الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هذا الفرض عسير، لأن هناك تهران أخرى بالقرب من إصفهان. ومع ذلك فإن من العجيب أن يتحول اسم البلد الأخير تيران > تيرون، على حين احتفظت القصبة برسمها الأصلى.
ويرى شندلر (Pers. irak East: H.Schindler لندن 1896، ص 121) أن تهران هى تير - آن، أى "السهول"(Vullers جـ 1، ص 486, تير: السهول Planities والبرية desertum) . وإذا أردنا أن نفسر المقطع تهر وجب علينا أن نبدأ بصيغته الأخيرة تير، ولكن من المحقق أننا سوف لا نصل إلى هدفنا إلا إذا وجدنا الكلمة فى صيغتها الأصلية فى بعض الوثائق. والاحتفاظ بالمقطع هر (yg >) نخرج منه بكلمة من المجموعة الشمالية (يبدل المقطع هر فى الجنوب سينا). ويقارن شندلر H.Schindler الاسم تهران باسم شمران (ويكتب شميران، انظر ما يلى) ويرى أنه هو جمع شمار أى "جبل تحتجز المياه عليه لتروى السهل"(برهان قاطع، ولم يرد بهذا الكتاب شاهد على ذلك). وكلمة شمر معناها بوجه عام بركة أو خزان ماء (Vullers جـ 2 ص 462) وهذا التخريج يؤدى بنا إلى معنى مفهوم كل الفهم؛ ومهما يكن من شئ فإن هذا الاسم كان له بلا شك أصل مشترك هو واسم الحصن الديلمى شمبران.
الموقع:
وطهران على خط طول 51 ْ 25 َ 2.8 َ شرقا، وعلى خط عرض 35 ْ 41 َ 6.83 َ شمالا، فى غور (كود) أسفل الأنوف الخارجية لجبال ألبرز، ويبلغ ارتفاع ممر سر توجال الذى يمتد على مسيرة اثنى عشر ميلا إلى الشمال من المدينة 12 ألف قدم. وليست هذه السلسلة من مقاسم ماء حوض بحر قزوين، إذ يخرج مما وراء ممر سر توجال نهرا كرج وجاجرود، وكلاهما يجرى صوب الصحراء الفارسية الوسطى. ويمتد أنف جنوبى من هذه السلسلة من الجبال على طول الضفة اليمنى لنهر جاجرود فيكون حاجزًا لسهل طهران من الشرق، ويعرف باسم سه بايه (الثلاثى الأرجل). وتقوم بليدة شاه عبد العظيم عند حده الجنوبى؛
وطهران. وطهران على ارتفاع 3810 قدما (H.Schindler). وترتفع الأرض مباشرة إلى الشمال من المدينة ارتفاعا يمتد ثلاث مراحل: من طهران إلى قصر قاجار (3 أميال) ومن قصر قاجار إلى زركنده ثلاثة أميال أخرى (على ارتفاع 4500 قدم) ثم من زركنده إلى سفح توجال.
ويقوم هنا على منحدر الجبل إقليم شمران الممراع الذى يزود أهل طهران بملجأ رطيب فى الصيف (مايو - سبتمبر) ويزود المدينة أيضا بالمياه. وليس بطهران أنهار، وإنما يحمل المياه إليها قرابة ثلاثين قناة باطنية (قناة، كاريز) عميقة طولها ما بين خمسة أميال وعشرة أميال تمتد من الينابيع التى فى الجبل.
وجو طهران ملائم فى فصل الشتاء وخم فى فصل الصيف. والتيفوس وغيره من الحميات وكذلك الزحار، من الأمراض المتوطنة هناك. ويغطى الضباب المنبعث من التربة المشبعة بماء الرى المدينة فى كل مساء. أما فيما عدا ذلك فالجو جاف. وجاء فى أرصاد شندلر (Klimatafeln aus Persien Pet mitt: H.Schindler، سنة 1909، ص 361، 270) خلال سبعة عشر عاما متصلة قضاها فى طهران (1892 - 1908) أن المعدل السنوى لسقوط الثلج والأمطار هناك يتراوح بين 25 - 134 مليمترا (1901) و 75 - 330 (1904) مليمترا، وكان شتاء عام 1894 - 1895 خاليا تماما من الأمطار والثلوج. ولم تسقط أية قطرة من المطر إبان صيف عام 1905 - 1906. ويتراوح سقوط الثلج فى الشتاء ما بين 50 - 16 - 25 - 96 مليمترا.
ويبلغ متوسط درجة الحرارة السنوية 16.9 مئوية بحد أعلى يبلغ + 42.2 وبحد أدنى قدره - 16.1 وتوجد فى كتاب بروكش (Brugsch، جـ 2، ص 475 - 481) وفى كتاب ستال (Stahl: ص 52) أرصاد أخرى.
وذكر بعض الكتاب (مثل كنير Kinneir وكيرزون Curzon) أن اختيار طهران قصبة للبلاد دليل على حكمة القاجار الذين أرادوا أن يشرفوا على