الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فتنة عظيمة في الأمة كان لزاما على أهل العلم أن يبينوا الحق ويدلوا الناس على صراط الله المستقيم، وهذا ما انعقد عليه عزمنا في هذه الرسالة المختصرة، سائلين الله العون والتوفيق فنعرض باختصار للأسباب الحاملة على تقحم بعض الشباب لهذه البلايا، ثم نبين أسباب حصول المصائب والفتن في المجتمعات، ثم نبين وسطية أهل السنة والجماعة بعرض بعض صورها وبيان استمدادها وكيفية تطبيقها والتحذير من الانحراف عنها.
فأما الأسباب التي حملت بعض من زلت بهم القدم إلى الخروج عن الجادة وسفك دماء المعصومين والاعتداء على أموالهم وترويع الآمنين، سنذكر جملة منها، نصيحة لله ولرسوله وللأئمة المسلمين وعامتهم، وحتى يكون المسلم على بصيرة فيما يأتي ويذر.
فمن ذلك:
الجهل
، فإن الجهل داء قاتل يردي صاحبه، وأعظم أنواعه: الجهل المركب فيسير المرء في حياته على جهل وهو لا يعلم أنه جاهل بل يظن نفسه على الحق والهدى، يقول الله تعالى:{قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا} (1){الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} (2) وهذه الآية والتي كانت في اليهود والنصارى فهي عامة بلفظها، كل من عمل عملا يظنه حسنا
(1) سورة الكهف الآية 103
(2)
سورة الكهف الآية 104