الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المناقشة:
أجاب أصحاب القول الأول على هذا الحديث بأنه حديث ضعيف ضعفه ابن عبد الهادي الحنبلي وقال: (لا يثبت ولا يعرف له إسناد موصول صحيح، ولكن رواه أبو داود مرسلا، والحديث رواه البيهقي مرسلا أيضا، وقال: (والمحفوظ أن هذا الحديث مرسل وعلى هذا فلا يمكن أن يحتج به).
فالغاية من سجن المعزر تأديبه وإصلاحه، وصلاحه لا يعرف إلا بظهور علامات التوبة عليه، وظهور هذه العلامات لا يقدر بمدة ولا يمكن ذلك، فقد يتوب الجاني في مدة وجيزة وقد لا يتوب مدى الحياة .. فالمدار في ذلك توبة الجاني طالت المدة أم قصرت .. والله أعلم.
بدائل السجن
ظهر في هذا العصر مشكلة كبيرة أقلقت كثيرا من المسئولين المصلحين في الدولة، وهي كثرة السجناء حتى امتلأت بهم عنابر السجون، وأصبحوا يعدون بالآلاف، وترتب على ذلك مفاسد عظيمة تأثرت بها كثير من الأسر والمجتمعات؛ مما جعل التفكير في بدائل عقوبة السجن أمرا محتما، وكان من أهم أسباب ذلك ما يأتي:
أولا: الآثار السيئة لعقوبة السجن:
فإن المتأمل في عقوبة السجن يجد أن لها سلبيات كثيرة قد
تفوق في أحيان كثيرة الإيجابيات التي شرعت من أجلها هذه العقوبة ومن أبرز هذه السلبيات:
1 -
ضياع أسرة السجين:
حيث يغيب عنهم ولي أمرهم الذي يتكفل بحفظهم والإنفاق عليهم والدفاع عنهم؛ وذلك يعرضهم للفساد ويفتح لهم أبواب الانفلات، حيث غاب الرقيب واشتدت الحاجة، وفي هذا العصر الذي يعظم واجب التربية وتشتد مسئولياته على الوالدين يظهر أثر ذلك واضحا في العيان.
2 -
قتل الشعور بالمسئولية:
فإن كثيرا من السجناء يتبلد إحساسهم بطول مكثهم ويألفون السجن ومن فيه من الرفقة السيئة، ويجدون فيه مأوى ضمنت فيه الأسباب الضرورية للحياة من المطعم والملبس والعلاج، فتألف أنفسهم الكسولة ذلك ويزيدهم قناعة به ما يعرفون من قلة الفرص المتاحة لهم في العمل خارج السجن.
3 -
تعلم الجرائم:
فإن السجن يضم مجرمين محترفين، كما يضم فئات كثيرة من البسطاء والمغفلين ممن عثرت بهم الأرجل واستزلهم الشيطان، فيتعلم هؤلاء من أولئك ويشرحون لهم عن وسائل كثيرة من الإجرام يقضون