الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الرحمة في واحة الشعر
..
قال الحافظ أبو القاسم ابن عساكر:
بادر إلى الخير يا ذا اللب مغتنما
…
ولا تكن من قليل العرف محتشما
واشكر لمولاك ما أولاك من نعمٍ
…
فالشكر يستوجب الإفضال والكرما
وارحم بقلبك خلقَ الله وارعَهُم
…
فإنَّما يرحم اللهُ منْ رَحِما
وقال الحافظ زين الدين العراقي:
إنْ كنتَ لا ترحم المسكين إن عَدِما
…
ولا الفقير إذا يشكو لك العَدما
فكيف ترجو من الرحمن رحمته
…
وإنَّما يرحم الرحمنُ من رَحِما
وقال الحافظ أبو الفضل بن حجر:
إنّ منْ يرحمُ أهلَ الأرضِ قد عَدِما
…
جاءنا يرحمه من في السَّما
فارحمِ الخلقَ جميعاً إنّما
…
يرحمُ الرحمنُ منّا الرُّحما
وقال الحافظ رضوان:
الحبُّ فيكَ مسلسلٌ بالأوّل
…
فاحْنِنْ ولا تسمع كلامَ العُذَّلِ
ارحمْ عبادَ الله يا من قد علا
…
من يرحمِ السُّفلاء يرحمْه العلي
وقال صاحبنا الشهاب المنصوري:
يا ملوكَ الجمال نحن أُسارى
…
في هواكم وقد عدمنا الفداءَ
فارحمونا فإنَّما يرحم اللـ
…
ـه تعالى من خلقه الرحماءَ
وقال أيضاً:
أخْلِقْ بمن يظلم أن يُظلما
…
وبالذي يرحم أن يُرحما
من لم يكن يرحم بالقلب منْ
…
في الأرض لم يرحمه من في السَّما
وقال أيضاً:
إن تُرِدْ أن تكونَ من رحمة اللـ
…
ـه قريباً وفي النعيم مقيما
فارحمِ الناسَ رأفةً واعف عنهم
…
إنَّما يرحمُ الرحيم الرحيما
وقال أبو الفتح محمد بن أحمد الكندي:
سامحْ أخاك الدَّهر مهما بدَتْ
…
منه ذنوبٌ وقعُها يعظُمُ
وارحم لتلقى رحمة في غدٍ
…
فربُّنا يرحمُ من يرحمُ (1)
وقال ابن معصوم المدني:
معصيتي أعظمُ من طاعَتي
…
لكن رجائي منهما أعظمُ
وأنت ذو الرحمَة يا سيِّدي
…
إن لم تكن ترحمُ من يَرحمُ
وقال السهمي:
خالل خليل أخيك وأخو إخاءه
…
واعلم بأن أخا أخيك أخوكا
وبنيك ثم بني بنيك فكن بهم
…
براً فإن بني بنيك بنوكا
وارفق بجدك رحمة وتعطفاً
…
ترحم فإن أبا أبيك أبوكا (2)
وقال آخر
يا راحم الضعفاء نظرة رحمة
…
لمعذب مضني الفؤاد تشوقا
يرجوك فضلا أن تمن ترحما
…
بشفاعة تمحو ذنوبا سبقا (3)
وقال ابن يعقوب:
إن كنت ترجو من الرحمن رحمته
…
فارحم ضعاف الورى يا صاح محترماً
واقصد بذلك وجه الله خالقنا
…
سبحانه من إله قد برى النسما
واطلب جزا ذاك من مولاك رحمته
…
فإنما يرحم الرحمن من رحما (4)
وقال ابن الرومي:
أرائمتي رجِّي من اللَّه رحمةً
…
مُوكَّلةً بالأمهاتِ الروائمِ
وإنّ الذي تَسترْحِمُ الأمُّ لابنِها
…
بها وبه لاشكَّ أرْحَمُ راحم (5)
وقال ابن الشوائطي:
بادر إلى الخير يا ذا اللب واللسن
…
واشكر لربك ما أولى من المنن
وارحم بقلبك خلق الله كلهم
…
ينلك رحمته في الموقف الخشن (6)
…
(1)((الازدهار في ما عقده الشعراء من الأحاديث والآثار)) (ص: 98).
(2)
((البصائر والذخائر)) (3/ 49).
(3)
((ذيل نفحة الريحانة)) (ص6).
(4)
((الضوء اللامع)) (8/ 137).
(5)
((ديوان ابن الرومي)) (3/ 268).
(6)
((الضوء اللامع)) (5/ 174).