الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثم توفى الخليفة المستنجد [120] بالله يوم الجمعة سابع ربيع الآخر من هذه السنة - أعنى سنة ست وستين وخمسمائة - فكانت خلافته إحدى عشرة سنة، وشهرا، وأحد عشر يوما، وكان يقظا (1) شهما عادلا حسن السيرة، وله شعر حسن، ذكرنا بعضه، ومما أنشده وزيره عون الدين بن هبيرة له [من قصيدة يقول (2)]:
كن عدوا مبرزا صفحته
…
أو فسالمنى إذا لم تك قرنى
في اشتباه الناس ود بينهم
…
ومناوأة إليها سوء ضغن
كم عدو زلّ (3) من ظهر أبى
…
وصديق أمّه ما ولدتنى
ذكر البيعة بالخلافة للمستضىء بنور الله
ابن المستنجد بالله
ولما توفى المستنجد بالله بويع بالخلافة ولده الإمام المستضىء بنور الله أبو محمد الحسن بن المستنجد [بالله (4)] بن المقتفى [لأمر الله (4)] بن المستظهر في عصر اليوم الذى توفى فيه أبوه - وهو يوم الجمعة سابع ربيع الآخر - البيعة الخاصة، وعمره إذ ذاك تسع (5) وعشرون سنة وثمانية أشهر وثمانية أيام، لأن مولده في ثالث عشر شعبان سنة ست وثلاثين وخمسمائة؛ وبويع يوم السبت غد هذا اليوم البيعة العامة،
(1) مكان هذا اللفظ في س: «شجاعا» .
(2)
ما بين الحاصرتين عن س.
(3)
س (ص 30 ا): «نازل» .
(4)
ما بين الحاصرتين زيادات عن س.
(5)
في س (ص 30 ب): «سبع» ، وما هنا هو الصحيح، فقد ولد المستضىء سنة 536، أنظر: المتن هنا و (السيوطى، تاريخ الخلفاء، ص 294).
وأخذ له البيعة على الناس وزيره (1) عضد الدين بن رئيس الرؤساء، وأقطعه (2) المستضىء ما كان يجرى في إقطاع ابن هبيرة، وأقطع قايماز - مملوك والده (2) - الحلة وأعمالها، (2) وأقطع تتامش وأخاه أردن - نسيبى قايماز (3) - واسطا وقوشان؛ وطوّق (4) قايماز ولقّبه ملك العرب، وسوّره (4)؛ ولم يكتف لهم بذلك حتى حمل إليهم من الأموال ما زاد على أمانيهم وآمالهم (2).
وبعث إلى الملك العادل نور الدين محمود بن زنكى خلعة - وكان بظاهر الموصل - فلبسها، ثم بعد دخوله الموصل خلعها على ابن أخيه سيف الدين.
وأطلق نور الدين المكوس بالموصل كلها، وكذلك فعل في سائر ما فتحه من البلاد؛ وأمر بإنشاء الجامع النورى بالموصل؛ وأقطع جزيرة ابن عمر لابن أخيه سيف الدين غازى، وكان مدة مقام نور الدين بالموصل سبعة عشر يوما، ثم رحل إلى الشام، وفى صحبته فخر الدين عبد المسيح، فغير اسمه نور الدين، وسمّاه عبد الله.
ووصل [121][نور الدين] إلى حلب في شعبان، وزوّج سيف الدين غازى ابنته، وفوّض القضاء بسنجار ونصيبين والخابور إلى الشيخ شرف الدين عبد الله ابن أبى عصرون، فولى بها نوابه؛ ثم رحل نور الدين إلى دمشق وصام بها شهر رمضان من هذه السنة؛ ثم خرج بعد العيد إلى المخيم ثم سار إلى عشترا.
(1) في الأصل: «وأخذ له البيعة على الناس كما كان وزيره ووزير أبيه بعده ابن هبيرة عضد الدين إلخ» ، وفى س (ص 30 ب):«وأخذ له البيعة على الناس ووزيره ووزير أبيه عضد الدين الخ» وهو نص مضطرب المعنى في كليهما، وقد حذفنا بعض الألفاظ ليستقيم المعنى، أنظر ترجمة هذا الوزير في:(ابن طباطبا: الفخرى، ص 280 - 282)، واسمه بالكامل:«عضد الدين أبو الفرج محمد بن أبى الفتوح عبد الله بن رئيس الرؤساء» .
(2)
ما بين الرقمين غير موجود في س.
(3)
أنظر أخبار قايماز وأقاربه في: (ابن الجوزى: المنتظم، ج 10، ص 253 - 255).
(4)
أي ألبسه الطوق والسوار.