الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وإذا كان هذا من كلام يوسف فكأنه تعريض بامرأة العزيز في خيانتها أمانة زوجها، وتعريض بزوجها في خيانته أمانة الله حين ساعدها بعد ظهور الآيات على حبسه.
فقه الحياة أو الأحكام:
يستفاد من الآيات ما يأتي:
1 -
دلّ رجوع الملك إلى يوسف عليه السلام على فضيلة العلم والمعرفة التي تميّز بها يوسف عليه السلام على جميع الكهنة والعلماء حول الملك في مصر.
2 -
العلم المقرون بالعمل الصالح سبب للخلاص من المحنة الدّنيوية والأخروية، فقد نجّى الله يوسف من السّجن، وجعله من المحسنين الذين اختارهم الله لديه في الآخرة.
3 -
لا بأس بانتهاز الفرصة لإثبات الحقّ والصّدق والبراءة، فقد تريّث يوسف وتمهّل عن إجابة طلب الملك له.
4 -
الاعتصام بالصّبر والحلم وعزّة النّفس وصون الكرامة من أصول أخلاق الأنبياء، فإنّ يوسف تذرّع بالصّبر وحرص على إعلان براءته وعفّته، وصون سمعته في المجتمع.
ورد في الصّحيحين مرفوعا: «ولو لبثت في السّجن ما لبث يوسف لأجبت الدّاعي» .
وفي رواية: «يرحم الله أخي يوسف، لقد كان صابرا حليما، ولو لبثت في السّجن ما لبثه، أجبت الدّاعي، ولم ألتمس العذر» ،
وفي رواية أحمد: «لو كنت أنا لأسرعت الإجابة، وما ابتغيت العذر» ، و
في رواية الطّبري: «يرحم الله يوسف، لو كنت أنا المحبوس، ثم أرسل إليّ، لخرجت سريعا، أن كان لحليما ذا أناة» .
5 -
الواجب شرعا عدم المبادرة إلى الاتّهام بالسّوء والطّعن بالأعراض، فإن
يوسف عفّ عن اتّهام النّساء بالسّوء حتى يتحقّق الملك ذاته من التّهمة. وقدّر جميل أو معروف سيدته امرأة العزيز، فلم يذكرها بسوء، وفاء لزوجها وبرّا له، ورحمة لها وسترا عليها، وعفّة القول أجدى في مستقبل الزّمان.
6 -
من الخصال الحسنة: الجرأة في إعلان الحقّ، والصّراحة في إظهار الحقائق، وعدم التّردد في إنصاف الأبرياء وتصديق الأتقياء، فإن امرأة العزيز أعلنت براءة يوسف في مجتمع النّسوة أثناء الضّيافة فقالت:{وَلَقَدْ راوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ} ، وكررت اعترافها بالحقّ بعد مضي سنوات على الحادث بعد أن زجّ بيوسف في قيعان السّجون، فقالت:{الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ، أَنَا راوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ.} . ثمّ أكدّت ذلك بقولها: {ذلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ} أي أقررت بالصدق ليعلم أنّي لم أكذب عليه، ولم أذكره بسوء وهو غائب، بل صدقت وترفّعت عن الخيانة.
7 -
المؤمن الصّادق هو الذي يؤثر مرضاة الله تعالى، وإعزاز دينه على أي شيء في هذا الوجود، فإن يوسف حرص على تمسّكه بدينه وبمرضاة ربّه في كلّ ظروف المحنة التي مرّ بها مع النّساء.
8 -
إن مصير الخيانة والكيد الفشل وعدم تحقيق النّتائج: {وَأَنَّ اللهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الْخائِنِينَ} ومعناه: أن الله لا يهدي الخائنين بكيدهم، وإنما يبطله، ولا يسدّده، ولا ينفذه، وتكون عاقبة الكيد الفضيحة والاضمحلال