الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
القسم الثالث
زيادة بعض الراويات
في الفرش
على ما في التيسير
ومن ذلك:
قوله تعالى في سورة الأنعام آية: 90 {فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ} (1)
ذكر الشاطبي - رحمه الله تعالى -: أن ابن ذكوان قرأ بخلف عنه بمد الهاء من (اقتده) والوجه الثاني عنه تحريك الهاء من غير صلة في حال الوصل.
قال:
وسكن شفاء واقتده حذف هائه
…
شفاء وبالتحريك بالكسر كفلا (2)
ومد بخلف ماج. . . . . .
…
. . . . . . . . . .
قال أبو شامة رحمه الله:
ماج: أي اضطراب، وهو صفة الخلف، وهو من زيادات هذه القصيدة، فلم يذكر صاحب التيسير فيه عن ابن ذكوان غير المد (3).
قال القاضي رحمه الله:
وقرأ ابن ذكوان بخلف عنه بمد الهاء، أي إشباع حركتها متى يتولد منها ياء فتكون قراءة هشام بتحريك الهاء بالكسر من غير إشباع ولا صلة، وهو الوجه الثاني لابن ذكوان.
وفي قول الناظم: " ماج " إشارة إلى ضعف الخلاف واضطرابه عن ابن ذكوان إذ ليس له من طريق النظم إلا إشباع الهاء (4).
(1) سورة الأنعام الآية 90
(2)
حرز الأماني: 52.
(3)
إبراز المعاني لأبي شامة: 451.
(4)
الوافي: 262.
تنبيه:
القراء جميعا إذا وقفوا على هذه الهاء من (اقتده) يقفون عليها بالإسكان.
لفظ (رأى) الفعل الماضي (رأى)، من حيث الحرف الذي بعده قسمان:
القسم الأول: أن يكون الحرف الذي بعده متحركا نحو: {رَأَى كَوْكَبًا} (1)، {رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا} (2).
القسم الثاني: أن يكون الحرف الذي بعده ساكنا نحو: {رَأَى الْقَمَرَ} (3).
ذكر الشاطبي - رحمه الله تعالى -: أنه اختلف عن السوسي في إمالة الراء من القسم الأول.
قال:
وفي همزه حسن وفي الراء
…
يجتلى بخلف. . . (4)
قال القاضي رحمه الله:
وقوله وفي الراء يجتلى بخلف: معناه أنه اختلف عن السوسي في إمالة الراء فروي عنه فيها الفتح والإمالة.
ولكن المحققين على أن إمالة الراء للسوسي لم تصح من طريق النظم وأصله؛ فيجب الاقتصار له على إمالة الهمزة كالدوري عن أبي عمرو (5).
وذكر الشاطبي أيضا أنه اختلف عن السوسي في إمالة الراء والهمز من القسم الثاني، واختلف عن شعبة في إمالة الهمزة منه.
قال:
وقبل السكون الرا أمل في صفايد
…
بخلف وقل في الهمز خلف يقي صلا (6)
(1) سورة الأنعام الآية 76
(2)
سورة الأنبياء الآية 36
(3)
سورة الأنعام الآية 77
(4)
حرز الأماني: 51.
(5)
الوافي: 260.
(6)
حرز الأماني: 52.
قال القاضي رحمه الله:
الذي عليه المحققون من أهل الأداء ولا يصح الأخذ بخلافه أن السوسي ليس له إمالة في هذا القسم لا في الراء ولا في الهمزة أن شعبة ليس له إمالة إلا في الراء كحمزة، ولا إمالة له في الهمز (1).
قوله تعالى في سورة الأعراف آية 69 {وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً} (2)
ذكر الشاطبي - رحمه الله تعالى - أن ابن ذكوان ورد عنه الخلاف في لفظ (بصطة) فروى عنه الصاد (بصطة) والسين (بسطة).
قال:
وفي الخلق بصطة
…
وقل فيهما الوجهان قولا موصلا (3)
قال القاضي:
إلا أن المحققين نبهوا على أن ابن ذكوان ليس له في موضع الأعراف إلا الصاد، وأما السين فليست من طريق الناظم فلا يقرأ له بها في هذا الموضع (4).
قوله تعالى في سورة يوسف آية: 23 {وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ} (5)
ذكر الشاطبي رحمه الله الخلف عن هشام في ضم التاء من (هيت).
قال:
وضم التا لوا خلفه دلا (6)
قال القاضي رحمه الله في كتابه البدور:
وقرأ هشام بكسر الهاء وهمزة ساكنة بعدها مع فتح التاء، وذكر الشاطبي الخلاف له في ضم التاء خروج عن طرقه فلا يقرأ له من طرق الحرز والتيسير إلا بفتح التاء (7).
(1) الوافي: 261.
(2)
سورة الأعراف الآية 69
(3)
حرز الأماني: 41.
(4)
الوافي شرح الشاطبية: 220.
(5)
سورة يوسف الآية 23
(6)
حرز الأماني: 61.
(7)
البدور الزاهرة: 161.
قوله تعالى أول سورة مريم آية: 1 {كَهَيعصَ} (1)
ذكر الشاطبي رحمه الله الخلف عن السوسي في إمالة (يا) من فاتحة مريم.
وقال:
وكم صحبة يا كاف والخلف ياسر (2)
قال القاضي رحمه الله:
ما ذكره الناظم من إمالة السوسي (يا) أول مريم بخلف عنه في قوله: والخلف ياسر، فخروج عن طريقه فلا يقرأ له إلا بالفتح (3).
وذكر الشاطبي أيضا أن نافعا من روايتي قالون وورش أمال الهاء والياء من فاتحة سورة مريم.
قال رحمه الله:
ونافع لدى مريم ها يا (4)
قال القاضي رحمه الله:
وقوله: ونافع لدى مريم ها يا معناه أن نافعا من روايتي قالون وورش عنه يقلل الألف من هاء وياء أول مريم، هذا صريح كلامه، ولكن المحققين على أن تقليل قالون من ها - ويا - أول مريم ليس من طرق الناظم؛ فلا يقرأ له من طرقه إلا بالفتح (5) قوله تعالى في سورة الأحقاف آية: 12: {لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا} (6)
ذكر الشاطبي رحمه الله أن البزي عن ابن كثير ورد عنه الخلاف في " لينذر " فورد عنه بالياء وبالتاء.
قال:
لينذر دم غصنا والأحقاف هم بها
…
بخلف هدى. . . . . (7)
(1) سورة مريم الآية 1
(2)
حرز الأماني: 58.
(3)
الوافي شرح الشاطبية: 285.
(4)
حرز الأماني: 59.
(5)
الوافي: 285
(6)
سورة الأحقاف الآية 12
(7)
حرز الأماني: 79.
قال القاضي رحمه الله:
وما ذكره الشاطبي من الخلاف للبزي فخروج عن طريقه؛ فلا يقرأ له إلا بتاء الخطاب كما ذكر (1).
قوله تعالى في سورة محمد صلى الله عليه وسلم آية: 16: {مَاذَا قَالَ آنِفًا} (2)
ذكر الشاطبي رحمه الله أن البزي ورد عنه بالخلف قصر الهمزة من (آنفا).
قال:
وفي آنفا خلف هدى (3)
قال القاضي رحمه الله:
آنفا: اتفقوا على قراءته بمد الهمزة أي بألف بعدها من طرق الشاطبية والتيسير والتحبير.
وما ذكره الشاطبي من جواز القصر للبزي فخروج منه عن طريقه؛ فلا يقرأ له من طريق الشاطبية والتيسير إلا بالمد كالجماعة (4).
هذا ما تيسر لي من ذكر بعض الزيادات التي زادها الحرز على أصله التيسير.
(1) البدور الزاهرة: 295.
(2)
سورة محمد الآية 16
(3)
حرز الأماني: 83.
(4)
البدور الزاهرة: 297.