الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الطريق الوسط
في بيان عدد يوم الجمعة المشترط
تأليف
الشيخ / سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب
تحقيق
الشيخ / الوليد بن عبد الرحمن بن محمد آل فريان
مدخل
هذه الرسالة لون من ألوان التأليف الذي اهتم به أئمة الدعوة السلفية في نجد، من عهد رائدها العلامة الكبير الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله تعالى - إلى وقتنا الحاضر.
فلم تكن جهودهم مقتصرة على جانب من العقيدة فحسب، بل تناولت اهتماماتهم بما يتعلق بالجانب الفقهي أيضا، وإن كان حظ العقيدة من التأليف أوفر وأعظم؛ لضرورته التي تفوق كل ضرورة. إذ بدون العقيدة الخالصة من أكدار البدعة وشوائب الخرافة لا يمكن أن يتحقق للإنسان عمل صالح، مهما بلغ في نظره ما يتوخى من صحة وإتقان، قال تعالى:{فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ} (1){أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} (2)، وقال:{وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} (3).
(1) سورة الزمر الآية 2
(2)
سورة الزمر الآية 3
(3)
سورة البينة الآية 5
ويأتي الفقه الأصغر محققا للمسلم ما يتعلق بالشرط الثاني من شروط صحة العبادة، وهو تجريد المتابعة والتأسي بالمصطفى صلى الله عليه وسلم، والحذر الشديد من الانزلاق في حمئة البدعة، ورذائل الخرص والتخليط والافتيات على الله تعالى في أحكامه المنزلة وشريعته التامة، قال تعالى {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} (1)، وقال:{مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} (2)، وقال:{وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} (3).
وقال صلى الله عليه وسلم: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد (4)» ، وفي رواية «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد (5)» ، وقال:«إنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة (6)» وحيث يتحقق هذان الشرطان الحيويان اللذان هما الإخلاص والمتابعة فإن العمل لا بد أن يكون صالحا، جديرا بالاحترام وحريا بالقبول. قال تعالى:{فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} (7)، وقال:{إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} (8).
(1) سورة آل عمران الآية 31
(2)
سورة النساء الآية 80
(3)
سورة الحشر الآية 7
(4)
أخرجه البخاري في الصحيح رقم 2697، ومسلم في الصحيح رقم 1718 وأبو داود في السنن رقم 4606، وابن ماجه في السنن رقم 12، وأحمد في المسند 6/ 240، 270 من حديث عائشة.
(5)
أخرجه مسلم في الصحيح رقم 1718 وأحمد في المسند 1/ 146، 180، 256 في حديث عائشة.
(6)
أخرجه أبو داود في السنن رقم 07/ 46، والترمذي في الجامع رقم 2676، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وابن ماجه في السنن رقم 42، وأحمد في المسند 4/ 126، وانظر بقية التخريج في كتاب الانتصار 88.
(7)
سورة الكهف الآية 110
(8)
سورة فاطر الآية 10