الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأقام بينةً أنه (1) كان مكرهًا، هل تسمع بينته، ويحكم بفساد البيع مع اعترافه بالرضا؟.
الجواب: نعم؛ تسمع بينته، ويحكم بفساد البيع، والحالة هذه (2).
إتيان المنجمين وتصديقهم
7 -
مسألة: هل يجوز الِإتيانُ إِلى المنجمين، وتصديقُهم فيما يقولون أم لا؟ وروى النسائي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"لا تقبل صلاة من أتاهم وصَدَّقهم" هل هذا صحيح، أوضحوا لنا ما جاء فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم، وما قاله العلماء؟.
الجواب: ثبتت أحاديثُ كثيرةٌ بتحريم ذلك، منها: عن صفيةَ بنتِ أبي عبيد، عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال:"مَنْ أتى عَرَّافًا فَسألَهُ عَنْ شَيءٍ فَصدَّقَهُ لَمْ تُقْبَلْ صَلاتُهُ (3) أرْبَعِينَ يَوْمًا". رواه مسلم في صحيحه. وعن قبيصةَ بنِ المخارق، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الْعيَافَةُ، والطيِرَةُ، والطَّرْقُ مِنَ الْجبْتِ". رواه أبو داود بإِسناد حسن؛ قال أبو داود: والعيافة والخط والطَّرْق: الزجر، أي: زجرُ الطير، وهو أن يتيامن، أو يتشاءم بطيرانه، فإن طار إِلى جهة اليمين تيَّمن! وإِن طار إِلى اليسار تشاءم! قال الجوهري: الجبت كلمةٌ تقع على الصنم، والكاهن، والساحر، والمنجم، ونحو ذلك (4).
(1) نسخة "أ": بأنه.
(2)
أقول:
إن قرائن الأحوال، مع ثبوت البينة تقويان جانب دعواه الإكراه؛ ولذلك يحكم ببطلان العقد، ورد المكان إليه. اهـ. محمد.
(3)
نسخة "أ": له صلاة.
(4)
الكاهن: قيل كالساحر. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وفي الحديث: "من أتى كاهنًا أو عرافًا، فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد" والكاهن: من يتعاطى الخبر عن الكائنات في المستقبل، ويَدَّعي معرفة الأسرار.
والعراف: المنجم، وقال الخطابي: هو الذي يتعاطى معرفة مكان المسروق والضالة ونحوهما. اهـ.
والحاصل: أن الكاهن من يدعي معرفة الغيب بأسباب وهي مختلفة، فلذا انقسم إلى أنواع متعددة كالعراف والرَّمال.
والمنجم: وهو الذي يخبر عن المستقبل بطلوع النجم وغروبه.
والذي يضرب بالحصا، والذي يدعي أن له صاحبًا من الجن يخبره عما سيكون، والكل مذموم شرعًا، محكومٌ عليهم وعلى مصدقهم بالكفر.
وفي البزازية:
يكفر بادّعاء علم الغيب وبإتيان الكاهن وتصديقه.
وفي التتار خانية:
يكفر بقوله: أنا أعلم المسروقات، أو أنا أخبر عن إخبار الجن إياي.
وأما ما وقع لبعض الخواص كالأنبياء والأولياء بالوحي أو الإلهام فهو بإعلام الله لهم فليس مما نحن فيه. اهـ. حاشية ابن عابدين 3/ 297.
أقول: إن استخدام الأرواح السفلية، وسلوك طريق علوم العزائم هو أمر عقيم، وطريق خطير، قلما يسلم الإنسان من ضرر وأذى لأن نسبة الصدق والصلاح في الجن قليلةً جدًا
…
والسالك في هذا العلم أحد رجلين:
إما أن يستخدم الأرواح الخبيثة، فهذا مقطوع بحرمته لأنه لا ضرر ولا ضرار في الإسلام.
فكم من زوجين كانا في وفاق ومحبة، فعن طريق هذه الأرواح الخبيثة حصل الفراق.
وكم من أخوين حميمين بينهما صلات واشجة، فعن طريقهم وقع تباغض وشقاق.
وكم من بيوت خربت، وأرحام قطعت، كان السبب في ذلك هذه الأرواح.
وإما أن يستخدم الأرواح الطيبة وقليل ما هم؛ ولكنه طريق شاق وخطير يطول علينا بيان أضراره.
إلا أنه ينبغي علينا أن نفزع إلى الله عند الملمات والشدائد، متحصنين بحوله وقوته، =
وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ اقْتَبَسَ عِلْمًا مِنَ النُجُومِ اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنَ السحْر، زَادَ مَا زَاد". رواه أبو داود بإِسناد صحيح.
وعن معاويةَ بن الحكم رضي الله عنه قال: قُلْتُ يا رسول الله إِني حَديثُ عَهْدٍ بجاهِليَّة، وقَدْ جَاءَ اللهُ بالإِسلامِ، وَإِنَّ منَّا رِجالًا يأتُونَ الْكُهَّان؛ قَالَ: فَلا تَأتِهمْ؛ قًلْتُ: وَمنَّا رِجَالُ يَتَطَيَّرُونَ؛ قالَ: ذاكَ شيء يَجِدُونَه في صُدُورِهم فَلا تُصَدقْهُمْ". رواه مسلم.
وعن أبي مسعود البدريّ، أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم نهى عن ثمن الكلب، ومهر البغي (1)، وحلوان الكاهن. رواه البخاري ومسلم.
= ملتزمين قراءة ما ورد عن الشارع صلوات الله وسلامه عليه، مكثرين من قراءة المعوذات والإخلاص وآية الكرسي، معتقدين بأن الخير لا ينال إلا عن طريق المولى جل وعلا. وأن الشر لا يدفعه إلا الله سبحانه وتعالى.
فهذه نصيحة أقدمها لأبنائنا وأحبابنا ولكل من أراد أن يسلك هذا الطريق المخيف ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. اهـ. محمد.
(1)
وفيه: امرأة بغيٌ دخلت الجنة في كلب، أي: فاجرة. وجمعها: البغايا.
ويقال: للأمة بغيُّ. ويقال: بغت المرأة تبغي بِغاءَ بالكسر؛ إذا زنت فهي بغي.
جعلوا البِغَاء على زنة العيوب كالحزن، والشراد؛ لأن الزنا عيب. اهـ. نهاية.
كان لابن أبيّ ست جَوارٍ يُكرههن على البغاء، وضرب عليهن الضرائب، فنزل قوله تعالى على النبي صلى الله عليه وسلم مبينًا قباحة العمل:{وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ} . سورة النور: الآية 33.
أقول:
كان الناس في زمن الجاهلية، في ظلمة ظلماء، وليل حالك: حرماتٌ تنتهك، وأعراضٌ رخيصة، ومواردُ أموالٍ لا يُقرها عقل، ولا دين؛ فجاء الإسلام، فأزال بنوره تلك الظلماتِ، ومحا بهديه ذاك الليل البهيم، وبَيَّن للناس ما يحل وما لا يحل، فيما يعود بالفائدة، على البشرية حتى عاش الناس جميعًا في أمن وأمان على الدين والعرض: كلٌ يعرف ما له وما عليه. اهـ. محمد.