الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر قصد نور الدين رحمه الله
بلاد قليج أرسلان
ثم سار نور الدين إلى مملكة السلطان عز الدين قليج أرسلان بن مسعود ابن قليج أرسلان بن سليمان [بن (1)] قطلمش السلجوقى - صاحب قونية - عازما على حربه وأخذ البلاد منه، وسبب ذلك أن ذا النون بن الدانشمند (2) - صاحب ملطية - قصده عز الدين، وأخذ بلاده منه، فسار ابن الدانشمند صاحب ملطية إلى نور الدين مستجيرا به، وملتجئا إليه، فأكرم [نور الدين (1)] نزله، وأحسن إليه، وحمل إليه ما يليق أن يحمل إلى الملوك، وراسل (3) قليج أرسلان يشفع في إعادة بلاد ذى النون إليه، فلم يجبه إلى ذلك، فسار نور الدين وابتدأ بكيسون (4) ونهبه، ومرعش (5) ومرزبان فملكها وما بينها، وكان ملكه لمرعش في ذى القعدة من هذه السنة (5)؛ ثم سيّر طائفة من عسكره إلى سيواس فملكوها.
فراسل قليج أرسلان نور الدين واستعطفه، فوقع الصلح بينهما، وشرط
(1) ما بين الحاصرتين عن س (41 ا) راجع أيضا: (زامباور: معجم الأنساب والأسرات الحاكمة في التاريخ الاسلامى، ص 216، الترجمة العربية).
(2)
في الأصل - هنا وفيما يلى -: «الداشمند» وقد صحح الاسم بعد مراجعة: (زامباور: معجم الأنساب، الترجمة العربية، ص 220 - 221) وابن واصل ينقل هنا عن (ابن الأثير: الكامل، ج 11، ص 146 - 147) وكذلك فعل صاحب الروضتين (ج 1، ص 213 - 214).
(3)
في س: «وأرسل إلى» .
(4)
كذا في الأصل، وهى في س:«بلسيون» وما هنا عن ابن الأثير والروضتين.
(5)
ما بين الرقمين ساقط من س.
[نور الدين عليه (1)] أن ينجده بعساكر إلى الغزاة، ففعل (2)، وسلّمت سيواس إلى ذى النون (2)، وبقى [ذو النون] في خدمة نور الدين إلى أن مات نور الدين، فحينئذ عاد قليج أرسلان إلى البلاد فملكها، وهى مع ولده إلى اليوم.
والمرتب اليوم بالبلاد وله اسم السلطنة صبى صغير (3)، هو ابن ركن الدين ابن غياث الدين كيخسرو بن علا الدين كيقباذ بن كيخسرو بن قليج أرسلان المذكور، وكان التتر الملاعين قد استولوا على البلاد، وأبقوا بها ركن الدين والد هذا الصبى، وهرب أخوه عز الدين كيكاوس بن كيخسرو إلى ملك الروم صاحب قسطنطينية وهو عنده إلى اليوم، واستولى على ركن الدين معين الدين [سليمان] البرواناه (4)، ثم قتل معين الدين ركن الدين، وقام بأتابكية ولده الصبى المذكور، وخطب له بالبلاد، وملك (5) البلاد في الحقيقة التتر، والبرواناه نائبهم بها (5).
(1) ما بين الحاصرتين عن س (41 ب).
(2)
مقابل هذه الجملة في س: «وتعطى سيواس وغيرها لذى النون ففعل ذلك» .
(3)
هذا الصبى الصغير هو غياث الدين كيخسرو الثالث، وقد ولى الحكم في سنة 663 هـ وعمره سنتان ونصف سنة، ولهذا الاستطراد أهمية خاصة فهو يحدد الوقت الذى كان المؤلف - ابن واصل - يكتب فيه هذا الجزء من الكتاب، وواضح أنه كان يكتبه بعيد سنة 663 هـ وهى السنة التي تولى فيها هذا الصبى. أنظر:(زامباور: معجم الأنساب، الترجمة العربية، ص 218)
(4)
أضيف ما بين الحاصرتين عن: (المقريزى: السلوك، ج 1، ص 571 - 572) والبرواناه لفظ فارسى معناه في الأصل الحاجب، وقد أطلق في دولة سلاجقة الروم بآسيا الصغرى على الوزير الأكبر. (تعليقات الدكتور زيادة في نفس الصفحة من نفس المرجع).
(5)
هذه الجملة في س ناقصة ومضطربة المعنى ونصها: «وملك البلاد في الحقيقة (؟) والبرواناه نايبه» .