المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[الوظيفة الخامسة- الخطابة] - صبح الأعشى في صناعة الإنشا - ط العلمية - جـ ١٢

[القلقشندي]

فهرس الكتاب

- ‌[الجزء الثاني عشر]

- ‌[تتمة الباب الثاني]

- ‌[تتمة الفصل الثاني]

- ‌[تتمة الطرف الثالث]

- ‌[تتمة الحالة]

- ‌[تتمة المقصد الثالث]

- ‌[تتمة المهيع الثاني]

- ‌الضرب الأوّل (من لا تصدر عنه منهم تولية في عمل نيابته)

- ‌الضرب الثاني (من تصدر عنه التولية والعزل في عمل نيابته)

- ‌النيابة الأولى (نيابة دمشق ويعبر عنها بكفالة السلطنة بالشام)

- ‌النوع الأوّل (ما هو بحاضرة دمشق، ويشتمل ما يكتب به من وظائفها عن الأبواب السلطانية على أربعة أصناف)

- ‌الصنف الأوّل (أرباب السيوف، وهم على طبقات)

- ‌الطبقة الأولى (من يكتب له تقليد في قطع الثلثين ب «المقرّ العالي» مع الدعاء ب «عزّ الأنصار» : وهو نائب السلطنة بها)

- ‌الطبقة الثانية (من يكتب له تقليد شريف في قطع النصف ب «المجلس العالي» وهو الوزير من أرباب السيوف، وهو بالمملكة الشامية على حدّ الوزير بالديار المصرية)

- ‌الطبقة الثالثة (من يكتب له مرسوم شريف، وهي على مرتبتين)

- ‌المرتبة الأولى (من يكتب له في قطع النصف وهو نائب قلعة دمشق)

- ‌المرتبة الثانية (من المراسيم الّتي تكتب بحاضرة دمشق لأرباب السيوف- ما يكتب في قطع الثلث، وفيها وظيفتان)

- ‌[الوظيفة] الأولى- شدّ الدواوين بدمشق

- ‌الوظيفة الثانية- شدّ المهمّات

- ‌الصنف الثاني (من الوظائف بدمشق الوظائف الدينية، وجميع ما يكتب فيها تواقيع، وهي على مرتبتين)

- ‌المرتبة الأولى (ما يكتب في قطع النصف ب «المجلس العاليّ بالياء» مفتتحا ب «الحمد لله»

- ‌الوظيفة الأولى- قضاء العسكر

- ‌الوظيفة الثانية- إفتاء دار العدل بدمشق

- ‌الوظيفة الثالثة- الحسبة

- ‌الوظيفة الرابعة- وكالة بيت المال المعمور

- ‌[الوظيفة الخامسة- الخطابة]

- ‌الوظيفة السابعة- التصادير بدمشق المحروسة

- ‌الوظيفة الثامنة- النّظر

- ‌الصنف الثالث (من تواقيع أرباب الوظائف بحاضرة دمشق- تواقيع أرباب الوظائف الدّيوانيّة، وفيها مرتبتان)

- ‌المرتبة الأولى (ما يكتب في قطع النصف ب «المجلس العالي» وهي على ضربين)

- ‌الوظيفة الأولى- ولاية تدبير الممالك الشامية]

- ‌الوظيفة الثانية- كتابة السّرّ بالشّام

- ‌الوظيفة الثالثة- نظر الجيوش بالشّام

- ‌المرتبة الثانية (من مراتب أرباب التّواقيع الديوانية بدمشق

- ‌الصنف الرابع (من الوظائف بدمشق وظائف المتصوّفة ومشايخ الخوانق، وفيها مرتبتان)

- ‌المرتبة الأولى (ما يكتب في قطع الثّلث ب «المجلس السّاميّ» بالياء، مفتتحا ب «الحمد لله» وبذلك يكتب لشيخ الشّيوخ بالشّام، وهو شيخ الخانقاه الصّلاحية، المسماة بالشميصاتية)

- ‌المرتبة الثانية (من يكتب له في قطع العادة مفتتحا ب «رسم» )

- ‌النوع الثاني (من وظائف دمشق ما هو خارج عن حاضرتها)

- ‌فأما الصّفقة الغربية

- ‌منها- نيابة القدس

- ‌ومنها- نيابة قلعة الصّبيبة

- ‌ومنها- نيابة قلعة عجلون

- ‌فمنها- مشيخة الخانقاه الصّلاحية بالقدس

- ‌ومنها- خطابة القدس

- ‌ومنها- مشيخة حرم الخليل

- ‌وأمّا الصّفقة القبليّة

- ‌الطبقة الأولى (ما يكتب به مرسوم شريف في قطع النّصف، وهو ما يليه مقدّم ألف أو طبلخاناه، وفيها نيابات)

- ‌النيابة الأولى- نيابة حمص

- ‌النيابة الثانية- نيابة الرّحبة

- ‌النيابة الثالثة- نيابة مصياف

- ‌وأما الصّفقة الشّمالية

- ‌الطبقة الثانية (من عرب الشام- من يكتب له مرسوم شريف)

- ‌المرتبة الأولى- من يكتب له في قطع النّصف، وهم ثلاثة:

- ‌الأوّل- أمير آل عليّ

- ‌[الثاني- أمير آل فضل]

- ‌الثالث- أمير آل مراء

- ‌المرتبة الثانية (من أرباب المراسيم من العرب- من يكتب له في قطع الثّلث ب «السّامي» بغير ياء، مفتتحا ب «أمّا بعد» وهم ثلاثة أيضا)

- ‌الأول- أمراء بني مهديّ

- ‌الثاني- مقدّم زبيد

- ‌النيابة الثانية (من نيابات البلاد الشامية- نيابة حلب. ووظائفها الّتي يكتب بها من الأبواب السلطانية على نوعين)

- ‌النوع الأوّل (من بحاضرة حلب، وهم على أصناف)

- ‌الصنف الأوّل (منهم أرباب السّيوف، وهم على طبقتين)

- ‌الطّبقة الأولى (من يكتب له تقليد، وهو نائب السّلطنة بها؛ وتقليده في قطع الثّلثين ب «الجناب الكريم» )

- ‌الطبقة الثانية (من يكتب له في قطع الثّلث ب «المجلس السامي» وفيها وظائف)

- ‌الوظيفة الأولى (نيابة القلعة بها)

- ‌الصنف الثاني (من أرباب الوظائف بحلب- أرباب الوظائف الدّينية)

- ‌الطبقة الأولى (من يكتب له في قطع الثلث ب «السّاميّ» بالياء، ويشتمل على وظائف)

- ‌الطبقة الثانية (من يكتب له في قطع العادة «بالسامي» بغير ياء، أو «بمجلس القاضي» )

- ‌الصنف الثالث (من أرباب الوظائف بحلب- أرباب الوظائف الديوانية، وهم على طبقتين)

- ‌الطبقة الأولى (من يكتب له في قطع الثلث ب «الساميّ» بالياء؛ وتشتمل على وظائف)

- ‌الطبقة الثانية

- ‌النوع الثاني (من أرباب الوظائف بالمملكة الحلبية- من هو خارج عن حاضرتها، وهم على أصناف)

- ‌الصنف الأوّل (أرباب السيوف، وهم غالب من يكتب لهم عن الأبواب السّلطانية)

- ‌الصنف الثاني (ممّا هو خارج عن حاضرة حلب- الوظائف الدّينية بمعاملتها: من القلاع وغيرها)

- ‌الصنف الثالث (مما هو خارج عن حاضرة حلب- الوظائف الدّيوانية)

- ‌النيابة الثالثة (نيابة طرابلس، ووظائفها الّتي جرت العادة بالكتابة فيها من الأبواب السّلطانية على نوعين)

- ‌النوع الأوّل (ما هو بحاضرة طرابلس، وهو على ثلاثة أصناف)

- ‌الصّنف الأوّل (أرباب السيوف، وهم على طبقتين)

- ‌الطبقة الأولى (من يكتب له تقليد)

- ‌الطبقة الثانية (من يكتب له مرسوم شريف في قطع الثّلث ب «المجلس السّامي» بغير ياء، وتشتمل على وظائف)

- ‌الصنف الثاني (من الوظائف بطرابلس الّتي يكتب لأربابها من الأبواب السلطانية- الوظائف الدّينيّة، وهي على مرتبتين)

- ‌المرتبة الأولى (من يكتب له في قطع الثلث ب «المجلس الساميّ» بالياء، وتشتمل على وظائف)

- ‌المرتبة الثانية (من تواقيع أرباب الوظائف الدينية بطرابلس- من يكتب له في قطع العادة، مفتتحا ب «- رسم» )

- ‌الصنف الثالث (من الوظائف بطرابلس الّتي يكتب لأربابها من الأبواب السلطانية- الوظائف الدّيوانية، وهي على مرتبتين)

- ‌المرتبة الأولى (ما يكتب في قطع الثلث ب «المجلس الساميّ» بالياء، وتشتمل على وظائف)

- ‌المرتبة الثانية (من مراتب أرباب الوظائف الديوانية بطرابلس- من يكتب له في قطع العادة ب «- مجلس القاضي» )

- ‌النوع الثاني (من الوظائف بطرابلس- ما هو خارج عن حاضرتها، وهم على ثلاثة أصناف أيضا)

- ‌الصّنف الأوّل (أرباب السيوف)

- ‌الطبقة الأولى (الطّبلخاناه)

- ‌الطبقة الثانية (العشرات)

- ‌الصنف الثاني (ممّا هو خارج عن حاضرة طرابلس- الوظائف الدّينية)

- ‌الصنف الثالث (مما هو خارج عن حاضرة طرابلس- أرباب الوظائف الدّيوانية)

- ‌الصنف الأوّل (أرباب السيوف)

- ‌الصنف الثاني (أرباب الوظائف الدينية، وهم على مرتبتين)

- ‌المرتبة الأولى- من يكتب له في قطع الثلث ب «الساميّ بالياء»

- ‌المرتبة الثانية- من يكتب له في قطع العادة

- ‌النيابة الخامسة (نيابة صفد)

- ‌الصنف الأوّل (أرباب السيوف، وفيه وظيفتان)

- ‌الوظيفة الأولى (نيابة السلطنة بها، ويكتب تقليده في قطع الثلثين)

- ‌الوظيفة الثانية (نيابة قلعة صفد)

- ‌الصنف الثاني (أرباب الوظائف الديوانية)

- ‌النيابة السادسة (نيابة غزّة)

- ‌الصّنف الأوّل (أرباب السّيوف)

- ‌الصنف الثاني (الوظائف الديوانية بغزّة)

- ‌النيابة السابعة (نيابة الكرك؛ وأرباب الولايات بها من الأبواب السلطانية على أصناف)

- ‌الصنف الأوّل (أرباب السيوف)

- ‌الصنف الثاني- أرباب الوظائف الدّينية

- ‌الصنف الثالث- الوظائف الدّيوانية

- ‌القسم الثالث (مما يكتب من الولايات عن الأبواب السلطانية بالديار المصرية- ما يكتب لأرباب الوظائف بالمملكة الحجازية)

- ‌القاعدة الأولى (مكة المشرّفة، وبها وظيفتان)

- ‌الوظيفة الأولى (الإمارة)

- ‌الوظيفة الثانية (قضاء مكّة، ويكتب به توقيع في قطع الثلث ب الساميّ» بالياء)

- ‌القاعدة الثانية (المدينة النبوية، وبها ثلاث وظائف)

- ‌الوظيفة الأولى (الإمارة)

- ‌الوظيفة الثانية (القضاء)

- ‌الوظيفة الثالثة (مشيخة الحرم الشريف)

- ‌الفصل الثالث من الباب الرابع من المقالة الخامسة (فيما يكتب من الولايات عن نوّاب السلطنة؛ وفيه طرفان)

- ‌الطرف الأوّل (في مقدّمات هذه الولايات، ويتعلق بها مقاصد)

- ‌المقصد الأوّل (في بيان من تصدر عنه الولايات: من نوّاب السلطنة)

- ‌المقصد الثاني (في بيان الولايات الّتي تصدر عن نوّاب السلطنة بالممالك الشامية)

- ‌المقصد الثالث (في افتتاحات التواقيع والمراسيم بتلك الولايات

- ‌المقصد الرابع (في بيان الألقاب)

- ‌الصنف الأوّل (أرباب السيوف، ولألقابهم مراتب)

- ‌المرتبة الأولى- المقرّ الشريف

- ‌المرتبة الثانية- المقرّ الكريم

- ‌المرتبة الثالثة- المقرّ العالي

- ‌المرتبة الخامسة- الجناب العالي

- ‌المرتبة السابعة- المجلس الساميّ بالياء

- ‌المرتبة الثامنة- المجلس السامي بغير ياء

- ‌المرتبة التاسعة- مجلس الأمير

- ‌المرتبة العاشرة- الأمير

- ‌الصنف الثاني (من أرباب الولايات بالممالك الشامية- أرباب الوظائف الديوانية، وفيهم مراتب)

- ‌المرتبة الأولى- المقرّ الشريف

- ‌المرتبة الثانية- المقرّ الكريم

- ‌المرتبة الثالثة- الجناب الكريم

- ‌المرتبة الرابعة- الجناب العالي

- ‌المرتبة الخامسة- المجلس العالي

- ‌المرتبة السادسة- المجلس الساميّ بالياء

- ‌المرتبة السابعة- المجلس السامي بغير ياء

- ‌المرتبة الثامنة- مجلس القاضي

- ‌المرتبة التاسعة- القاضي

- ‌الصنف الثالث (من أرباب الولايات بالممالك الشامية- أرباب الوظائف الدّينية، وفيه مراتب)

- ‌المرتبة الأولى- المقرّ الشريف

- ‌المرتبة الثانية- المقرّ الكريم

- ‌المرتبة الثالثة- الجناب الكريم

- ‌المرتبة الرابعة- الجناب العالي

- ‌المرتبة الخامسة- المجلس العاليّ

- ‌المرتبة السادسة- المجلس الساميّ بالياء

- ‌المرتبة السابعة- المجلس السامي بغير ياء

- ‌المرتبة الثامنة- مجلس القاضي

- ‌المرتبة التاسعة- القاضي

- ‌الصنف الرابع (من أرباب الولايات بالممالك الشامية- مشايخ الصوفيّة)

- ‌الصنف الخامس (من أرباب الولايات بالممالك الشامية- أمراء العربان)

- ‌الصنف السادس (من أرباب الولايات بالممالك الشامية- أرباب الوظائف العادية، كرآسة الطّبّ ونحوها)

- ‌الصنف السابع (من أرباب الولايات بالنيابات الشامية- زعماء أهل الذّمة)

- ‌أما رئيس اليهود

- ‌وأما بطرك النّصارى، فرأيت لهم فيه طريقتين:

- ‌الطريقة الأولى

- ‌الطريقة الثانية

- ‌المقصد الخامس (في بيان مقادير قطع الورق المستعمل فيما يكتب عن نوّاب الممالك الشامية)

- ‌المقصد السابع (في بيان كيفية ترتيب هذه التواقيع)

- ‌الطرف الثاني (في نسخ التواقيع المكتتبة عن نوّاب السلطنة بالممالك الشامية)

- ‌النيابة الأولى الشام (والتواقيع الّتي تكتب بها على خمسة أصناف)

- ‌الصنف الأوّل (ما يكتب بوظائف أرباب السيوف، وهو على ضربين)

- ‌الضرب الأوّل (ما هو بحاضرة دمشق؛ وهو على مراتب)

- ‌المرتبة الأولى (ما يفتتح ب «الحمد لله» وفيها وظائف)

- ‌المرتبة الثانية (ما يفتتح ب «أما بعد حمد الله» وفيها وظائف)

- ‌المرتبة الثالثة (من تواقيع وظائف أرباب السّيوف بدمشق- ما يفتتح ب «- رسم بالأمر العالي» وفيه وظائف)

- ‌الضرب الثاني (ممن يكتب له عن نائب السلطنة بالشام من أرباب السيوف- من هو بأعمال دمشق؛ ومواضعهم على ثلاث مراتب أيضا)

- ‌المرتبة الأولى (ما يفتتح ب «الحمد لله» وفيها وظائف)

- ‌المرتبة الثانية (من تواقيع أرباب السيوف ممّن بأعمال دمشق- ما يفتتح ب «أما بعد حمد الله» وفيها وظائف)

- ‌المرتبة الثالثة (من تواقيع أرباب السيوف بأعمال دمشق ما يفتتح ب «- رسم» وفيها وظائف)

- ‌الصنف الثاني (ممّا يكتب لأرباب الوظائف بدمشق- تواقيع أرباب الوظائف الدّينية؛ وهي على ضربين)

- ‌الضرب الأوّل (ما يكتب لمن هو بحاضرة دمشق، وهو على ثلاث مراتب)

- ‌المرتبة الأولى (ما يفتتح ب «الحمد لله» )

- ‌المرتبة الثانية (من تواقيع أرباب الوظائف الدّينية بحاضرة دمشق- ما يفتتح ب «أما بعد حمد الله» ؛ وفيها عدّة وظائف)

- ‌المرتبة الثالثة (من تواقيع أرباب الوظائف الدينية بحاضرة دمشق- ما يفتتح ب «- رسم بالأمر» ؛ وفيها وظائف)

- ‌الضرب الثاني (من تواقيع أرباب الوظائف الدّينية بالشام- ما يكتب به لمن هو بأعمال دمشق؛ وهو على مرتبتين)

- ‌المرتبة الأولى (ما يفتتح ب «أمّا بعد حمد الله» وفيها وظائف)

- ‌المرتبة الثانية (من تواقيع أرباب الوظائف الدينية بأعمال دمشق- ما يفتتح ب «- رسم بالأمر» ؛ وفيها وظائف)

- ‌الصنف الثالث (من التواقيع الّتي تكتب لأرباب الوظائف بدمشق- ما يكتب لأرباب الوظائف الدّيوانية؛ وهي على ضربين)

- ‌الضرب الأوّل (ما يكتب لمن بحاضرة دمشق منهم؛ وهو على ثلاث مراتب)

- ‌المرتبة الأولى (ما يفتتح ب «الحمد لله» ؛ وفيها وظائف)

- ‌المرتبة الثانية (من تواقيع أرباب الوظائف الديوانية بحاضرة دمشق- ما يفتتح ب «أمّا بعد حمد الله» )

- ‌المرتبة الثالثة (من تواقيع أرباب الوظائف الديوانية بحاضرة دمشق- ما يفتتح ب «- رسم بالأمر الشريف» )

- ‌الضرب الثاني (من الوظائف الديوانية بالشام- ما هو خارج عن حاضرة دمشق. وغالب ما يكتب فيها من التواقيع مفتتح ب «- رسم» )

- ‌الصنف الرابع (مما يكتب لأرباب الوظائف بالشام- تواقيع مشايخ الخوانق، وهي على ضربين)

- ‌الضرب الأوّل (ما هو بحاضرة دمشق، وهو على ثلاث مراتب)

- ‌المرتبة الأولى (ما يفتتح ب «الحمد لله» )

- ‌المرتبة الثانية (من تواقيع مشايخ الأمكنة بحاضرة دمشق- ما يفتتح ب «أمّا بعد حمد الله» ؛ وفيها وظائف)

- ‌المرتبة الثالثة (من تواقيع مشايخ الأماكن بحاضرة دمشق- ما يفتتح ب «- رسم بالأمر» )

- ‌الضرب الثاني (من تواقيع مشيخة الأماكن- ما هو بأعمال دمشق؛ وفيه مرتبة واحدة، وهي الافتتاح ب «- رسم» )

- ‌الصنف الخامس (ممّا يكتب لأرباب الوظائف بالشام- تواقيع العربان)

- ‌الصنف السادس (مما يكتب لأرباب الوظائف بالشام- تواقيع زعماء أهل الذّمة: من اليهود والنصارى)

- ‌النيابة الثانية (من النيابات الّتي يكتب عن نوابها بالولايات- نيابة حلب)

- ‌النيابة الثالثة (مما يكتب من التواقيع بالولايات عن نوّاب السلطنة بها- نيابة طرابلس)

- ‌مصادر ومراجع الهوامش للجزء الثاني عشر من صبح الأعشى

- ‌فهرس الجزء الثاني عشر من صبح الأعشى

الفصل: ‌[الوظيفة الخامسة- الخطابة]

في تحديدها، أو قضايا ينطق لسان البراعة في توكيدها؛ ملاكها تقوى الله وهي سجيّة نفسه، ونجيّة أنسه، وحلية خلاله المعروفة في يومه وأمسه؛ فليقدّمها في كلّ أمر، ويقف عند رضا الله فيها لا رضا زيد ولا عمرو؛ والله الموفق بمنّه وكرمه.

[الوظيفة الخامسة- الخطابة]

«1»

وهذه نسخة توقيع بالخطابة بالجامع الأموي، كتب بها لزين الدّين الفارقيّ «2» ، من إنشاء الشيخ شهاب الدّين محمود الحلبيّ:

الحمد لله رافع الّذين أوتوا العلم درجات، وجاعل أرجاء المنابر بفضائل أئمّة الأمّة أرجات، وشارح الصّدور بذكره بعد أن كانت من قبل المواعظ حرجات، الّذي زان الدّين من العلماء بمن سلّمت له فيه الإمامة، وصان العلم من الأئمة المتقين بمن أصحب «3» له جامح الفضل يصرّف كيف شاء زمامه، ووطّد ذروة المنبر الكريم لمن يحفظ في هداية الأمّة حقّه ويرعى في البداية بنفسه ذمامه، ووطّأ صدر المحراب المنير لمن إذا أمّ الأمّة أرته خشية الله أنّ وجه الله الكريم أمامه.

نحمده على ما منحنا من صون صهوات المنابر إلا عن فرسانها، وحفظ درجات العلم إلا عمّن ينظر بإنسان السّنّة وينطق بلسانها، ونشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له شهادة لا تزال أفواه المحابر، تثبت طروسها، وأنواء المنابر، تنبت غروسها، وألسنة الإخلاص تلقي على المسامع من صحف الضّمائر دروسها، ونشهد أنّ محمدا عبده ورسوله الّذي شرّفت المنابر أوّلا برقيّه إليها، وآخرا بذكر اسمه الكريم عليها؛ فهي الرّتبة الّتي يزيد تبصرة على ممرّ الدّهور

ص: 69

بقاؤها، والدّرجة الّتي يطول إلا على ورثة علمه ارتقاؤها، صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه الّذين ذكّرهم بأيام الله فذكروها، وبصّرهم بآلاء الله فشكروها، وعرّفهم بمواقع وحدانيّته فجادلوا بسنّته وأسنّته الذين أنكروها، صلاة لا تبرح لها الأرض مسجدا، ولا يزال ذكرها مغيرا في الآفاق ومنجدا، وسلّم تسليما كثيرا.

وبعد، فإنّه لمّا كانت الخطابة من أشهر شعائر الإسلام، واظهر شعار ملّة سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، شرعها الله تعالى لإذكار خلقه بنعمه، وتحذير عباده من نقمه، وإعلام بريّته بما أعدّ لمن أطاعه في دار كرامته من أنواع كرمه، وجعلها من وظائف الأمة العامّة، ومن قواعد وراثة النّبوّة التامة؛ يقف المتلبّس بها موقف الإبلاغ عن الله لعباده، ويقوم النّاهض بفرضها مقام المؤدّي عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم إلى أمّته عن مراد الله ورسوله دون مراده، ويقيمها في فروض الكفايات على سنن [سبله]«1» ، ويستنزل بها موادّ الرحمة إذا ضنّ الغيث على الأرض بوبله؛ وكان المسجد الجامع بدمشق المحروسة هو الّذي سارت بذكره الأمثال، وقيل هذا من أفراد الدّهر الّتي وضعت على غير مثال، قد تعيّن أن نرتاد له بحكم خلوّه من الأئمة من هو مثله فرد الآفاق، وواحد العصر عند الإطلاق، وإمام علماء زمانه غير مدافع عن ذلك، وعلّامة أئمّة أوانه الّذي يضيء بنور فتاويه ليل الشّكّ الحالك، وناصر السّنّة الّذي تذبّ علومه عنها، وحاوي ذخائر الفضائل الّتي تنمي على كثرة إنفاقه على الطّلبة منها، وشيخ الدّنيا الّذي يعقد على فضله بالخناصر، ورحلة «2» الأقطار الّذي غدت نسبته إلى أنواع العلوم زاكية الأحساب طاهرة الأواصر، وزاهد الوقت الذي زان العلم بالعمل، وناسك الدّهر الّذي صان الورع بامتداد الفضائل وقصر الأمل، والعابد الّذي أصبح حجّة العارف وقدوة السّالك، والصّادع بالحقّ الّذي لا يبالي من أغضب

ص: 70

إذا رضي الله ورسوله بذلك.

ولما كان فلان هو الّذي خطبته لهذه الخطابة علومه الّتي لا تسامى ولا تسام، وعيّنته لهذه الإمامة فضائله الّتي حسنت بها وجوه العلم الوسام، حتّى كأنّها في فم الزمن ابتسام، وألقى إليه مقاليدها كماله الّذي صدّ عنها الخطّاب، وسدّ دونها أبواب الخطاب، وقيل: هذا الإمام الشافعيّ أولى بهذا المنبر وأحرى بهذا المحراب- اقتضت آراؤنا الشريفة أن نحلّي أعطاف هذا المنبر بفضله الذي يعيد عوده رطيبا، ويضمّخ طيبا منه ما ضمّ خطيبا، وأن نصدّر بهذا المحراب من نعلم أنّه لدى الأمّة مناج لربّه، واقف بين يدي من يحول بين المرء وقلبه.

فلذلك رسم......- لا زال يولّي الرّتب الحسان، ويجري بما أمر الله به من العدل والإحسان- أن تفوّض إليه الخطابة والإمامة بجامع دمشق المحروس على عادة من تقدّمه.

فليرق هذه الرّتبة الّتي أمطاه الله ذروتها، وأعطاه الفضل صهوتها، وعيّنه تفرّده بالفضائل لإذكار الأمّة عليها، ورجّحه لها انعقاد الإجماع على فضله حتّى كادت للشوق أن تسعى إليه لو لم يسع إليها، حتّى تختال منه بإمام لا تعدو مواعظه حبّات القلوب، لأنها تخرج من مثلها، ولا تدع خطبه أثرا للذّنوب، لأنّها توكّل ماء العيون بغسلها، ولا تبقي نصائحه للدّنيا عند المغترّ بها قدرا، لأنّها تبصّره بخداعها، ولا تترك بلاغته للمقصّر عن التّوبة عذرا: فإنّها تحذّره من سرعة زوال الحياة وانقطاعها، ولا تجعل فوائده لذوي النّجدة والبأس التفاتا إلى أهل ولا ولد لأنّها تبشّره بما أعدّ الله لمن خرج في سبيله، ولا تمكّن زواجره من نشر الظلم أن يمدّ إليه يدا لأنّها تخبره بما في الإقدام على ذلك من إغضاب الله ورسوله.

فليطل- مع قصر الخطبة- للظّالم مجال زجره، وليطب قلب العالم العامل بوصف ما أعدّ الله له من أجره، وليجعل خطبه كلّ وقت مقصورة على

ص: 71

حكمه، مقصودة في وضوح المقاصد بين من ينهض بسرعة إدراكه أو يقعد به بطء فهمه؛ فخير الكلام ما دلّ ببلاغته، وإن قلّ، وإذا كان قصر خطبة الرجل وطول صلاته مئنّة «1» من فقهه فما قصّر من حافظ على حكم السّنة فيهما ولا أخلّ.

[وهذه] نسخة توقيع بالخطابة بالجامع الأمويّ، كتب به للقاضي «تقيّ الدّين السبكي» «2» .

الحمد لله الّذي جعل درجات العلماء آخذة في مزيد الرّقيّ، وخصّ برفيع الدرجات من الأئمة الأعلام كلّ تقيّ، وألقى مقاليد الإمامة لمن يصون نفسه النّفيسة بالورع ويقي، وأعاد إلى معارج الجلال، من لم يزل يختار حميد الخلال، وينتقي، وأسدل جلباب السّؤدد على من أعدّ للصّلاة والصّلات من قلبه وثوبه كلّ طاهر نقيّ.

نحمده على أن أعلى علم الشّرع الشّريف وأقامه، وجعل كلمة التّقوى باقية في أهل العلم إلى يوم القيامة، ونشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له شهادة عدل «3» قيّد الفضل بالشكر وأدامه، وأيّد النّعمة بمزيد الحمد فلا غرو أن جمع بين الإمامة والزّعامة، ونشهد أنّ محمدا عبده ورسوله الّذي أعلى الله به عقيرة مرتّل الأذان ومدرج الإقامة، وأغلى ببركته قيمة من تمسّك بسبيل الهدى ولازم طريق الاستقامة، صلّى الله عليه وعلى آله الذين عقدوا عهود هذا الدّين وحفظوا نظامه، وعلى أصحابه الذين ما منهم إلا من اقتدى بطريقه فاهتدى إلى

ص: 72

طرق الكرامة، صلاة لا تزال بركاتها تؤيّد عقد اليقين وتديم ذمامه، وسلّم تسليما كثيرا.

أمّا بعد، فإن من شيم دولتنا الشريفة أن ترفع كلّ عالي المقدار مكانا عليّا، وتجعل له من اسمه وصفته قولا مسموعا وفعلا مرضيّا، وتوطّد له رتب المعالي وتزيد قدره فيها رقيّا، وتكسوهم من جلباب السّؤدد مطرفا «1» مباركا وطيّا، وتطلق لسان إمامه بالمواعظ الّتي إذا تعقّلها أولو الألباب خرّوا لطاعة ربّهم سجّدا وبكيّا.

ولما كان المجلس العالي هو الّذي أعزّ أحكام الشريعة الشّريفة وشادها، وأبدى من ألفاظه المباركة المواعظ الرّبّانيّة وأعادها، وأذاع فيها أسرار اليقين وزادها، وأصلح فسادها، وقوّم منادها «2» ؛ وكيف لا وقد جمع من العلوم أشتاتا، وأحيا من معالم التّقى رفاتا، وأوضح من صفات العلماء العاملين بهديه وسمته هديا وسماتا، فلذلك خرج الأمر الشريف الصالحيّ العماديّ..........

قلت: وهذه نسخة توقيع بخطابته أيضا، أنشأته للشّيخ «شهاب الدين بن حاجّي» .

الحمد لله الّذي أطلع شهاب الفضائل في سماء معاليها، وزيّن صهوات المنابر بمن قرّت عيونها من ولايته المباركة بتواليها، وجمّل أعوادها بأجلّ حبر لو تستطيع فرق قدرتها لسعت إليه وفارقت- خرقا للعادة- مبانيها، وشرّف درجها بأكمل عالم ما وضع بأسافلها قدما إلا وحسدتها على السّبق إلى مسّ قدمه أعاليها.

ص: 73

نحمده على أن خصّ مصاقع «1» الخطباء من فضل اللّسن بالباع المديد، وقصر الجامع الأمويّ على أبلغ خطيب يشيب في تطلّب مثله الوليد، وأفرد فريد الدّهر باعتبار الاستحقاق برقيّ درج منبره السّعيد، ونشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له شهادة تخفق على مواكب الصّفوف أعلامها، وتتوفّر من تذكير آلاء الله تعالى أقسامها، ولا تقصّر عن تبليغ المواعظ حبّات القلوب أفهامها، ونشهد أنّ سيدنا محمدا عبده ورسوله أفضل نبيّ نبه القلوب الغافلة من سناتها، وأيقظ الخواطر النّائمة من سباتها، وأحيا رميم الأفئدة بقوارع المواعظ بعد مماتها، صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه الذين علا مقامهم، ففاتت أعقابهم الرّؤوس، ورفعت في المجامع رتبهم، فكانت منزلتهم منزلة الرّئيس من المرؤوس، صلاة لا تزال الأرض لها مسجدا، ولا يبرح مفترق المنابر باختراق الآفاق لاجتماعها موردا.

وبعد، فإنّ أولى ما صرفت العناية إليه، ووقع الاقتصار من أهمّ المهمّات عليه- أمر المساجد الّتي أقيم بها للدّين الحنيف رسمه، وبيوت العبادات الّتي أمر الله تعالى أن ترفع ويذكر فيها اسمه؛ لا سيّما الجوامع الّتي هي منها بمنزلة الملوك من الرّعيّة، وأماثل الأعيان من بين سائر البريّة؛ ومن أعظمها خطرا، وأبينها في المحاسن أثرا، وأسيرها في الآفاق النّائية خبرا، بعد المساجد الثلاثة التي تشدّ الرّحال إليها، ويعوّل في قصد الزيارة عليها- جامع دمشق الّذي رست في الفخر قواعده، وقامت على ممرّ الأيام شواهده، وقاوم الجمّ الغفير من الجوامع واحده، ولم تزل الملوك تصرف العناية إلى إقامة شعائر وظائفه، وتقتصر من أهل كلّ فنّ على رئيس ذلك الفنّ وعارفه؛ فما شغرت به وظيفة إلا اختاروا لها الأعلى والأرفع، ولا وقع التّردّد فيها بين اثنين إلّا تقيّلوا «2» منهما الأعلم والأروع؛ خصوصا وظيفة الخطابة الّتي كان النّبيّ صلى الله عليه وسلم للقيام بها

ص: 74

متصدّيا، وعلم الخلفاء مقام شرفها بعد فباشروها بأنفسهم تأسّيا.

ولما كان المجلس العاليّ، القاضويّ، الشّيخيّ، الكبيريّ، العالميّ، الفاضليّ، الأوحديّ، الأكمليّ، الرّئيسيّ، المفوّهيّ، البليغيّ، الفريديّ، المفيديّ، النّجيديّ، القدويّ، الحجّيّ، المحقّقيّ، الورعيّ، الخاشعيّ، النّاسكيّ، الإماميّ، العلّاميّ، الأثيليّ، العريقيّ، الأصيليّ، الحاكميّ، الخطيبيّ، الشّهابيّ، جمال الإسلام والمسلمين، شرف العلماء العاملين، أوحد الفضلاء المفيدين، قدوة البلغاء المجتهدين، حجّة الأمّة، عمدة المحدّثين، فخر المدرّسين، مفتي المسلمين، معزّ السنة، قامع البدعة، مؤيّد الملّة، شمس الشّريعة، حجّة المتكلّمين، لسان المناظرين، بركة الدّولة، خطيب الخطباء، مذكّر القلوب، منبّه الخواطر، قدوة الملوك والسّلاطين، وليّ أمير المؤمنين «أبو العبّاس أحمد» أدام الله تعالى نعمته: هو الّذي خطبته هذه الخطابة لنفسها، وعلمت أنّه الكفء الكامل فنسيت به في يومها ما كان من مصاقع الخطباء في أمسها؛ إذ هو الإمام، الذي لا تسامى علومه ولا تسام، والعلّامة الّذي لا تدرك مداركه ولا ترام، والحبر الّذي تعقد على فضله الخناصر، والعالم الّذي يعترف بالقصور عن مجاراة جياده المناظر، والحافظ الذي قاوم علماء زمانه بلا منازع، وعلّامة أئمّة أوانه من غير مدافع، وناصر السّنّة الذي يذبّ بعلومه عنها، وجامع أشتات الفنون الّتي يقتبس أماثل العلماء منها، وزاهد الوقت الّذي زان العلم بالعمل، وناسك الدّهر الّذي قصّر عن مبلغ مداه الأمل، ورحلة الأقطار الّذي تشّد إليه الرّحال، وعالم الآفاق الّذي لم يسمح الدّهر له بمثال- اقتضى حسن الرأي الشريف أن نرفعه من المنابر على عليّ درجها، ونقطع ببراهينه من دلائل الإلباس الملبّسة داحض حججها، ونقدّمه على غيره ممن رام إبرام الباطل فنقض، وحاول رفع نفسه بغير أداة الرّفع فخفض.

فلذلك رسم بالأمر الشّريف العاليّ، المولويّ، السلطانيّ، الملكيّ، المنصوريّ، المعزّيّ- لا زال يرفع لأهل العلم راسا، ويحقّق لذوي الجهل من بلوغ المراتب السّنيّة ياسا- أن يفوّض إلى المجلس العالي المشار إليه خطابة

ص: 75

الجامع المذكور بانفراده، على أتمّ القواعد وأكملها، وأحسن العوائد وأجملها.

فليرق منبره الّذي عاقب فيه رامحه الطّالع أعزل غيره الغارب، وليتبوّأ ذروة سنامه الأرفع من غير شريك له ولا حاجب، وليقصد بمواعظه حبّات القلوب، ويرشق شهاب قراطيسها المانعة فإنّها الغرض المطلوب، وليأت من زواجر وعظه بما يذهب مذهب الأمثال السائرة، ويرسلها من صميم قلبه العامر فإنّ الوعظ لا يظهر أثره إلّا من القلوب العامرة، ويقابل كلّ قوم من التذكير بما يناسب أحوالهم على أكمل سنن، ويخصّ كلّا من أزمان السّنة بما يوافق ذلك الزّمن؛ والوصايا كثيرة وإنّما تهذيب العلم يغني عنها، وتأديب الشريعة يكفي مع القدر اليسير منها؛ وتقوى الله تعالى ملاك الأمور وعنده منها القدر الكافي، والحاصل الوافي؛ والله تعالى يرقّيه إلى أرفع الذّرى، ويرفع على الجوزاء مجلسه العالي:«وإنّا لنرجو فوق ذلك مظهرا» .

الوظيفة السادسة- التّداريس الكبار بدمشق المحروسة.

وهذه نسخة توقيع بتدريس المدرسة الرّيحانية، كتب به لقاضي القضاة «عماد الدين الطّرسوسيّ» «1» الحنفيّ، عوضا عن جلال الدّين الرّازيّ. كتب بسؤال بعض كتّاب الإنشاء، وهي:

الحمد لله الّذي جعل عماد الدّين عليّا، وأحكم مباني من حكم فلم يدع عصيّا، وقضى في سابق قضائه لإمضاء قضائه أن لا يبقي عتيّا.

نحمده على ما وهب به من أوقات الذّكر بكرة وعشيّا، ونشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له شهادة تنبّه بالعلم بوحدانيّته من كان غبيّا، وتكبت لمقاتل سيوف العلماء من كان غويّا، ونشهد أنّ سيّدنا محمدا عبده ورسوله الّذي كان

ص: 76

عند ربّه رضيّا، وعلى ذبّه عمّا شرع من الدين مرضيّا، صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه صلاة لا يزال فضل قديمها مثل حديثها مرويّا، وسلّم تسليما كثيرا.

وبعد، فلّما كانت رتب العلم هي الّتي يتنافس عليها، ويتطاول إلى التّنقّل إليها، ويختار منها ما كسي بمباشرة المتقدّم ملابس الجلال، وآن له أن ينتقل إليه البدر بعد الهلال، وكانت المدرسة الرّيحانيّة بمحروسة دمشق هي ريحانة المجالس، وروضة العلم الزّاكية المغارس، وبحر الفوائد الّذي يخرج الفرائد، ومسرح العلماء الّذي قد آن أن يظفر به منهم من الألف زائد.

ولمّا توفّي من آلت إليه، وعالت مسألتها إلّا عليه، وكان ممّن قد ولي الأحكام استقلالا، وكان لبصر الدّنيا جلاء وللدّين جلالا، لم تكن إلّا لمن ينسى به ذلك الذّاهب، وينسب إليه علم مذهبه كلّه وإن كان لا يقتصر به على بعض المذاهب، ويعرف من هو وإن لم يصرّح باسمه، ويعرف من «1» هو وإن لم يذكر بعلاء قدره العليّ وعلمه، ولا يمترى «2» أنّه خلف «أبا حنيفة» فيمن خلف، وحصل على مثل ما حصل عليه القاضي «أبو يوسف» «3» وذهب ذلك في السّلف الأوّل مع من سلف، وأعلم بجداله أنّ «محمد بن الحسن» ليس من أقران أبي الحسن، وأنّ «زفر» «4» لم يرزق طيب أنفاسه في براعة اللّسن، وأنّ «الطّحاويّ» «5» ما طحا به «قلب إلى الحسان طروب» و «القاضي

ص: 77

خان» «1» لديه منه الأنبوب، وتلقّب «شمس الأئمة» لما طلع علم أنّه قد حان من شمس النّهار غروب، و «الرّازيّ» لما جاء تيقّن أنّه يروزه «2» عن علم الجيوب، و «المرغينانيّ» مسّ ولم يرغن «3» له في مطلوب، و «الثّلجيّ» «4» ما برّد لطالب غلّه، و «الخبّازيّ» «5» لم يوجد عنده لطعام فضلة، و «الهندوانيّ» «6» ما أجدى في جلاد الجدال ولا هزّ نصله؛ ولم يزل يشار إليه والتّقليد الشريف له بالحكم المطلق بما تضمّنه من محاسن أوصافه شاهد، ودست الحكم على على كيوان شائد، ومدارس العلم تسرّ من حبّه، ما حنيت عليه من محاريبها الأضالع، ومجالس القضاء تظهر بقربه، ما لم يكن تدانى إليه المواضع.

وكان الجناب الكريم، العاليّ، القضائيّ، الأجلّيّ، الإماميّ، الصّدريّ، العالميّ، العامليّ، العلّاميّ، الكامليّ، الفاضليّ، الأوحديّ، المفيديّ، الورعيّ، الحاكميّ، العماديّ، ضياء الإسلام، شرف الأنام، صدر الشّام، أثير الإمام، سيد العلماء والحكّام، رئيس الأصحاب، معزّ السّنة، مؤيّد الملّة،

ص: 78

جلال الأئمّة، حكم الملوك والسلاطين، خالصة أمير المؤمنين، أبو الحسن عليّ بن الطّرسوسيّ الحنفيّ، قاضي القضاة بالشّام- نشر ملاءة مذهبه، وحلّى بجلوسه للحكم طرفي النّهار إضاءة مفضّضه وتوشيع مذهبه، طالما ساس الرّعيّة بحكمه، وساد نظراءه في معرفة العلوم الشّرعيّة بعلمه وحكمه، وسار مثل فضله في الأقطار وضوء الشّمس مرد شعاعه، فطال إلى السّماء وقصر الأفق الممتدّ على طول باعه، وفاض فيض الغمام وما اكتال البحر بكيله ولا صار مثل صاعه، وعرضت عليه هذه المدرسة الّتي لم يكن لغيره أن يحبى ريحانتها، ولا أن تؤدّى إلى يد سواه فيودع أمانتها، فآثرها على أنّه ترك المدرسة المقدّميّة المتقدّم له درسها، المعظّم به في كلّ حين غرسها، ليوسّع بها على الطالب مذهبه، ويفرغ لها ساعة من أوقاته المنتهبة، ويهب [لها]«1» من حقّه الّذي هو في يده ما لو شاء ما وهبه.

فرسم بالأمر الشريف- لا زال يقرّب الآماد، ويرضي القوم وأقضاهم عليّ وأثبتهم طودا العماد- أن يفوّض إليه تدريس المدرسة الرّيحانية المعيّنة أعلاه، على عادة من تقدّمه وقاعدته إلى آخر وقت، بحكم تركه للمقدّمية ليهبّ عليه روحها وتهب له السّعادة ريحها؛ ولها من البشرى بعلمه ما تميس به ريحانة ريحها سرورا، وتميد وقد أكنّت جبلا من العلم وقورا، وتمتدّ وقد نافحت في مسكة اللّيل عبيرا، وفي أقحوانة الصّباح كافورا؛ وما نوصي مثله- أجلّ الله قدره- بوصية إلا وهو يعلمها، ويلقّنها من حفظه ويعلّمها؛ ومن فصل قضائه تؤخذ الآداب، وتنفذ سهام الآراء والآراب. وتقوى الله بها باطنه معمور، وكلّ أحد بها مأمور؛ وما نذكّره بها إلّا على سبيل التّبرّك بذكرها، والتّمسّك بأمرها.

والفقهاء والمتفقّهة هم جنده؛ وبهم يجدّ جدّه، [فليجعلهم له في المشكلات عدّة، وليصرف في]«2» الإحسان إليهم جهده؛ والله تعالى يعينه على ما ولي،

ص: 79