الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فيه بالشرح إنه قد بدئ فيه قبل عام 1857 بوقت طويل. وشيد بولاك نفسه فى عام 1853 مستشفى إلى الشمال من الباب الشمالى للمدينة. وكانت هذه العمائر الجديدة قليلة العدد، ولم تشيد وفق أية خطة منظمة. وكانت المدينة سنة 1861 لا تزال داخل حدود المربع القديم. وقدر بروكش Brugsch عدد سكان طهران فى الصيف بثمانين ألف نسمة، وفى الشتاء بمائة وعشرين ألف نسمة.
المدينة الجديدة
طرأ على المدينة تغيير جوهرى فى الأعوام من 1869 إلى 1874 (انظر Stahl Curzon H. Schindler؛ إن الأرقام الرسمية لمشروعات التنمية الخاصة بالمدينة لم تكتشف بعد). وقد امتدت المدينة من جميع نواحيها واختفى الخندق القديم والأسوار. واتخذت طهران شكل المثمن غير المنتظم يحيط بها تحصينات جديدة (أبراج بارزة من الثرى بها خنادق) على غرار تحصينات باريس، على أنه لم يكن لها أهمية حربية. ويذكر كرزون جـ 1، ص 305) أن هذا العمل قد تم إبان المجاعة التى وقعت عام 1871، (انظر Persia during the famine: Brittlebank لندن 1873). وجعل للمدينة اثنى عشر بابا. وقد احتفظ بالأبواب القديمة داخل المدينة، ولكن أسماءها نقلت إلى الأبواب المقابلة لها على خطوط التحصينات الجديدة. ويبلغ طول هذه التحصينات 20 ألف ياردة، وتبلغ المساحة التى تشغلها المدينة الآن سبعة أميال مربعة ونصف الميل (H.Schindler). وأقيم أمام باب دولت القديم "طوب خانه" ذات الشأن (دار الصناعة) ومساحتها 250 × 120 ياردة ويحيط بها ثكنات المدفعية. وأقيم ميدان التدريب العسكرى (ميدان مشق) وهو أكثر من ذلك اتساعا، إذ تبلغ مساحته 550 × 350 ياردة، إلى الشمال الغربى من طوبخانه. ويمتد الآن طريقان متوازيان هامان هما خيابان علاء الدولة ولاله زاد، من ميدان طوب خانه إلى الشمال. وقد ضمت المتنزهات القديمة التى كانت خارج الأسوار إلى المدينة وهى لاله زار وبخاستان وغيرهما. واستهوت الأحياء الجديدة أولا وقبل
كل شئ السفارات الأجنبية. واستقرت البعثتان الفرنسية (Gardane) والإنجليزية (H. Jones Ouseley) الأولى فى بيت أمين الدولة بالقرب من باب الشاه عبد العظيم القديم. وبنيت سفارة إنجليزية أيام أوسلى Ouseley على أرض من أملاك زمبوركجى باشى ومنحها الشاه للإنجليز، وكانت هذه الأرض بالقرب من أرض أخرى للمالك نفسه قتل عندها كريبويدوف Griboyedow، وشيدت السفارة الإنجليزية الجديدة عام 1870 فى آخر طريق علاء الدولة. وعندما استقرت السفارة الروسية نهائيا فى طهران عام 1834 سكنت فى بيت رئيس الوزراء حاجى ميرزا أغاسى فى الأرك ذاته. وابتنى الروس أنفسهم سفارة لهم عام 1880 فى حى بامنار (إلى الشرق من الأرك) ولكنهم استقروا نهائيا سنة 1915 فى منتزه الأتابك إلى الشمال من السفارة الإنجليزية مباشرة. وتقوم السفارتان التركية والفرنسية إلى الشرق والغرب من السفارة الإنجليزية. وحذت المتاجر الأوربية ووجهاء الفرس حذو السفارات. . غير أن المركز التجارى للمدينة لا يزال قائما فى السوق القديمة التى إلى الجنوب من الأرك.
ولا يوجد بطهران عمائر عامة جميلة. ومسجد السياه سالار (ميرزا حسين خان المتوفى عام 1289 هـ = 1881 م) هو أروع عمائر طهران (بالحى الجديد فى الشمال الشرقى إلى جانب قصر بهارستان الذى احتله المجلس منذ عام 1906) وبدأت عمارة هذا المسجد عام 1296 هـ (1878 م؛ انظر مآثر الآثار، ص 83) وتمت حوالى عام 1890. وعلى مدرسة هذا المسجد نقش مورخ بسنة 1320 هـ (1884 م).
وجمال طهران يتمثل فى جوهره فى بيوتها الخاصة الكبيرة بحدائقها وأزهارها. ويوجد حولها كثير من البيوت الخلاوية وقصور على الطراز القاجارى لا تخلو من مسحة من الجمال الفنى، وهى تعد امتدادا لتقاليد العمارة الصفوية مثل قصر: عشرت اباد إلى الشمال من طهران (انظر صورته فى كتاب Curzon جـ 1، ص 34، وانظر صفحة 326 وفى D'Allemagne قصر شمس العمارة فى الأرك).