المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تعليق على الألواح التي ذكرت في الآية [145] من السلسلة - التفسير الحديث - جـ ٢

[محمد عزة دروزة]

فهرس الكتاب

- ‌‌‌سورة العاديات

- ‌سورة العاديات

- ‌‌‌[سورة العاديات (100) : الآيات 1 الى 11]

- ‌[سورة العاديات (100) : الآيات 1 الى 11]

- ‌‌‌مغزى القسم القرآني بالخيل

- ‌مغزى القسم القرآني بالخيل

- ‌‌‌تعليق على رواية مدنية السورة

- ‌تعليق على رواية مدنية السورة

- ‌‌‌سورة الكوثر

- ‌سورة الكوثر

- ‌‌‌[سورة الكوثر (108) : الآيات 1 الى 3]

- ‌[سورة الكوثر (108) : الآيات 1 الى 3]

- ‌‌‌سورة التكاثر

- ‌سورة التكاثر

- ‌‌‌[سورة التكاثر (102) : الآيات 1 الى 8]

- ‌[سورة التكاثر (102) : الآيات 1 الى 8]

- ‌‌‌سورة الماعون

- ‌سورة الماعون

- ‌‌‌[سورة الماعون (107) : الآيات 1 الى 7]

- ‌[سورة الماعون (107) : الآيات 1 الى 7]

- ‌‌‌مدى وتلقينات آيات السورة

- ‌مدى وتلقينات آيات السورة

- ‌‌‌سورة الكافرون

- ‌سورة الكافرون

- ‌‌‌[سورة الكافرون (109) : الآيات 1 الى 6]

- ‌[سورة الكافرون (109) : الآيات 1 الى 6]

- ‌‌‌مبدأ حرية التدين في النظام الإسلامي

- ‌مبدأ حرية التدين في النظام الإسلامي

- ‌‌‌سورة الفيل

- ‌سورة الفيل

- ‌‌‌[سورة الفيل (105) : الآيات 1 الى 5]

- ‌[سورة الفيل (105) : الآيات 1 الى 5]

- ‌‌‌سورة الفلق

- ‌سورة الفلق

- ‌‌‌[سورة الفلق (113) : الآيات 1 الى 5]

- ‌[سورة الفلق (113) : الآيات 1 الى 5]

- ‌‌‌طائفة من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية في الاستعاذة وأهدافها وتلقيناتها

- ‌طائفة من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية في الاستعاذة وأهدافها وتلقيناتها

- ‌‌‌تعليق على ما روي في صدد نزول السورة ومدنيتها وسحر النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌تعليق على ما روي في صدد نزول السورة ومدنيتها وسحر النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌‌‌سورة الناس

- ‌سورة الناس

- ‌‌‌[سورة الناس (114) : الآيات 1 الى 6]

- ‌[سورة الناس (114) : الآيات 1 الى 6]

- ‌‌‌تعليق على موضوع الجن

- ‌تعليق على موضوع الجن

- ‌‌‌سورة الإخلاص

- ‌سورة الإخلاص

- ‌‌‌[سورة الإخلاص (112) : الآيات 1 الى 4]

- ‌[سورة الإخلاص (112) : الآيات 1 الى 4]

- ‌‌‌تعليق على مدى تقرير وحدة الله في سورة الإخلاص

- ‌تعليق على مدى تقرير وحدة الله في سورة الإخلاص

- ‌‌‌سورة النجم

- ‌سورة النجم

- ‌‌‌[سورة النجم (53) : الآيات 1 الى 12]

- ‌[سورة النجم (53) : الآيات 1 الى 12]

- ‌‌‌تعليق على مدى متناول آيات: وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى. إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى والعصمة النبوية

- ‌تعليق على مدى متناول آيات: وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى. إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى والعصمة النبوية

- ‌‌‌[سورة النجم (53) : الآيات 13 الى 18]

- ‌[سورة النجم (53) : الآيات 13 الى 18]

- ‌‌‌تعليق على حادث الإسراء والمعراج وما ورد في ذلك من أحاديث

- ‌تعليق على حادث الإسراء والمعراج وما ورد في ذلك من أحاديث

- ‌‌‌تعليق على ما ورد في كتب التفسير في سياق بعض هذه الآيات من مسألة رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه عز وجل

- ‌تعليق على ما ورد في كتب التفسير في سياق بعض هذه الآيات من مسألة رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه عز وجل

- ‌‌‌شرح عقائد العرب في اللات والعزى ومناة والملائكة وتعليقات في صدد ذلك

- ‌شرح عقائد العرب في اللات والعزى ومناة والملائكة وتعليقات في صدد ذلك

- ‌‌‌تعليق على اجتناب كبائر الإثم والفواحش إلّا اللمم

- ‌تعليق على اجتناب كبائر الإثم والفواحش إلّا اللمم

- ‌‌‌تعليق على مبدأ

- ‌تعليق على مبدأ

- ‌‌‌سورة عبس

- ‌سورة عبس

- ‌‌‌[سورة عبس (80) : الآيات 1 الى 12]

- ‌[سورة عبس (80) : الآيات 1 الى 12]

- ‌‌‌مدى العتاب الرباني للنبي صلى الله عليه وسلم وما في آيات سورة عبس الأولى من تلقين ومبادئ

- ‌مدى العتاب الرباني للنبي صلى الله عليه وسلم وما في آيات سورة عبس الأولى من تلقين ومبادئ

- ‌‌‌[سورة عبس (80) : الآيات 13 الى 16]

- ‌[سورة عبس (80) : الآيات 13 الى 16]

- ‌‌‌[سورة عبس (80) : الآيات 17 الى 23]

- ‌[سورة عبس (80) : الآيات 17 الى 23]

- ‌‌‌[سورة عبس (80) : الآيات 24 الى 32]

- ‌[سورة عبس (80) : الآيات 24 الى 32]

- ‌‌‌[سورة عبس (80) : الآيات 33 الى 42]

- ‌[سورة عبس (80) : الآيات 33 الى 42]

- ‌‌‌سورة القدر

- ‌سورة القدر

- ‌‌‌[سورة القدر (97) : الآيات 1 الى 5]

- ‌[سورة القدر (97) : الآيات 1 الى 5]

- ‌‌‌تعليقات على ما روي في صدد نزول السورة ومدى جملة خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ وصلتها بدولة بني أمية

- ‌تعليقات على ما روي في صدد نزول السورة ومدى جملة خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ وصلتها بدولة بني أمية

- ‌‌‌تعليق على روايات نزول القرآن جملة واحدة

- ‌تعليق على روايات نزول القرآن جملة واحدة

- ‌‌‌تعليق على ليلة القدر

- ‌تعليق على ليلة القدر

- ‌‌‌تعليق على كلمة الروح

- ‌تعليق على كلمة الروح

- ‌‌‌سورة الشمس

- ‌سورة الشمس

- ‌‌‌[سورة الشمس (91) : الآيات 1 الى 15]

- ‌[سورة الشمس (91) : الآيات 1 الى 15]

- ‌‌‌تعليق على جملة وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها

- ‌تعليق على جملة وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها

- ‌‌‌تعليق على جملة فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها وحديث نبوي ورد في تفسيرها

- ‌تعليق على جملة فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها وحديث نبوي ورد في تفسيرها

- ‌‌‌تعليق على ناقة ثمود

- ‌تعليق على ناقة ثمود

- ‌‌‌سورة البروج

- ‌سورة البروج

- ‌‌‌[سورة البروج (85) : الآيات 1 الى 9]

- ‌[سورة البروج (85) : الآيات 1 الى 9]

- ‌‌‌تعليق على ذكر البروج

- ‌تعليق على ذكر البروج

- ‌‌‌[سورة البروج (85) : الآيات 10 الى 16]

- ‌[سورة البروج (85) : الآيات 10 الى 16]

- ‌‌‌تعليق على محنة فتنة المؤمنين الأولين

- ‌تعليق على محنة فتنة المؤمنين الأولين

- ‌‌‌تعليق على موقف المرأة المسلمة في هذه المحنة

- ‌تعليق على موقف المرأة المسلمة في هذه المحنة

- ‌‌‌تعليق على موضوع التوبة

- ‌تعليق على موضوع التوبة

- ‌‌‌[سورة البروج (85) : الآيات 17 الى 22]

- ‌[سورة البروج (85) : الآيات 17 الى 22]

- ‌‌‌تعليق على جملة فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ

- ‌تعليق على جملة فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ

- ‌‌‌سورة التين

- ‌سورة التين

- ‌‌‌[سورة التين (95) : الآيات 1 الى 8]

- ‌[سورة التين (95) : الآيات 1 الى 8]

- ‌‌‌سورة قريش

- ‌سورة قريش

- ‌‌‌[سورة قريش (106) : الآيات 1 الى 4]

- ‌[سورة قريش (106) : الآيات 1 الى 4]

- ‌‌‌تعليق على قريش والبيت والرحلات التجارية

- ‌تعليق على قريش والبيت والرحلات التجارية

- ‌‌‌سورة القارعة

- ‌سورة القارعة

- ‌‌‌[سورة القارعة (101) : الآيات 1 الى 11]

- ‌[سورة القارعة (101) : الآيات 1 الى 11]

- ‌‌‌تعليق على تعبير الموازين وثقلها وخفتها في الآخرة

- ‌تعليق على تعبير الموازين وثقلها وخفتها في الآخرة

- ‌‌‌تلقينات السورة جملة

- ‌تلقينات السورة جملة

- ‌‌‌سورة القيامة

- ‌سورة القيامة

- ‌‌‌[سورة القيامة (75) : الآيات 1 الى 6]

- ‌[سورة القيامة (75) : الآيات 1 الى 6]

- ‌‌‌تعليق على محاولة ربط البنان بفن بصمات الأصابع الحديث وعلى محاولة استخراج النظريات الفنية الحديثة من العبارات القرآنية بصورة عامة

- ‌تعليق على محاولة ربط البنان بفن بصمات الأصابع الحديث وعلى محاولة استخراج النظريات الفنية الحديثة من العبارات القرآنية بصورة عامة

- ‌‌‌تعليق آخر على ما تفيده ظواهر الآيات من بعث الناس بأجسادهم

- ‌تعليق آخر على ما تفيده ظواهر الآيات من بعث الناس بأجسادهم

- ‌‌‌[سورة القيامة (75) : الآيات 7 الى 15]

- ‌[سورة القيامة (75) : الآيات 7 الى 15]

- ‌‌‌[سورة القيامة (75) : الآيات 16 الى 19]

- ‌[سورة القيامة (75) : الآيات 16 الى 19]

- ‌‌‌تعليق على دلالة آيات لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ وأخواتها

- ‌تعليق على دلالة آيات لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ وأخواتها

- ‌‌‌[سورة القيامة (75) : الآيات 20 الى 25]

- ‌[سورة القيامة (75) : الآيات 20 الى 25]

- ‌‌‌تعليق على موضوع رؤية الناس لله عز وجل

- ‌تعليق على موضوع رؤية الناس لله عز وجل

- ‌‌‌[سورة القيامة (75) : الآيات 26 الى 40]

- ‌[سورة القيامة (75) : الآيات 26 الى 40]

- ‌‌‌سورة الهمزة

- ‌سورة الهمزة

- ‌‌‌[سورة الهمزة (104) : الآيات 1 الى 9]

- ‌[سورة الهمزة (104) : الآيات 1 الى 9]

- ‌‌‌سورة المرسلات

- ‌سورة المرسلات

- ‌‌‌[سورة المرسلات (77) : الآيات 1 الى 7]

- ‌[سورة المرسلات (77) : الآيات 1 الى 7]

- ‌‌‌[سورة المرسلات (77) : الآيات 8 الى 15]

- ‌[سورة المرسلات (77) : الآيات 8 الى 15]

- ‌‌‌تعليق على عبارة انفراج السماء وانطماس النجوم

- ‌تعليق على عبارة انفراج السماء وانطماس النجوم

- ‌‌‌[سورة المرسلات (77) : الآيات 16 الى 28]

- ‌[سورة المرسلات (77) : الآيات 16 الى 28]

- ‌‌‌تنبيه إلى أن الدعوة قائمة على الإقناع

- ‌تنبيه إلى أن الدعوة قائمة على الإقناع

- ‌‌‌[سورة المرسلات (77) : الآيات 29 الى 40]

- ‌[سورة المرسلات (77) : الآيات 29 الى 40]

- ‌‌‌تعليق على ما يمكن أن يتوهم من تناقض في حكاية حال الكفار يوم القيامة

- ‌تعليق على ما يمكن أن يتوهم من تناقض في حكاية حال الكفار يوم القيامة

- ‌‌‌[سورة المرسلات (77) : الآيات 41 الى 45]

- ‌[سورة المرسلات (77) : الآيات 41 الى 45]

- ‌‌‌تعليق على مدى التنويه بالمحسنين والإحسان

- ‌تعليق على مدى التنويه بالمحسنين والإحسان

- ‌‌‌[سورة المرسلات (77) : الآيات 46 الى 50]

- ‌[سورة المرسلات (77) : الآيات 46 الى 50]

- ‌‌‌سورة ق

- ‌سورة ق

- ‌‌‌[سورة ق (50) : الآيات 1 الى 5]

- ‌[سورة ق (50) : الآيات 1 الى 5]

- ‌‌‌تعليق على ذكر القرآن والقسم به بعد حرف ق

- ‌تعليق على ذكر القرآن والقسم به بعد حرف ق

- ‌‌‌تعليق على حكاية تعجب الكفار من مجيء رسول إليهم منهم وإنذاره بالآخرة

- ‌تعليق على حكاية تعجب الكفار من مجيء رسول إليهم منهم وإنذاره بالآخرة

- ‌‌‌[سورة ق (50) : الآيات 6 الى 11]

- ‌[سورة ق (50) : الآيات 6 الى 11]

- ‌‌‌صورة من الأسلوب القرآني في مخاطبة العقل والقلب والحسّ في البرهنة على قدرة الله عبر مشاهد الطبيعة ونواميس الكون

- ‌صورة من الأسلوب القرآني في مخاطبة العقل والقلب والحسّ في البرهنة على قدرة الله عبر مشاهد الطبيعة ونواميس الكون

- ‌‌‌[سورة ق (50) : الآيات 12 الى 14]

- ‌[سورة ق (50) : الآيات 12 الى 14]

- ‌‌‌تعليق توضيحي لأهل الرسّ والأيكة وتبّع

- ‌تعليق توضيحي لأهل الرسّ والأيكة وتبّع

- ‌‌‌[سورة ق (50) : الآيات 15 الى 18]

- ‌[سورة ق (50) : الآيات 15 الى 18]

- ‌‌‌تعليق على موضوع الملائكة الكاتبين على أيمان الناس وشمائلهم

- ‌تعليق على موضوع الملائكة الكاتبين على أيمان الناس وشمائلهم

- ‌‌‌تعليق على جملة وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ

- ‌تعليق على جملة وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ

- ‌‌‌[سورة ق (50) : الآيات 19 الى 30]

- ‌[سورة ق (50) : الآيات 19 الى 30]

- ‌‌‌ما في التنديد بمنع الخير من تلقين في الآية [27]

- ‌ما في التنديد بمنع الخير من تلقين في الآية [27]

- ‌‌‌تعليق على تعبير وَما أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ

- ‌تعليق على تعبير وَما أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ

- ‌‌‌تنبيه إلى مدى عقيدة الشرك عند العرب

- ‌تنبيه إلى مدى عقيدة الشرك عند العرب

- ‌‌‌تعليق على ما حكته بعض الآيات من حوار بين الله وبين قرناء الإنسان يوم الحساب

- ‌تعليق على ما حكته بعض الآيات من حوار بين الله وبين قرناء الإنسان يوم الحساب

- ‌‌‌تعليق على تأويل روي عن مفسري الشيعة لجملة أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ

- ‌تعليق على تأويل روي عن مفسري الشيعة لجملة أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ

- ‌‌‌[سورة ق (50) : الآيات 31 الى 35]

- ‌[سورة ق (50) : الآيات 31 الى 35]

- ‌‌‌وجوب تلازم الإيمان مع التقوى والعمل الصالح

- ‌وجوب تلازم الإيمان مع التقوى والعمل الصالح

- ‌‌‌تعليق على مدى جملة وَلَدَيْنا مَزِيدٌ

- ‌تعليق على مدى جملة وَلَدَيْنا مَزِيدٌ

- ‌‌‌[سورة ق (50) : الآيات 36 الى 37]

- ‌[سورة ق (50) : الآيات 36 الى 37]

- ‌‌‌[سورة ق (50) : الآيات 38 الى 45]

- ‌[سورة ق (50) : الآيات 38 الى 45]

- ‌‌‌كثرة الآيات المتضمنة تطمينا للنبي عليه السلام وحكمتها

- ‌كثرة الآيات المتضمنة تطمينا للنبي عليه السلام وحكمتها

- ‌‌‌تعليق على موضوع خلق السموات والأرض في ستة أيام

- ‌تعليق على موضوع خلق السموات والأرض في ستة أيام

- ‌‌‌تعليق على مدى العبارات القرآنية في تعيين أوقات الصلوات

- ‌تعليق على مدى العبارات القرآنية في تعيين أوقات الصلوات

- ‌‌‌تعليق على ما يمده ذكر الله وتسبيحه وعبادته للمؤمن من قوة معنوية تساعده على مواجهة الملمات

- ‌تعليق على ما يمده ذكر الله وتسبيحه وعبادته للمؤمن من قوة معنوية تساعده على مواجهة الملمات

- ‌‌‌معنى توالي السور التي احتوت توكيد البعث والحساب

- ‌معنى توالي السور التي احتوت توكيد البعث والحساب

- ‌‌‌خبر عن تلاوة رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه السورة أيام الجمع

- ‌خبر عن تلاوة رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه السورة أيام الجمع

- ‌‌‌سورة البلد

- ‌سورة البلد

- ‌‌‌[سورة البلد (90) : الآيات 1 الى 10]

- ‌[سورة البلد (90) : الآيات 1 الى 10]

- ‌‌‌تعليق على عبارة لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ

- ‌تعليق على عبارة لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ

- ‌‌‌تعليق على آية وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ

- ‌تعليق على آية وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ

- ‌‌‌تعليق على آيتي أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِساناً وَشَفَتَيْنِ

- ‌تعليق على آيتي أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِساناً وَشَفَتَيْنِ

- ‌‌‌تلقينات آيات سورة البلد الأولى

- ‌تلقينات آيات سورة البلد الأولى

- ‌‌‌[سورة البلد (90) : الآيات 11 الى 20]

- ‌[سورة البلد (90) : الآيات 11 الى 20]

- ‌‌‌التلازم بين العمل الصالح والإيمان أيضا

- ‌التلازم بين العمل الصالح والإيمان أيضا

- ‌‌‌تعليق على موضوع الرقيق وموقف القرآن منه وحثّه على عتقه

- ‌تعليق على موضوع الرقيق وموقف القرآن منه وحثّه على عتقه

- ‌‌‌تعليق على إعطاء الناس يوم القيامة كتب أعمالهم باليمين والشمال

- ‌تعليق على إعطاء الناس يوم القيامة كتب أعمالهم باليمين والشمال

- ‌‌‌سورة الطارق

- ‌سورة الطارق

- ‌‌‌[سورة الطارق (86) : الآيات 1 الى 10]

- ‌[سورة الطارق (86) : الآيات 1 الى 10]

- ‌‌‌[سورة الطارق (86) : الآيات 11 الى 17]

- ‌[سورة الطارق (86) : الآيات 11 الى 17]

- ‌‌‌سورة القمر

- ‌سورة القمر

- ‌‌‌[سورة القمر (54) : الآيات 1 الى 5]

- ‌[سورة القمر (54) : الآيات 1 الى 5]

- ‌‌‌تعليق على انشقاق القمر

- ‌تعليق على انشقاق القمر

- ‌‌‌تعليق على موضوع اقتراب الساعة

- ‌تعليق على موضوع اقتراب الساعة

- ‌‌‌شرح لكلمة (الحكمة) ومعانيها في القرآن

- ‌شرح لكلمة (الحكمة) ومعانيها في القرآن

- ‌‌‌[سورة القمر (54) : الآيات 6 الى 8]

- ‌[سورة القمر (54) : الآيات 6 الى 8]

- ‌‌‌[سورة القمر (54) : الآيات 9 الى 42]

- ‌[سورة القمر (54) : الآيات 9 الى 42]

- ‌‌‌تعليق توضيحي على القصص الواردة في السلسلة

- ‌تعليق توضيحي على القصص الواردة في السلسلة

- ‌‌‌[سورة القمر (54) : الآيات 43 الى 55]

- ‌[سورة القمر (54) : الآيات 43 الى 55]

- ‌‌‌تعليق على الآية إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ والآثار الواردة في موضوع القدر

- ‌تعليق على الآية إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ والآثار الواردة في موضوع القدر

- ‌‌‌سورة ص

- ‌سورة ص

- ‌‌‌[سورة ص (38) : الآيات 1 الى 11]

- ‌[سورة ص (38) : الآيات 1 الى 11]

- ‌‌‌تعليق على مدى ما انطوى في جملة أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنا

- ‌تعليق على مدى ما انطوى في جملة أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنا

- ‌‌‌تعليق على سلسلة قصص الأنبياء وهدفها

- ‌تعليق على سلسلة قصص الأنبياء وهدفها

- ‌‌‌تعليق على قصة الخصم الذي تقاضى أمام داود وتلقيناتها

- ‌تعليق على قصة الخصم الذي تقاضى أمام داود وتلقيناتها

- ‌‌‌تعليق على ما احتوته الآية يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ إلخ من تلقين وما ورد في صدد ذلك من أحاديث

- ‌تعليق على ما احتوته الآية يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ إلخ من تلقين وما ورد في صدد ذلك من أحاديث

- ‌‌‌تعليق على تسخير الجبال والطير يسبّحن مع داود

- ‌تعليق على تسخير الجبال والطير يسبّحن مع داود

- ‌‌‌تلقينات آية وَما خَلَقْنَا السَّماءَ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما باطِلًا…إلخ

- ‌تلقينات آية وَما خَلَقْنَا السَّماءَ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما باطِلًا…إلخ

- ‌‌‌تعليق على كلمة كِتابٌ

- ‌تعليق على كلمة كِتابٌ

- ‌‌‌تعليق على آية كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ

- ‌تعليق على آية كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ

- ‌‌‌تعليق على ما روي في سياق قصة سليمان من رؤية النبي صلى الله عليه وسلم عفريتا من الجنّ ومن رؤيته إبليس أيضا

- ‌تعليق على ما روي في سياق قصة سليمان من رؤية النبي صلى الله عليه وسلم عفريتا من الجنّ ومن رؤيته إبليس أيضا

- ‌‌‌التلقينات المنطوية في قصة أيوب عليه السلام

- ‌التلقينات المنطوية في قصة أيوب عليه السلام

- ‌‌‌تعليق على توسّع بعض الفقهاء في تأويل تحلّة اليمين التي يسّرها الله لأيوب

- ‌تعليق على توسّع بعض الفقهاء في تأويل تحلّة اليمين التي يسّرها الله لأيوب

- ‌‌‌تعريف بالأسماء المذكورة في الآيات

- ‌تعريف بالأسماء المذكورة في الآيات

- ‌‌‌تعليق على عدم وصف إسماعيل واليسع وذي الكفل بوصف عبادنا وعدم قرن إسماعيل مع إبراهيم وإسحق ويعقوب

- ‌تعليق على عدم وصف إسماعيل واليسع وذي الكفل بوصف عبادنا وعدم قرن إسماعيل مع إبراهيم وإسحق ويعقوب

- ‌‌‌تعليق على جَنَّاتِ عَدْنٍ

- ‌تعليق على جَنَّاتِ عَدْنٍ

- ‌‌‌تعليق على ما في آيات قُلْ إِنَّما أَنَا مُنْذِرٌ…وما بعدها من دلالة ومدى

- ‌تعليق على ما في آيات قُلْ إِنَّما أَنَا مُنْذِرٌ…وما بعدها من دلالة ومدى

- ‌‌‌استطراد إلى حديث نبوي مروي في سياق الآية ما كانَ لِي مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلى إِذْ يَخْتَصِمُونَ

- ‌استطراد إلى حديث نبوي مروي في سياق الآية ما كانَ لِي مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلى إِذْ يَخْتَصِمُونَ

- ‌‌‌تعليق على قصة آدم وسجود الملائكة له وتمرّد إبليس وتلقيناتها

- ‌تعليق على قصة آدم وسجود الملائكة له وتمرّد إبليس وتلقيناتها

- ‌‌‌تعليق على تعبير وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي

- ‌تعليق على تعبير وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي

- ‌‌‌تعليق على ما سجله الله تعالى في القرآن من كرامة بني آدم في هذه القصة

- ‌تعليق على ما سجله الله تعالى في القرآن من كرامة بني آدم في هذه القصة

- ‌‌‌[سورة ص (38) : الآيات 86 الى 88]

- ‌[سورة ص (38) : الآيات 86 الى 88]

- ‌‌‌التلقين المنطوي في جملة وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ وما روي في سياقها

- ‌التلقين المنطوي في جملة وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ وما روي في سياقها

- ‌‌‌تعليق على جملة وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ (88)

- ‌تعليق على جملة وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ (88)

- ‌‌‌سورة الأعراف

- ‌سورة الأعراف

- ‌‌‌[سورة الأعراف (7) : الآيات 1 الى 9]

- ‌[سورة الأعراف (7) : الآيات 1 الى 9]

- ‌‌‌[سورة الأعراف (7) : الآيات 10 الى 25]

- ‌[سورة الأعراف (7) : الآيات 10 الى 25]

- ‌‌‌تعليق على قصة آدم وإبليس في هذه السورة

- ‌تعليق على قصة آدم وإبليس في هذه السورة

- ‌‌‌تعليق على التلقين القرآني بالشكر لله ومداه

- ‌تعليق على التلقين القرآني بالشكر لله ومداه

- ‌‌‌[سورة الأعراف (7) : الآيات 26 الى 27]

- ‌[سورة الأعراف (7) : الآيات 26 الى 27]

- ‌‌‌تعليق على دلالة جملة إِنَّهُ يَراكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ

- ‌تعليق على دلالة جملة إِنَّهُ يَراكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ

- ‌‌‌تعليق على جملة إِنَّا جَعَلْنَا الشَّياطِينَ أَوْلِياءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ

- ‌تعليق على جملة إِنَّا جَعَلْنَا الشَّياطِينَ أَوْلِياءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ

- ‌‌‌[سورة الأعراف (7) : الآيات 28 الى 30]

- ‌[سورة الأعراف (7) : الآيات 28 الى 30]

- ‌‌‌تعليق على جملة وَإِذا فَعَلُوا فاحِشَةً

- ‌تعليق على جملة وَإِذا فَعَلُوا فاحِشَةً

- ‌‌‌تعليق على جملة فَرِيقاً هَدى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ

- ‌تعليق على جملة فَرِيقاً هَدى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ

- ‌‌‌تعليق على مَسْجِدٍ

- ‌تعليق على مَسْجِدٍ

- ‌‌‌[سورة الأعراف (7) : الآيات 31 الى 33]

- ‌[سورة الأعراف (7) : الآيات 31 الى 33]

- ‌‌‌تعليق على تلقين الآيات الثلاث يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ وما بعدها

- ‌تعليق على تلقين الآيات الثلاث يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ وما بعدها

- ‌‌‌أحاديث في ستر العورة

- ‌أحاديث في ستر العورة

- ‌‌‌[سورة الأعراف (7) : الآيات 34 الى 41]

- ‌[سورة الأعراف (7) : الآيات 34 الى 41]

- ‌‌‌التلقين الذي انطوى في حكاية تلاوم الأجيال المتعاقبة في جهنم

- ‌التلقين الذي انطوى في حكاية تلاوم الأجيال المتعاقبة في جهنم

- ‌‌‌[سورة الأعراف (7) : الآيات 42 الى 45]

- ‌[سورة الأعراف (7) : الآيات 42 الى 45]

- ‌‌‌تعليق على مدى جملة لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها

- ‌تعليق على مدى جملة لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها

- ‌‌‌[سورة الأعراف (7) : الآيات 46 الى 49]

- ‌[سورة الأعراف (7) : الآيات 46 الى 49]

- ‌‌‌[سورة الأعراف (7) : الآيات 50 الى 53]

- ‌[سورة الأعراف (7) : الآيات 50 الى 53]

- ‌‌‌[سورة الأعراف (7) : الآيات 54 الى 58]

- ‌[سورة الأعراف (7) : الآيات 54 الى 58]

- ‌‌‌تعليق على الآية ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إلخ وما فيها من تلقين واستطراد إلى موضوع الدعاء في القرآن والحديث وما في ذلك من دلالة على إعارة الكتاب والسنّة لهذا الأمر من عناية ومدى هذه العناية

- ‌تعليق على الآية ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إلخ وما فيها من تلقين واستطراد إلى موضوع الدعاء في القرآن والحديث وما في ذلك من دلالة على إعارة الكتاب والسنّة لهذا الأمر من عناية ومدى هذه العناية

- ‌‌‌استطراد إلى موضوع الدعاء لله ومداه

- ‌استطراد إلى موضوع الدعاء لله ومداه

- ‌‌‌تعليق على الآية إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ

- ‌تعليق على الآية إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ

- ‌‌‌تعليق على دلالة الآية وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَباتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِداً

- ‌تعليق على دلالة الآية وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَباتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِداً

- ‌‌‌[سورة الأعراف (7) : الآيات 59 الى 64]

- ‌[سورة الأعراف (7) : الآيات 59 الى 64]

- ‌‌‌[سورة الأعراف (7) : الآيات 65 الى 72]

- ‌[سورة الأعراف (7) : الآيات 65 الى 72]

- ‌‌‌[سورة الأعراف (7) : الآيات 73 الى 79]

- ‌[سورة الأعراف (7) : الآيات 73 الى 79]

- ‌‌‌[سورة الأعراف (7) : الآيات 80 الى 84]

- ‌[سورة الأعراف (7) : الآيات 80 الى 84]

- ‌‌‌استطراد إلى جريمة اللواط

- ‌استطراد إلى جريمة اللواط

- ‌‌‌[سورة الأعراف (7) : الآيات 85 الى 93]

- ‌[سورة الأعراف (7) : الآيات 85 الى 93]

- ‌‌‌تلقينات القصص وما فيها من نقاط بارزة متصلة بالهدف القرآني

- ‌تلقينات القصص وما فيها من نقاط بارزة متصلة بالهدف القرآني

- ‌‌‌[سورة الأعراف (7) : الآيات 94 الى 102]

- ‌[سورة الأعراف (7) : الآيات 94 الى 102]

- ‌‌‌تلقين الآيات التي جاءت عقب السلسلة القصصية

- ‌تلقين الآيات التي جاءت عقب السلسلة القصصية

- ‌‌‌تعليق على عبارة يَطْبَعُ اللَّهُ عَلى قُلُوبِ الْكافِرِينَ

- ‌تعليق على عبارة يَطْبَعُ اللَّهُ عَلى قُلُوبِ الْكافِرِينَ

- ‌‌‌تعليق على كلمة (نبى) ومدى الفرق بينها وبين كلمة (رسول)

- ‌تعليق على كلمة (نبى) ومدى الفرق بينها وبين كلمة (رسول)

- ‌‌‌تعليق على تعبير مَكْرَ اللَّهِ

- ‌تعليق على تعبير مَكْرَ اللَّهِ

- ‌‌‌[سورة الأعراف (7) : الآيات 103 الى 137]

- ‌[سورة الأعراف (7) : الآيات 103 الى 137]

- ‌‌‌تعليق على الحلقة الأولى من قصة موسى وفرعون وبني إسرائيل وتلقيناتها

- ‌تعليق على الحلقة الأولى من قصة موسى وفرعون وبني إسرائيل وتلقيناتها

- ‌‌‌تعليق على آية وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشارِقَ الْأَرْضِ وَمَغارِبَهَا الَّتِي بارَكْنا فِيها…إلخ

- ‌تعليق على آية وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشارِقَ الْأَرْضِ وَمَغارِبَهَا الَّتِي بارَكْنا فِيها…إلخ

- ‌‌‌تعليق على جملة رَبِّ الْعالَمِينَ في الآيات

- ‌تعليق على جملة رَبِّ الْعالَمِينَ في الآيات

- ‌‌‌[سورة الأعراف (7) : الآيات 138 الى 162]

- ‌[سورة الأعراف (7) : الآيات 138 الى 162]

- ‌‌‌تعليق على محتويات الحلقة الثانية من السلسلة وما فيها من تلقينات

- ‌تعليق على محتويات الحلقة الثانية من السلسلة وما فيها من تلقينات

- ‌‌‌تعليق على جملة فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ

- ‌تعليق على جملة فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ

- ‌‌‌تعليق على جملة لَنْ تَرانِي وَلكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكانَهُ فَسَوْفَ تَرانِي

- ‌تعليق على جملة لَنْ تَرانِي وَلكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكانَهُ فَسَوْفَ تَرانِي

- ‌‌‌تعليق على الآيتين سَأَصْرِفُ عَنْ آياتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ…إلخ وتلقيناتهما

- ‌تعليق على الآيتين سَأَصْرِفُ عَنْ آياتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ…إلخ وتلقيناتهما

- ‌‌‌تعليق على جملة إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِها مَنْ تَشاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشاءُ

- ‌تعليق على جملة إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِها مَنْ تَشاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشاءُ

- ‌‌‌تعليق على جملة قالَ عَذابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ إلخ من الآية [156]

- ‌تعليق على جملة قالَ عَذابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ إلخ من الآية [156]

- ‌‌‌تعليق على ذكر الزَّكاةَ في الآية [156]

- ‌تعليق على ذكر الزَّكاةَ في الآية [156]

- ‌‌‌تعليق على الآية الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ والآية التالية لها وما فيهما من خطورة ودلالة في صدد الرسالة المحمدية

- ‌تعليق على الآية الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ والآية التالية لها وما فيهما من خطورة ودلالة في صدد الرسالة المحمدية

- ‌‌‌الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وخطورة ما احتوته الآية الأولى من مهام الرسالة المحمدية العظمى وبخاصة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يستحق أن يكون موضوع تعليق خاص

- ‌الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وخطورة ما احتوته الآية الأولى من مهام الرسالة المحمدية العظمى وبخاصة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يستحق أن يكون موضوع تعليق خاص

- ‌‌‌تعليق على حلّ الطيبات وتحريم الخبائث ورفع الإصر والأغلال الواردة في الآية الأولى

- ‌تعليق على حلّ الطيبات وتحريم الخبائث ورفع الإصر والأغلال الواردة في الآية الأولى

- ‌‌‌تعليق على كلمتي التوراة والإنجيل وتمحيص في صدد ما كان متداولا وما هو متداول اليوم في أيدي اليهود والنصارى من أسفار

- ‌تعليق على كلمتي التوراة والإنجيل وتمحيص في صدد ما كان متداولا وما هو متداول اليوم في أيدي اليهود والنصارى من أسفار

- ‌‌‌تعليق على الألواح التي ذكرت في الآية [145] من السلسلة

- ‌تعليق على الألواح التي ذكرت في الآية [145] من السلسلة

- ‌‌‌تعليق على ما يرويه الشيعة في صدد جملة وَما ظَلَمُونا وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ في الآية 160 من السلسلة

- ‌تعليق على ما يرويه الشيعة في صدد جملة وَما ظَلَمُونا وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ في الآية 160 من السلسلة

- ‌‌‌[سورة الأعراف (7) : الآيات 163 الى 171]

- ‌[سورة الأعراف (7) : الآيات 163 الى 171]

- ‌‌‌تعليق على رواية مدنية الآيات [163- 170] وَسْئَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ…إلخ

- ‌تعليق على رواية مدنية الآيات [163- 170] وَسْئَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ…إلخ

- ‌‌‌تعليق على حادث السبت وتلقيناته

- ‌تعليق على حادث السبت وتلقيناته

- ‌‌‌تعليق خاص على الآية وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذابِ…والتي بعدها وما فيهما من تلقين وإعجاز قرآني

- ‌تعليق خاص على الآية وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذابِ…والتي بعدها وما فيهما من تلقين وإعجاز قرآني

- ‌‌‌تعليق على آية وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتابِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ

- ‌تعليق على آية وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتابِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ

- ‌‌‌تعليق على الإسهاب في قصص بني إسرائيل

- ‌تعليق على الإسهاب في قصص بني إسرائيل

- ‌‌‌[سورة الأعراف (7) : الآيات 172 الى 174]

- ‌[سورة الأعراف (7) : الآيات 172 الى 174]

- ‌‌‌تعليق على الآية وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ والآيتين التاليتين لها وتلقيناتها

- ‌تعليق على الآية وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ والآيتين التاليتين لها وتلقيناتها

- ‌‌‌[سورة الأعراف (7) : الآيات 175 الى 177]

- ‌[سورة الأعراف (7) : الآيات 175 الى 177]

- ‌‌‌تعليق على آية وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها وتلقينها

- ‌تعليق على آية وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها وتلقينها

- ‌‌‌تعليق على جملة وَلَوْ شِئْنا لَرَفَعْناهُ بِها

- ‌تعليق على جملة وَلَوْ شِئْنا لَرَفَعْناهُ بِها

- ‌‌‌[سورة الأعراف (7) : الآيات 178 الى 180]

- ‌[سورة الأعراف (7) : الآيات 178 الى 180]

- ‌‌‌تعليق على جملة مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ

- ‌تعليق على جملة مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ

- ‌‌‌تعليق على جملة الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمائِهِ واستطراد إلى ذكر أسماء الله الحسنى

- ‌تعليق على جملة الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمائِهِ واستطراد إلى ذكر أسماء الله الحسنى

- ‌‌‌[سورة الأعراف (7) : الآيات 181 الى 186]

- ‌[سورة الأعراف (7) : الآيات 181 الى 186]

- ‌‌‌[سورة الأعراف (7) : الآيات 187 الى 188]

- ‌[سورة الأعراف (7) : الآيات 187 الى 188]

- ‌‌‌تعليق على السؤال عن موعد القيامة وما في الجواب من دلالة بليغة

- ‌تعليق على السؤال عن موعد القيامة وما في الجواب من دلالة بليغة

- ‌‌‌[سورة الأعراف (7) : الآيات 189 الى 198]

- ‌[سورة الأعراف (7) : الآيات 189 الى 198]

- ‌‌‌تعليق على الآية هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ والآيات التسع التالية لها وما فيها من صور وتلقين

- ‌تعليق على الآية هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ والآيات التسع التالية لها وما فيها من صور وتلقين

- ‌‌‌[سورة الأعراف (7) : الآيات 199 الى 202]

- ‌[سورة الأعراف (7) : الآيات 199 الى 202]

- ‌‌‌شرح الآية خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ والآيات الثلاث التي بعدها وتلقيناتها

- ‌شرح الآية خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ والآيات الثلاث التي بعدها وتلقيناتها

- ‌‌‌تعليق على الأمر بالاستعاذة من نزغات الشيطان ومدى هذه النزغات في النبي صلى الله عليه وسلم وسائر الناس

- ‌تعليق على الأمر بالاستعاذة من نزغات الشيطان ومدى هذه النزغات في النبي صلى الله عليه وسلم وسائر الناس

- ‌‌‌تعليق على رواية نسخ آية خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ

- ‌تعليق على رواية نسخ آية خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ

- ‌‌‌[سورة الأعراف (7) : آية 203]

- ‌[سورة الأعراف (7) : آية 203]

- ‌‌‌تعليق على جملة إِنَّما أَتَّبِعُ ما يُوحى إِلَيَ

- ‌تعليق على جملة إِنَّما أَتَّبِعُ ما يُوحى إِلَيَ

- ‌‌‌[سورة الأعراف (7) : آية 204]

- ‌[سورة الأعراف (7) : آية 204]

- ‌‌‌ تعليق على الآية وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ

- ‌ تعليق على الآية وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ

- ‌‌‌[سورة الأعراف (7) : الآيات 205 الى 206]

- ‌[سورة الأعراف (7) : الآيات 205 الى 206]

- ‌‌‌تعليق على الآية وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ إلخ وتنبيه على ما أعاره القرآن لذكر الله من عناية وما أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم من أحاديث في ذلك وما في كل هذا من تلقين

- ‌تعليق على الآية وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ إلخ وتنبيه على ما أعاره القرآن لذكر الله من عناية وما أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم من أحاديث في ذلك وما في كل هذا من تلقين

- ‌فهرس محتويات الجزء الثاني

الفصل: ‌تعليق على الألواح التي ذكرت في الآية [145] من السلسلة

وقد سجلوها من محفوظات الناس ومسموعاتهم وربما من قراطيس أخرى وصلت إليهم ولم تصل إلينا وشيبت بالمفارقات والخيالات والمتناقضات والاختلافات فكيف يصحّ لعاقل أن يصفهم بأنهم كتّاب الوحي قياسا على كتّاب وحي النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

‌‌

‌تعليق على الألواح التي ذكرت في الآية [145] من السلسلة

إن الآية ذكرت الألواح بصيغة الجمع وذكرت أن الله تعالى كتب لموسى فيها من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء. ولقد ذكرنا قبل أن سفر الخروج ذكر الألواح بأنها لوحان من حجر كتب عليهما عهد الربّ الكلمات العشر وأن الكتابة بإصبع الله وعلى وجهي اللوحين. وليس في الأسفار تحديد لعهد الربّ الكلمات العشر المكتوبة على الألواح وإنما فيها حكاية أوامر ونواه ربانية اشتهرت بأنها الوصايا العشر أو الكلمات العشر. جاءت مقتضبة نوعا ما في سفري الخروج وتثنية الاشتراع ومسهبة في سفر الأحبار. وهي بالإيجاز:

1-

عدم اتخاذ آلهة غير الله.

2-

عدم صنع تمثال للربّ والسجود له.

3-

عدم الحلف بالله كذبا.

4-

حفظ يوم السبت.

5-

إكرام الوالدين.

6-

لا تقتل.

7-

لا تزن.

8-

لا تسرق.

9-

لا تشهد الزور على قريبك.

10-

لا تشته شيئا مما لقريبك.

وقد يكون هذا أضيق مما احتوته الآية مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا

ص: 497

لِكُلِّ شَيْءٍ

فضلا عن ما هناك من فرق بين (الألواح) في الآية و (اللوحين) في الأسفار.

وفضلا عن تنزّه الله تعالى عن حصره النهي عن شهادة الزور واشتهاء ما للغير بالقريب. ومهما يكن من أمر فإن الآيات التي فيها إشارة إلى التوراة والكتاب الذي آتاه الله موسى والتي فيها ما يفيد أن التوراة كانت قراطيس عديدة والتي أوردناها قبل يمكن أن تلهم بقوّة أن الألواح هي غير التوراة والله تعالى أعلم.

وفي كتب التفسير روايات وأقوال متنوعة في صدد الألواح. فبالنسبة للعدد تراوحت الأقوال والروايات بين اثنين إلى عشرة. ومما روي أنها كانت ستة فلما ألقاها موسى حين غضبه على قومه رفع منها اثنان وبقي أربعة. وبالنسبة للنوع روي أنها خشب من سدر الجنة كما روي أنها من زبرجدة خضراء أو من ياقوتة حمراء أو من زمرد أو من حجر. وبالنسبة لحجمها روي أن طولها عشرة أذرع أو اثني عشر ذراعا، وبعضهم قال إنها التوراة نفسها ثم قال إنها كانت وقر سبعين بعيرا وأن الجزء منها كان يقرأ في سنة. وإنه لم يقرأها جميعها إلّا أربعة نفر وهم موسى ويوشع والعزير وعيسى عليهم السلام وليس شيء من ذلك واردا في كتب الأحاديث الصحيحة. والتوقف إزاءه أولى.

وفي كتابي تفسير ابن كثير والبغوي حديث يرويه ابن كثير عن قتادة ويرويه البغوي عن كعب الأحبار. فيه حكاية عن مناجاة بين موسى وربّه يقول الأول ربّ إني أجد في الألواح أمّة خير أمة، أمة أخرجت للناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويؤمنون بالله وبالكتاب الأول وبالكتاب الآخر ويقاتلون أهل الضلالة حتى يقاتلوا الأعور الدجال. ربّ اجعلهم أمتي قال هي أمة محمد يا موسى. فقال ربّ إني أجد أمة هم الحمادون لله على كل حال رعاة الشمس المحكمون إذا أرادوا أمرا قالوا نفعل إن شاء الله فاجعلهم أمتي قال هي أمة محمد. فقال رب إني أجد أمة يأكلون كفاراتهم وصدقاتهم وكان الأولون يحرقون صدقاتهم بالنار وهم المستجيبون والمستجاب لهم الشافعون المشفوع لهم فاجعلهم أمتي. ويستمر

ص: 498

الحوار في بضع صفات محببة أخرى حتى يقول يا ليتني من أصحاب محمد وفي صيغة ابن كثير حتى ينبذ الألواح ويقول اللهم اجعلني من أمة محمد. والتوقف إزاء هذا الحديث هو الأولى كذلك.

وبالنسبة للإنجيل نقول:

1-

إن الكلمة يونانية معرّبة ومعناها البشارة «1» . والمتبادر أن التعريب والاستعمال للدلالة على كتاب النصارى المقدّس كانا سابقين لنزول القرآن.

2-

إن الإنجيل ذكر في القرآن عشر مرات جميعها في سور مدنية. وقد جاء ذكره مقرونا بعيسى عليه السلام في بعضها. وفي الآيات التي ذكر فيها مقرونا باسمه صراحة بأن الله تعالى آتاه إياه وعلّمه إياه كما ترى في الآيات التالية:

أ- وَيُعَلِّمُهُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ (48) وَرَسُولًا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ [آل عمران: 48- 49] .

ب- وَقَفَّيْنا عَلى آثارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْراةِ وَآتَيْناهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدىً وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْراةِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ [المائدة: 46] .

ت- إِذْ قالَ اللَّهُ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى والِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ [المائدة: 110] .

(1) بعض المفسرين ومنهم الطبري يحاول إرجاع الكلمة إلى جذر عربي هو نجل بمعنى الابن أو الفرع بحجة أن الإنجيل فرع عن التوراة وأنه وسع على بني إسرائيل ما كان مضيّقا عليهم. وقد قال الزمخشري إن إرجاعها إلى جذر عربي تكلّف وإنها كلمة أعجمية وهو الصواب. [.....]

ص: 499

وفي سورة آل عمران آيات ذكر فيها أن الإنجيل أنزل ولم يذكر اسم عيسى معه وهي:

أ- نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ (3) مِنْ قَبْلُ هُدىً لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقانَ [3- 4] .

ب- يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْراهِيمَ وَما أُنْزِلَتِ التَّوْراةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ [65] .

وفي سورة المائدة نسب الإنجيل إلى أهله كما ترى في الآيات التالية:

أ- وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ [47] .

ب- وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنا عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْناهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ (65) وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقامُوا التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ [65- 66] .

ج- قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لَسْتُمْ عَلى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ وَما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ [68] .

وفي سورة مريم ذكر الْكِتابَ [30] الذي آتاه الله عيسى كما ترى في ما يلي: قالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتانِيَ الْكِتابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا [30] .

ومقتضى هذه النصوص أن الإنجيل كتاب واحد أو قراطيس لكتاب واحد أنزله الله أو أوحى به أو علّمه وآتاه لنبيه عيسى عليه السلام فيه تبليغات وأحكام ووصايا ربانية. هذا في حين أن النصارى اليوم يعترفون ويتداولون أربعة أناجيل هي أناجيل متى ومرقس ولوقا ويوحنا. ويسمون المجلد الذي يضمها أربع عشرة رسالة من القديس بولس ورسائل من القديسين يعقوب وبطرس ويوحنا ويهوذا مع

ص: 500

اختلاف في عددها عند الكاثوليك والبروتستانت ورسالة فيها رؤيا القديس يوحنا باسم العهد الجديد. مع اعترافهم بأسفار العهد القديم على اختلاف في بعضها عند الكاثوليك والبروتستانت وضمهم إياها مع العهد الجديد باسم جامع هو (الكتاب المقدّس) .

والأناجيل الأربعة صريحة بأنها كتبت بعد عيسى واحتوت قصة حياته ورسالته وتعاليمه ومعجزاته ونهايته في الدنيا، وقد كتبت بعد وفاة عيسى ورفعه بمدة ما وفي خلال القرن الأول بعد ميلاده. وهناك من يؤرخ عام 37 بعد الميلاد لكتابة أوّلها وعام 98 لكتابة رابعها.

ويلمح فرق بينها وبين ما يسمى (التوراة) فليس هناك سفر بين أسفار العهد القديم المتداولة اسمه التوراة في حين أن اسم الإنجيل هو المطلق المتداول. وفي بعض الأناجيل ذكر نصا. وبحثنا يتناول هذا الاسم مباشرة دون سائر أسفار العهد الجديد الأخرى لأنه هو المذكور في القرآن والموجود في الواقع. ولذلك سوف نقتصر عليه.

وبين الأناجيل الأربعة تطابق في كثير من أقوال عيسى وتعاليمه وسيرة حياته ومعجزاته مع اختلاف في الصيغة والأساليب والعبارات. وفي بعضها من هذه الأقوال والتعاليم والسيرة والمعجزات ما ليس في البعض الآخر. وفي بعضها مباينات وتناقضات أيضا مع ما في بعضها الآخر. حيث يبدو من هذا أن كتّابها سجلوا ما كتبوه عن مصادر مختلفة ومن الروايات والمسموعات والمحفوظات التي يقع عادة فيها مباينات ومناقضات وزيادة ونقص. وليس فيها أية دلالة على أن شيئا مما فيها من إملاء عيسى عليه السلام أو أنه كتب في حياته وعلمه.

وهناك روايات تذكر أن عدد الأناجيل كثير ويتراوح بين العشرين والسبعين.

ويؤيد هذه الكثرة جملة وردت في بدء إنجيل لوقا تفيد أن كثيرين كتبوا قصة عيسى. ومن الأناجيل التي رأيناها غير الأربعة إنجيل برنابا. ومن الأناجيل التي قرأنا خبرها أناجيل الطفولة والولادة والأم.

ص: 501

والنصارى يقولون عن غير الأناجيل الأربعة منحولة ودخيلة ومزوّرة. والذي قرأناه من أقوالهم عن إنجيل برنابا أنه مزوّر في زمن الإسلام. ولم نطلع على أقوالهم عن زمن الأناجيل الأخرى التي يصفونها بتلك الأوصاف. وفي القرآن عن عيسى أمور ليست واردة في الأناجيل الأربعة على ما سوف نشرحه بعد نعتقد أنها كانت واردة في أناجيل أخرى حيث يمكن القول إن من تلك الأناجيل ما كتب قبل الإسلام. ولقد قرأنا في بعض كتب الأستاذ الحداد أن من جملة الأناجيل المنحولة إنجيل آخر لمتّى فيه مباينات كثيرة لإنجيله المعترف به حيث يبدو أنه كان للأناجيل المعترف بها أيضا نسخ عديدة فيها مباينات لنسخ أخرى منها وبخاصة للمعترف بها التي استقرّت العقائد والمسلّمات النصرانية العامة عليها. ومن المحتمل أن يكون للأناجيل الأخرى مثل ذلك.

وواضح من كل ما تقدم أن الأناجيل الأربعة المعترف بها لا يمكن أن يصدق عليها تسمية الإنجيل القرآنية والوصف الذي وصف القرآن الإنجيل به.

على أن آيات سورة المائدة [46 و 47 و 65 و 67] قد تفيد أن الإنجيل الذي أنزله الله على عيسى وآتاه وعلمه إيّاه وفيه أحكامه وتعاليمه ووصاياه كان موجودا في أيدي النصارى حين نزول القرآن. وما دام أنه لا يوجد الآن إنجيل يصدق عليه وصف القرآن فلا مناص من الاعتقاد بأنه فقد في ظرف ما.

ولقد يكون في الأناجيل المتداولة المعترف بها أشياء مما تلقاه عيسى من ربّه أو احتواه الإنجيل الذي أنزل عليه وآتاه إياه وعلّمه إياه. غير أنها لا يمكن أن تكون من وجهة نظر القرآن والمنطق والواقع بديلة عنه لأن فيها ما لا يمكن أن يكون من ذلك الإنجيل المنزل. ومن ذلك على سبيل المثال سيرة عيسى عليه السلام منذ ولادته إلى نهايته. وليس فيها إلى ذلك أشياء كثيرة وردت في القرآن ويقتضي أن تكون في ذلك الإنجيل. ومن ذلك على سبيل المثال عدم ورود أوصاف محمد صلى الله عليه وسلم بصراحة قاطعة في أي منها وهو ما ذكره القرآن في آية سورة الأعراف هذه: الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ

ص: 502

وَالْإِنْجِيلِ

[157]

. ومن ذلك ما ذكر في القرآن بصراحة قاطعة من أن عيسى عبد الله ونبي من أنبيائه وأنه جاء مبشّرا برسول من بعده اسمه أحمد كما جاء في هذه الآيات:

1-

لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقالَ الْمَسِيحُ يا بَنِي إِسْرائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْواهُ النَّارُ وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ [المائدة: 72] .

2-

قالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتانِيَ الْكِتابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبارَكاً أَيْنَ ما كُنْتُ وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيًّا (32) وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا [مريم: 30- 33] .

3-

وَلَمَّا جاءَ عِيسى بِالْبَيِّناتِ قالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (63) إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ [الزخرف: 63- 64] .

4-

وَإِذْ قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يا بَنِي إِسْرائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جاءَهُمْ بِالْبَيِّناتِ قالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ [الصف: 6] .

وقد يكون في الأناجيل المتداولة عبارات يمكن تأويلها بما يتفق مع هذه التقريرات القرآنية. غير أنها ليست صريحة صراحة قاطعة. والنصارى يؤولونها تأويلا يجعلها لا تتفق مع هذه التقريرات.

وفي القرآن قرائن تدلّ على أن الأناجيل المتداولة اليوم والمعترف بها كانت موجودة في أيدي النصارى بالإضافة إلى الإنجيل المنزل من الله على عيسى والذي آتاه وعلّمه إياه. ومن ذلك قصة بشارة زكريا ومريم بيحيى وعيسى التي وردت في إنجيل لوقا دون غيره والمطابقة لما ورد من ذلك في سورتي آل عمران ومريم مطابقة تكاد تكون تامة. ومن ذلك معجزات إحياء الموتى وشفاء العمي والبرص الواردة في الأناجيل جميعها والمذكورة في سورتي آل عمران والمائدة واستجابة

ص: 503

الحواريين لدعوته المذكورة في سور آل عمران والمائدة والصف. ومن ذلك عشرات الآيات الواردة في أناجيل متى ومرقس ولوقا ويوحنا التي تحكي أقوالا عن لسان عيسى متطابقة إجمالا وصراحة حينا وضمنا حينا مع ما حكته عن لسان آيات عديدة مكية ومدنية برغم ما يحاول النصارى صرفها عن معانيها المتطابقة مع روح الآيات القرآنية وتأويلها بما يتطابق مع عقائدهم ومسلّماتهم المستقرّة نتيجة لقرارات المجامع المقدّسة التي أخذت تنعقد من حين لآخر منذ أواسط القرن الرابع بعد الميلاد والتي كانت تنعقد بالدرجة الأولى لبحث الاختلاف في تأويل الأناجيل في شخصية عيسى الذي كان ينجح بين علمائهم.

وفي القرآن تقريرات وأقوال عديدة عن عيسى وحياته ومعجزاته ليست واردة في الأناجيل المتداولة المعترف بها كما قلنا قبل. وبعضها وارد في إنجيل برنابا الذي يقول النصارى إنه مزوّر. فإذا سلمنا جدلا بزعمهم هذا تبقى تلك التقريرات والأقوال واردة لأنها وردت في القرآن الذي لا يمكن لأحد أن يزعم أنه لم يبلغ من النبي ولم يكن معروفا في عهده. ومن ذلك طلب الحواريين من عيسى أن يلتمس من الله إنزال مائدة من السماء والمحاورة التي جرت بينه وبينهم وحكتها آيات سورة المائدة [114 و 115] ومن ذلك كيفية إلجاء المخاض مريم إلى جذع النخلة وما كان من شكواها ومخاطبة وليدها من تحتها لها وتطمينه وقوله إذا رأت أحدا أن تقول لهم إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا. ومخاطبة قومها لها متعجبين من ولادتها بدون زوج ومخاطبة عيسى لهم بأنه عبد الله آتاه الكتاب وجعله نبيا في آيات سورة مريم [23- 33] ومن ذلك ما حكي عن لسانه بأنه مبشّر برسول يأتي من بعده اسمه أحمد في آية سورة الصف [6] وما حكي عن لسانه من التنديد بكل من يشرك مع الله غيره في عبادة، ودعوته لبني إسرائيل إلى عبادة الله وحده ربه وربهم في سياق إعلان كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم في آية سورة المائدة [71] ثم في آية سورة الزخرف [64] ومن ذلك نفي القرآن لقتل اليهود لعيسى وصلبه وما قرره من شكّ واختلاف في الأمرين الناس

ص: 504

والنصارى في آيات سورة النساء [156 و 157]«1» .

ومن ذلك ما ذكر في آية سورة الأعراف [157] من أن النصارى كانوا يجدون في الإنجيل صفات النبي محمد الرسول الأمي. وفي سورة آل عمران آيات تذكر نذر أم مريم لما في بطنها لله وتكفّل زكريا لمريم بعد ولادتها نتيجة لعملية قرعة بين المختصمين عليها عبّر عنها بإلقاء الأقلام وما كان زكريا يجده عندها من رزق وسؤاله وجوابها وهي الآيات [35- 44] .

فهذه الآيات كانت تتلى جهرة على الناس ويسمعها النصارى وقد آمن فريق منهم بالنبي والقرآن وفرحوا به واعترفوا أنه الحق واتّبعوه كما جاء في آيات عديدة من القرآن. منها ما ذكر فيه النصارى صراحة ومنها ما ذكر فيه أهل الكتاب والعلم الذين يدخل فيهم النصارى كما ترى في الآيات التالية:

1-

وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خاشِعِينَ لِلَّهِ لا يَشْتَرُونَ بِآياتِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلًا أُولئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسابِ [آل عمران: 199] .

2-

وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قالُوا إِنَّا نَصارى ذلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْباناً وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ (82) وَإِذا سَمِعُوا ما

(1) رأينا الأستاذ الحداد يحاول تأويل الآيات بما يتفق مع العقائد النصرانية وما جاء في الأناجيل المتداولة من تثبيت الصلب حيث يقول ما خلاصته إن الآيات إنما تنفي كون اليهود قتلوه بمعنى أعدموا وجوده بالمرّة وإن هذا ما تخيلوه وشبّه لهم في حين أنهم لم يقتلوه بذلك المعنى يقينا. ونحن نرى هذا غير سليم والآية هي في صدد توكيد نفي القتل والصلب الفعليين. ونرى أن الجملة وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّباعَ الظَّنِّ في الآية [النساء: 157] تفيد أن هذا الأمر كان مشكوكا فيه بين طوائف من الناس وأن ما يقولون من قتله وصلبه هو من قبيل الظن. ونعتقد أن هذا الاختلاف كان واردا في بعض الأناجيل التي أبيدت لأنها لم تعد منسجمة مع المسلمات والعقائد النصرانية المستقرّة نتيجة لاجتماعات وقرارات المجامع المقدّسة.

ص: 505

أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنا آمَنَّا فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ (83) وَما لَنا لا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَما جاءَنا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنا رَبُّنا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ (84) فَأَثابَهُمُ اللَّهُ بِما قالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَذلِكَ جَزاءُ الْمُحْسِنِينَ [المائدة: 82- 85] .

3-

الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمُ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ [الأنعام: 20] .

4-

أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ [الأنعام: 114] .

5-

الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [الأعراف: 157] .

6-

وَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَفْرَحُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ [الرعد: 36] .

7-

قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذا يُتْلى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ سُجَّداً (107) وَيَقُولُونَ سُبْحانَ رَبِّنا إِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولًا «1» (108) وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً [الإسراء: 107- 109] .

ونعتقد أن تلك التقريرات التي احتوتها آيات المائدة [71 و 112- 115] والنساء [156 و 157] والأعراف [157] ومريم [23- 33] والزخرف [64]

(1) يتبادر لنا أن هذه الجملة بسبيل تقرير أهل العلم بأن الله قد وفى بوعده فأرسل محمدا الذي يجدونه مكتوبا عندهم والذي بشرّهم به عيسى وأنزل عليه القرآن فكان منهم هذا الموقف الرائع الإيماني الخشوعي حينما كانوا يسمعونه.

ص: 506

والصف [6] قد وردت في أناجيل أخرى كانت متداولة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فأهملت وفقدت أو أبيدت لأن فيها ما هو متطابق مع التقريرات القرآنية بصراحة قطعية لا تتحمل التأويل فلم تصل إلينا برغم وصف النصارى لغير الأناجيل الأربعة التي يعترفون بها بأنها دخيلة أو متحوّلة أو مزوّرة. ولقد ورد في آخر إنجيل يوحنا رابع الأناجيل المعترف بها هذه العبارة: (وأشياء أخر كثيرة صنعها يسوع لو أنها كتبت واحدة فواحدة لما ظننت أن العالم نفسه يسع الصحف المكتوبة) التي تفيد أنه فات كاتب هذا الإنجيل أشياء كثيرة جدا من أقوال وأحداث ومعجزات وتبليغات عيسى عليه السلام. وليس ما يمنع أن يكون من هذه الأشياء ما هو مدوّن في أناجيل وقراطيس أخرى فقدت أو أبيدت.

والمتبادر أن النصارى رأوا أن يستقروا على الأناجيل الأربعة لأنهم رأوها الأكثر انسجاما مع المسلّمات والعقائد التي استقرّوا عليها نتيجة للمجامع المقدسة ويهملوا ويبيدوا ما استطاعوا مما يصفونه بالدخيل والمتحول والمزوّر وما كان فيه مطابقة لما جاء صراحة في القرآن عن عبودية عيسى لله وكونه نبيا من أنبيائه وكونه إنّما دعا إلى الله ربّه وربّ الناس، وعن تبشيره من بعده برسول اسمه أحمد وعن صفات هذا الرسول الصريحة.

ولقد طبّق الأستاذ الحداد ما قاله وأوردناه في سياق بحث التوراة من كون التوراة كلام الله ويستحيل تبديلها بنصّ القرآن على الإنجيل المنزل على عيسى الذي كان موجودا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم. ولقد قلنا قبل إن آيات المائدة [46 و 47 و 65 و 67] قد تفيد حقا إن هذا الإنجيل كان موجودا. ولقد علقنا على قوله تعليقا فيه الكفاية في سياق ذلك البحث فلا نرى ضرورة لإعادته وما قلناه هناك يرد هنا بتمامه.

ولقد طبّق قوله الذي أوردناه في سياق البحث السابق وهو أن كتّاب الأسفار هم كتّاب وحي الله على كتاب الأناجيل الأربعة. كما طبق قوله إن الأسفار كانت مكتوبة على رقوق قديمة قبل النبي وأن المطبوع المتداول اليوم هو طبقا لهذه

ص: 507

الرقوق بدون تغيير وتبديل وعدم احتمال ذلك على الأناجيل الأربعة أيضا. وما علقنا به على هذه الأقوال في البحث السابق يرد هنا بتمامه كذلك فلا حاجة للإعادة.

وفي سورة المائدة بالنسبة للنصارى بالإضافة إلى ما بين الأناجيل المتداولة ونصوص القرآن من مباينات متنوعة آية تفيد أنهم لم يحافظوا على كل ما ذكرهم الله به أو نزل إليهم وهي هذه: وَمِنَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّا نَصارى أَخَذْنا مِيثاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنا بَيْنَهُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ [14] .

وفي سورتي مريم والزخرف هذه الآيات التي جاءت في سياق الكلام عن رسالة عيسى عليه السلام والتي تذكر ما كان من اختلاف الناس وأحزابهم فيها مما يمكن أن يكون مرجعه اختلاف المصادر والنصوص التي سجّلها الكتّاب عن سيرة عيسى ورسالته من بعده:

1-

قالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتانِيَ الْكِتابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبارَكاً أَيْنَ ما كُنْتُ وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيًّا (32) وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33) ذلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (34) ما كانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحانَهُ إِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (35) وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ (36) فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ (37)«1» [30- 37] .

(1) قال الحداد عن هذه الآيات إنها مقحمة على السياق لأنها مخالفة للقافية. وهذا ليس سببا صحيحا لأن مثل هذا وارد في سور أخرى. ومع ذلك فلو فرضنا أنها نزلت منفصلة ثم وضعت في مكانها للمناسبة فإنما يكون ذلك بأمر النبي صلى الله عليه وسلم وليس فيه تغيير وإخلال للموضوع والمقصد. وإذا كان قصده من كلمة مقحمة هو أنها مزيدة لأنه يزعم مثل هذا في شأن آيات أخرى فإن نصّ آيات الزخرف التالية مطابقة لها وتقرر ما تقرّره. وهذا فضلا عن أن هناك آيات عديدة تقرر ما تقرره مثل آيات سورة آل عمران هذه: ذلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآياتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ (58) إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ قالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (59) ومثل آية المائدة هذه: لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقالَ الْمَسِيحُ يا بَنِي إِسْرائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ [72] وبهذا تسقط الحجة والزعم الزائفان.

ص: 508

2-

وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ (57) وَقالُوا أَآلِهَتُنا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ (58) إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنا عَلَيْهِ وَجَعَلْناهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرائِيلَ (59) وَلَوْ نَشاءُ لَجَعَلْنا مِنْكُمْ مَلائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ (60) وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِها وَاتَّبِعُونِ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ (61) وَلا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (62) وَلَمَّا جاءَ عِيسى بِالْبَيِّناتِ قالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (63) إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ (64) فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ [الزخرف: 57- 65] .

وفي سور البقرة والمائدة والمؤمنون والشورى آيات تشير إلى اختلاف أهل الكتاب ومنازعاتهم إلى حد القتال وتفرقهم وتعدّد مذاهبهم وإخفائهم كثيرا مما في أيديهم من الكتاب. وتشمل النصارى بطبيعة الحال وهي هذه:

1-

كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (213) البقرة [213] .

2-

تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ وَآتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ وَلكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ ما يُرِيدُ (253) البقرة [253] .

3-

يا أَهْلَ الْكِتابِ قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِمَّا

ص: 509

كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتابِ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ [المائدة: 15- 16] .

4-

يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ وَاعْمَلُوا صالِحاً إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (51) وَإِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ (52) فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ [المؤمنون: 51- 53]«1» .

5-

شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ ما تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ (13) وَما تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتابَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ [الشورى: 13- 14] .

فهذه الآيات تعكس من دون شكّ كما هو المتبادر ما كان في نصوص الأناجيل التي كتبها البشر سواء منها التي يعترف بها النصارى وحدها اليوم أم جميعها مما كان موجودا في زمن النبي وضاع أو أبيد من تباين وتناقض واختلاف وما كان بينهم من اختلاف وتشاد وشكوك وتعدّد مذاهب وعقائد وأحزاب وقتال نتيجة لذلك وما كان من إخفائهم كثيرا من قراطيس الكتاب المنزل من الله. ولا يمكن أن تكون هذه الآيات إلّا صورة صادقة لما كان عليه أمر النصارى والأناجيل

(1) يزعم الحداد أن الآيات في صدد أحزاب المشركين والكلام فيها عائد لما بعدها. ومطلعها ينقض هذا الزعم فضلا عن أنها جاءت بعد ذكر نوح وهود وموسى وابن مريم وأمه ورسل آخرين أرسلوا تترى إلى أقوامهم (اقرأ الآيات 23- 50) حيث تفيد الآيات أن فيها إشارة إلى ما كان من تفرّق الناس بعد أولئك الرسل إلى أحزاب وهذا يصدق على أهل الكتاب كما يصدق على غيرهم بطبيعة الحال.

ص: 510

التي كانوا يتداولونها سواء منها التي وصلت إليها أم التي فقدت أو أبيدت.

واختلاف النصارى منذ القرون الأولى للنصرانية واستمرار ذلك وتعدّد مذاهبهم وتنوّع عقائدهم وما كان من تناحر وقتال بينهم نتيجة لذلك من الحقائق التاريخية التي لا تزال مستمرة والتي لا يمكن لأحد أن يكابر فيها.

ولقد قرأنا في ملحق جريدة «النهار» البيروتية المؤرخ في 1/ 1/ 1965، بحثا بتوقيع الأب يوسف دره ينطوي على زعم طريف. وقرأنا تفصيلا أوسع لهذا الزعم في الكتاب رقم (2)(الكتاب والقرآن) من كتب الحداد «1» وهو خاص بالأناجيل، وفاقع الطرافة جدا. وفيه من المفارقة أشدّ مما في اقتباس اصطلاح (كتاب الوحي) وإطلاقه على كتّاب الأسفار والأناجيل. فقد أورد الحداد بعض الأحاديث المرويّة عن النبي صلى الله عليه وسلم التي فيها أن القرآن أنزل على سبعة أحرف. وأورد أقوال المفسرين وعلماء القرآن الكثيرة التي لا يستند كثير منها بل أكثرها إلى أسناد وثيقة متصلة بالنبي صلى الله عليه وسلم أو علماء أصحابه وتابعيهم ولا تعدو أن تكون من باب الاجتهاد والتي من جملتها أن المسلمين اختلفوا في كتابة المصحف في زمن عثمان ثم اتفقوا على كتابته على حرف واحد وإهمال ما عداه فيمسك بهذا القول على غموضه وترك الأقوال الموضحة له ثم حمله ما لم يحمله وقال لا فضّ فوه إنهم بذلك أضاعوا علينا معرفة ما كان في الحروف الأخرى من مباينات وتناقضات واختلافات بالنسبة للحرف الذي أثبتوه واقتصروا عليه في حين أن الإنجيل نزل على أربعة أحرف تمثّلت في أناجيل متى ومرقس ولوقا ويوحنا ولم يكن فيها ما يخشاه النصارى من تناقض وتباين فاحتفظوا بها كما نزلت كشهادات متعدّدة على صحة الإنجيل ووحدة جوهره واتفاق معانيه على اختلاف ألفاظه.

والشرع العالمي والديني والمدني لا يقوم على صحة شهادة واحدة. وهكذا

(1) اسم الأستاذ الحداد هو الأب يوسف. ولا ندري هل هو نفسه صاحب مقال ملحق النهار وإن كنا نرجح ذلك لأن ما جاء في كتاب الحداد تفصيل لما جاء في الملحق.

ص: 511

تكون لصحة الإنجيل أربع شهادات بينما ليس للقرآن إلّا شهادة واحدة «1» .

وهكذا تجري المفارقة في القياس إلى الزعم صراحة أو ضمنا أنه كان للقرآن سبع نسخ مختلفة في العبارات والترتيب والتبويب والسياق والسور والألفاظ مثل الأناجيل الأربعة. وينسيه الهوى أن هذه الأناجيل ليست إلّا ترجمة لحياة عيسى كتبها أناس بعده سماعا ورواية وليس فيها ما يدلّ على أن فيها شيئا من إملائه مثل القرآن الذي هو من إملاء النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة، وأنها ليست أربعة بل أضعاف أضعاف هذا العدد وأن هناك من الدلائل ما يدل على كونها أكثر من أربعة بصورة قاطعة لأن في القرآن أشياء كثيرة ذكرت عن لسان عيسى وحياته ليست في الأناجيل الأربعة فضلا عن ما في هذه الأناجيل من ثغرات عديدة على ما نبهنا عليه قبل بحيث يكون في ذلك الزعم سخرية بالعقل والحقيقة وجرأة على الحق والمنطق.

وهذا فضلا عن أنه لم يقل أحد من المسلمين أن معنى نزول القرآن على سبعة أحرف اختلاف وتعدد في النصوص، والذي أجمع عليه أئمتهم أن ذلك كان لتيسير قراءته بأهمية متعددة وإملاء مختلف لسبب اختلاف اللهجات والأداء وأن كبار أصحاب رسول الله رأوا أن يكتبوه بهجاء ولهجة وإملاء لغة قريش لأنها لغة النبي الذي نزل القرآن عليه بتأييد آية سورة إبراهيم هذه: وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسانِ قَوْمِهِ [4] .

ونصّ الأحاديث المروية يؤيد كون القصد من الأحرف السبعة هو تيسير قراءة القرآن حسب استطاعة القارئ ما دام لا يغير كلمة بضدها حيث جاء في أحدها الذي رواه مسلم وأبو داود عن أبي بن كعب قال: «أتى جبريل النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال له إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرف، فقال: أسأل الله معافاته ومغفرته وإنّ أمتي لا تطيق ذلك. ثم أتاه الثانية فقال له إنّ الله يأمرك أن تقرأ أمتك على حرفين

(1) العبارة الأخيرة جاءت في ملحق النهار.

ص: 512

فقال أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك. ثم جاءه الثالثة فقال إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على ثلاثة أحرف فقال أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك. ثم جاءه الرابعة فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على سبعة أحرف فأيما حرف قرأوا عليه فقد أصابوا» . وفي رواية للترمذي: «إن النبي صلى الله عليه وسلم قال يا جبريل بعثت إلى أمة أمّيين منهم العجوز والشيخ الكبير والغلام والجارية والرجل الذي لم يقرأ كتابا قطّ. قال يا محمد إن القرآن أنزل على سبعة أحرف

» وهناك أحاديث فيها أحداث تطبيقية تدعم ذلك المعنى. منها حديث رواه مسلم عن أبيّ بن كعب قال: «كنت في المسجد فدخل رجل يصلّي فقرأ قراءة أنكرتها. ثم دخل آخر فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه. فلما قضيا الصلاة دخلنا جميعا على النبيّ فقلت إنّ هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه. ودخل هذا فقرأ سوى قراءة صاحبه فأمرهما رسول الله فقرأا فحسّن النبي شأنهما فسقط في نفسي من التكذيب ولا إذ كنت في الجاهلية. فلما رآه رسول الله قد غشيني ضرب في صدري ففضت عرقا وكأنما أنظر إلى الله عز وجل فرقا فقال لي يا أبيّ أرسل إليّ أن اقرأ القرآن على حرف فرددت إليه أن هوّن على أمتي فردّ إليّ الثانية اقرأه على حرفين فرددت إليه أن هوّن على أمتي فردّ إليّ الثالثة اقرأه على سبعة أحرف» . وهناك أحاديث أقلّ رتبة فيها بعض زيادات ولكن ليس فيها كذلك ذلك المعنى الذي تخيّله الأب يوسف الحداد أو يوسف دره. منها حديث رواه الإمام أحمد عن عمرو بن العاص أن رسول الله قال: «أنزل القرآن على سبعة أحرف على أي حرف قرأتم أصبتم. فلا تماروا فإنّ المراء فيه كفر» . وحديث رواه الإمام نفسه عن أبي طلحة قال: «قرأ رجل عند عمر فغيّر عليه فقال قرأت على رسول الله فلم يغيّر عليّ قال فاجتمعا عند رسول الله فقرأ أحدهما على النبي فقال له أحسنت، قال فكأن عمر قد وجد في نفسه من ذلك فقال له النبي إن القرآن كلّه صواب ما لم تجعل مغفرة عذابا أو عذابا مغفرة» . وحديث رواه أبو يعلى عن المنهال قال: «بلغنا أن عثمان قال يوما وهو على المنبر أذكر الله رجلا سمع النبي قال أنزل القرآن على سبعة أحرف كلّها شاف كاف إلّا قام فقاموا حتى لم يحصوا فشهدوا أنّ رسول الله قال ذلك فقال عثمان وأنا الجزء الثاني من التفسير الحديث 33

ص: 513

أشهد معهم» . وحديث رواه الإمام أحمد عن أبي هريرة قال: «قال النبي أنزل القرآن على سبعة أحرف المراء في القرآن كفر. ثلاث مرات فما علمتم فادخلوا به وما جهلتم فردّوه إلى عالمه» وفي رواية: «أنزل القرآن على سبعة أحرف. عليما حليما. غفورا رحيما» وكل ما يرجعه الحديث الأخير أن يخطئ القارئ فيقول عليما بدل حليما وغفورا بدل رحيما. وهو مع ذلك حديث لا يمكن الاستيثاق منه فلم يرد في كتب الأحاديث الصحيحة ورواته ليسوا موثقين مثل رواة هذه الأحاديث.

ومن يقرأ كتاب الإتقان للسيوطي الذي جمع الأقوال في صدد ومدى هذه الأحاديث ونقلها عنه الحداد يجد أن في بعضها ما ينفي أن يرجح على بعض آخر لأنه المتّسق مع روح الأحاديث. ومن ذلك «إنه ليس المراد بالسبعة حقيقة العدد بل التيسير والتسهيل. ولفظ السبعة يطلق على إرادة الكثرة في الآحاد كما يطلق لفظ السبعين على إرادة الكثرة في العشرات والسبعمائة على إرادة الكثرة في المئات» وهو ما قصده القرآن في هذه الألفاظ على ما يستلهم من روح الآيات التي وردت فيها «1» ومن ذلك: (أن المراد وجوه قراءات الكلمة التي تتحمل كتابتها قراءات عديدة مثل كلمة (عبد الطاغوت) التي يمكن أن تقرأ (عابد الطاغوت) و (عبدة الطاغوت) و (عبيد الطاغوت) ومثل كلمة (كتب) التي يمكن أن تقرأ (كتاب) ومثل كلمة (علم) التي يمكن أن تقرأ (عالم) وكلمة (بعد) التي يمكن أن تقرأ (باعد) وكلمة (يستيئس) التي يمكن أن تقرأ (يتبين) وأمثالها لأن الحروف لم تكن تنقط حين ذاك) . ومن ذلك: (إجازة تقديم وتأخير في الجملة مثل وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ [ق: 19] فيجوز قراءتها (وجاءت سكرة الحق بالموت) ومثل إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كاذِبٌ كَفَّارٌ [الزمر: 3] فيجوز قراءتها (من هو

(1) مثلا مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ [البقرة: 261] واسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ [التوبة: 80] فالمراد من هذا هو إرادة الكثرة والله أعلم.

ص: 514

كافر كذاب) ومثل يَطْبَعُ اللَّهُ عَلى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ [غافر: 35] فيجوز قراءتها (على قلب كل متكبر جبار) ومن ذلك: (إن الرخصة قد وقعت في ذلك الزمن لأن أكثر الناس لم يكونوا يكتبون ويقرأون ولم يكونوا يعرفون رسم الحروف ومخارجها) . ومن ذلك: (ما يقع من اختلاف في قراءة الإفراد والتثنية والتذكير والتأنيث وتصريف الأفعال من حاضر ومضارع ومخاطب وغائب واختلاف الإعراب باختلاف المواقع) . ومن ذلك: (إن المقصود من الرخصة أداء الكلمة الصوتي من إمالة وترقيق وتفخيم وإدغام وإظهار وإشباع ومدّ وقصر وتشديد وتخصيص وتليين دون تغيير في المعنى واللفظ والصورة) . ومنها (إن المقصود هو ترخيص قراءة الكلمة على وجهين أو ثلاثة أو سبعة تيسيرا وتهوينا) . ومنها: (إن المسلمين أجمعوا على تحريم إبدال آية بآية) ومنها (أن جماهير العلماء من السلف والخلف وأئمة المسلمين قالوا إن المصاحف العثمانية مشتملة على ما يحتمله رسمها من الأحرف السبعة وأنها جامعة للعرضة الأخيرة التي عرضها النبي صلى الله عليه وسلم على جبريل متضمنة لها لم تترك حرفا منها) . ومنها (أن أصحاب رسول الله لما رأوا أن الناس يختلفون في قراءة الكلمات أجمعوا على كتابتها على ما جاء في المصحف العثماني وعلى ما تحققوا أنه القرآن المستقر في العرضة الأخيرة وتركوا ما سوى ذلك. وإن ما يقرأه المسلمون فيه هو الذي كان يقرأ في العام الذي قبض النبي فيه وإن زيد بن ثابت الذي كتب مصحف أبي بكر كان كاتب وحي رسول الله وإنه شهد العرضة الأخيرة وكتبها لرسول الله وقرأها عليه وكان يقرئ الناس بها حتى مات.

ولذلك اعتمده أبو بكر وعمر في تدوينه وجمعه وولّاه عثمان كتابة المصاحف التي كانت طبقا لمصحف أبي بكر وترتيبه) .

ومن الجدير بالتنبيه أن الأحاديث المروية وأقوال جمهرة علماء المسلمين هي في صدد تلاوة القرآن وليست في صدد كتابته من حيث الأصل والمدى بحيث يمكن القول إنه لم يكن هناك مصاحف مكتوبة بكتابات مختلفة وهذا ما يؤيد كون القرآن لم يكن متعدد الصيغ والألفاظ كما يريد الحداد دره أن يوهمه وكل ما هنالك اختلاف في القراءة وبسبب احتمال كتابة الكلمات لهذا الاختلاف.

ص: 515

ونحن نعرف أن هناك روايات كثيرة تذكر أن آيات وسورا كانت تتلى ولم تكتب في مصحف عثمان وأنه كان لبعض أصحاب رسول الله مصاحف مغايرة في ترتيب سورها لترتيب هذا المصحف وأنه كان لبعض أصحاب رسول الله مصاحف خلت من المعوذتين والفاتحة أو فيها زيادة سورتين اسمهما الحفد والخلع أو فيهما كلمات مباينة في مبناها دون معناها لما في هذا المصحف وإن النبي توفي ولم تكن الآيات مرتبة في السور، والسور مرتبة في المصحف وإن كل هذا قد تمّ بعده في زمن أبي بكر ثم عثمان. وأن آيات لم تكن موجودة زيدت وآيات كانت موجودة رفعت لأغراض سياسية. ولقد اهتم الحداد لإبراز ذلك والاتكاء عليه وعلى الأقوال المرجوحة الأخرى ليدعم نظريته في حين أن كل تلك الروايات والأقوال لم ترد في كتب الأحاديث المعتبرة بل ولا الأقل رتبة من هذه الكتب. وهي روايات مرسلة لا يمكن التعويل عليها. وهناك روايات أوثق منها تنفيها وتثبت أن القرآن كان يكتب فور نزوله. وأن آياته رتبت في سورها وسوره رتبت في المصحف حسب المتداول بأمر النبي ووحي ربّه. وإن أبا بكر وكبار أصحاب رسول الله إنما حرروا نسخة تامة بعد انقطاع الوحي القرآني بموت النبي لكل ما تركه النبي قرآنا مستقرا غير منسوخ لتكون مصحفا يرجع إليه. وإن مصحف عثمان قد كان مطابقا لهذا المصحف ونقل عنه وكل ما كان من أمر هو كتابة الكلمات التي يمكن الاختلاف في قراءتها برسم وإملاء وتهجئة لغة قريش فصار ذلك هو المصحف العثماني وأبيد ما سواه لئلا يظلّ المسلمون يختلفون في قراءة القرآن من المصاحف التي كانت مكتوبة برسم وإملاء وتهجئة مختلفة قليلا أو كثيرا عن رسم وإملاء وتهجئة لغة قريش. وهناك دلالات قرآنية وأحاديث معتبرة تؤيد كل ذلك تأييدا قويا. ولقد أوردنا كل ذلك وعلّقنا عليه في كتابنا «القرآن المجيد» وانتهينا منه إلى حقيقة كون القرآن كان مكتوبا ومرتبا حسب ترتيبه المتداول في زمن النبي صلى الله عليه وسلم. ومن العجيب أن الحداد ينقل عن كتابنا ما أوردناه من الروايات المرجوحة دون المرجّحة والوثيقة ولا يورد تعليقاتنا التي فنّدنا بها الروايات المرجوحة وأثبتنا بها إلى تلك الحقيقة. لأن ذلك لا يوافق هواه الذي يحاول إبرازه والتركيز عليه.

ص: 516