الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفوق الشرب منها يصب عليهم الحميم.
(هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ (19) يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ)
بقى أمامهم أمل واحد لقد انعقد أملهم على الظل فتلاشى الأمل قبل وصولهم فالظل هناك: (لَا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ)
إنَّ ظل النار: (لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ)
(لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ)
ولذلك ينتهى كل أمل ويبقى التسليم المطلق: (يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ (10) كَلَّا لَا وَزَرَ)
ثم تذكر السورة الكريمة أسباب العذاب.
وقد سبق أن ناقشت معكم حجم العمل وحجم الجزاء ، وانتهينا إلى أن النعيم فضل والعذاب عدل.
والآن مع أسباب العذاب كما ذكرتها سورة الواقعة.
(إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ)
والترف في حد ذاته نعمة. والمال خير. ولكن الإنسان كنود يحارب الله بنعمه ومنذ عهد نوح عليه السلام والمترفون زعماء المعارضة للحق: (وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ)
الإصرار على الشرك:
أعظم ما يقع فيه الإنسان أن يخطئ مع الله ، وأعظم من ذلك أن يصر على الذنب.
لقد قال العلماء لا صغيرة مع إصرار ولا كبيرة مع استغفار.
فكيف إذا كان الإصرار على الشرك وهو الخيانة العظمى التي لا تغفر ولا ينفع معه طاعة.
إنَّ جزاء المعصية بمثلها وكان مقتضى ذلك أن يعذبهم الله على قدر عمرهم الذي أشركوا فيه. ولكن إصرارهم على الشرك، وعزمهم على البقاء فيه، مهما امتدت أعمارهم، هو سبب خلودهم في الجحيم.
قال تعالى: (وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ)
وقد أطلق القرآن على الشرك اسم (الحِنْث)
لأنه نقض لعهد الله على الفطرة الإنسانية.
(أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (60) وَأَنِ اعْبُدُونِي)
هذا العهد الذي صرح به القرآن في قوله تعالى:
(وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ)
وهذا العهد سيبقى في ضمائر الموحدين إلى أن نلقى الله.
وكانوا يقولون: (وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (47) أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ (48) قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ (49) لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ)
منذ عهد نوح عليه السلام وقضية الإيمان بالبعث هى العقبة أمام العقول الصغيرة التي لا ترقى إلى إدراك قدرة الله.
فقد أثارها العقل القديم في عهد نوح عليه السلام.
قال تعالى: (أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ (35) هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ (36) إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ)
ويمتد هذا المنطق إلى كل جاهلية في أي عصر. ليؤكد أن ملاحدة اليوم يعيشون على فتات موائد الإلحاد القديم.
وإن اختلف الثوب الذي يظهر فيه هذا الضلال.