الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نماذج من تواضع الصحابة رضوان الله عليهم:
اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم كان صحابته رضوان الله عليهم يقومون بما كان يقوم به النبي صلى الله عليه وسلم من الأعمال الجليلة والخلق الكريم من التواضع وخفض الجناح.
(فكان أبوبكر رضي الله عنه يحلب الشاة لجيرانه، وكان عمر رضي الله عنه يحمل قربة الماء، وكان عثمان رضي الله عنه وهو يومئذ خليفة - يقيل في المسجد ويقوم وأثر الحصباء في جنبه، وكان علي رضي الله عنه يحمل التمر في ملحفة ويرفض أن يحمله عنه غيره، وكان أبو الدرداء ينفخ النار تحت القدر حتى تسيل دموعه.
وصنوة القول إنهم رضي الله عنهم ساروا على نهج الرسول الكريم فلم يستكبر منهم أحد أو يستنكف عن القيام بتلك الأعمال اليسيرة النافعة مهما عظمت مكانة الواحد منهم) (1).
تواضع الصديق رضي الله عنه:
يحلب للحي أغنامهم:
(لما استُخلف - أبو بكر الصديق رضي الله عنه أصبح غادياً إلى السوق وكان يحلب للحي أغنامهم قبل الخلافة فلما بويع قالت جارية من الحي الآن لا يحلب لنا فقال بلى لأحلبنها لكم وإني لأرجو ألا يغيرني ما دخلت فيه)(2).
وكان يقول: (وددت أني شعرة في جنب عبد مؤمن)(3).
قال هذا وهو من المبشرين بالجنة، وهو الصديق العظيم صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وخليفته من بعده!!
تواضع عمر رضي الله عنه
يخلع خفيه ويضعهما على عاتقه ويأخذ بذمام ناقته:
عن طارق بن شهاب، قال:(خرج عمر بن الخطاب إلى الشام ومعنا أبو عبيدة بن الجراح فأتوا على مخاضة وعمر على ناقة له فنزل عنها وخلع خفيه فوضعهما على عاتقه، وأخذ بزمام ناقته فخاض بها المخاضة، فقال أبو عبيدة: يا أمير المؤمنين أنت تفعل هذا، تخلع خفيك وتضعهما على عاتقك، وتأخذ بزمام ناقتك، وتخوض بها المخاضة؟ ما يسرني أن أهل البلد استشرفوك، فقال عمر: أوه لم يقل ذا غيرك أبا عبيدة جعلته نكالا لأمة محمد صلى الله عليه وسلم إنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام فمهما نطلب العزة بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله)(4).
يدعو المساكين والأرقاء فيأكل معهم
عن أبي محذورة قال: (كنت جالسا عند عمر رضي الله عنه، إذ جاء صفوان بن أمية بجفنة يحملها نفر في عباءة، فوضعوها بين يدي عمر، فدعا عمر ناسا مساكين وأرقاء من أرقاء الناس حوله، فأكلوا معه، ثم قال عند ذلك: فعل الله بقوم أو قال لحى الله قوما يرغبون عن أرقائهم أن يأكلوا معهم!! فقال صفوان: أما والله، ما نرغب عنهم، ولكنا نستأثر عليهم، لا نجد والله من الطعام الطيب ما نأكل ونطعمهم)(5).
- يرفع على عاتقه قربة ماء
وعن عروة بن الزبير رضي الله عنهما قال: (رأيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه على عاتقه قربة ماء فقلت: يا أمير المؤمنين لا ينبغي لك هذا فقال: لما أتاني الوفود سامعين مطيعين دخلت نفسي نخوة فأردت أن أكسرها)(6).
تواضع عثمان رضي الله عنه
يقيل في المسجد وأثر الحصبى بجنبه وهو خليفة!!
(1)((الأخلاق الإسلامية)) لجمال نصار - بتصرف - (ص 237).
(2)
((التبصرة)) لابن الجوزي (ص 408).
(3)
رواه أحمد في ((الزهد)) (90) رقم (560)، وذكره ابن الجوزي في ((المنتظم)) (4/ 63) من حديث أبي عمر الجوني رحمه الله.
(4)
رواه الحاكم (1/ 130)(207) من حديث طارق بن شهاب رحمه الله. وقال: صحيح على شرط الشيخين. ووافقه الذهبي. وصححه الألباني في ((صحيح الترغيب)) (2893).
(5)
رواه البخاري في ((الأدب المفرد)) (201) والحسين بن حرب في ((البر والصلة)) (182) من حديث أبي محذورة رضي الله عنه. وصححه الألباني في ((صحيح الأدب المفرد)) (148).
(6)
ذكره القشيري في ((الرسالة القشيرية)) (1/ 279) من حديث عروة بن الزبير رحمه الله.
قال الحسن: (رأيت عثمان بن عفان يقيل في المسجد وهو يومئذ خليفة ويقوم وأثر الحصى بجنبه فنقول هذا أمير المؤمنين هذا أمير المؤمنين)(1).
يركب على البغلة ويردف عليها غلامه وهو خليفة
عن ميمون بن مهران قال: (أخبرني الهمداني أنه رأى عثمان بن عفان رضي الله عنه على بغلة، وخلفه عليها غلامه نائل وهو خليفة)(2).
تواضع علي رضي الله عنه
يلبس الإزار المرقوع ليقتدي به المؤمن ويخشع به القلب:
عن عمرو بن قيس الملائي عن رجل منهم قال: (رئي على علي بن أبي طالب إزار مرقوع فقيل له تلبس المرقوع فقال يقتدي به المؤمن ويخشع به القلب)(3).
(وأنه رضي الله عنه قد اشترى لحما بدرهم فحمله في ملحفته فقيل له نحمل عنك يا أمير المؤمنين فقال لا أبو العيال أحق أن يحمل)(4).
تواضع عبد الله بن سلام رضي الله عنه
يحمل حزمة من حطب ليدفع به الكبر:
أن عبد الله بن سلام رضي الله عنه مر في السوق وعليه حزمة من حطب فقيل له أليس الله قد أعفاك عن هذا قال بلى ولكن أردت أن أدفع به الكبر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر)) (5).
(1)((التبصرة)) لابن الجوزي (ص 437).
(2)
((الزهد)) لأحمد (ص158).
(3)
((الزهد)) لهناد بن السري (2/ 368)
(4)
((إحياء علوم الدين)) للغزالي (2/ 368)
(5)
رواه أحمد في ((الزهد)) (150)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (29/ 133) من حديث عبد الله بن سلام رضي الله عنه. وصحح سنده البوصيري في ((إتحاف الخيرة)) (7/ 375)، وصححه الألباني في ((السلسلة الصحيحة)) (3257).