الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
متعطّفا، ومن طلب منك الإنصاف فكن له منصفا، وافعل معهم أحسن الأسوة، وقل لهم عنا: إنّ الصّدقات الشّريفة قد استجابت لكم يا أهل الدّعوة، وخذ بقلوبهم، لتزداد من حبّهم، وقل للمجاهدين: وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ
«1» ، والأموال فصنها من الضّياع، وعمارة البلاد عليك بها فإنّ القلعة لا تكون إلا بالمدينة والمدينة لا تكون إلا بالضّياع، وامتثال مراسمنا الشّريفة وكلّ ما يرسم به سارع إلى اعتماده، وطائفة المجاهدين لا تدع منهم إلا من هو معتدّ لجهاده؛ والكتمان الكتمان! فبه تنال المطالب، وتدرك المآرب؛ وعليك بقمع المفسدين، وردع المعتدين، وإقامة الحدود: فإنّ بها أقام الله هذا الدّين؛ ونحن نغتني بما فيك من المعرفة، وبما أنت عليه- بحمد الله تعالى- من كمال كلّ صفة، عن استيعاب الوصايا الّتي لم تبرح سجاياك بها متّصفة، والله تعالى يزيدك من كلّ نوع أشرفه؛ والخط الشريف أعلاه......
وأما الصّفقة الشّمالية
«2» ، فالذي يولّى بهذه الصّفقة عن الأبواب السلطانية، نيابة بعلبك فقط. وقد تقدّم في الكلام على ترتيب المملكة الشّامية أنّها كانت أوّلا إمرة عشرة، ثم صارت طبلخاناه، وأن نائب الشّام يولّي بها، وربما ولّيت من الأبواب الشّريفة السّلطانية، وحينئذ فيكون مرسوم نائبها في قطع الثّلث ب «المجلس الساميّ» بالياء.
وهذه نسخة مرسوم بنيابة بعلبكّ:
أما بعد حمد الله على أمل حقّق مناه، وصدّق غناه، وفرّق عليه سحب
اعتناء أورق به عوده وطاب جناه، والصلاة والسلام على نبيّه سيدنا محمد الّذي كمّل بناه، وعلى آله وصحبه ما شيّد معقل فخار مبناه- فإنّ من أعظم مدن الشّام القديمة، ودور الملك الّتي ذهب من يحلّها من الملوك وبقيت آثاره مقيمة، مدينة بعلبكّ وهي الّتي تحصّن الإسلام بقلعتها، وتحصّل الرعب في قلوب الأعداء [بمنعتها]«1» ، بنيت على عهد سليمان «2» بن داود عليهما السلام وأتقن بنّاؤها، وهالت أسوارها حتّى نسب إلى صنعة الجنّ بناؤها، ودعمت السّماء عمدها، فطالت شرفها حتّى كادت تخضخض في سجل السحاب يدها، وجمعت محاسن في سواها لا توجد، وتقرّر بملكها من الملوك: تارة سعيدا وتارة أمجد، وما خلت من علماء عظيمي الشان، وصلحاء يلمّهم الجبلان:
سيس «3» ولبنان؛ وهي باب دمشق المفتوح، وسحاب الأنواء المسفوح بالسّفوح، وباب البروق الّتي آلت أنّها بأسرارها لا تبوح، ومآب السّفارة الّتي تغدو محمّلة أوقار «4» ركائبها وتروح؛ ولها العين المسبّلة الرّواتب، والجبال الرّاسية الوقار لمفرقها الشّائب، العالية الذّرى [كأنها متلفّعة]«5» من قطع السّحائب؛ و [لما]«6» كان من فيها الآن ممّن لا تستغني الدولة القاهرة عن قربه، ولا تستثني أحدا معه في تجريده سيفه المشهور من قربه، أجلنا الرّأي في كفء لعروسها، ومماثل لمركز تأوّد غروسها، فلم نجد أدرى بأحوالها، وأدرب بما يؤلّف على الطّاعة قلوب رجالها، كمن استقرّ به فيها مع أبيه الماضي- رحمه الله الوطن [ونالا منه الوطر]«7» ، ومرت [عليهم فيه]«8» سنون وأيامّ هتف
بها داعي قصر؛ ولا غني [عنه]«1» مع ماله من ولايات صحب فيها الناس وفارقهم على وجه جميل، ورافقهم ثم انصرف وانصرفوا عنه وما ذمّه في النّازلين نزيل؛ وكان فلان هو المتوقّد الشّهاب، المتوفّل في تلك الهضاب، المشكور قولا ودينا، المشهور بوضع كلّ شيء في موضعه شدّة ولينا.
فلذلك رسم......- لا زال إحسانه أحمد واختياره مقدّما- أن يرتّب في نيابة بعلبكّ على عادة من تقدّمه وقاعدته، مبتدئا حسن النظر في الأمور العامة، لا يدع ظلامة، ولا يدعّ «2» سالك طريق إلى سلامة، ولا يعدّ سمعا إلا لسماع شكر لا ملامة، ولينظر في المظالم نظرا ينجلي به سدفها «3» ، وليشكر العشير توطيا يوطأ به هدفها، وليلاحظ الأمور الديوانية، بما ينمّي به أموالها، ويندّي بسحابه المتدفّق أحوالها. والأوقاف فليشارك واقفيها في إحسانهم، وليجر حسناتها على ما كانت عليه في زمانهم، وليكن لها نعم الكفيل في دوام المحافظة وليتفقّد ما فيها من الحواصل والزّردخاناه «4» مما يذخر لوقته، ويؤخّر لفرط الشّغف به لا لمقته. ومن أهمّ ما يحتفظ به قلوب الرجال، وعمارة الأسوار فإنها للفرسان المقاتلة مجال، وعليها تنصب المجانيق وتتخطّف الآجال. وأمّا الشّريعة المطهّرة: فإنّ من تعدّى غرق أو أوشك أن يغرق، واتّباع أوامرها: وإلّا ففيم يعذّب من يعذّب ويحرق من يحرق؛ وتقوى الله تعالى هي الوصيّة الجامعة، والتّذكرة الّتي ترتدّ بها الأبصار خاشعة؛ وليفهم هذه الوصايا ولا يخرج شيئا منها من قلبه، وليتبيّن معانيها ليكون بها على بيّنة من ربّه؛ والله تعالى يكشف عنه غطاء حجّته، ويزعه عما يأخذه ويؤاخذه من نيّته، إن شاء الله تعالى.
الصنف الثاني «1» (ممّن [هم] «2» خارج دمشق: ممّن يولّى عن الأبواب السلطانية- أمراء العربان، وهم على طبقتين:)
الطبقة الأولى (من يكتب له منهم تقليد في قطع النّصف ب «المجلس العالي» وهو أمير آل فضل «3» خاصّة: سواء كان مستقلا بالإمارة أو شريكا لغيره فيها)
وقد تقدّم في الكلام على ترتيب المملكة الشامية نقلا عن «مسالك الأبصار» أنّ ديارهم من حمص، إلى قلعة جعبر، إلى الرّحبة، آخذين على شقّي الفرات وأطراف العراق «4» وهذه نسخة تقليد بإمره آل فضل: كتب به للأمير شجاع الدين «فضل بن عيسى» عوضا عن أخيه مهنّا، عندما خرج أخوه المذكور مع قرا سنقر الأفرم ومن معهما من المتسحبين «5» ، وأقام [هو]«6» بأطراف البلاد ولم يفارق الخدمة،
في شهور سنة اثنتي عشرة وسبعمائة، من إنشاء الشيخ شهاب الدين محمود الحلبيّ، وهو:
الحمد لله الّذي منح آل فضل في أيّامنا الزاهرة بحسن الطاعة فضلا، وقدّم عليهم بقديم الإخلاص في الولاء من أنفسهم شجاعا يجمع لهم على الخدمة ألفة وينظّم لهم على المخالصة شملا، وحفظ عليهم من إعزاز مكان بيتهم لدينا مكانة لا تنقض لها الأيام حكما ولا تنقص لها الحوادث ظلّا.
نحمده على نعمه الّتي شملت ببرّنا، الحضر والبدو، وألجهت بشكرنا، ألسنة العجم في الشّدو والعرب في الحدو، وأعملت في الجهاد بين يدينا من اليعملات «1» ما يباري بالنّصّ والعنق «2» الصّافنات في الخبب والعدو، ونشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له شهادة ندرأ بها الأمور العظام، ونقلّد بيمنها ما أهمّ من مصالح الإسلام لمن يجري بتدبيره على أحسن نظام، ونشهد أنّ محمدا عبده ورسوله المبعوث من أعلى ذوائب العرب وأشرفها، المرجوّ الشّفاعة العظمى يوم طول عرض الأمم وهول موقفها، صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه الذين كرمت بالوفاء أنسابهم، وأضاءت بتقوى الله وجوههم وأحسابهم، صلاة لا تزال الألسن تقيم نداءها، والأقلام ترقم رداءها، وسلّم تسليما كثيرا.
وبعد، فإنّ أولى من أجنته الطاعة ثمرة إخلاصه، ورفعته المخالصة إلى أسنى رتب تقريبه واختصاصه، وألّف بمبادرته إلى الخدمة الشريفة قلوب القبائل وجمع شملها، وقلّده حسن الوفاء من أمر قومه وإمرتهم ما يستشهد فيه بقول الله تعالى: وَكانُوا أَحَقَّ بِها وَأَهْلَها
«3» - من ارتقى إلى أسنى رتب دنياه
بحفظ دينه، ودلّ تمسّكه بأيمانه على صحّة إيمانه وقوّة يقينه، ولا حظته عيون السّعادة فكان في حزب الله الغالب وهو حزبنا، وقابلته وجوه الإقبال فأرته أنّ المغبون من فاته تقريبنا وقربنا، ورأى إحساننا إليه بعين لم يطرفها الجحود، ولم يطرقها إعراض السّعود، فسلك جادّة الوفاء وهي من أيمن الطّرق طريقا، واقتدى في الطاعة والولاء بمن قال فيهم بمثل قوله: وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً
«1» ولمّا كان المجلس العالي
…
هو الّذي حاز من سعادة الدّنيا والآخرة بحسن الطّاعة ما حاز، وفاز من برّنا وشكرنا بجميل المبادرة إلى الخدمة بما فاز، وعلم مواقع إحساننا إليه فعمل على استدامة وبلها، واستزادة فضلها، والارتواء من معروفها الّذي باء بالحرمان [منه]«2» من خرج عن ظلّها، مع ما أضاف إلى ذلك: من شجاعة تبيت منها أعداء الدّين على وجل، ومهابة تسري إلى قلوب من بعد من أهل الكفر سرى ما قرب من الأجل- اقتضت آراؤنا الشريفة أن نمدّ على أطراف الممالك المحروسة منه سورا مصفّحا بصفاحه، مشرّفا بأسنة رماحه.
فرسم بالأمر الشريف العالي- لا زال يقلد وليّه فضلا، ويملأ ممالكه إحسانا وعدلا- أن يفوّض إليه كيت وكيت: لما تقدّم من أسباب تقديمه، وأوميء إليه من عنايتنا بهذا البيت الّذي هو سرّ حديثه وقديمه، ولعلمنا بأولويّته التي قطبها الشّجاعة، وفلكها الطّاعة، ومادّتها الدّيانة والتّقى، وجادّتها الأمانة التي لا تستزلّها الأهواء ولا تستفزّها الرّقى.
وليكن لأخبار العدوّ مطالعا، ولنجوى حركاتهم وسكناتهم على البعد سامعا، ولديارهم كلّ وقت مصبّحا حتّى يظنوه من كل ثنيّة عليهم طالعا، وليدم التّأهّب حتّى لا تفوته من العدوّ غارة ولا غرّة، ويلزم أصحابه بالتيقّظ لإدامة الجهاد الّذي جرّب الأعداء [منه]«3» مواقع سيوفهم غير مرّة؛ وقد خبرنا من
شجاعته وإقدامه، وسياسته في نقض كلّ أمر وإبرامه، ما يغني عن الوصايا التي ملاكها تقوى الله تعالى وهي من سجاياه الّتي وصفت، وخصائصه الّتي ألفت وعرفت؛ فليجعلها مرآة ذكره، وفاتحة فكره؛ والله تعالى يؤيّده في سرّه وجهره، بمنه وكرمه، إن شاء الله تعالى.
وهذه نسخة مرسوم شريف بإمرة آل فضل، كتب بها للأمير حسام الدين «مهنّا بن عيسى» «1» من إنشاء الشيخ شهاب الدّين محمود الحلبيّ، وهي:
الحمد لله الّذي أرهف حسام الدّين في طاعتنا بيد من يمضي مضاربه بيديه، وأعاد أمر القبائل وإمرتهم إلى من لا يصلح أمر العرب إلّا عليه، وحفظ رتبة آل عيسى باستقرارها لمن لا يزال الوفاء والشّجاعة والطّاعة في سائر الأحوال منسوبات إليه، وجعل حسن العقبى بعنايتنا لمن لم يتطرّق العدوّ إلى أطراف البلاد المحروسة إلّا وردّه الله تعالى بنصرنا وشجاعته على عقبيه.
نحمده على نعمه الّتي ما زالت مستحقّة لمن لم يزل المقدّم في ضميرنا، المعوّل عليه في أمور الإسلام وأمورنا، المعيّن فيما تنطوي عليه أثناء سرائرنا ومطاوي صدورنا، ونشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له شهادة توجب على قائلها حسن التمسّك بأسبابها، وتقتضي للمخلص فيها بذل النّفوس والنّفائس في المحافظة على مصالح أربابها، وتكون للمحافظ عليها ذخيرة يوم تتقدّم النّفوس بطاعتها وإيمانها وأنسابها، ونشهد أنّ محمدا عبده ورسوله المبعوث من أشرف ذوائب العرب أصلا وفرعا، المفروضة طاعته على سائر الأمم دينا وشرعا، المخصوص بالأئمّة الذين بثّوا دعوته في الآفاق على سعتها ولم يضيقوا لجهاد أعداء الله وأعدائه ذرعا، صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه الذين حازوا
بصحبته الرّتب الفاخرة، وحصلوا بطاعة الله وطاعته على سعادة الدنيا والآخرة، وعلموا أنّ الجنة تحت ظلال السّيوف فلم يزحزحهم عن ظلّها الرّكون إلى الدّنيا السّاخرة، صلاة تقطع الفلوات ركائبها، وتسري بسالكي طرق النّجاة نجائبها، وتنتصر بإقامتها كتائب الإسلام ومواكبها، وسلّم تسليما كثيرا.
أما بعد، فإن أولى من تلقّته رتبته، التي توهّم إعراضها بأيمن وجه الرّضا، واستقبلته مكانته، التي تخيّل صدودها بأحسن مواقع القبول الّتي تضمّنت الاعتداد من الحسنات بكل ما سلف والإغضاء من الهفوات عمّا مضى، وآلت إليه إمرته التي خافت العطل منه وهي به حالية، وعادت منزلته إلى ما ألفته لدينا:
من مكانة مكينة وعرفته عندنا: من رتبة عالية- من أمنت شمس سعادته في أيّامنا من الغروب والزوال، ووثقت أسباب نعمه بأن لا يروّع مريرها في دولتنا بالانتقاض ولا ظلالها بالانتقال، وأغنته سوابق طاعته المحفوظة لدينا عن توسّط الوسائل، واحتجّت له مواقع خدمه الّتي لا تجحد مواقفها في نكاية الأعداء ولا تنكر شهرتها في القبائل، وكفل له حسن رأينا فيه بما حقّق مطالبه، وأحمد عواقبه، وحفظ له وعليه مكانته ومراتبه؛ فما توهّم الأعداء أنّ برقه، خبا حتّى لمع، ولا ظنّوا أنّ ودقه «1» ، أقلع حتّى همى وهمع، ولا تخيّلوا أنّ حسامه نبا، حتّى أرهفته عنايتنا فحيثما حلّ من أوصالهم قطع؛ وكيف يضاع مثله؟ وهو من أركان الإسلام الّتي لا تنزل الأهواء ولا ترتقي الأطماع متونها، ولا [تستقلّ]«2» الأعداء عند جهادها واجتهادها في مصالح الإسلام حسبها ودينها.
ولما كان المجلس العالي
…
هو الّذي لا يحول اعتقادنا في ولائه، ولا يزول اعتمادنا على نفاذه في مصالحنا ومضائه، ولا يتغيّر وثوقنا به عمّا في خواطرنا من كمال دينه وصحّة يقينه، وأنّه ما رفعت بين يدينا راية جهاد إلّا تلقّاها عرابة عزمه بيمينه؛ فهو الوليّ الّذي حسنت عليه آثار نعمنا، والصّفيّ الّذي نشأ
في خدمة أسلافنا ونشأ بنوه في خدمنا، والتّقيّ الّذي يأبى دينه إلا حفظ جانب الله في الجهاد بين يدي عزيمتنا وأمام هممنا- اقتضت آراؤنا الشريفة أن نصرّح له من الإحسان بما هو في مكنون سرائرنا، ومضمون ضمائرنا، ونعلن بأنّ رتبته عندنا بمكان لا تتطاول إليه يد الحوادث، ونبيّن أن أعظم أسباب التقدّم ما كان عليه من عنايتنا وامتناننا أكرم بواعث.
فلذلك رسم أن يعاد «1» إلى الإمرة على أمراء آل فضل، ومشايخهم ومقدّميهم، وسائر عربانهم، ومن هو مضاف لهم ومنسوب إليهم، على عادته وقاعدته.
فليجر في ذلك على عادته الّتي لا مزيد على كمالها، ولا محيد عن مبدئها في مصالح الإسلام ومآلها، آخذا للجهاد أهبته من جمع الكلمة واتّحادها، واتّخاذ القوّة وإعدادها، وتضافر الهمم الّتي ما زال الظّفر من موادّها والنّصر من أمدادها، وإلزام أمراء العربان بتكميل أصحابهم، وحفظ مراكزهم الّتي لا تسدّ أبوابها إلّا بهم، والتّيقّظ لمكايد عدوّهم، والتّنبّه لكشف أحوالهم في رواحهم وغدوّهم، وحفظ الأطراف الّتي هم سورها من أن تسوّرها مكايد العدا، وتخطّف من يتطرّق إلى الثغور من قبل أن يرفع إلى أفقها طرفا أو يمدّ على البعد إلى جهتها المصونة يدا، وليبثّ في الأعداء من مكايد مهابته ما يمنعهم القرار، ويحسّن لهم الفرار، ويحول بينهم وبين الكرى لاشتراك اسم النّوم وحدّ سيفه في مسمّى الغرار.
وأما ما يتعلق بهذه الرتبة من وصايا قد ألفت من خلاله، وعرفت من