهي دليل على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم لأن فيها بشارة بنبوته منذ صباه.
وإن رفضتها فرفضها دليل على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم لأنه تسليم بأميته.
أما الراهب الثانى فهو ورقة بن نوفل. وعندما لقيه النبي صلى الله عليه وسلم كان الوحي قد نزل عليه بالفعل وانضم ورقة إلى أتباع النبي صلى الله عليه وسلم لولا أنَّ أجلَه عاجله.
وكانت خديجة - رضى الله عنها - شاهدة لهذا اللقاء فكلا الراهبين بشر النبي بالرسالة. عندما تيقن كل منهما أن بشارات الكتب السابقة تنطبق عليه صلى الله عليه وسلم فلقائهما شهادة على نبوته وليس مغمزاً فيها.
وأي البراهين يمكن أن ينصب نفسه معلماً لرجل توسم فيه أن الله سيعلمه ويجعله نبياً.
والذى أعجب له أن المكذبين بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يكثرون الصياح بأنه التقى براهب في مكة يمت له بقرابة نسب فلابد أنه تعلم منه. ومع يقيننا تاريخياً بعدم جلوس النبي تلميذاً أمام أحد ومع افتقار رهبان الدنيا كلها لحقائق الوحي المحمدى. مع كل هذا نسألهم ألم تؤمنوا بأنبياء ولدوا في بيوت أنبياء وتعلموا من آبائهم ومع ذلك تتفقون معنا على نبوتهم.
إننا جميعاً نؤمن باسحاق وقد ولد وتربى في بيت إبراهيم عليهما السلام ونؤمن بيعقوب وقد تربى في بيت إسحاق وسليمان ولد وتربى في بيت داود ولم يقف البيت الذي ولدوا فيه مانعاً من الإيمان بهم صلى الله عليهم وسلم وأي البيئتين كان من الممكن أن تُعِدَّ بتشديد الدال رجلاً لزعامة قومه وقيادة أمته ووضع التشريعات لها.
البيئة التي تربى فيها موسى عليه السلام أم البيئة التي تربى فيها محمد صلى الله عليه وسلم؟
ومع ذلك فنحن معكم نؤمن بأن شريعة موسى وحيٌ من الله