الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وإلى الله مقربا، وحقيقة عمله أنه سيء وهو فيه لله مسخط والعياذ بالله وهذا من الجهل بدين الله، ومن ذلك قول الله تعالى:{أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا} (1)
وقد قيل:
ما يبلغ الناس من جاهل
…
ما يبلغ الجاهل من نفسه
(1) سورة فاطر الآية 8
ومن الأسباب:
البغي:
فقد يكون المرء عنده علم من الكتاب والسنة، لكنه يبغي ويظلم، يقول الله تعالى عمن هذه حاله:{كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} (1) ويقول الله سبحانه: {وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ فَمَا اخْتَلَفُوا حَتَّى جَاءَهُمُ الْعِلْمُ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} (2)
قال ابن جرير: حدتني يونس قال: أخبرنا ابن وهب، قال:
(1) سورة البقرة الآية 213
(2)
سورة يونس الآية 93
قال ابن زيد: {فَمَا اخْتَلَفُوا حَتَّى جَاءَهُمُ الْعِلْمُ} (1) قال: (العلم كتاب الله الذي أنزله وأمره الذي أمرهم به، وهل اختلفوا حتى جاءهم العلم بغيا بينهم، أهل الأهواء هل اقتتلوا إلا على البغي؟ قال: والبغي وجهان: وجه النفاسة في الدنيا ومن اقتتل عليها من أهلها، وبغي في العلم يرى هذا جاهلا مخطئا ويرى نفسه مصيبا عالما فيبغي بإصابته وعلمه على هذا المخطئ) اهـ (2).
فالبغي في العلم وبالعلم كلاهما من الظلم وهما من أسباب الافتتان والاعتداد بالرأي.
يقول شيخ الإسلام رحمه الله: (وأخبر أنهم ما تفرقوا إلا بغيا، والبغي مجاوزة الحد، كما قال ابن عمر: الكبر والحسد، وهذا بخلاف التفرق عن اجتهاد ليس فيه علم ولا قصد به البغي كتنازع العلماء السائغ، والبغي إما تضييع للحق وإما تعد للحد، فهو إما ترك واجب وإما فعل محرم فعلم أن موجب التفرق هو ذلك)(3).
وقال في موضع آخر: (إذ أصل السنة مبناها على الاقتصاد والاعتدال دون البغي والاعتداء)(4).
(1) سورة يونس الآية 93
(2)
جامع البيان في تأويل القرآن، للطبري [سورة يونس، آية رقم 293].
(3)
مجموع فتاوى ابن تيمية (1/ 14).
(4)
مجموع فتاوى ابن تيمية (4/ 170).