الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
البلاغة:
{تِلْكَ آياتُ} أشار إلى القرآن بالعبيد لبيان علو منزلته وبعد مرتبته في الكمال.
المفردات اللغوية:
{الر} البدء بالحروف المقطعة إشارة إلى إعجاز القرآن، فمن هذه الحروف العربية الأبجدية ونحوها التي تكونت منها لغة العرب، تألفت آيات الكتاب المعجز، كما بينا في أول سورة البقرة وآل عمران وغيرهما من السور المتقدمة.
{تِلْكَ} إشارة إلى آيات السورة. {الْكِتابِ الْمُبِينِ} أي السورة، أي تلك الآيات التي أنزلت إليك في هذه السورة آيات السورة الظاهر أمرها في إعجاز العرب وتبكيتهم، أو الواضحة معانيها لنزولها بلسان العرب، أو المبينة لمن تدبرها أنها من عند الله، لا من عند البشر.
و {الْمُبِينِ} الموضّح المفصل ما يريد. {أَنْزَلْناهُ} أي الكتاب الذي فيه قصة يوسف. {قُرْآناً عَرَبِيًّا} مجموعا بلغة العرب، وسمي بعض القرآن قرآنا؛ لأن القرآن اسم جنس، يقع على كله وبعضه، وصار علما للكل بالغلبة. {لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} علة لإنزاله بهذه الصفة، أي أنزلناه مجموعا أو مقروءا بلغتكم كي تفهموه وتحيطوا بمعانيه.
{الْقَصَصِ} إما مصدر بمعنى الاقتصاص، وإما اسم مفعول بمعنى المقصوص من الخبر والأحاديث. وقص الخبر: حدثه على وجهه الصحيح. و {أَحْسَنَ الْقَصَصِ} لأنه اقتص على أبدع الأساليب، أو أحسن ما يقص؛ لاشتماله على العجائب والحكم والآيات والعبر.
{بِما أَوْحَيْنا} أي بإيحائنا إليك هذا القرآن، يعني السورة {لَمِنَ الْغافِلِينَ} عن هذه القصة، الجاهلين بها، فلم يكن لك فيها علم قط، ولا عرفت شيئا منها.
سبب النزول:
نزول الآية (3):
{نَحْنُ نَقُصُّ} : روى ابن جرير عن ابن عباس قال: قالوا:
يا رسول الله، لو قصصت علينا؟ فنزلت:{نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ} .
التفسير والبيان:
تشبه فاتحة هذه السورة فاتحة سورة يونس، لكن وصف القرآن هنا بالمبين
وهناك بالحكيم، والسبب أن سورة يوسف تعبر عن أحداث جسام مرّ بها نبي كريم صبور فناسبها الوصف بالبيان، وأما سورة يونس فموضوعها إثبات أصول الدين من توحيد الله، وإثبات الوحي والنبوة، والبعث والجزاء، وهذه يناسبها الوصف بالحكمة.
والمعنى: تلك الآيات التي أنزلت إليك في هذه السورة آيات السورة الظاهر أمرها في إعجاز العرب، وهذا تفسير الزمخشري. وقال أبو حيان: والظاهر أن المراد بالكتاب: القرآن، و {الْمُبِينِ} إما البيّن في نفسه، الظاهر أمره في إعجاز العرب وتبكيتهم، وأما المبين الحلال والحرام، والحدود والأحكام، وما يحتاج إليه من أمر الدين، أو المبين الهدى والرشد والبركة.
وعلى أي حال، فإن الكتاب اسم جنس يطلق على البعض وعلى الكل، فسواء قلنا: إن المراد به هذه السورة، أو كل القرآن، فالمقصود إثبات صفة القرآن، وصفاته لا تختلف بين السور جميعها، فكلها واضحة جلية تفصح عن أشياء مبهمة، وآياتها تبين وتفسر غوامض الأمور، وتوضح أحكام الشريعة، وترشد إلى ما هو خير في الدنيا والآخرة.
قال القرطبي وابن كثير: هذه آيات الكتاب وهو القرآن المبين، أي الواضح الجلي الذي يفصح عن الأشياء المبهمة ويفسرها ويبينها، يعني بالكتاب المبين:
القرآن المبين، أي المبين حلاله وحرامه، وحدوده وأحكامه، وهداه وبركته.
{إِنّا أَنْزَلْناهُ.} . أي إنا أنزلنا هذا القرآن على النبي محمد العربي، بلغة العرب أفصح اللغات وأبينها وأوسعها وأكثرها تأدية للمعاني التي تقوم بالنفوس، لتتعلموا ما لم تكونوا تعلمون من قصص وأخبار، وآداب وأخلاق، وأحكام وتشريعات، ومناهج حياة سليمة في السياسة والاجتماع والاقتصاد وشؤون الدولة، ولتتدبروا ما فيها من معان وأهداف،. تبني الفرد والجماعة على أقوم الأسس.