الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العرب، وقد عرفها الجغرافيون بالرُّبع الخالى. وهي تمتد جنوبًا من ناحية حَريق إلى تخوم اليمن وحضر موت، كَما تمتد شرقًا من وادي دواسر إلى عمان، وتبلغ مساحة هذه الصحراء 50000 ميل مربع تقريبًا. وأرضها بلقع مصلحة تظهر فيها على أبعاد شاسعة مجموعات صغيرة من الشجيرات وبعض النخيل القمئ. وتخط أديم هذه الصحراء من الشمال إلى الجنوب جبال من الرمال تعترضها وتقطعها على زوايا قائمة، أي في طريق الرياح الشَّرقية السائدة، وجبال أصغر منها وأضأل. ويقال إن هذه الصحراء تتعرض بالنهار وبالليل لحرارة شديدة جدا بحكم وقوعها في المنطقة الحارة وانخفاض أرضها. ولا يستطيع أحد أن يجتاز هذه الصحراء كلها بل يتعذر ذلك على البدو أنفسهم.
المصادر:
(1)
ياقوت: المعجم، طبعة فستنفلد.
(2)
: Doughty Travels in Arabia Deserta.
(3)
: Palgrave A Year's Journey through Central and Easterm Arabia .
خورشيد [فولتن A.S. Fulton].
ديار بكر
وينطقها الترك ديار بِكِر: اسم كورة كانت موجودة فيما سبق، أما الآن فهي اسم يطلق على مدينة آمد (أمدة القديمة) ويعرفها الترك بقره آمد لسواد أسوارها ومبانيها المشيدة بحجر البازلت. وهي قصبة الكورة المعروفة بهذا الاسم، وتقع على الضفة اليسرى لدجلة على ارتفاع 2070 قدما فوق سطح البحر. ويصبح نهر دجلة صالحا للملاحة فيما يليها، ذلك أن الرموث المصنوعة من الجلد المنفوخ (كلِكِ) تسير فيه هابطة حتَّى تبلغ بغداد. ويبلغ عدد سكإنها 35000 نسمة منهم 20142 من المسلمين (ويدخل في هذا العدد 4130 كرديا) و 13560 من النصارى (1). وأسوارها على هيئة دائرة غير منتظمة يكتنفها 72 برجًا ما بين
(1) كان ذلك وقت كتابة المقال.
مستدير ومربع ومثمن، بما في ذلك قلعتها (إيج قلعة). وقد شيد قسطنطين هذه الأبراج ورممها يوستنيان. ولهذه الأسوار أربعة أبواب: باب الروم أو باب حلب في الغرب، وباب ماردين في الجنوب، وباب داغ قبو (أي باب الجبل) أو باب خربوت في الشمال، والباب الجديد في الشرق. وبالمدينة 28 مسجدا جامعا و 12 كنيسة و 130 سبيلا. وتصنع فيها الجلود المراكشية والمنسوجات الحريرية والقطنية والأدوات النحاسية والزجاجية والفخارية، كما يصنع فيها شراب مشهور جدًا يعرف باسم "شربت خيريه". وعلى مسيرة ميلين من منبع النهر جسر له أحد عشر عقدا.
وسلمت هذه المدينة لعياض بن غنم الفهرى من غير مقاومة سنة 19 هـ (640 م) إبان فتوح العراق (البلاذرى، ص 167) على عهد الخليفة عمر وغزاها العثمانيون سنة 921 هـ (1515 م) بعد وقعة جالدران. واسترد الروم آمد عام 347 هـ (958 م) أي بين هاتين الغزوتين. ودانت المدينة بعد انقضاء عهد تتش السلجوقى، لأسرة حاكمة انحدرت من صلب إينال التركمانى، وكان وزراء إينال هذا أحفاد أبي على بن نيسان. وفتحها صلاح الدين في المحرم سنة 579 هـ (مايو 1183 م) ونزل عنها لحليفه نور الدين محمَّد الأرتقى، وقد قوى خلفاء نور الدين حصونها، وأخذها تيمور بالحيلة. ثم ظلت في حوزة قرة يوسف وبيت الأق قيونلو إلى أن غزاها الشاه إسماعيل الصفوى عام 908 هـ (1502 م) وولى عليها أستاجلو أوغلى. وانتفض الأكراد وغيرهم من قبائل ديار بكر على الفرس فاضطر سكانها إلى الجهر بالولاء للسلطان سليم الأول، وحاصرهم قرة خان أخو أستاجلو أوغلى عاما وبعض عام ثم رفع بيقلو محمَّد عنهم الحصار واستولى على المدينة باسم هذا السلطان.
وتعد أسوار المدينة متحفًا للخطوط بحق. وشاهد ذلك أن عليها كتابات للخليفة العباسى المقتدر (297 هـ = 909 - 910 م) وكتابات لمحمد الأرتقى (579 هـ = 1183 م) وابنه ملك
صالح محمود (605 هـ = 1208 - 1209 م).
ويروى هذه المدينة نهيران، الأول فيه سمك يقدسه الأهالى بنوع خاص. والثاني يعرف باسم هَمْرَوث، ويخرج من قره داغ جنوبى المدينة.
وضفاف دجلة مغطاة ببساتين ينبت فيها البطيخ. وريحان باغى أي حديقة الريحان، أجمل هذه البساتين، وبالمدينة قبران يجلهما النَّاس: قبر الشَّهيد ابن خالد بن الوليد في مسجد خالد داخل القلعة، وقبر المؤرخ الفارسي لارى (منلا عزيز مصلح الدين) الذي ولد في لار، واعتكف في رباط للدراويش ودفن بالقرب من شيخ رومى (أوليا: سياحتنامه، جـ 4، ص 53، 55).
المصادر:
(1)
حاجى خليفة: جهاننما، ص 436 - : Charmoy Cheref-nameh ، المجلد الأول، جـ 1، ص 141 وما بعدها، 441 وما بعدها.
(2)
: Niebuhr Voyage en Arabie ، جـ 2، ص 324.
(3)
: Hommaire de Hell Voyage en Turquie، جـ 2، ص 466.
(4)
: Galden Description of Diarbekr Journ of the Royal Geogr Soc جـ 37، 1867 م، ص 182.
(5)
: Max Van Berchem Arabische Materialien: Lehmann--Haupt Ischriften في. Gottinger Abhandle، ص 22.
(6)
المؤلف نفسه: Inschriften Max von Oppeheim جـ 1، Inschriften Arab، ص 71، 91 وما بعدها.
(7)
Max. Van Berchem & Amida: J.Strzygowski.
(8)
H. Derenbourg في Bulletin de l'Acad. des Inscr، اجتماع 14 يونيه 1907.
(9)
: Strzygowski Kara-Amid (.Oriental. Archiv، جـ 1، ص 5) وبه صور شمسية.
خورشيد: [إيوار C. I. Huart]