المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌النيابة الثالثة (مما يكتب من التواقيع بالولايات عن نواب السلطنة بها- نيابة طرابلس) - صبح الأعشى في صناعة الإنشا - ط العلمية - جـ ١٢

[القلقشندي]

فهرس الكتاب

- ‌[الجزء الثاني عشر]

- ‌[تتمة الباب الثاني]

- ‌[تتمة الفصل الثاني]

- ‌[تتمة الطرف الثالث]

- ‌[تتمة الحالة]

- ‌[تتمة المقصد الثالث]

- ‌[تتمة المهيع الثاني]

- ‌الضرب الأوّل (من لا تصدر عنه منهم تولية في عمل نيابته)

- ‌الضرب الثاني (من تصدر عنه التولية والعزل في عمل نيابته)

- ‌النيابة الأولى (نيابة دمشق ويعبر عنها بكفالة السلطنة بالشام)

- ‌النوع الأوّل (ما هو بحاضرة دمشق، ويشتمل ما يكتب به من وظائفها عن الأبواب السلطانية على أربعة أصناف)

- ‌الصنف الأوّل (أرباب السيوف، وهم على طبقات)

- ‌الطبقة الأولى (من يكتب له تقليد في قطع الثلثين ب «المقرّ العالي» مع الدعاء ب «عزّ الأنصار» : وهو نائب السلطنة بها)

- ‌الطبقة الثانية (من يكتب له تقليد شريف في قطع النصف ب «المجلس العالي» وهو الوزير من أرباب السيوف، وهو بالمملكة الشامية على حدّ الوزير بالديار المصرية)

- ‌الطبقة الثالثة (من يكتب له مرسوم شريف، وهي على مرتبتين)

- ‌المرتبة الأولى (من يكتب له في قطع النصف وهو نائب قلعة دمشق)

- ‌المرتبة الثانية (من المراسيم الّتي تكتب بحاضرة دمشق لأرباب السيوف- ما يكتب في قطع الثلث، وفيها وظيفتان)

- ‌[الوظيفة] الأولى- شدّ الدواوين بدمشق

- ‌الوظيفة الثانية- شدّ المهمّات

- ‌الصنف الثاني (من الوظائف بدمشق الوظائف الدينية، وجميع ما يكتب فيها تواقيع، وهي على مرتبتين)

- ‌المرتبة الأولى (ما يكتب في قطع النصف ب «المجلس العاليّ بالياء» مفتتحا ب «الحمد لله»

- ‌الوظيفة الأولى- قضاء العسكر

- ‌الوظيفة الثانية- إفتاء دار العدل بدمشق

- ‌الوظيفة الثالثة- الحسبة

- ‌الوظيفة الرابعة- وكالة بيت المال المعمور

- ‌[الوظيفة الخامسة- الخطابة]

- ‌الوظيفة السابعة- التصادير بدمشق المحروسة

- ‌الوظيفة الثامنة- النّظر

- ‌الصنف الثالث (من تواقيع أرباب الوظائف بحاضرة دمشق- تواقيع أرباب الوظائف الدّيوانيّة، وفيها مرتبتان)

- ‌المرتبة الأولى (ما يكتب في قطع النصف ب «المجلس العالي» وهي على ضربين)

- ‌الوظيفة الأولى- ولاية تدبير الممالك الشامية]

- ‌الوظيفة الثانية- كتابة السّرّ بالشّام

- ‌الوظيفة الثالثة- نظر الجيوش بالشّام

- ‌المرتبة الثانية (من مراتب أرباب التّواقيع الديوانية بدمشق

- ‌الصنف الرابع (من الوظائف بدمشق وظائف المتصوّفة ومشايخ الخوانق، وفيها مرتبتان)

- ‌المرتبة الأولى (ما يكتب في قطع الثّلث ب «المجلس السّاميّ» بالياء، مفتتحا ب «الحمد لله» وبذلك يكتب لشيخ الشّيوخ بالشّام، وهو شيخ الخانقاه الصّلاحية، المسماة بالشميصاتية)

- ‌المرتبة الثانية (من يكتب له في قطع العادة مفتتحا ب «رسم» )

- ‌النوع الثاني (من وظائف دمشق ما هو خارج عن حاضرتها)

- ‌فأما الصّفقة الغربية

- ‌منها- نيابة القدس

- ‌ومنها- نيابة قلعة الصّبيبة

- ‌ومنها- نيابة قلعة عجلون

- ‌فمنها- مشيخة الخانقاه الصّلاحية بالقدس

- ‌ومنها- خطابة القدس

- ‌ومنها- مشيخة حرم الخليل

- ‌وأمّا الصّفقة القبليّة

- ‌الطبقة الأولى (ما يكتب به مرسوم شريف في قطع النّصف، وهو ما يليه مقدّم ألف أو طبلخاناه، وفيها نيابات)

- ‌النيابة الأولى- نيابة حمص

- ‌النيابة الثانية- نيابة الرّحبة

- ‌النيابة الثالثة- نيابة مصياف

- ‌وأما الصّفقة الشّمالية

- ‌الطبقة الثانية (من عرب الشام- من يكتب له مرسوم شريف)

- ‌المرتبة الأولى- من يكتب له في قطع النّصف، وهم ثلاثة:

- ‌الأوّل- أمير آل عليّ

- ‌[الثاني- أمير آل فضل]

- ‌الثالث- أمير آل مراء

- ‌المرتبة الثانية (من أرباب المراسيم من العرب- من يكتب له في قطع الثّلث ب «السّامي» بغير ياء، مفتتحا ب «أمّا بعد» وهم ثلاثة أيضا)

- ‌الأول- أمراء بني مهديّ

- ‌الثاني- مقدّم زبيد

- ‌النيابة الثانية (من نيابات البلاد الشامية- نيابة حلب. ووظائفها الّتي يكتب بها من الأبواب السلطانية على نوعين)

- ‌النوع الأوّل (من بحاضرة حلب، وهم على أصناف)

- ‌الصنف الأوّل (منهم أرباب السّيوف، وهم على طبقتين)

- ‌الطّبقة الأولى (من يكتب له تقليد، وهو نائب السّلطنة بها؛ وتقليده في قطع الثّلثين ب «الجناب الكريم» )

- ‌الطبقة الثانية (من يكتب له في قطع الثّلث ب «المجلس السامي» وفيها وظائف)

- ‌الوظيفة الأولى (نيابة القلعة بها)

- ‌الصنف الثاني (من أرباب الوظائف بحلب- أرباب الوظائف الدّينية)

- ‌الطبقة الأولى (من يكتب له في قطع الثلث ب «السّاميّ» بالياء، ويشتمل على وظائف)

- ‌الطبقة الثانية (من يكتب له في قطع العادة «بالسامي» بغير ياء، أو «بمجلس القاضي» )

- ‌الصنف الثالث (من أرباب الوظائف بحلب- أرباب الوظائف الديوانية، وهم على طبقتين)

- ‌الطبقة الأولى (من يكتب له في قطع الثلث ب «الساميّ» بالياء؛ وتشتمل على وظائف)

- ‌الطبقة الثانية

- ‌النوع الثاني (من أرباب الوظائف بالمملكة الحلبية- من هو خارج عن حاضرتها، وهم على أصناف)

- ‌الصنف الأوّل (أرباب السيوف، وهم غالب من يكتب لهم عن الأبواب السّلطانية)

- ‌الصنف الثاني (ممّا هو خارج عن حاضرة حلب- الوظائف الدّينية بمعاملتها: من القلاع وغيرها)

- ‌الصنف الثالث (مما هو خارج عن حاضرة حلب- الوظائف الدّيوانية)

- ‌النيابة الثالثة (نيابة طرابلس، ووظائفها الّتي جرت العادة بالكتابة فيها من الأبواب السّلطانية على نوعين)

- ‌النوع الأوّل (ما هو بحاضرة طرابلس، وهو على ثلاثة أصناف)

- ‌الصّنف الأوّل (أرباب السيوف، وهم على طبقتين)

- ‌الطبقة الأولى (من يكتب له تقليد)

- ‌الطبقة الثانية (من يكتب له مرسوم شريف في قطع الثّلث ب «المجلس السّامي» بغير ياء، وتشتمل على وظائف)

- ‌الصنف الثاني (من الوظائف بطرابلس الّتي يكتب لأربابها من الأبواب السلطانية- الوظائف الدّينيّة، وهي على مرتبتين)

- ‌المرتبة الأولى (من يكتب له في قطع الثلث ب «المجلس الساميّ» بالياء، وتشتمل على وظائف)

- ‌المرتبة الثانية (من تواقيع أرباب الوظائف الدينية بطرابلس- من يكتب له في قطع العادة، مفتتحا ب «- رسم» )

- ‌الصنف الثالث (من الوظائف بطرابلس الّتي يكتب لأربابها من الأبواب السلطانية- الوظائف الدّيوانية، وهي على مرتبتين)

- ‌المرتبة الأولى (ما يكتب في قطع الثلث ب «المجلس الساميّ» بالياء، وتشتمل على وظائف)

- ‌المرتبة الثانية (من مراتب أرباب الوظائف الديوانية بطرابلس- من يكتب له في قطع العادة ب «- مجلس القاضي» )

- ‌النوع الثاني (من الوظائف بطرابلس- ما هو خارج عن حاضرتها، وهم على ثلاثة أصناف أيضا)

- ‌الصّنف الأوّل (أرباب السيوف)

- ‌الطبقة الأولى (الطّبلخاناه)

- ‌الطبقة الثانية (العشرات)

- ‌الصنف الثاني (ممّا هو خارج عن حاضرة طرابلس- الوظائف الدّينية)

- ‌الصنف الثالث (مما هو خارج عن حاضرة طرابلس- أرباب الوظائف الدّيوانية)

- ‌الصنف الأوّل (أرباب السيوف)

- ‌الصنف الثاني (أرباب الوظائف الدينية، وهم على مرتبتين)

- ‌المرتبة الأولى- من يكتب له في قطع الثلث ب «الساميّ بالياء»

- ‌المرتبة الثانية- من يكتب له في قطع العادة

- ‌النيابة الخامسة (نيابة صفد)

- ‌الصنف الأوّل (أرباب السيوف، وفيه وظيفتان)

- ‌الوظيفة الأولى (نيابة السلطنة بها، ويكتب تقليده في قطع الثلثين)

- ‌الوظيفة الثانية (نيابة قلعة صفد)

- ‌الصنف الثاني (أرباب الوظائف الديوانية)

- ‌النيابة السادسة (نيابة غزّة)

- ‌الصّنف الأوّل (أرباب السّيوف)

- ‌الصنف الثاني (الوظائف الديوانية بغزّة)

- ‌النيابة السابعة (نيابة الكرك؛ وأرباب الولايات بها من الأبواب السلطانية على أصناف)

- ‌الصنف الأوّل (أرباب السيوف)

- ‌الصنف الثاني- أرباب الوظائف الدّينية

- ‌الصنف الثالث- الوظائف الدّيوانية

- ‌القسم الثالث (مما يكتب من الولايات عن الأبواب السلطانية بالديار المصرية- ما يكتب لأرباب الوظائف بالمملكة الحجازية)

- ‌القاعدة الأولى (مكة المشرّفة، وبها وظيفتان)

- ‌الوظيفة الأولى (الإمارة)

- ‌الوظيفة الثانية (قضاء مكّة، ويكتب به توقيع في قطع الثلث ب الساميّ» بالياء)

- ‌القاعدة الثانية (المدينة النبوية، وبها ثلاث وظائف)

- ‌الوظيفة الأولى (الإمارة)

- ‌الوظيفة الثانية (القضاء)

- ‌الوظيفة الثالثة (مشيخة الحرم الشريف)

- ‌الفصل الثالث من الباب الرابع من المقالة الخامسة (فيما يكتب من الولايات عن نوّاب السلطنة؛ وفيه طرفان)

- ‌الطرف الأوّل (في مقدّمات هذه الولايات، ويتعلق بها مقاصد)

- ‌المقصد الأوّل (في بيان من تصدر عنه الولايات: من نوّاب السلطنة)

- ‌المقصد الثاني (في بيان الولايات الّتي تصدر عن نوّاب السلطنة بالممالك الشامية)

- ‌المقصد الثالث (في افتتاحات التواقيع والمراسيم بتلك الولايات

- ‌المقصد الرابع (في بيان الألقاب)

- ‌الصنف الأوّل (أرباب السيوف، ولألقابهم مراتب)

- ‌المرتبة الأولى- المقرّ الشريف

- ‌المرتبة الثانية- المقرّ الكريم

- ‌المرتبة الثالثة- المقرّ العالي

- ‌المرتبة الخامسة- الجناب العالي

- ‌المرتبة السابعة- المجلس الساميّ بالياء

- ‌المرتبة الثامنة- المجلس السامي بغير ياء

- ‌المرتبة التاسعة- مجلس الأمير

- ‌المرتبة العاشرة- الأمير

- ‌الصنف الثاني (من أرباب الولايات بالممالك الشامية- أرباب الوظائف الديوانية، وفيهم مراتب)

- ‌المرتبة الأولى- المقرّ الشريف

- ‌المرتبة الثانية- المقرّ الكريم

- ‌المرتبة الثالثة- الجناب الكريم

- ‌المرتبة الرابعة- الجناب العالي

- ‌المرتبة الخامسة- المجلس العالي

- ‌المرتبة السادسة- المجلس الساميّ بالياء

- ‌المرتبة السابعة- المجلس السامي بغير ياء

- ‌المرتبة الثامنة- مجلس القاضي

- ‌المرتبة التاسعة- القاضي

- ‌الصنف الثالث (من أرباب الولايات بالممالك الشامية- أرباب الوظائف الدّينية، وفيه مراتب)

- ‌المرتبة الأولى- المقرّ الشريف

- ‌المرتبة الثانية- المقرّ الكريم

- ‌المرتبة الثالثة- الجناب الكريم

- ‌المرتبة الرابعة- الجناب العالي

- ‌المرتبة الخامسة- المجلس العاليّ

- ‌المرتبة السادسة- المجلس الساميّ بالياء

- ‌المرتبة السابعة- المجلس السامي بغير ياء

- ‌المرتبة الثامنة- مجلس القاضي

- ‌المرتبة التاسعة- القاضي

- ‌الصنف الرابع (من أرباب الولايات بالممالك الشامية- مشايخ الصوفيّة)

- ‌الصنف الخامس (من أرباب الولايات بالممالك الشامية- أمراء العربان)

- ‌الصنف السادس (من أرباب الولايات بالممالك الشامية- أرباب الوظائف العادية، كرآسة الطّبّ ونحوها)

- ‌الصنف السابع (من أرباب الولايات بالنيابات الشامية- زعماء أهل الذّمة)

- ‌أما رئيس اليهود

- ‌وأما بطرك النّصارى، فرأيت لهم فيه طريقتين:

- ‌الطريقة الأولى

- ‌الطريقة الثانية

- ‌المقصد الخامس (في بيان مقادير قطع الورق المستعمل فيما يكتب عن نوّاب الممالك الشامية)

- ‌المقصد السابع (في بيان كيفية ترتيب هذه التواقيع)

- ‌الطرف الثاني (في نسخ التواقيع المكتتبة عن نوّاب السلطنة بالممالك الشامية)

- ‌النيابة الأولى الشام (والتواقيع الّتي تكتب بها على خمسة أصناف)

- ‌الصنف الأوّل (ما يكتب بوظائف أرباب السيوف، وهو على ضربين)

- ‌الضرب الأوّل (ما هو بحاضرة دمشق؛ وهو على مراتب)

- ‌المرتبة الأولى (ما يفتتح ب «الحمد لله» وفيها وظائف)

- ‌المرتبة الثانية (ما يفتتح ب «أما بعد حمد الله» وفيها وظائف)

- ‌المرتبة الثالثة (من تواقيع وظائف أرباب السّيوف بدمشق- ما يفتتح ب «- رسم بالأمر العالي» وفيه وظائف)

- ‌الضرب الثاني (ممن يكتب له عن نائب السلطنة بالشام من أرباب السيوف- من هو بأعمال دمشق؛ ومواضعهم على ثلاث مراتب أيضا)

- ‌المرتبة الأولى (ما يفتتح ب «الحمد لله» وفيها وظائف)

- ‌المرتبة الثانية (من تواقيع أرباب السيوف ممّن بأعمال دمشق- ما يفتتح ب «أما بعد حمد الله» وفيها وظائف)

- ‌المرتبة الثالثة (من تواقيع أرباب السيوف بأعمال دمشق ما يفتتح ب «- رسم» وفيها وظائف)

- ‌الصنف الثاني (ممّا يكتب لأرباب الوظائف بدمشق- تواقيع أرباب الوظائف الدّينية؛ وهي على ضربين)

- ‌الضرب الأوّل (ما يكتب لمن هو بحاضرة دمشق، وهو على ثلاث مراتب)

- ‌المرتبة الأولى (ما يفتتح ب «الحمد لله» )

- ‌المرتبة الثانية (من تواقيع أرباب الوظائف الدّينية بحاضرة دمشق- ما يفتتح ب «أما بعد حمد الله» ؛ وفيها عدّة وظائف)

- ‌المرتبة الثالثة (من تواقيع أرباب الوظائف الدينية بحاضرة دمشق- ما يفتتح ب «- رسم بالأمر» ؛ وفيها وظائف)

- ‌الضرب الثاني (من تواقيع أرباب الوظائف الدّينية بالشام- ما يكتب به لمن هو بأعمال دمشق؛ وهو على مرتبتين)

- ‌المرتبة الأولى (ما يفتتح ب «أمّا بعد حمد الله» وفيها وظائف)

- ‌المرتبة الثانية (من تواقيع أرباب الوظائف الدينية بأعمال دمشق- ما يفتتح ب «- رسم بالأمر» ؛ وفيها وظائف)

- ‌الصنف الثالث (من التواقيع الّتي تكتب لأرباب الوظائف بدمشق- ما يكتب لأرباب الوظائف الدّيوانية؛ وهي على ضربين)

- ‌الضرب الأوّل (ما يكتب لمن بحاضرة دمشق منهم؛ وهو على ثلاث مراتب)

- ‌المرتبة الأولى (ما يفتتح ب «الحمد لله» ؛ وفيها وظائف)

- ‌المرتبة الثانية (من تواقيع أرباب الوظائف الديوانية بحاضرة دمشق- ما يفتتح ب «أمّا بعد حمد الله» )

- ‌المرتبة الثالثة (من تواقيع أرباب الوظائف الديوانية بحاضرة دمشق- ما يفتتح ب «- رسم بالأمر الشريف» )

- ‌الضرب الثاني (من الوظائف الديوانية بالشام- ما هو خارج عن حاضرة دمشق. وغالب ما يكتب فيها من التواقيع مفتتح ب «- رسم» )

- ‌الصنف الرابع (مما يكتب لأرباب الوظائف بالشام- تواقيع مشايخ الخوانق، وهي على ضربين)

- ‌الضرب الأوّل (ما هو بحاضرة دمشق، وهو على ثلاث مراتب)

- ‌المرتبة الأولى (ما يفتتح ب «الحمد لله» )

- ‌المرتبة الثانية (من تواقيع مشايخ الأمكنة بحاضرة دمشق- ما يفتتح ب «أمّا بعد حمد الله» ؛ وفيها وظائف)

- ‌المرتبة الثالثة (من تواقيع مشايخ الأماكن بحاضرة دمشق- ما يفتتح ب «- رسم بالأمر» )

- ‌الضرب الثاني (من تواقيع مشيخة الأماكن- ما هو بأعمال دمشق؛ وفيه مرتبة واحدة، وهي الافتتاح ب «- رسم» )

- ‌الصنف الخامس (ممّا يكتب لأرباب الوظائف بالشام- تواقيع العربان)

- ‌الصنف السادس (مما يكتب لأرباب الوظائف بالشام- تواقيع زعماء أهل الذّمة: من اليهود والنصارى)

- ‌النيابة الثانية (من النيابات الّتي يكتب عن نوابها بالولايات- نيابة حلب)

- ‌النيابة الثالثة (مما يكتب من التواقيع بالولايات عن نوّاب السلطنة بها- نيابة طرابلس)

- ‌مصادر ومراجع الهوامش للجزء الثاني عشر من صبح الأعشى

- ‌فهرس الجزء الثاني عشر من صبح الأعشى

الفصل: ‌النيابة الثالثة (مما يكتب من التواقيع بالولايات عن نواب السلطنة بها- نيابة طرابلس)

بالمعلوم الشاهد به الديوان المعمور إلى آخر وقت، لأنه من بيت رفع علم قدره على السحائب، وانتصبت راية آرائهم بالتمييز في مواكب العزة عن المواكب، وأضيف إلى مجدهم شرف الكمال فانجرّ بالإضافة ذيل مجدهم على الكواكب، وجزم أولو الفضل بنسبتهم إلى المعالي فحازوا قصبها استحقاقا وما زاحموا عليها بالمناكب، وأسّس أصله على عماد شرف «الفاروق» و «ذي النّورين» فتفرّع على أكمل تناسل بتناسب.

‌النيابة الثالثة (مما يكتب من التواقيع بالولايات عن نوّاب السلطنة بها- نيابة طرابلس)

وهي على ما تقدّم في دمشق: من تقسيمها إلى تواقيع أرباب السيوف، وتواقيع وظائف أرباب الأقلام الدينية، وتواقيع أرباب الوظائف الديوانية، وأرباب الوظائف بمشيخة الأماكن وغيرهم، وتقسيم ذلك إلى ما يفتتح ب «الحمد لله» ، وما يفتتح ب «أما بعد حمد الله» ، وما يفتتح ب «- رسم بالأمر» .

وهذه نسخ تواقيع من ذلك:

نسخة توقيع بشدّ الدواوين بطرابلس، كتب به لصلاح الدّين «صلاح الحافظي» ، ب «الجناب الكريم» ؛ وهي:

الحمد لله الّذي أيّد هذه الدولة وسدّدها بأنواع الصّلاح، وعمر العالم بعدل سلطانها وجعل أيّامه مقرونة بالنّجاح، وأقام لتدبير المملكة [كل]«1» كفء كاف مشهور باليمن والفلاح.

نحمده على نعمه الغامرة في المساء والصّباح، ونشكره على آلائه في كلّ غدوّ ورواح، ونشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له شهادة خالصة ضوئية كالمصباح، وأنّ سيدنا محمدا عبده ورسوله أشرف من اصطفاه وأرسله بالدين

ص: 448

الحنيفيّ فبشر وأنذر وحلّل وحرّم [وحظر]«1» وأباح، صلّى الله عليه وعلى آله وأصحابه صلاة دائمة مستمرّة ما حيعل «2» الدّاعي إلى الفلاح.

وبعد، فإنّ أولى الأولياء بمضاعفة الأحسان، وأن يعلى له في المكان والإمكان- من عرف بأجلّ المباشرات في الفتوحات، واشتهر فيها بالكفاية والصّيانة وجميل التّدبير وحسن الصّفات.

ولمّا كان فلان هو المنفرد بهذه الصّفات الحسنة، واتّفقت على نعوته الجميلة الألسنة، والوحيد بهذه السّجايا، الفريد بشرف المزايا، عقدت الخناصر عليه، واقتضت الآراء أن يسند تدبير المملكة إليه: فإنّها لم تجد لها كفأ غيره، ولا من يجمع شمل شتات أقوالها ولم يفرّط مثقال ذرّة.

فلذلك رسم بالأمر- لا زال يندب لتدبير الممالك كلّ كفء كاف، ويورد أولياءه من موارد إحسانه موردا عذبا صاف- أن يفوّض إلى الجناب الكريم- أدام الله علوّ قدره، وأيده بالمعونة في أمره- شدّ الدّواوين المعمورة الطّرابلسيّة، بالمعلوم المستقرّ، الشاهد به الديوان المعمور إلى آخر وقت، على عادة من تقدّمه.

وهذه نسخة توقيع بالاستمرار في شدّ الدّواوين:

الحمد لله الّذي قرن الشّدّة بالفرج وجبر بعد الانكسار، وامتحن عباده بأنواع من المحن ليعلم الصادقين في الاصطبار، وأطلع في أفق العلا سعد السّعود ساطعا بالنّور بعدما غار، وجمع لمن انقطع به حبل الرّجاء من الخلق فتوكّل عليه بين نيل المطلوب وتمحيص الأوزار.

نحمده وفي محامده تطيب الآثار، ونشكره على ما أسبل من النّعم الغزار،

ص: 449

ونشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له إله كشف الغمّ بعدما غم القلوب وغطّى على الأبصار، وفرّج الهمّ، وقد كان ادلهمّ، وأظلمت منه النّواحي والأقطار، ونشهد أنّ محمدا عبده ورسوله المصطفى المختار، سيّد ولد آدم في الدّنيا وسيدهم في دار القرار، صلّى الله عليه وعلى آله الأطهار، وصحابته الأخيار، ما أظلم ليل وأضاء نهار.

وبعد، فإن الله تعالى لطف بهذه الدّولة المعظّمة في المقام والسّير، فما مضى لأحد معها يوم سرور إلا والّذي من بعده خير، ونصب خيام عدلها على الخلق وشرع أطنابها، ورغب العباد في فضلها العميم وفتح لهم بابها، وجعلها كاشفة للكروب الموجبة للحزن والضّيق، راشفة من خزائن ملكه ومعادن نصره كأس رحيق، تصل بقوّته وتقطع، وتفرّق بإرادته وتجمع؛ ثم جعل المال نظام ملكها القويم، وقوام سلكها النّظيم؛ به تمضي أوامره ونواهيه، وتجري على السّداد بما يحبّه ويرضيه؛ فتعيّن إعداد من يقيم بعزمه عمده، ويقعد من أخذ منه بغير استحقاق ممن أقعد الدّين زنده؛ وقدّر الله تعالى في هذا الوقت ما قضاه، ونفّذ حكمه فيمن خرج عن طاعته وأمضاه، فلم تبق مملكة إلّا ومسّها وأهلها الإضرار، ولا بقعة إلّا ولحق أهلها بأس أولئك الفجّار، فأدرك اللّطف الإلهيّ ممالك الإسلام، وحل الرّكاب الشريف بأرض الشام، فكان بردا وسلام «1» ، ونجا المخلص وهلك الناكث النّاكل بقدوم سلطان الإسلام، خلّد الله ملكه [ليقذف]«2» بالحقّ على الباطل، وأيد الله دولته الشريفة بعونه المتواصل.

وكان فلان له مباشرات عديدة، وتأثيرات حميدة، وآخر ما كان في وظيفة شدّ الدواوين بطرابلس: فباشرها مباشرة جميلة الأثر، مشكورة السّير عند من ورد وصدر، ودبّر مهمات يعجز عن حصرها أولو العقول والفكر، وحصّل للديوان المعمور أموالا كالطّوفان ولكن بلا غرق، واستعجب منها كيف حصرتها

ص: 450

الأقلام أو وسعها الورق!؟؛ والّذي كان بوظيفة الشّدّ الآن زاهد عنها، ليس له رغبة فيها ولا في شيء منها.

فتعين إعادة الجناب الفلانيّ إليها، ورسم بالأمر- لا زالت أيام دولته الشريفة تصلح الشان، وتعيد الخير إلى ما كان- أن يستقرّ.......

فليعد إليها عود الحسام إلى غمده، والماء إلى منهل ورده، وليباشرها بمباشرته المعروفة، وعزائمه المألوفة، وهممه الموصوفة، مسترفعا المتحصل ومصروفه، وليتحقّق أنّ الله تعالى سيصل رزقه فلا يوجس في نفسه خيفة، وليجعل تقوى الله تعالى دأبه في كلّ قضيّة ثقيلة كانت أو خفيفة، والله تعالى يمدّه بألطافه المطيفة، بمنه وكرمه.

وهذه نسخة توقيع بنقابة العساكر بطرابلس:

الحمد لله الأوّل بلا آخر، الغنيّ في ملكه عن النّاصر، المنزّه في سلطانه عن المؤازر، المتوحّد بعدم الأشباه والنّظائر، المبيد لكلّ مظاهر بالعناد مجاهر، العليم بما تكنّه الأفكار وتجنّه الضّمائر، الرّقيب على كلّ ما تردّد من الأحوال بين سوادي القلب والناظر.

وأشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له شهادة خالصة يرغم بها كلّ جاحد وكافر، وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله المبعوث والشّرك مدلهمّ الدّياجر، والرّشد قد خيّم عليه الضّلال فما له من قوّة ولا ناصر، فأقام به الدّين الحنيفيّ النّيّر الزّاهر، ورفع ذكره في سائر الأقطار والأمصار على رؤوس المنابر، صلّى الله عليه وعلى آله أهل المكارم والمآثر، ما حمد السّرى عند الصّباح سائر، وخمد شرر الشّرّ بكلّ مناضل ومناظر، وسلّم تسليما كثيرا.

وبعد، فإنّ أولى من سيقت إليه وفود النّعم، ومنح من الخيرات أجزل القسم، وعدقت الأمور بعزائمه، واعتمد على همته الّتي هي في المضاء كأسنّته

ص: 451

وصوارمه، ورعيت عهود ولائه الّتي لا تنكر، ووصفت مساعيه الّتي استحقّ أن يحمد بها ويشكر- من إذا عوّل عليه في المهمّات كفاها، وإذا استطبّت المعضلات به شفاها، وسارت أنباء مهابته غورا ونجدا، واتّصف بحسن التدبير الذي عليه من الإقبال أكمل إجدا «1» ولمّا كان فلان هو الّذي تناقلت تباشير أخباره الرّكبان، وأثنى على شهامته السّيف والسّنان، وشرفت بمحاسنه الأقلام، وارتفع ذكره بالشجاعة على رؤوس الأعلام.

فلذلك رسم......- لا زال للدّين الحنيفيّ ناصرا، وللأعداء قامعا قاهرا، وللحقّ مؤيّدا باطنا وظاهرا- أن يستقرّ الجناب العالي المشار إليه أمير نقباء العساكر المنصورة الطّرابلسيّة، عوضا عمّن كان بها، على عادته وقاعدته:

لأنّه الحبر الّذي عقدت على خبرته الخناصر، وورث الشّهامة كابرا عن كابر، وأضحى بتدبيره واضح الغرر، شاهدا له به العين والبصر؛ إن جال بين صفوف العساكر كان أسدا، وإن رتّب جيوشها أحصاها حليّة وعددا.

فليباشر هذه الوظيفة محرّرا أحوال العساكر المنصورة، مقرّرا لهم في منازلهم على أكمل عادة وأجمل صورة، بمناصحة ضمّخ بمسكها، ومخالصة قام مقام واسطة جوهر سلكها، وملازمة خدمة تأزّرت بها أعطافه، وصفاء طويّة شرفت بها أوصافه، ومحبّة عدل جمع فيها بين قوله وفعله، وإخلاص يحسن بالمرء أن يكون ملتحفا بظلّه: لكي يتمّ الله النّعم عليه كما أتمّها على أبيه من قبله؛ وليقصد رضا الله تعالى في هذا الأمر، لا رضا زيد ولا عمرو؛ والله تعالى يتولّاه فيما تولّاه، والاعتماد في ذلك على الخط الكريم أعلاه، حجة بمقتضاه، إن شاء الله تعالى.

ص: 452

وهذه نسخة توقيع بنقابة الأشراف بطرابلس ب «المجلس الساميّ» بالياء؛ وكتب فيه «القضائي» على خلاف الأصل، وهي:

رسم بالأمر- لا زال يرفع لذوي الأصالة الشّريفة قدرا، وينقلهم إلى الرّتب السّنيّة ويعلي لهم ذكرا، ويشملهم من إحسانه بما يسرّ لهم قلبا ويشرح صدرا، ويبلّغهم من المآرب أوفاها، ومن ملابس القبول أجملها وأسناها- أن يستقرّ فلان- أدام الله نعمته- في نقابة السّادة الأشراف بالمملكة الطرابلسيّة، على ما تقدّم من عادته في ذلك: استقرارا جاريا فيه على أجمل العادات، واعتمادا على ما عهد من سلفه الشّريف الذّات، ورعاية له في تجديد المسارّ، وترجيحا لما اشتمل عليه من حسن الكفاية في كلّ إيراد وإصدار، ورفعة ليده الباسطة على أبناء جنسه، وتقوية يجد أثرها في معناه وحسّه، رسما يستوجب به النّعم الجزيلة، وولاية توليه من الكرم سوله، وعناية تصبح بها ربوع أنسه مأهولة، لأنّه أولى أن يقرّ في هذه الوظيفة ويزاد، وأحقّ أن يرعى لما سبق له من السّداد، وأجدر أن لا يضاع حقّه حيث له إلى ركن الشّرف المنيف استناد.

فليباشر هذه الوظيفة المباركة مبسوطا أمله في المزيد، منوطا رجاؤه في نعمنا باستئناف وتجديد، محوطا ما بيده من كرمنا العديد؛ وهو غنيّ أن نثّني له الوصايا ونعيد، مليّ بحسن السجايا الّتي جبلت على التّحقيق والتّوفيق والتّسديد؛ والله تعالى يطوّق بمنن جودنا منه الجيد، ويغدق له سحائب رفدنا التي تجريه على ما ألف من فضلها العديد؛ والعلامة الشريفة- أعلاها الله تعالى- أعلاه، حجة بمقتضاه.

وهذه نسخة توقيع بشدّ الشواني «1» بطرابلس، كتب به لعلاء الدين «أيدغمش» ، وهي:

ص: 453

رسم

- لا زالت أيامه، قائمة بالجهاد في سبيل الله عز وجل، وأعلامه، حائمة على التقاط مهج العدا في البرّ والبحر بما يقرّب لهم الأجل- أن يستقرّ فلان في شدّ الشّواني المعمورة المنصورة على العادة في ذلك، بهمّته العلية، وعزمته الّتي هي ببلوغ المقاصد مليّة، وشهامته الّتي ترهب العدا، وشجاعته الّتي تلبسهم أردية الرّدى، وبسالته الّتي تبسلهم «1» في البحر فتصيّرهم كالأسماك لا يسام لهم صدى.

فليجتهد في ذلك جدّ الاجتهاد، وليعمد فيه السّداد والسّداد، وليوقظ أجفان سيوفه من الغمض، وليرهب العدا بشدّة وطأته الّتي لها الثّبات في الأرض، وليلازم مواظبة الشواني ليلا ونهارا، وليكن هو ومن حوله لمن بها أنصارا؛ والله تعالى يجزل له مبارّا، ويرفع له مقدارا، بمنّه وكرمه.

وهذه نسخة توقيع بشدّ دار الضّرب «2» ، كتب به ل «علاء الدين الدّوادار» ؛ وهي:

رسم

- لا زال إحسانه يجود غماما، وفضله الشامل على الأولياء المتقين إماما، وسحائب برّ كرمه هامية على أوليائه، هاملة على أصفيائه، فتراهم يخرّون للأذقان سجّدا وينتصبون قياما- أن يستقرّ المشار إليه في شدّ دار الضّرب: إعانة له على الخدمة الشّريفة، وإرفادا له بمعلومها إذ هي ليست له بوظيفة، لأنه أكبر من ذلك قدرا، وأحقّ بكلّ منزلة عليّة وأحرى؛ ولكن هذه الجهة هي قانون المعاملة، وسكّتها بشعار الملك متّصلة وبين الحقّ والباطل فاصلة، ومنها النّقوش الّتي هي رستاق الأرزاق، وصدر كلّ إطلاق وفنداق «3» ؛

ص: 454

حكيم ما أرسل في حاجة إلّا وأذن لها بالنّجاح، ولا استؤمن عليه امرؤ باذن الإمام إلا وحقّ له [الاتصاف]«1» بالصلاح والفلاح؛ هذا وهو في الأصل مذموم، وطالبه محروم: لأنه مقسوم، والأجل محتوم، ولكن تطهيره من الدنس واجب، والحسبة في عياره حتى يغدو وبودق «2» صفائه من الغشّ ناضب.

فليعتمد المشار إليه في شدّ هذه الجهة حسن التقوى ويلاحظ بعزمه أمورها لتكون على السّداد، ويعتمد على السّيد النّاظر فإنّه نعم العماد، ويفوّض إليه كشف الرّوباص «3» وحكّ العيار فهو به أدرى وأحرى وأدرب بإدحاض غشّ الفساد، وليتناول معلومه المقرّر له عند الوجوب والاستحقاق، هنيّا ميسّرا خالصا من التّنازع والشّقاق، ومثله فلا يدلّ على [صواب] «4» : إذ تقوى الله تعالى كلمة الفصل وفصل الخطاب، والله تعالى يجعلها لنا وله زادا وحرزا، وذخرا يوم المعاد وركزا «5» وهذه نسخة توقيع بشدّ البحر «6» بمينا طرابلس؛ وهي:

ص: 455

رسم بالأمر- لا زال سيفه قاطعا من الأعداء نحرا، وأمره نافذا برّا وبحرا، وفعله صالحا دنيا وأخرى- أن يستقرّ الجناب المشار إليه في شدّ مينا البحر بطرابلس.

فليباشر هذه الوظيفة شارحا لها صدرا، فاتحا لها بحسن مباشرته الجميلة بصرا وفكرا، باعثا لها في الآفاق بمباشرته ذكرا جميلا، باحثا عمّا يتعلق بمتحصل المينا المعمورة بكرة وأصيلا، مسوّيا بين الناس فيما رزق الله وفتح، وبعث من فضله ومنح، بحيث لا يقدّم عزيزا ولا يؤخّر ذليلا، ولا يراعي في ذلك صديقا ولا خليلا.

وليقدّم خوف الله تعالى على خوف خلقه، وليسّو بين الضّعيف والقويّ فيما بسط الله من رزقه؛ وآكد ما نوصيه به تقوى الله تعالى فيما هو بصدده؛ فليجعلها في أموره الباطنة والظاهرة من عدده؛ والله تعالى يقدّمه في مباشرته لاقتناء محاسن المعروف وزبده، ويرزقه من الأجر على ما يعمله من الخير مع تجّار هذا البحر بما هو أكثر من زبده.

توقيع كريم بنيابة اللّاذقيّة، من إنشاء القاضي تاج الدين بن البارنباري، كتب به ل «- شمس الدين» ابن القاضي، ب «الجناب العالي» ؛ وهو:

الحمد لله الّذي زاد «شمس» الأولياء إشراقا، ومنحه في هذه الدّولة الشريفة إرفادا وإرفاقا، وصان الثّغور المحروسة بعزماته الّتي سرّت قلوبا وأقرّت أحداقا، وجدّدت لأوليائها من مواهبها عطاء وفاقا.

نحمده على حكمه وفعله، ونشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له شهادة تمنح قائلها مزيد فضله، ونشهد أنّ سيدنا محمدا عبده ورسوله الّذي أيّده الله بملائكته المقرّبين، وشد أزره من أصحابه بالآباء والبنين، صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه أئمّة الدّين، صلاة تمنح قائلها غرف الجنان وَالْعاقِبَةُ

ص: 456

لِلْمُتَّقِينَ*

«1» وسلّم تسليما كثيرا.

وبعد، فإنّ من شيم هذه الدّولة إذا بدأت تعود، وإذا نظرت تجود، وإذا قدّمت وليّا لحظته بأعين السّعود.

وكان الجناب العالي- أدام الله نعمته- عين القلادة، وبيت السّيادة، ومعدن السّعادة، وأهلا أن يدبّر الأمور، ويسّد الثّغور، ونيابة اللّاذقيّة مجاورة البحور، وجزيرة العدوّ بينها وبينها نهار فهي في أمرها له قاعدة في النّحور، وقد رأيناه أهلا أن يصون نحرها، ويتقلّد أمرها، ويحفظ برّها، ويدفع شرّها.

فلذلك رسم بالأمر- أعلى الله تعالى شرفه- أن تفوّض إليه نيابة اللّاذقية المحروسة، على عادة من تقدّمه.

فليسر إليها سير الشّمس في أبراج شرفها، وليقبل عليها إقبال الدّرّة على التّرائب بعد مفارقة صدفها؛ وأوّل ما نأمره [به] : إرهاب العدوّ بالعدّة والعديد، وإظهار المهابة في القريب والبعيد، وتفقّد الأيزاك «2» بنفسه من غير اتّكال على سواه كما يفعل البطل الصّنديد، وليخلع عنه ملابس الوشي ويلبس الحديد، وليهجر المضاجع ويتّخذ ظهر جواده مستقرّه العتيد، حتّى ينتشر له صيت بين أهل التّثليث كما انتشر صيته بين أهل التوحيد.

وابسط بساط العدل ليطأه الموالي والعبيد، واحكم بالحقّ فالحقّ مفيد والباطل مبيد، ومتى تسامع التّجّار بعدلك جاءوا بالأصناف والمتجر الجديد، واركن إلى حكم الشّرع الشريف فإنّه يأوي إلى ركن شديد، واتّق الله تجده أمامك فيما تروم وتريد، وتمسّك بالسّيرة الحسنة يزدك الله رفعة وأنت أحقّ بالمزيد، وعقبها نستنجز لك تشريفا شريفا مقرونا بتقليد أعظم من هذا التقليد؛ والخطّ الكريم أعلاه حجة به، إن شاء الله تعالى.

ص: 457

توقيع بنيابة قلعة حصن الأكراد «1» ، كتب به لشهاب الدين «أحمد الناصري» ؛ وهو:

الحمد لله الّذي أطلع في سماء الدّين شهابا، وفتح لمن خافه واتّقاه إلى الخيرات أبوابا، وحباه من إفضاله وألبسه من حلل إنعامه ونعمائه أثوابا.

نحمده على نعمه الّتي أجزل لنا بمزيد حمدها أنعما وثوابا، ونشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له شهادة نتّخذها من النار حجابا، ونعتدّ بها في الآخرة مفازا حدائق وأعنابا، وكواعب أترابا، ونشهد أنّ محمدا عبده ورسوله الذي شرّفه على الأنبياء منصبا ونصابا، وسبى بطلعته وطليعته قلوبا وأحزابا، وقرّبه إلى أن كان قاب قوسين وأسمعه من لذيذ كلامه خطابا، صلّى الله عليه وعلى آله وأصحابه: أكرم به وبهم آلا وأصحابا، وسلّم تسليما كثيرا.

وبعد، فإنّ أولى من انتدب، لحفظ المعاقل الإسلاميّة وانتخب، وأحرى من لحظته عين عنايتنا فكان إليها من العين أقرب، وأحقّ من اعتمد على بسالته وإيالته بما سبر من الأنام والأيام وجرّب- من عرف بشجاعة أين منها عمرو بن معدي «2» ، وأمانة كفت حين كفّت كفّ التّعدّي، وعفّة جعلها في أحواله كلّها نصب العين، وسياسة ما زال يصلح بها بين ذوي المشاققة ذات البين؛ وكان فلان هو الموصول المقدّم، الموصوف بهذه الصفات الّتي سرّ السّاحل بها فتبسّم.

فلذلك رسم بالأمر- لا زال يطلع في آفاق الحصون المصونة شهابا، ويرفع الأولياء بإحسانه الّذي يؤكّد لهم في جوده أسبابا- أن يستقرّ [المجلس العالي]«3» نائبا بقلعة حصن الأكراد المحروس وأعمالها، على عادة من تقدّمه ومستقرّ قاعدته.

ص: 458

فليباشر ما ولّيناه وأوليناه، مباشرة تسفر عن حسن فطنته وذكائه، وتضيء الآفاق بنور شهابها وسنائه، وتظهر معروفها المعروف بعدم غيبته وخفائه، معتمدا على الله تعالى في إبدائه وإنهائه، شارحا لكلّ قلب ألانه إحسانه بعد غلظته وجفائه، مانحا من بحر جوده وعدله بالدّرّ لا بجفائه، مكرما لمن بهذا المعقل:

من أمرائه وأجناده وأغنيائه وفقرائه، مقيما لمنار الشّرع الشريف الّذي لا تستقيم الأمور إلّا بمتابعته وإبدائه، وليظهر من شجاعته وبسالته ما لا فائدة في خفائه، وليشهر سيفه، في وجه من أظهر حيفه، وعدم خوفه، من سطوة ربّه وكرمائه.

وأعظم ما نوصيه به التّقوى، فإنّه بملازمتها يقوى، على دفع الشّرّ وفعل الخير وإسدائه، والوصايا كثيرة وهو المجرّب بالعمل بها لمن يرغب في استيلائه؛ والله تعالى يحرق بشهاب عدله كلّ متمرّد..........

واعلم أنّه ربّما كتب توقيع نائب حصن الأكراد مفتتحا ب «أمّا بعد حمد الله» .

وهذه نسخة توقيع بنيابة حصن الأكراد، كتب به باسم «شهاب الدين الجاكي» ب «الجناب العالي» ؛ وهي:

أمّا بعد حمد الله الّذي جعل شهاب الدّين يتنقّل في مطالع سعده، وجدّد أثواب النّعماء لمن قدمت هجرته وظهر خيره فأنجز له الإقبال صادق وعده، وأشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له شهادة تبلّغ قائلها إنالة قصده، وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله الّذي أيّده الله بنصر من عنده، صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه الذين كانوا من أنصاره وجنده، صلاة دائمة يبلغ المؤمن بها غاية رشده، وسلّم تسليما كثيرا- فإنّ أولى من شمله إحسان هذه الدّولة الشريفة ونوّله مراده، وأجزل عليه النّعم فكان أحقّ بها لحسن طويّته فأجراه الله على أحسن عادة، وبلّغه غاية القصد ومعدن السعادة- من سلك مسالك الأمناء الثّقات، واشتهرت عنه العفّة وحسن الصّفات، فتعيّن تقديمه وتقريبه إلى أجلّ ولايات الفتوحات.

ص: 459

ولمّا كان فلان- أدام الله عزّه، وأنجح قصده- هو المنعوت بصفات السّداد، المشهور بالنّهضة والشّجاعة في هذه البلاد، الذي حوى المكارم والإفضال، ووافق خبره خبره في سائر الأحوال.

فلذلك رسم بالأمر- لا زال شهاب فضله ساطعا، ونور إحسانه لامعا- أن يستقرّ المجلس العالي الشّهابيّ المشار إليه في ولاية الأعمال الحصنيّة والمناصف «1» عوضا عمّن بها، على عادته وقاعدته: لأنّا وجدناه شمس أعيان الأماثل، وألفيناه قليل النّظير والمضاهي والمماثل، وعليه عقدت الخناصر، واتّفقت الآراء الثاقبة في الباطن والظاهر، ولما جمع من كرم الشّيم وجميل الخلال، وحاز من النّباهة الرفيعة الذّرا المديدة الظّلال.

فليتوجّه إلى محلّ ولايته، وليظهر ما أكمنه من العدل والإنصاف في ضمائره بحسن سياسته، ولينصف المظلوم ممّن جار عليه واعتدى، ويتّبع في ذلك ما يوضّح له من طريق منار الهدى، وليبسط المعدلة ويمدّ باعه، وليبد الظّلم ويقصم ذراعه، وليصرف همّته في عمارة البلاد، وتأمين العباد، وسلوك سبل الرّشاد، وليجتهد في سدّ الخلال، وإصلاح ما فسد بغيره من الأحوال، وليجعل تقوى الله محجّته، واتّباع العدل حجّته، وسلوك الحقّ عدّته، فقد جاءت التّقوى في التنزيل مؤكّدة، ووردت في كثير من السّور مردّدة؛ والله تعالى يعينه على ما ولّاه، ويحرسه ويتولّاه، بعد الخط الكريم أعلاه.

وهذه نسخة توقيع بنيابة قلعة المرقب «2» والولاية بها، كتب به لصلاح الدين «خليل» ، ب «الجناب العالي» ؛ وهي:

ص: 460

الحمد لله الّذي جعل هذه الدولة الشريفة مقرونة بالتأييد والنّجاح، ووفّق أولياءها إلى سلوك سبل السعادة وشيّدها بالصّلاح، وخوّلهم في أيّامها المراتب العلية ليبتهلوا بأدعيتهم وبدوامها في المساء والصّباح.

نحمده على نعمه الّتي لا يبرح مخلصها في ازدياد وارتياح، ونشكره على آلائه شكرا نستحقّ به المزيد كما أوضح في القرآن أكمل إيضاح، ونشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له شهادة معلنة بالفلاح، وأنّ محمدا عبده ورسوله الذي أنزل عليه في محكم كتابه العزيز: اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ

«1» صلّى الله عليه وعلى آله وأصحابه الغرّ الكرام الأشباح «2» ، ما ترنّم طائر على غصن وحيعل الدّاعي إلى الفلاح، وسلّم تسليما كثيرا.

وبعد، فإن أولى من عدقت به نيابة أجلّ المعاقل والثّغور وفوّضت إليه، وعوّل في حفظها ومباشرتها الحسنة الجميلة عليه- من عقدت على حزمه الخناصر، وورث الشّجاعة والشّهامة كابرا عن كابر، وهو الّذي نما فرعا وزكا [أصلا]«3» ، وفاق في المكارم على نظرائه قولا وفعلا، فأضحى وافر الثّناء واضح الغرر، شاهدا له به العين والبصر.

ولما كان فلان هو المنعوت بهذه الصّفات، والموصوف في مواقف الحروب بما لديه من الثّبات والوثبات، المشكورة خدمته، شاما ومصرا، المشهورة بين الهمم همّته، برّا وبحرا.

فلذلك رسم

لا زالت مراسيمه الشريفة مبثوثة بالعدل والإحسان، ومعدلته تستدعي بدوام دولته الشريفة لسان كلّ إنسان- أن تفوّض إليه نيابة قلعة

ص: 461

المرقب المحروس، والولاية بالأعمال الشرقيّة، وما هو منسوب إليها، على العادة في ذلك ومستقرّ القاعدة: إذ هو أحقّ بها وأهلها، وأكمل [من]«1» يجمع شتات شملها.

فليباشر ما ندب إليه من هذه الجهات مباشرة تقصر الأفكار عن توهّمها، والأبصار عن توسّمها، والخواطر عن تخيّل مبناها، و [الأذهان]«2» عن تمثّل صورتها ومعناها، وليكن لمصالحها متلمّحا، ولأحوال رجالها متصفّحا، ولأقدار جهاتها مربحا، وللخواطر بأداء أحوالها على السّداد مريحا، ولوظائفها مقيما، وللنظر في الكبير والصّغير من مصالحها مديما، ولحرمتها مضاعفا، وعلى كلّ ما يتعيّن الاحتفال به من مهمّاتها واقفا، ويعدّ للعدوّ المخذول عند تحرّكه العزم الشديد، ويهجر لبس الوشي ويتألّف لبس الحديد، ويتّخذ ظهر جواده مستقرّه العتيد، ويشمّر للجهاد ذيلا، ومعاذ الله أن يميل عنه ميلا، ويبسط العدل للرّعيّة، ويعاملهم المعاملة المرضيّة، ويحسن إلى الأمراء البحريّة «3» ، ويلاحظ مصالحهم في كلّ قضيّة، ويتفقّد الرّجال، وأرباب الأدراك «4» والشّواني ويحذّرهم من الإهمال، ويأمرهم باليقظة والاحتراز في اللّيل والنهار وسائر الأحوال، وليعمل ما يحتاج إليه من آلات الجهاد وليكن على حذر مما يتجدّد كلّ يوم، وليوقع الرّهبة في قلوب الأعداء بخيله في اليقظة وخياله في النّوم، ويتفقّد المواني في سائر الأوقات في اللّيل والنهار، وليحذّر أمراء الأيزاك من الغفلة فإن

ص: 462

الغافل لا يزال على شفا جرف هار «1» وليتّق الله في أقواله وأفعاله. والوصايا كثيرة وهو أدرب بها وأدرى، وأبواب الخيرات واسعة وهو إليها أسرع وأجرى، وليشكر الله تعالى على ما ولّاه، والاعتماد على الخط الكريم أعلاه.

وهذه نسخة توقيع بنيابة حصن عكّار «2» كتب به ل «- ناصر الدين الكرديّ» ، ب «الجناب العالي» ؛ وهي:

الحمد لله الّذي نصر هذا الدّين الحنيفيّ بسيّد البشر، وخصّ هذه الدولة الشريفة بالتأييد والظّفر، ووافى الأولياء بجودها الّذي لم يزل من ذمة الوفاء ينتظر.

نحمده على منّه الّذي طالما بدا في جبهات الأولياء بشره وظهر، ونشكره على جوده الّذي أغنى عن التّحجيل والغرر «3» ، ونشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له شهادة تنجي قائلها يوم الفزع الأكبر، ونشهد أنّ محمدا عبده ورسوله الذي أقام الله بسيفه الإيمان فاشتهر، وكفّ به يد الطّغيان وزجر، صلّى الله عليه وعلى آله ما اتصلت عين بنظر وأذن بخبر، وسلّم تسليما كثيرا.

وبعد، فإنّ أولى [الأولياء بالمناصب]«4» من رعيت له خدم عديدة، وعرفت له في أجلّ الثّغور مباشرات سعيدة، واشتهرت شهامته وكفايته في الآفاق،

ص: 463

وظهرت أمانته ظهور الشّمس في الإشراق، وتقدّم بذلك على نظرائه وفاق.

ولمّا كان الجناب العالي هو المنعوت بهذه الصفات الجميلة، والمحتوي على هذه المزايا الجليلة، الذي شاعت شجاعته مع طهارة يد- ولا عجب فإنّ هذا الشّبل من ذاك الأسد- وسارت الرّكبان في الممالك بنهضتهما في المباشرات، وسدّ الخلل في المهمّات المعضلات.

فلذلك رسم

- لا زالت أيّامه مبثوثة بالعوارف والإحسان، ومعدلته تستدعي بدوام دولته الشريفة لسان كلّ إنسان- أن تفوّض إليه نيابة قلعة حصن عكّار المحروس، على عادة من تقدّمه وقاعدته، بالمرتّب الشاهد به الديوان المعمور.

فليقدّم خيرة الله تعالى ويتوجّه إليها، ويصرف وجه الإقبال عليها، وينظر في عمارتها ومصالحها، ويستدرك ما استهدم من بيوت حواصلها، ليصبح وجه هذا الثّغر بحلوله به باسما، وينشر له من حسن تدبيره وجميل تأثيره علما، وليحسن إلى الأمراء البحريّة، وينزلهم منازلهم على العادات المرضيّة، وليعدل في الرّعيّة، وينصف المظلوم من الظالم في كلّ قضيّة، ويلزم أرباب الوظائف من المقدّمين والرّجّالة بالخدمة بالنّوبة على العادة، ويوصّل إليهم معلومهم من جهاتهم المعتادة، ويتّبع الحقّ المحض في كلّ أمر، لا يقتدي برأي زيد ولا عمرو، وليعلم أنّه مطالب بالعدل في وظيفته، فإنّ كلّ راع مسؤول عن رعيّته؛ والوصايا كثيرة ومعظمها تقوى الله في سائر الأمور: فليتمسّك بها يقوى فإنّها السّبب الأقوى؛ والله تعالى يتولاه في السّر والنّجوى؛ بعد الخطّ الكريم أعلاه.

وهذه نسخة توقيع بنيابة بلاطنس «1» ب «الجناب العالي» ؛ وهي:

ص: 464

الحمد لله الّذي أسبغ نعمه على أوليائه، وأجزل كرمه على أصفيائه، ونشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له شهادة تنجي قائلها من وبيل العذاب، وتجدّد له أسباب السعادة في الدنيا ويوم الحساب، ونشهد أنّ محمدا عبده ورسوله المبعوث بالنّور المبين، المخصوص بالدّين المتين، صلّى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وأهله وأصفيائه وأترابه.

وبعد، فأنّ القلاع المنصورة ممّا يتعيّن الاحتفال بأمرها، والاهتمام بحفظ رجالها في سرّها وجهرها؛ ومن أجلّ قلاع الساحل المحروس، وأجمل مساكن البحر المأنوس، قلعة بلاطنس.

فلذلك رسم

- لا زالت صدقاته تشمل كلّ أوحد، وتجبر كلّ وليّ أمجد- أن يستقرّ......... إذ هو الخبير، الذي ليس لمعرفته نظير، والضّابط الّذي يحاقق على الجليل والحقير، والنّقير والقطمير «1» ، والشّجاع الذي هو في يوم النّضال على أخذ العدوّ لقدير، والضّرغام الّذي أعطاه الله القوّة والمعرفة التامّة فهو بهما جدير.

فليسر إلى الثّغر المحروس، ويعتمد في أموره ما هو فيه من الخبرة مغروس.

وهذه نسخة توقيع بتقدمة العسكر بجبلة «2» ، كتب به ل «- صلاح الدّين الحافظي» ، ب «الجناب العالي» ؛ وهي:

الحمد لله الّذي جعل هذه الدّولة الشريفة تنقل كلّ وليّ إلى درجات

ص: 465

سعده، وتؤكّد أسباب الارتقاء لمن حمدت مآثره وحسنت سيرته في اليوم والّذي من بعده، وتجدّد أثواب النّعماء لمن ظهر خيره وخبرته فأنجز له الإقبال صادق وعده.

نحمده على نعمه الّتي أجزلت لمستحقّها مواهب رفده، ونشكره على مننه التي خصّت كلّ كاف بتأثيل مجده، ونشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له شهادة يبلغ بها قائلها غاية قصده، ونشهد أنّ سيدنا محمدا عبده ورسوله الّذي أيّده الله تعالى بنصر من عنده، وآمنه على وحي الرّسالة فنصح الأمّة غاية جهده، صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه الّذي كانوا من أنصاره وجنده، صلاة دائمة باقية يبلغ بها المؤمن غاية رشده، وسلّم تسليما كثيرا.

وبعد، فإنّ الجناب العالي لمّا تقدمت له مباشرات، في أجلّ الولايات وأحسن النيابات، وهو يسير في كلّ منها أجمل سير، ويحسن إلى رعيّتها فلا غرو أن يذكروه بكلّ خير؛ كم قام بمهمّات من غير عسف أهل البلاد، وكم أعان الدّيوان المعمور من غير ضرر للعباد، وكم ميّز أموالا فكانت أيّام مباشراته أعياد، وكم له من خدم سار بها الرّكاب وبلغ بها المراد، وكم أثنى عليه لسان القلم حتّى نفد المداد، وكم وصفت هممه وحسن تأتّيه في كلّ توقيع وتقليد على أنّ الكاتب ما زاغ عن الحقّ ولا مال عن الصّدق فيها ولا حاد.

فاقتضى محمود رأينا الّذي ما برح بعون الله يصيب، وجميل فكرنا الّذي ما دعوناه لأمر إلّا وبالإصابة بحمد الله يجيب، أن نعيّن له وظيفة نريحه فيها من التّعب، ونوفّره من تبعات الطّلب؛ وكان من تقدمة العسكر بجبلة يعتريه ألم يعوقه عن الرّكوب في الخدم الشريفة والنزول، سيّما في هذا الوقت الّذي فيه يتحرّك العدوّ المخذول.

فلذلك رسم

- لا زالت أيّامه الشريفة تيسّر أسباب النّجاح، وعوارفه تطوى لها أرض البعد عن أوليائها كما تطوى لذي الصّلاح- أن يستقرّ

ص: 466

الجناب......... في تقدمة العسكر المنصور بجبلة، على عادة من تقدّمه وقاعدته.

فليباشرها مباشرة تليق بشجاعته، وتعهد من حسن سياسته، وليكرم الشّرع الشريف، وليردع من يحيد عن الحقّ أو يحيف، وليجمع الأمراء المقدّمين والحلقة المنصورة على الركوب في الخدمة الشّريفة، وليشكر نعمة الله تعالى المطيفة، وليتيقّظ لردع العدوّ المخذول، وليعلم أنّنا استرعيناه أمر ذلك وكلّ راع مسؤول، وليتحقّق أنّ العدوّ المخذول طالب للهالكين منهم بالثار، وهم قاصدون جبلة فلتكن عنده يقظة واستبصار، وليرتّب الأيزاك وليعمّر المواني بالرجال، ويتفقّدهم في الليل أكثر من النهار، وليهجر النّوم في طلب الظّفر والمنى فمن سهر لذلك ما خاب، ولا يأمن مكيدتهم ويغترّ بهم فيقول: قد ضرب بينهم وبينها بسور له باب؛ وباقي الوصايا فهو بها أعلم، ولم يبرح متلفّعا بثوبها المعلّم؛ وملاكها تقوى الله تعالى فمن لم يعمل بها يأثم، ومن تركها يندم، ومن لزمها فهو في الدارين مقدم؛ والله تعالى يتولاه، والاعتماد على الخطّ الكريم أعلاه، إن شاء الله تعالى.

واعلم أنّه ربّما افتتح توقيع مقدّم العسكر بجبلة ب «أمّا بعد حمد الله» .

توقيع بتقدمة العسكر بجبلة، ممّا كتب به لحسام الدين العلائيّ ب «الجناب العالي» ؛ وهو:

أمّا بعد حمد الله على نعمه الّتي تجزل لكلّ وليّ من موادّ فضلها إنعاما، وتمنح من عوارفها أقساما، وتبلّغ من النّجح لذوي الاستحقاق آمالا وتجعل في نحور الباغين حساما، والشّهادة له بالوحدانية الّتي لم تزل للأولياء المتقين لزاما، وترفع لهم في الجنّات مقاما، والصّلاة على سيّدنا محمد الّذي محا الله بنبوّته عن الأمة المحمديّة آثاما، وشرّفه على سائر خلقه وجعله للأنبياء ختاما، صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه الذين ظافروه وبايعوه دهورا وأعواما، صلاة

ص: 467

دائمة تزيد مردّدها عزّا وإكراما- فإنّ الاهتمام بكلّ جهة هو على قدرها، والعناية بقطرها.

ولما كانت مدينة جبلة المحروسة مخصوصة بمقام بر [كات السيد السّند]«1» الزّاهد الّذي ترك الدّنيا والأهل والولد، والوليّ المبرّز في عبادة الخالق، والمتوكّل الّذي لم يدّخر قوت ساعة لساعة اعتمادا على الرّزاق- تعيّن النظر في أمرها وحفظها من العدوّ المخذول، وإن كان بهذا السّيّد السّند قد تبين حفظها، وكان فلان ممّن باشرها فأحسن فيها المباشرة، وكلأ حفظها بيقظته وعينه السّاهرة- اقتضى رأينا أن نعيده إليها، ونسبغ ظلّه عليها.

فلذلك رسم بالأمر- لا زال حسامه قاطعا من الأعداء نحرا، وفعله صالحا دنيا وأخرى- أن يعاد المشار إليه إلى تقدمه العسكر المنصور بجبلة المحروسة، عوضا عمّن بها، وعلى عادته وقاعدته.

فليعد إليها عود الحسام إلى غمده، والماء إلى منهل ورده، وليقدّم خيرة الله في المسير إليها، وليبسط العدل ليأمن أهلها بقدومه عليها، وليكرم من بها من العسكر المنصور، ويحسن إلى الرّعيّة بها ليصبح خير مشكور، ولينصف المظلوم ممّن ظلمه، وينشر للشّرع الشريف علمه، وليخلّص الحقّ من القويّ والضّعيف، والدّنيّ والشريف، وليلزم من بهذا الثّغر بعمل اليزك المعتاد، والتّيقّظ لأمر العدوّ المخذول ومضاعفة الاجتهاد، وليلازم تقوى الله تعالى في الأقوال والأفعال، والله تعالى يمنحه من فضله ما يرجو من الآمال.

وهذه نسخ تواقيع لأرباب الوظائف الدينية بطرابلس.

توقيع بنظر الحسبة بطرابلس، كتب به للقاضي «ناصر الدين بن شيصة» ؛ وهو:

ص: 468

الحمد لله مبشّر الصابرين، وموصّل الأرزاق على يد أصفيائه من العالمين، ومعيد كلّ وليّ إلى منصبه ولو بعد حين.

نحمده على فضله المبين، ونشكره على أن جعلنا من عباده المؤمنين، ونشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له شهادة ندّخرها ليوم الدّين، ونشهد أنّ سيدنا محمدا عبده ورسوله الصادق الوعد الأمين، الذي أرسله بواضح الحجج ومحكم البراهين، وأنزل عليه كتابا عربيّا مبين «1» ، صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه الغرّ المحجّلين، صلاة مستمرّة على ممرّ الأيام والشّهور والسّنين، وسلّم تسليما كثيرا.

وبعد، فإنّ أولى من غزّرنا موادّ رفده، وأجزلنا له حظوظ سعده، وبلّغناه من إقبالنا غاية قصده، وحمدنا تصرّفه من قبل عندما رسم لما جدّد [من]«2» بعده، وأعدناه إلى رتبة ألفت منه حسن السياسة والتّدبير، وعرف فيها بالكفاية والصّيانة ويمن التأثير- من له ولسلفه في المباشرات الجليلة يد طولى، فكان بوظيفته أحقّ وأولى.

ولما كان المجلس العالي هو المتّصف بصفات الكمال، المشكور في سائر الأحوال، فلذلك رسم بالأمر- أنفذه الله في الآفاق، وأجراه بصلة الأرزاق- أن يعاد فلان- أدام الله نعمته- إلى نظر الحسبة الشريفة بالمملكة الطّرابلسيّة على عادته وقاعدته، مضافا إلى ما بيده من بيت المال المعمور: لأنه الفاضل الذي لا يجارى، والعالم بأحوال الرّعيّة فلا يناظر في ذلك ولا يمارى، والفيلسوف الّذي يظهر زيف كلّ مريب، والنّحرير «3» الذي بخبرته يسير كلّ حبيب ولبيب.

ص: 469

فلينظر في الدّقيق والجليل، والكثير والقليل، وما يحصر بالمقادير وما لا يحصر، وما يؤمر فيه بمعروف أو ينهى عن منكر، وما يشترى ويباع، وما يقرّب بتحريره إلى الجنّة ويبعد عن النار ولو لم يكن قد بقي بينه وبينها إلا قدر باع أو ذراع، وكلّ ما يعمل من المعايش في نهار أو ليل، وما لا يعرف قدره إلا إذا نطق لسان الميزان أو تكلّم فم الكيل؛ وليعمل لديه معدّلا لكلّ عمل، وعيارا إذا عرضت عليه المعايير يعرف من جار ومن عدل، وليتفقّد أكثر هذه الأسباب، ويحذّر من الغشّ: فإنّ الدّاء أكثره من الطعام والشّراب؛ وليتعرّف الأسعار، ويستعلم الأخبار من كلّ سوق من غير إعلام لأهله ولا إشعار؛ وليقم عليهم من الأمناء من ينوب عنه في النّظر، ويطمئنّ به إن غاب أو حضر، ودار النّقود والضرب الّتي منها تنبثّ، وقد يكون فيها من الزّيف ما لا يظهر إلا بعد طول اللّبث، فليتصدّ لمهمّها بصدره الّذي لا يحرج، وليعرض منها على المحكّ [من رأيه «1» ما لا يجوز عليه بهرج، وما يعلق من الذهب المكسور ويروبص من الفضة ويخرج، وليقم الضّمّان على العطّارين والطّرقيّة في بيع غرائب العقاقير إلّا ممن لا يستراب فيه وهو معروف، وبخطّ طبيب ماهر لمريض معيّن في دواء موصوف؛ والطّرقيّة وأهل النّجامة وسائر الطوائف المنسوبة إلى ساسان، ومن يأخذ أموال الرّجال بالحيلة ويأكلهم باللّسان، وكلّ إنسان سوء من هذا القبيل هو في الحقيقة شيطان لا إنسان، فامنعهم كلّ المنع، واصدعهم مثل الزّجاج حتّى لا ينجبر لهم صدع، وصبّ عليهم النّكال وإلّا فما تجدي في تأديبهم ذات التّأديب والصّفع، ومن وجدته قد غشّ مسلما، أو أكل بباطل درهما، أو أخبر مشتريا بزائد، أو خرج عن معهود العوائد، أشهره بالبلد، وأركب تلك الآلة قفاه حتّى يضعف منه الجلد؛ وغير هؤلاء [من فقهاء المكاتب، وعالمات النساء وغيرهما من الأنواع]«2» ممن يخاف من ذئبه العائث في سرب الظباء والجآذر،

ص: 470

ومن يقدم على ذلك أو مثله وما يحاذر، ارشقهم بسهامك، وزلزل أقدامهم بإقدامك، ولا تدع منهم إلّا من اخترت أمانته، واختبرت صيانته؛ والنوّاب لا ترض منهم إلا من يحسن نفاذا، ويحتسب لك أجر استنابته إذا قيل لك: من استنبت؟ فقلت: هذا؛ وتقوى الله هي نعم المسالك، وما لك في كلّ ما ذكرناه بل أكثره إلّا إذا عملت فيه بمذهب مالك؛ والله تعالى يسدّدك ويرشدك ويوفّقك إلى أحسن المسالك.

توقيع بالخطابة والإمامة بالجامع المنصوريّ بطرابلس، كتب به للخطيب «جمال الدين إبراهيم» ، ب «المجلس السامي» بغير ياء؛ وهو:

رسم بالأمر الشريف- لا زال عود منابر الإسلام بماء إحسانه رطيبا، وبرد شعائر الدين الحنيفيّ في أيّامه الزاهرة قشيبا، ومواهبه ومناقبه تقيم لممادحه في كلّ واد شاعرا ولمحامده في كلّ ناد خطيبا- أن يرتب المجلس السامي، الإمام، العامل- رحم الله تعالى السّلف، وزاد مجد الخلف- خطيبا وإماما بالمسجد الجامع المعمور المنصوريّ بطرابلس المحروسة، عوضا عن فلان، وعلى عادته وقاعدته، وبمعلومه الشاهد به الديوان المعمور المستقرّ باسمه، إلى آخر وقت: رعاية لأهليّته الواضحة الدلائل، وفضيلته الناطقة الشّواهد الصّادقة المخايل، وأوصافه الجميلة الّتي بها تعرف من أبيه الشّمائل، ولأنّه الصّدر ابن الصدر النّجيب، والخطيب الإمام ابن الإمام الخطيب، والولد النّجيب الّذي حذا حذو والده في الصّلاح ما خاب ولا يخيب، والنّجل النّبيه المهذّب الّذي أشبه أباه في الدّين والورع: ومن أشبه أباه فما ظلم في النّباهة والتّهذيب.

فليباشر هذه الخطابة والإمامة الّتي هو ابن جلاها، وطلّاع ثناياها، زائنا حلاها، زائدا علاها، وليرق ذروة هذا المنصب الّذي هو أعلى المناصب الدّينيّة، وليتلقّ نعم الله عز وجل بالشّكر الّذي يوجب المزيد ويكسب المزيّة، وليقم مقام والده في هذه الرّتبة السّنيّة، بإخلاص العمل وصدق النّيّة، مجلّيا في

ص: 471

مضمار البيان الّذي سلّمت إليه أعنّته، وألقيت إليه أزمّته، محلّيا بقلائد المواعظ وفرائد الأمثال أعواد المنبر الّذي لو أمكنه لسعى إليه، مشنّفا الأسماع بجواهر الأوامر وزواهر الزّواجر الّتي يصدع بها عليه.

وليسر كسيرة والده في الطّريقة المثلى وسلوك المنهج الأسدّ، وليجتهد في إحياء رسومه في العبادة واقتفاء آثاره في العلم والزّهادة حتّى يقول الناس:

هذا الشّبل من ذاك الأسد، جاريا على أفضل العوائد في ديانته، ساريا بأجمل القواعد من صيانته، وليوصّل إليه معلومه الشاهد به الدّيوان المعمور المستقرّ إلى آخر وقت، على عادة من تقدّمه وقاعدته: لاستقبال مباشرته أحيان الوجوب وأزمان الاستحقاق، رزقا دارّا، سارّا، هنيّا، مرضيّا، من غير تنغيص، ولا تنقيص؛ والاعتماد على العلامة الكريمة أعلاه، وثبوته إن شاء الله تعالى.

وهذه نسخة توقيع بخطابة، كتب به للشيخ «صدر الدين الخابوري» ، ب «المجلس الساميّ» بالياء؛ وهي:

رسم......- لا زالت أيّامه الشّريفة تضع الأشياء في محلّها، وتفوّض المناصب المنيفة إلى أهلها، وتشرّف صدور المحافل بصدر العلماء في حزنها وسهلها- أن تفوّض إلى فلان الخطابة بالجامع الناصريّ المعروف «بجامع التوبة» بطرابلس المحروسة وجوبا وتعيّنا، اقتضى في تقدّم الفاضل على المفضول تيقّنا وتبيّنا، لأنّه الحبر الّذي لا يجارى في فضائله، والبحر الّذي يجود فيجيد بفواضله، والصّدر الّذي ملئت بفوائده وفرائده بزمانه محافل صدوره وصدور محافله؛ كم نطقت ألسن الأقلام بأفواه المحابر بفضله في الأقاليم والآفاق، وكم من عبارة بفصاحة وبلاغة حققت أنّه بها فات الفصحاء والبلغاء وفاق؛ لقد أصبح شمل هذا الجامع بهذا الفاضل الّذي طال ارتقابه له جامعا، وأمسى وقد ظفرت يمناه من اليمن به والبركة بما لم يكن بشيء منه في مثل هذه

ص: 472

الأيّام طامعا، فلذلك بادر منبره المنيف وحلّ له حقوته «1» مسارعا؛ ووطّأ- لامتطائه إيّاه- صهوته، وغفر للدّهر بهذه الحسنة الجميلة فيما سلف منه هفوته، وعلم أنّه الخطيب الذي استقرّ يطالع المنابر من خطبته بما يفجّر من العيون منابع المدامع، ويشوّق إلى الآخرة من ألفاظ يشنّف بها المسامع، وأنّ قسّا لا يقاس به في خطبه وعظاته، وأنّ سحبان يودّ من خجله أن يسحب ذيله على مآثره المأثورة عنه ليعفّي آثار فلتات كلماته ولفتات لفظاته.

فليباشر هذه الوظيفة المباركة بالله تعالى مذكّرا، ولما أمر عباده ونهاهم عنه على أسماعهم مكرّرا، ويعلم أنّه في المحراب مناج لربه، واقف بين يدي من يحول بين المرء وقلبه؛ فليعتصم بالله عز وجل في قوله وفعله، ويتيقّن أنّ الكلمة إذا خرجت من قلب لا تقع إلا في مثله.

وفي إحاطة علمه المشهور، وفضله المشهود المشكور، ما يغني عن وصيّة بها يتذكّر، وتذكرة في صحيفة فكره ترقم وتسطّر؛ وليوصّل إليه معلومه على هذه الوظيفة الشاهد به الديوان المعمور، وليوفّر خاطره من التّبذّل في تحصيل معلومه الجاري له وطلبه، وليعامل بما يليق من الإجلال والإعظام بوظيفته الشّريفة والمحلّ العالي الرّفيع من منصبه؛ والعلامة الكريمة أعلاه، حجّة بمقتضاه، إن شاء الله تعالى.

وهذه نسخ تواقيع لأرباب الوظائف الديوانية بطرابلس:

نسخة توقيع بشهادة الجيوش بطرابلس، كتب به للقاضي بدر الدين «محمد بن الفرفور» ، ووالده يومئذ ناظر الجيوش بها، ب «المجلس العالي» ؛ وهي:

ص: 473

أما بعد حمد الله الّذي زيّن سماء المعالي ببدرها، وأنبت في رياض السّعادة يانع زهرها، ورفع المناصب السّنيّة إلى شرف محلّها ومحلّ شرفها، ونشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له شهادة خالصة في قولها وفعلها، وأنّ محمدا عبده ورسوله أرسله بالملّة الحنيفيّة قائما بفرضها ونفلها، آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر مبلّغا لرسالات ربّه كلّها، صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه صلاة لا ينحصر عددها، ولا ينقضي أمدها، وسلّم تسليما كثيرا- فإنّ أولى من خطبته المناصب من هو أحقّ بها وأهلها [وله] فيها نسبة لا ينكر فضلها، ومباشرات في الممالك الإسلامية مشهورات بالكفاية والعفّة في برّها وبحرها.

ولمّا كان فلان- حرس الله جنابه وأسبغ ظلّ والده- هو المعنيّ بهذه الإشارة، وشمس هذه الهالة وبدر هذه الدّارة.

فلذلك رسم......- زاده الله تعالى عظمة وشرفا، ومنحة في الجنان قصورا وغرفا- أن يستقرّ......: إقرارا لعين والده، وجمعا له بين طريف السّعد وتالده، لأنّه النّبعة الّتي نشأت في رياش السّيادة، والزّهرة الّتي برزت في كمام السّعادة؛ فلا يزال فرعه- إن شاء الله- بسعادة هذه الدّولة الشريفة ينمي إلى أن يتأصّل، وزهرته تزهى إلى أن تبلغ الإثمار وتتوصّل.

فليباشر هذه الوظيفة المباركة مباشرة تظهر فيها كفايته عند الانتقاد، وتحمد فيها عقبى الاختيار والاختبار والرّشاد، وليسلك في أمانته سنن أبيه- أسبغ الله ظلّه- التي أحكمها في كلّ ما أبدى وأعاد، ويتّبع طرقه الهادية إلى سبيل السعادة والإرشاد، ويبد ما اكتسبه من والده عن سلفه من هذه الصّناعة وهو أحقّ بهذا السّند، ولا يخرج عن رأي أبيه- أيّده الله- حتّى يقول الناس: هذا الشّبل من ذاك الأسد، وليشمّر في تحصيل الفضائل الّتي تبلغ بها الآمال، وتصلح الأحوال، وليتلقّ هذه المباشرة بعزمه الشديد، بنفسه لا بالتّقليد، فإنّه شاهد ومسؤول بقوله يوفّق في الاستحقاق وفي النّقود والكيول؛ وتقوى الله هي السّبب الأقوى، فليتمسّك بحبلها يقوى؛ والوصايا كثيرة في ذلك ووالده بها

ص: 474

أعلم؛ والله تعالى يسلّكه سبيل الهدى فإنّه أنجح الطّرق وأسلم؛ والله تعالى يتولّى عونه، ويديم صونه؛ والاعتماد......

توقيع بكتابة الدّرج بطرابلس، كتب به ب «المجلس الساميّ» بالياء؛ وهو:

رسم بالأمر الشّريف- لا زالت مراسمه العالية تطلع في أفلاك المعالي بدرا منيرا هاديا إلى الفضائل مأمونا من السّرار «1» ، ومكارمه الوافية ترفع من أعلام المعاني صدرا كبيرا رشيدا في البيان أمينا على الأسرار، ومراحمه الكافية تقرّعيون الأعيان والأخيار- أن يرتّب فلان- ضاعف الله تعالى أنوار فضائله التي يأتمّ بها المستضيء والمهتدي، ويعشو إلى قراها المستعين والمقتدي- في كتابة الدّرج السعيد بطرابلس المحروسة بما قرّر له من المعلوم الوارد في الاستئمار الشّريف على ما يتعيّن بقلم الاستيفاء جهته، ويبّين تفصيله وجملته، نظرا إلى استحقاقه الظّاهر، وفضله الباهر؛ وبلاغته الّتي أفصحت عن بيان البليغ القادر، وفصاحته الّتي بلغت الكمال بعون الملك القادر، وإطرابه، في إطنابه، وإعجازه، في إيجازه؛ فله في الدلائل قدرة «المنصور» وفي الفضائل قوّة «الناصر» ؛ طالما أزهر بقلمه «المهديّ» للصواب، «السّفّاح» كالسّحاب، روض العلوم والآداب، وأظهر ببيانه «المنتصر» في الخطاب، «المقتدر» على الاقتضاب، طرق الفنون، واضحة العيون، محكمة الأسباب، وسبل الحكم مفتّحة الأبواب؛ فهو بالسنا والسناء بدر «المسترشد» ، وبالجدا والجداء «معزّ» «المستنجد» ، وبفرط الحيا والحياء سحاب المستمطر و «المستظهر» ، وبغرب الذّكا والذّكاء برق «المستبصر» و «المستنصر» .

فليباشر هذه الوظيفة المباركة «معتصما» بحبل التّقوى، «مستعصما» من

ص: 475

المراقبة بالسّبب الأقوم الأقوى، مجدّدا رسوم هذه الصناعة الّتي ربعها قد درس ومحلّها قد أقوى، فإن «المتّقي لله» «الرّاضي» به هو «الراشد» «الفائز» بالسّعادة، و «المتوكّل» عليه «المطيع» له هو «الواثق» ببلوغ القصد الحائز للارادة؛ وليطرّز حلل البيان بوشي بنانه الّذي أصبح ديباج الطّرس به «معتزّا» ، وليقوّم معاني البديع بعامل قلمه الخطّيّ الّذي أمسى الفضل به كالسّمهريّ قائما مهتزا، «مستكفيا» بما يصرّعه ويرصّعه نظما ونثرا من البدائع، «مستعليا» لما يرفّعه ويفرّعه من غرر الفقر، ودرر الفكر، بخاطره الوقّاد النّقّاد المنقاد الطائع، «مقتفيا» فيما ينشئه آثار ما يصدر عن «الحاكم» و «الآمر» ، «مكتفيا» فيما يبديه بمقدار ما تبرز به المراسيم والأوامر، «حافظا» للسّرّ «العزيز» كاتبا كاتما فلا يعضده فيه «عاضد» ولا يظفر به «ظافر» ، «معتمدا» على الكتمان في جميع ما يورده ويصدره، مقتصدا بالتّوفيق في سائر ما يخفيه ويظهره.

والوصايا فمن آدابه تستفاد، والنّصائح فلها منه المبدأ وإليه المعاد؛ فليتسنّم ذروة أعلاها، وليتنسّم نفحة ريّاها.......

توقيع بشهادة دار الضّرب بطرابلس؛ وهو:

رسم بالأمر- لا زال رأيه الشريف يقرّب من الأمور صوابا، ولا برح أفق سماء مملكته الشريفة يطلع بفلكه بدرا منيرا وشهابا- أن يرتّب فلان......: لأنه العدل الّذي اشتهرت عدالته، والأمين الّذي بهرت فظهرت أمانته، والرّئيس الّذي ما برح صدر المحافل، والفاضل الّذي فاق بفضله على الأقران والأماثل، وشهدت بنزاهته المشهورة الأواخر والأوائل.

فليباشر هذه الوظيفة مباشرة مطابقة لعدالته المشهورة، معربّة عن أصالته المخبورة، موضّحة عن ديانته الّتي غدت في العالمين معروفة غير منكورة، ليصبح هذا المنصب مشرقا بنوره، سنيّ الأرجاء بساطع ضياء شهابه ونور بدوره؛ وهو- أعزّه الله- غنيّ عن وصيّة منه تستفاد، أو تنبيه على أمر منه يبدأ

ص: 476

وإليه يعاد؛ وليتناول معلومه الشاهد به الديوان المعمور هنيّا ميسّرا، ولا يقف أمله عنده: فإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا.

توقيع بنظر اللّاذقيّة «1» ، كتب به للقاضي «برهان الدين» الأذرعيّ؛ وهو:

رسم بالأمر- أنفذه الله في الآفاق، وطوّق بمنّه وفواضل برّه الأعناق- أن يستقرّ المجلس السامي- حرس الله مهجته، وأهلك حسدته- في نظر اللاذقية المحروسة، على عادة من تقدّمه وقاعدته، بالمعلوم الشاهد به الديوان المعمور إلى آخر وقت: علما بأمانته المشهورة، وكتابته الّتي هي بين أهل الصّناعة مشكورة، وخبرته الّتي هي في المباشرات معروفة غير منكورة، وكفايته المألوفة الموفورة؛ فإنّه باشر الحسبة الشّريفة ونهى وأمر، واتّبع في أحكامه ما أمر به «أمير المؤمنين عمر» ، وضبط أموال بيت المال بحسن نظره وميّز وثمّر.

فليباشر هذه الوظيفة المباركة مباشرة على أجمل العادات، ويسترفع مالها من الحسبانات، ويوصّل إلى أرباب الاستحقاق ما لهم من الحقوقات، على ما يشهد به الديوان المعمور في سائر الأوقات؛ فإنّ هذه الوظيفة من أجلّ المباشرات؛ وليتناول معلومه الشاهد به الديوان المعمور هنيّا ميسّرا على جاري العادة لمن تقدّمه في الفروع وسائر الجهات، وليعتمد على تقوى الله تعالى في سائر الحركات والسّكنات؛ والله تعالى يتولّاه، والاعتماد على الخط الكريم أعلاه.

توقيع أيضا في المعنى:

لا زالت صدقاته الشريفة تقيم لاتباع الحقّ برهانا، وتسدي إلى كلّ أحد خيرا وإحسانا- أن يرتّب فلان ناظرا باللّاذقيّة المحروسة وما هو مضاف إليها،

ص: 477

على عادة من تقدّمه وقاعدته ومعلومه الشاهد به الديوان المعمور: لأنّه طالما باشر نظر بيت المال فوفّر الأموال، وأصلح ما فسد من الأحوال، وسدّد بحسن تدبيره الأقوال والأفعال، وأظهر من الأمانة ما تميّز به في مباشراته، وفاق به على قرنائه وأهل زمانه وأوقاته، ثم باشر الحسبة فسلك فيها مسلك السّرّ والجهر وصدق الخبر، وسلك مسلك أمير المؤمنين عمر.

فليباشر هذا النّظر بقلب منشرح، وأمل منفسح، وليظهر فيه ما جرّب به من الأمانة، وتجنّب الخيانة، وليجتهد في تحصيل أموال الدّيوان المعمور، ويبسط قلمه في إصلاح الأمور، وليوصّل إلى أرباب المرتّبات ما هو لهم مستحق، فإنّهم به أولى وأحق، وليوصّل إليه معلومه أوان وجوبه واستحقاقه.......

توقيع بمشارفة حصن الأكراد، كتب به للقاضي «بدر الدين» ب «المجلس العالي؛ وهو:

رسم بالأمر الشّريف- لا زالت مراسمه العالية تولي الأنام برّا، وتجدّد بإسباغ الإنعام بشرا، وتضوّع في كلّ ناد من أندية الثّناء والدعاء نشرا، وتطلع في كلّ أفق من آفاق السّيادة من صدور الأعيان وأعيان الصّدور بدرا- أن يرتّب فلان في مشارفة حصن الأكراد المحروس: لما هو عليه من العفّة والصّلف «1» ، والنّزاهة الّتي عرف بها واتّصف، والرّآسة الّتي انتقلت إلى الخلف عن السّلف، والعدالة الّتي لا يتكلّف لسلوك نهجها: ومن العجب خلوّ البدر عن الكف!، كم حفظت بمباشرته الأموال، وصلحت بملاحظته الأحوال، وعقدت الخناصر على سيرته وحسن سيره، واشتهر بجميل تدبير أوجب تقديمه على غيره.

ص: 478

فليباشر هذه الوظيفة الّتي هي من أجلّ الوظائف، وليشكر ما أولي من المعروف وأسدي إليه من العوارف، وليبذل جهده في صلاح الأحوال، وتثمير الأموال، وتقرير القواعد على السّداد، وإجراء العوائد على وفق المراد، فإنّه ممّن دلّت خبرته على جميل آثاره، ولاحت الغبطة في اختياره الّذي أغنى عن تقديم اختباره؛ كيف لا؟ وهو ممّن نشأ في خدور فنون الكتابة، واشتهر في مواطن النّضال مع وفور الانتقال بحسن الإصابة؛ فهو إن شاء الإنشاء بلغ منه المرام، وإن بسط الجرائد للتّصرّف قيل: هذا الكاتب النّظّام؛ كم له من يد بيضاء في التّبييض والتّسويد، وهمّة علياء بلغ بها من السّيادة ما كان يريد.

فليقدّم خيرة الله تعالى في هذا الأمر ويجعلها إمامه، وليتمسّك بها مقتديا بمن قدمها أمامه، وليكن عند حسن الظّنّ به ليبلغ من سعادة الدّارين مرامه.

والوصايا الّتي يعمّ نفعها، ويتعيّن على تناسب الأعمال جمعها، به تسلك سبلها، وعنه تؤخذ تفاصيلها وجملها؛ فليسلك منها الأقوم الأرشد، وليتمسّك بالأقود الأحمد، بحزم وافر، وعزم غير قاصر؛ وليتناول معلومه الشاهد به الديوان المعمور أحيان الوجوب والاستحقاق رزقا دارّا، هنيّا ميسّرا سارّا، من غير تقتير ولا تكدير، ولا تنغيص ولا تأخير.

توقيع بمشيخة المقام الأدهميّ، كتب به باسم الشيخ «عبد الله السطوحيّ» ب «المجلس العالي» ؛ وهو:

أما بعد حمد الله الّذي سقى محلنا بإيابه «1» ، وأنبت عشبنا بسحابه، وأقرأنا كتاب وجهه وأغنانا عن وجه كتابه، وجعل لكلّ مقام مقالا من صدق

ص: 479

أوليائه، ومنحهم بما اختار لهم من سرائر مواهبه وعطائه، وجمع قلوب الفقراء على العبادة والدعاء بواسطة من أحبابه وأخصّاء نجبائه، والصلاة والسلام على سيدنا محمد نجم السّرى، وليث الشرّى، وسيّد من وطيء الثّرى، وعلى آله وصحبه الذين منهم من لو أقسم لأبرّ قسمه ربّ السما، وسلّم تسليما كثيرا- فلمّا كان الاعتناء بالأمور الدّينيّة من الواجبات، والمحافظة عليها [مما]«1» تبادر إليه من النّفوس الرّغبات؛ وبيوت الله تعالى فهي قوام الدّين المتين، ولا ينهض بعمارتها إلا الذين اتّقوا وآمنوا بربّ العالمين، فطوبى لهم ونعم أجر العاملين.

ومن البيوت العامرة، والسّراة الطاهرة، والمقامات الّتي إذا حلّ بساحتها أكمه العين بصرته نجوما زاهرة- مقام من ذكر كرامته أشأم في أقطار الأرض وأيمن وأنجد وأتهم، السّيّد الجليل وليّ الله «إبراهيم بن أدهم» «2» ، سيّد الأولياء، وسلطان الأتقياء، رحمة الله عليه ما سار على الطّريق سائر، وما امتطى ظهر قلوص مسافر، مقام بالزّهد موصوف، وبالبركات معروف، وله الإطلاقات المشهورة، والمناهل المأثورة، في وردها المبرورة، قد استولت عليه يد التّبذير، وعاد بعد طول سماطه في تقصير، واختلف فيه النيّات فكان في كيس الفقير «3» ، فكشف الله هذه النّقمة، وأدام سوابغ النّعمة، وأسبل على هذا المقام ظلال الحرمة، وأرسل الله على عباده المتّقين باعثا من عنده، وأيقظهم لعلمه بأن كلّا واقف عند أمره وحدّه، وأنطق لسان من لا رادّ لأمره، فكشف غمّة هذا المقام وعزل من يخاف عليه من سوء تدبيره وشرّه.

فلذلك رسم- أن تفوّض مشيخة المقام الجليل الأدهميّ بثغر جبلة المحروس- على ساكنه الرحمة والرضوان- إلى فلان- نفع الله ببركاته، وأعاد

ص: 480

على المسلمين من صالح دعواته- عوضا عمن كان بها بحكم انفصاله حسب ما وردت المراسيم الشريفة- شرفها الله تعالى وعظمها- عند اتّصال العلوم الشريفة- زادها الله تعظيما- بأمر المقام المشار إليه واعتماد المتصرفين فيه: إذ وضعت الآن الأشياء في محلّها، وأسندت الأمور إلى أهلها، وقلّدت هذه المثوبة إلى من يظهر سرائر فضلها، ولحظت الآراء حجر هذا المقام والأثر، ولا شكّ أنّ السّعادة تلحظ الحجر؛ كم له من آيات مشهورة، وكرامات بلسان الحمد مذكورة، ومساع في الخيرات مبرورة، وقد عمّ الزوايا بأجناس المكارم، وبسط للزّائرين من إكرامه سماطا يقول الزّائر: هذا ولا حاتم:

نزور ديارا زارها جود كفّه

ومن دونها للزّائرين مراحل،

ونرجع عنها والجفون قريرة:

كما راجعت مأوى الحقوف المساحل! «1»

فليتلقّ- أعاد الله من بركته- هذه الولاية، وليجعل للمقام المشار إليه من خاطره الكريم أوفر عناية، ويستخلف عنه إذا توجّه إلى [مشيخة كذا]«2» بحصن الأكراد فإنّها مستمرّة بيده وولايتها باقية عليه، وأمرها في إبدائه وإعادته عليه؛ والله تعالى يتولّاه، فيما ولّاه؛ والاعتماد.......

قلت: وقد أتيت على جملة من تواقيع أرباب الوظائف: بدمشق وحلب وطرابلس وأعمال كلّ منها، يستغني بها الماهر عمّا سواها، ويقيس عليها ما عداها؛ إذ لا سبيل إلى استيفاء جميعها، والإتيان على جملتها.

وفيما ذكر من هذه الممالك الثلاث تنبيه على ما يكتب بحماة وصفد اللّتين هما في رتبة طرابلس، وتلويح إلى ما عداها، مما هو دونها كغزّة إذا كانت نيابة، والكرك الّتي هي دون ذلك.

ص: 481

والله تعالى هو الهادي إلى التوفيق، والمرشد للسّداد، بمنّه وكرمه.

تم الجزء الثاني عشر. يتلوه إن شاء الله تعالى الجزء الثالث عشر وأوّله المقالة السادسة (فيما يكتب في المسامحات، والإطلاقات السلطانية، والطّرخانيات وتحويل السنين والتذاكر؛ وفيها أربعة أبواب) والحمد لله رب العالمين، وصلاته على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين وآله وصحبه والتابعين، وسلامه وحسبنا الله ونعم الوكيل.

ص: 482