الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثاني: خصاله وأمثلته:
للنفاق خصال كثيرة، أهمها:
1 -
أن يكذب في كلامه متعمدا، ومن يسمع كلامه مصدق له.
2 -
أن يعد وفي نيته وقت الوعد أن لا يفي بما وعد به ثم لا يفي فعلا بهذا الوعد.
3 -
أن يخاصم غيره، ويفجر في خصومته، بأن يعدل عن الحق إلى الباطل متعمدا، فيدعي ويحتج بالباطل والكذب، ليأخذ ما لا
يجوز له أخذه.
4 -
أن يعاهد غيره بعهد، وفي نيته وقت العهد أن لا يفي به، ثم لا يفي فعلا بهذا العهد.
والدليل على كون هذه الخصال الأربع من النفاق الأصغر: ما رواه البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أربع من كن فيه كان منافقا خالصا (1) وإن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق
(1) صحيح البخاري (34)، وصحيح مسلم (58).
حتى يدعها: إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر».
5 -
الخيانة في الأمانة، وذلك بأن يأخذ الأمانات من الآخرين وفي نيته وقت أخذها أن يجحدها، ثم لا يؤديها إليهم، فقد روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي قال:«آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان (1)»
(1) صحيح البخاري (33)، وصحيح مسلم (59)، وفي رواية لمسلم:((من علامات المنافق ثلاث.)) وفي رواية أخرى له: ((آية المنافق ثلاث، وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم)).
- 6 - الرياء في الأعمال الصالحة فقد ثبت عن النبي صلى
الله عليه وسلم أنه قال: «أكثر منافقي أمتي قراؤها (1)» والمراد بنفاق القراء: الرياء.
7 -
الإعراض عن الجهاد (2)، فقد روى مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:«من مات ولم يغز ولم يحدث به نفسه مات على شعبة من نفاق (3)» .
8 -
إظهار مودة الغير، والتقرب إليه بما يجب، مع إضمار بغضه، أو التكلم فيه في غيبته بما لا يرضيه (4) فقد روى البخاري
(1) رواه الإمام أحمد 2/ 175، والفريابي (36) من حديث عبد الله بن عمرو بإسناد حسن، ورواه أيضا أحمد 4/ 151 - 154، والفريابي (33) من حديث عقبة بن عامر بإسناد حسن. وللحديثين طرق أخرى وشواهد تنظر في فيض القدير 2/ 81، والسلسلة الصحيحة (750).
(2)
ينظر شرح النووي لصحيح مسلم: الإمارة 13/ 56، مجموع الفتاوى 28/ 436.
(3)
صحيح مسلم: الإمارة (1910).
(4)
النواقض الاعتقادية 2/ 157.
عن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر، قال: قال أناس لابن عمر: إنا ندخل على سلطاننا، فنقول لهم بخلاف ما نتكلم إذا خرجنا من عندهم، قال: كنا نعد هذا نفاقا
9 -
بغض الأنصار رضي الله عنهم، فقد روى البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «آية المنافق بغض الأنصار، وآية المؤمن حب الأنصار (1)» .
10 -
بغض الخليفة الراشد علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقد روى مسلم في صحيحه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه «لعهد النبي الأمي صلى الله عليه وسلم إلي: أن لا يحبني إلا مؤمن، ولا يبغضني إلا منافق (2)» .
وهناك أمثلة أخرى كثيرة لهذا النفاق وبالجملة، فإن من
(1) صحيح البخاري (17)، وصحيح مسلم (74). وله شاهد من حديث البراء بن عازب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الأنصار:((لا يحبهم إلا مؤمن، ولا يبغضهم إلا منافق)) رواه البخاري (3783)، ومسلم (75). قال الحافظ ابن رجب في فتح الباري (1/ 59):((محبة أولياء الله عموما من الإيمان، وهي من أعلى مراتبه، وبغضهم محرم، فهو من خصال النفاق؛ لأنه مما لا يتظاهر به غالبا، ومن تظاهر به فقد تظاهر بنفاقه، فهو شر ممن كتمه وأخفاه)).
(2)
صحيح مسلم (78). قال الحافظ ابن حجر في الفتح: الإيمان باب علامة الإيمان حب الأنصار 1/ 63 بعد ذكره لهذا الحديث: ((وهذا جار باطراد في أعيان الصحابة، لتحقق مشترك الإكرام، لما لهم من حسن الغناء في الدين)).
اجتمعت فيه أكثر خصال هذا النفاق، واستمر عليها فهو على خطر عظيم، ويخشى أن يقع في النفاق الأكبر (1) ولذلك خاف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كعمر رضي الله عنه وحنظلة (2)
(1) ينظر: ما سبق قريبا عند شرح لفظه: ((كان منافقا خالصا)) في حديث عبد الله بن عمرو.
(2)
صحيح مسلم: التوبة (هـ 2750).
وغيرهم وخاف السلف الصالح على أنفسهم من الوقوع في النفاق الأصغر.
صفحة فارغة
أكثر ما قيل في التعزير بالجلد
والسجن وبدائل السجن
لمعالي الدكتور عبد الله بن محمد المطلق
والشيخ / خالد بن علي العرفج
إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد، فهذا بحث موجز في:(أكثر ما قيل في عقوبة التعزير بالجلد والسجن وما يقترح من البدائل لعقوبة السجن) اجتهدنا في جمع أقوال الفقهاء فيه وأدلتهم وما يرد عليها من مناقشات.
وقد تحدثنا فيه عن أكثر ما ذكره الفقهاء في العقوبة التعزيرية بالجلد، وما ذكروه عن أكثر مدة السجن، وما ورد عنهم من
العقوبات التعزيرية التي تصلح بديلا لعقوبة السجن، كالتعزير بالإقامة الجبرية، والتعزير بالحرمان من الحقوق، والتعزير بالمال.
ونسأل الله تعالى أن ينفع به، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
أكثر ما ورد في التعزير بالجلد والسجن
تعريف مفردات العنوان:
أولا: التعزير لغة: مصدر عزر بتشديد الزاي وهو من أسماء الأضداد حيث يطلق على التأديب والمنع.
ومنه قول الشاعر:
وليس بتعزير الأمير خزاية
…
علي إذا ما كنت غير مريب
كما يطلق على النصرة والتعظيم (1) ومن ذلك قول الله تعالى: {وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ} (2)
وهو في الاصطلاح: العقوبة المشروعة على جناية لا حد فيها (3).
(1) معجم مقاييس اللغة 4/ 311، لسان العرب مادة ((عزر)) 4/ 561.
(2)
سورة الفتح الآية 9
(3)
المغني 12/ 523.