الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جاء القرآن الكريم في العهد المكي وبين المحرمات من الذبائح على بنى إسرائيل بينها من غير أن يدخل في جدال مع اليهود لأن العهد المكي خلا من الجدال معهم.
بينها لمجرد بيان سبب التحريم وهو ظلم اليهود لكن القرآن لم يتعرض لافتراء الربانيين ومزاعمهم فيما أحلُّوه وما حرَّموه.
وما دام القرآن المكي قد تحدث بأسلوب الحصر فإن ما ادَّعته (الجماعة الربانية) لا أصل له.
قال تعالى: (قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)
هذا بيان عام ثم بين القرآن ما حرم على اليهود وحدهم من الطيبات عقوبة لهم ، قال تعالى:(وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلَّا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ)
فاليهود يشتركون مع المسلمين في تحريم الميتة والدم المسفوح ولحم الخنزير وما ذبح للأصنام ، وتنفرد اليهود بتحريم (كُلَّ ذِي ظُفُرٍ) أي كل حيوان قدمه غير مشقوق كالإبل والنعام والأوز والبط كما حرم عليهم شحم البقر والغنم إلا ما كان منه حول الأمعاء وما كان في الظهر وأما ما اختلط بعظم فحلال.
القرآنُ مصححٌ لقصص الأنبياء:
حاكمية القرآن على الكتب السابقة وهيمنته عليها تتجلى في موضوع له دور كبير في موكب الهداية.
ومعلوم للجميع أن عصر النبوات قد انتهى. ولكن حاجة الناس للهدى مستمرة ، فمن أي مصدر يستقى الناس هدايتهم؟
الذى لا شك فيه أن سيرة الأنبياء والمرشدين تحكي لهم القدوة وترسم الطريق إلى الله.
وقد أمر القرآن أتباعه أن يقتدوا بأنبيائهم
(أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ)
(وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ)
(لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ)
فبقاء سيرة الأنبياء عدم انقتاع الرسالات كأنه نبى لا يموت ولكن.. هل يفوت هذا الأمر الجليل على قيادات اليهود؟
إنَّ قيادة الشعوب المنحلة الهابطة أمر سهل وما دامت اليهود تخطط لقيادة العالم فلابد من خطة متكاملة لعزله عن الفضيلة وما دامت سيرة الأنبياء تمثل صورة المرشد الذي لا يموت فلا بد من طمس صورتهم وإخفاء جمالها.
إنَّ العالم الأعمى تسهل قيادته إلى الضياع.
من أجل ذلك كانت عملية تحريف قصص الأنبياء في التوراة التي بين أيدينا عملية مقصودة ليعيش العالم بلا قدوة.
هذا من ناحية ومن ناحية أخرى ليجترأ الناس على الفاحشة وهم آمنون من ثورة الضمير ما دام الأنبياء هم أسبق الناس إلى الفاحشة (كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا)
والآن مع التوراة في اتهاماتها الصاخبة للأنبياء، ثم مع القرآن وهو يصحح المسيرة وينصف الأنبياء
* نوح: والإصحاح رقم 9 إلى 18 من سفر التكوين "وابتدأ نوح فلاحاً في الأرض وغرس الكرم. وشرب من الخمر وسكر وانكشف في وسط مضربه. فنظر حام أبو كنعان سوأة أبيه"
* لوط: الإصحاح رقم 19 من سفر التكوين: "قالت ابنته الكبيرة لأختها تعالى نسقى أبانا خمرا وننضجع معه ونقي من أبينا نسلاً. فسقتا أباهما خمراً في تلك الليلة وأتت الكبرى وانضجعت مع أبيها وهكذا فعلت الصغرى فحملتا من أبيهما"
* هارون: الإصحاح 32 من سفر الخروج: "واجتمع القوم
إلى هارون وقالوا له قم فاصنع لنا آلهة تسير بين أيدينا: فقال لهم هارون: فكوا أقراط الذهب التي في آذان نسائكم وبنيكم وبناتكم واحضروها إليَّ"
ثم تقول التوراة: "فأخذه من أيديهم وجمعه في قالب وصنعه عجلاً حيًّا.
وقال هذه آلهتكم يا إسرائيل"
وتذكر التوراة أن موسى عندما حضر أمرهم أن يقتل كل منهم أخاه وصاحبه وقريبه فسقط منهم في ذلك اليوم ثلاثة آلاف رجل.
هذه بعض افتراءات التوراة على أنبياء الله سبحانه وقد صحح القرآن سيرتهم ووضعهم حيث يستحقون من الصدارة وحسن الذكر إبقاءً لدورهم في الهدى ونصرة للحق والآن مع القرآن الكريم:
(وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ)
وفى سورة الأنبياء خمسة أوصاف وصف القرآن بها هذا النبي الكريم (وَلُوطًا آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ (74) وَأَدْخَلْنَاهُ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ)
وفى سورة الصافات 133 (وَإِنَّ لُوطًا لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ)
هذا وقد نسب القرآن صنع العجل إلى السامري وحكى القرآن استنكار هارون لما انحدر إليه قومه (وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي)
إن القرآن مصحح لما وقع في التوراة من أخطاء سافرة في حق الأنبياء وفى غير هذا من الموضوعات التي لا بد من تصحيحها.
أما الأخطاء التي لا تضر مسيرة النور وعلاجها يحدث جدلا بلا ثمرة كالتواريخ والأرقام وتحديد الجهات التي بينتها التوراة، فالقرآن لا يجادل فيها اليهود.
قال تعالى: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ)