الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سجوده أو لا يقدر على السجود على شيء من الأعضاء السبعة لا تصح إمامته إلا بمثله، إلا إمام الحي المرجو زوال علته.
وحيث لا ضرورة هناك تدعو لبقائك إماما فقد رأينا إعفاءك من إمامة المسجد. فاعتمدوا ذلك والسلام.
هل تصح
إمامة من ينطق بالضاد ظاء
من محمد بن إبراهيم إلى الأستاذ إ. ب. المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقد وصل إلينا كتابك الذي ذكرت من أن جماعة من الأعاجم غيروا حرفا من القرآن الكريم بحرف آخر. فينطقون بحرف الضاد ظاء مشالة، وتستفتي: هل تصح قراءتهم أم لا؟
الجواب: الحمد لله، لقد امتن الله على عباده بتعليم البيان. وأنزل كتابه بلسان عربي مبين، فيتعين على من قرأه أن يقيم حروفه ما استطاع، مراعيا بذلك قواعد التجويد التي قررها العلماء رحمهم الله، ولا يجوز أن يبدل حرفا بحرف أو يدغم حرفا بحرف غير ما ورد إدغامه.
أما هؤلاء الأعاجم الذين ذكرتم، فإن كانوا لا يستطيعون النطق ببعض الحروف؛ لأن ألسنتهم لا تساعدهم على النطق بها لعجمتهم
فهم معذورون؛ لقوله تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} (1) مع أن العلماء رحمهم الله سهلوا في أمر إبدال الضاد ظاء لا سيما من يعجزه النطق بالضاد. قال في (الإقناع وشرحه): وحكم من أبدل منها - أي الفاتحة - حرفا بحرف لا يبدل كالألثغ الذي يجعل الراء غينا ونحوه حكم من لحن فيها لحنا يحيل المعنى. فلا يصح أن يؤم من لا يبدله لما تقدم. إلا ضاد (المغضوب) و (الضالين) إذا أبدلها بظاء فتصح إمامته بمن لا يبدلها ظاء؛ لأنه لا يصير أميا بهذا الإبدال، وظاهره ولو علم الفرق بينهما لفظا ومعنى، كما تصح إمامته بمثله؛ لأن كلا منهما - أي الضاد والظاء - من طرف اللسان ومن الأسنان، وكذلك مخرج الصوت واحد، قاله الشيخ في شرح العمدة. وإن قدر على إصلاح ذلك أي ما تقدم من إدغام حرف في آخر لا يدغم فيه، أو إبدال حرف بحرف غير ضاد المغضوب والضالين بظاء، أو على إصلاح اللحن المحيل للمعنى لم تصح صلاته ما لم يصلحه؛ لأنه أخرجه عن كونه قرآنا.
والله أعلم. وصلى الله على محمد وآله وصحبه.
(1) سورة البقرة الآية 286