الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سورة الشمس
في السورة توكيد بفلاح المتقين الصالحين وخسران المنحرفين الضالين.
وتذكير بحادث ناقة ثمود ونكال الله فيهم لتمردهم وطغيانهم. وتقرير لقابلية اكتساب الخير والشر في الإنسان وإيداع الله فيه تلك القابلية وإقداره على هذا الاكتساب. وهي عرض عام لأهداف الدعوة، وليس فيها مواقف حجاج وردود، مما يمكن أن يدل على أنها نزلت قبل الفصول التي ذكرت فيها مثل ذلك:
بسم الله الرحمن الرحيم
[سورة الشمس (91) : الآيات 1 الى 15]
بسم الله الرحمن الرحيم
وَالشَّمْسِ وَضُحاها (1) وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها (2) وَالنَّهارِ إِذا جَلَاّها (3) وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها (4)
وَالسَّماءِ وَما بَناها (5) وَالْأَرْضِ وَما طَحاها (6) وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها (7) فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها (9)
وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها (10) كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْواها (11) إِذِ انْبَعَثَ أَشْقاها (12) فَقالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ناقَةَ اللَّهِ وَسُقْياها (13) فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوها فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاها (14)
وَلا يَخافُ عُقْباها (15)
(1)
ضحاها: ضوءها في أول النهار.
(2)
تلاها: تبعها.
(3)
طحاها: بسطها أو وسعها.
(4)
ونفس وما سواها: جعلها سوية تامة الصفات والمظاهر خلقا وعقلا.
(5)
فألهمها فجورها وتقواها: هنا بمعنى أودع فيها قابلية الفجور والتقوى.
(6)
زكاها: طهرها بصالح الأعمال.
(7)
دساها: أفسدها بسيء الأعمال وخبيثها.
(8)
طغواها: طغيانها.
(9)
أشقاها: أشقى قوم ثمود وهو الذي عقر ناقة الله.
(10)
سقياها: نصيبها من الشرب.
(11)
عقروها: هنا بمعنى قتلوها.
(12)
فدمدم: دمر أو استأصل.
(13)
فسوّاها: أحاط عذابه بها.
(14)
لا يخاف عقباها: قال بعض المفسرين إن الجملة تعني أن الله لا يعبأ بأحد حينما ينزل عليهم عذابه ولا يسأل عن ذلك، كما قالوا إنها تعني شقيّ ثمود الذي أقدم على عقر الناقة دون أن يحسب حساب العاقبة «1» .
في السورة قسم رباني بما عدده من مظاهر الكون والخلق ونواميسها بأن المفلح السعيد من طهر نفسه باتباع الهدى وعمل الصالحات والتزام حدود الله، وبأن الخاسر الشقي من أفسدها بالضلال والتمرد والأفعال المنكرة. وفيها كذلك تذكير بما كان من تكذيب ثمود لنبيهم وطغيانهم وجرأة أحدهم نتيجة لذلك على عقر ناقة الله دون أبوه بتحذير نبيهم وبما كان من نكال الله فيهم.
والسورة احتوت تقريرا عام التوجيه مستمر المدى لأهداف الدعوة في تطهير النفس والتسامي بها عن الإثم والغواية، وتبشير المستقيمين بالفلاح والمنحرفين بالخسران. والإطلاق في كلمتي (زكاها ودساها) يمكن أن يتناول الطهارة الدينية والدنيوية أو الروحية والأخلاقية أو الفساد الديني والدنيوي أو الروحي والأخلاقي معا، كما أن الفلاح والخيبة الواردين مع الكلمتين يمكن أن يتناولا الدنيا والآخرة معا، وفي كل ذلك من جلال التلقين وشموله ما هو ظاهر.
(1) انظر تفسير الآيات في تفسير الطبري وابن كثير والبغوي مثلا.