الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ظبى (1) المواضى وأطراف القنا الذبل
…
ضوامن لك ما حازوه من نفل
وكافل لك كاف ما تحاوله
…
عز وحزم (2) وبأس غير منتقل (3)
وما يعيبك ما نالوه (4) من سلب
…
بالختل، قد تؤسر الأساد بالحيل
وإنما أخلدوا حينا إلى خدع
…
إذ لم يكن لهم بالجيش من قبل
واستيقظوا، وأراد الله غفلتكم
…
لينفذ القدر المحتوم في الأزل
قنا لقا، وقسىّ غير موترة
…
والخيل عارية (5) ترعى مع الهمل
ما يصنع الليث - لا ناب ولا ظفر -
…
بما حواليه: من عفر ومن وعل
هلا وقد ركب الأسد الهصور وقد
…
سلّو الظبى تحت غابات من الأسل
ذكر مسير أسد الدين شيركوه الأوّل إلى مصر
ولما كانت سنة ثمان وخمسين وخمسمائة وصل أمير الجيوش أبو (6) شجاع شاور ابن مجير السعدى إلى دمشق، وذلك لست مضين من ربيع الأول، مستنصرا بنور الدين على ضرغام بن سوّار الملقب بالمنصور، وكان تغلب على الوزارة وأخرج شاورا منها، وقتل ولده طيّا، والخليفة يومئذ العاضد لدين الله أبو محمد عبد الله بن يوسف ابن أبى الميمون عبد المجيد [84] الحافظ لدين الله. والحكم للوزراء، من قهر
(1) في الأصل: «ظبا» .
(2)
في (الروضتين، ج 1، ص 128): «وعزم» .
(3)
في المرجع السابق: «منتحل» .
(4)
في نفس المرجع: «ما حازوه» .
(5)
في: (الروضتين، ج 1، ص 128): «عازبة» .
(6)
في الأصل: «نصر بن شجاع، وهو خطأ واضح، واسمه بالكامل: «أبو شجاع شاور بن مجير ابن نزار بن عشائر بن شاس السعدى» انظر ترجمته في: (ابن خلكان: الوفيات ج 2، ص 156 - 160).
بالسيف أخذها، والخلفاء بمصر تحت قهرهم؛ وكان الأمر كذلك من أيام المستنصر بالله معدّ بن الظاهر.
وشرط شاور لنور الدين أنه إن سيّر معه العسكر ليقوى بهم على خصمه ضرغام، وينتزع الوزارة منه، أن يكون لنور الدين حصة من البلاد، ويكون شاور متصرفا تحت أمره ونهيه واختياره، فتردد نور الدين رحمه الله في إجابته، فتارة يقوى عزمه على ذلك طلبا للزيادة في الملك وليقوى على عدو الدين، فإن لم يكن له رحمه الله همة إلا جهادهم؛ وتارة يثنى عزمه خوفا على العساكر من خطر الطريق بسبب توسط الفرنج بينه وبين الديار المصرية.
ثم إنه قوى عزمه، وصمم على إجابة شاور إلى ملتمسه، واستخار الله سبحانه في ذلك، فتقدم إلى أسد الدين بالتجهيز للمضى مع شاور، واستصحب معه العساكر، وسارو في صحبته شاور، وسار معهما نور الدين إلى طرف بلاد الإسلام مما يلى بلد الأفرنج في بقية العسكر، ليشغلهم عن التعرض لأسد الدين.
وكان قصارى الفرنج حفظ بلادهم من نور الدين، ثم فارق أسد الدين نور الدين، وسار بمن معه إلى الديار المصرية، وكانت الطريق إذ ذاك شرقى الكرك والشّوبك، على عقبة أيلة (1) إلى صدر (2) وسويس، ثم إلى البركة (3) التي على باب القاهرة.
(1) مدينة على ساحل بحر القلزم وهى المعروفة اليوم باسم العقبة اختصارا. انظر أخبارها في: (ياقوت: معجم البلدان) و (المقريزى: الخطط، ج 1، ص 298 - 300).
(2)
هكذا ضبطها ياقوت، وقال إنها قلعة خراب بين القاهرة وأيلة.
(3)
هى بركة الجب، وقد عرفها (المقريزى: الخطط، ج 3، ص 265 - 267) بقوله:«هذه البركة في الجهة البحرية من القاهرة على نحو بريد منها، عرفت أولا بجب عميرة، ثم قيل لها أرض الجب، وعرفت اليوم ببركة الحجاج من أجل نزول حجاج البر بها عند مسيرهم من القاهرة وعند عودهم. . . إلخ» .