المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌نماذج من شجاعة الصحابة رضي الله عنهم: - موسوعة الأخلاق الإسلامية - جـ ١

[مجموعة من المؤلفين]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمات في الأخلاق الإسلامية

- ‌معنى الأخلاق لغة واصطلاحاً

- ‌تعريف علم الأخلاق وموضوعه

- ‌أهمية الأخلاق

- ‌الثمرات المستفادة من دراسة الأخلاق

- ‌الغاية من الالتزام بالأخلاق

- ‌مصادر الأخلاق الإسلامية

- ‌تقسيم الأخلاق باعتبار علاقاتها

- ‌خصائص الأخلاق الإسلامية

- ‌فضائل مكارم الأخلاق

- ‌مكارم الأخلاق ضرورة اجتماعية

- ‌أصالة الأخلاق عند المسلمين

- ‌الفرق بين الأخلاق والصفات الإنسانية

- ‌اكتساب الأخلاق الإسلامية

- ‌قابلية الناس لاكتساب الأخلاق

- ‌وسائل اكتساب الأخلاق

- ‌1 - تصحيح العقيدة:

- ‌2 - العبادات:

- ‌3 - قراءة القرآن:

- ‌4 - التدريب العملي والرياضة النفسية:

- ‌5 - التفكر في الآثار المترتبة على حسن الخلق:

- ‌6 - النظر في عواقب سوء الخلق:

- ‌7 - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتواصي بالحق:

- ‌8 - علو الهمة:

- ‌9 - الصبر:

- ‌10 - الموعظة والنصح:

- ‌11 - التواصي بحسن الخلق:

- ‌12 - أن يتخذ الناس مرآة لنفسه:

- ‌13 - القدوة الحسنة:

- ‌14 - مصاحبة الأخيار وأهل الأخلاق الفاضلة:

- ‌15 - الغمس في البيئات الصالحة:

- ‌16 - الاختلاف إلى أهل الحلم والفضل وذوي المروءات:

- ‌17 - الضغط الاجتماعي من قبل المجتمع الإسلامي:

- ‌18 - إدامة النظر في السيرة النبوية:

- ‌19 - النظر في سير الصحابة الكرام وأهل الفضل والحلم:

- ‌20 - سلطان الدولة الإسلامية:

- ‌أسباب الانحراف عن الأخلاق الإسلامية

- ‌حث الإسلام على الخلق الحسن

- ‌موقف أعداء المسلمين من الأخلاق الإسلامية

- ‌الرد على من يقول بنسبية الأخلاق

- ‌أحاديث لا أصل لها أو موضوعة في الأخلاق

- ‌ الإحسان

- ‌الفرق بين الإحسان وبعض الصفات

- ‌الأمر بالإحسان والترغيب فيه من القرآن والسنة

- ‌أقوال السلف والعلماء في الإحسان

- ‌أقسام الإحسان

- ‌آثار وفوائد الإحسان

- ‌صور الإحسان

- ‌الأمثال في الإحسان

- ‌الإحسان في واحة الشعر

- ‌ الألفة

- ‌الترغيب والحث على الألفة من القرآن والسنة

- ‌أقوال السلف والعلماء في الألفة

- ‌فوائد الألفة

- ‌أسباب الألفة

- ‌الألفة في واحة الشعر

- ‌ الأمانة

- ‌الترغيب في الأمانة من القرآن والسنة

- ‌أقوال السلف والعلماء في الأمانة

- ‌فوائد الأمانة

- ‌صور الأمانة

- ‌الأمانة صفة الرسل

- ‌الرسول صلى الله عليه وسلم القدوة في الأمانة

- ‌نماذج في الأمانة من الأمم الماضية

- ‌ما ترمز إليه الأمانة من معاني

- ‌العمل بالحيل يفتح باب الخيانة

- ‌الأمانة في واحة الشعر

- ‌ الإيثار

- ‌الفرق بين الإيثار والسخاء والجود:

- ‌الترغيب والحث على الإيثار من القرآن والسنة

- ‌أقسام الإيثار:

- ‌فوائد الإيثار

- ‌درجات الإيثار

- ‌موانع اكتساب صفة الإيثار

- ‌الوسائل المعينة على اكتساب الإيثار

- ‌نماذج من إيثار رسول الله صلى الله عليه وسلم:

- ‌نماذج من إيثار الصحابة رضوان الله عليهم:

- ‌نماذج من إيثار السلف رحمهم الله:

- ‌نماذج من إيثار العلماء المعاصرين:

- ‌أقوال وحكم في الإيثار

- ‌الإيثار في واحة الشعر

- ‌التأني أو (الأناة)

- ‌فوائد التأني

- ‌صور التأني

- ‌التأني في واحة الشعر

- ‌ التعاون

- ‌الألفاظ المترادفة في التعاون

- ‌فضل التعاون

- ‌الترغيب والحث على التعاون

- ‌أقوال العلماء في التعاون

- ‌أقسام التعاون

- ‌فوائد التعاون

- ‌مضار التعاون على الإثم والعدوان

- ‌صور من التعاون

- ‌موانع اكتساب التعاون

- ‌الأسباب المعينة على اكتساب التعاون:

- ‌نماذج تطبيقية من الأنبياء والمرسلين في التعاون:

- ‌نماذج تطبيقية من الأمم السابقة في التعاون:

- ‌نماذج تطبيقية من النبي صلى الله عليه وسلم في التعاون:

- ‌نماذج تطبيقية من الصحابة في التعاون:

- ‌ميادين التعاون

- ‌أصناف الناس في التعاون

- ‌مسائل متفرقة حول التعاون

- ‌التعاون في واحة الشعر

- ‌ التواضع

- ‌الفرق بين التواضع وبعض الصفات

- ‌الترغيب والحث على التواضع من القرآن والسنة

- ‌أقوال السلف والعلماء في التواضع

- ‌أقسام التواضع

- ‌من آثار خلق التواضع

- ‌درجات التواضع

- ‌صور التواضع

- ‌الأسباب التي تعين على التواضع

- ‌نماذج من تواضع النبي صلى الله عليه وسلم:

- ‌نماذج من تواضع الصحابة رضوان الله عليهم:

- ‌نماذج من تواضع السلف:

- ‌نماذج من تواضع العلماء المتقدمين:

- ‌نماذج من تواضع العلماء المعاصرين:

- ‌التواضع في واحة الشعر

- ‌ الجود، والكرم، والسخاء، والبذل

- ‌الفرق بين صفة الجود وبعض الصفات

- ‌الألفاظ المترادفة في الجود والكرم

- ‌الحث على الجود والكرم والسخاء من القرآن والسنة

- ‌أقوال السلف والعلماء في الكرم والجود والسخاء

- ‌أقسام الجود

- ‌فوائد الكرم والجود والسخاء

- ‌صور الكرم والجود والسخاء

- ‌الأسباب المعينة على الكرم والجود والسخاء

- ‌نماذج من كرم الأنبياء والمرسلين:

- ‌نماذج من كرم العرب وجودهم في العصر الجاهلي:

- ‌نماذج من كرم النبي صلى الله عليه وسلم وجوده:

- ‌نماذج من كرم الصحابة وجودهم:

- ‌نماذج من السلف في الكرم والجود:

- ‌نماذج من العلماء المعاصرين في الكرم والجود:

- ‌حكم وأمثال في الكرم والجود

- ‌الكرم والجود في واحة الشعر

- ‌ الحلم

- ‌الفرق بين الحلم وبعض الصفات

- ‌الترغيب على صفة الحلم من القرآن والسنة

- ‌أقوال السلف والعلماء في الحلم

- ‌آثار وفوائد خلق الحلم

- ‌الوسائل المعينة للتخلق بصفة الحلم

- ‌نماذج من حلم النبي صلى الله عليه وسلم:

- ‌نماذج من حلم الصحابة رضي الله عنهم:

- ‌نماذج من حلم السلف:

- ‌نماذج من حلم العلماء المعاصرين:

- ‌مسائل متفرقة حول الحلم

- ‌الحلم في واحة الشعر

- ‌ الحياء

- ‌الحياء صفة من صفات الله عز وجل

- ‌الفرق بين الحياء والخجل

- ‌فضل الحياء

- ‌الترغيب والحث على الحياء من القرآن والسنة

- ‌أقوال السلف والعلماء في الحياء

- ‌أقسام الحياء

- ‌فوائد الحياء

- ‌درجات الحياء

- ‌صور الحياء

- ‌من مظاهر قلة الحياء

- ‌موانع اكتساب الحياء

- ‌الوسائل المعينة على اكتساب الحياء

- ‌نماذج من حياء الأنبياء والمرسلين:

- ‌نماذج من حياء الأمم السابقة:

- ‌نماذج من حياء النبي صلى الله عليه وسلم:

- ‌نماذج من حياء الصحابة رضي الله عنهم:

- ‌نماذج من حياء السلف:

- ‌وأخيراً:

- ‌ الرحمة

- ‌مقتضى الرحمة

- ‌الفرق بين الرحمة والرأفة

- ‌فضل الرحمة

- ‌الترغيب والحث على الرحمة في القرآن والسنة

- ‌أقسام الرحمة

- ‌فوائد الرحمة وآثارها

- ‌صور الرحمة

- ‌الأسباب المعينة على التخلق بخلق الرحمة

- ‌نماذج من رحمة النبي صلى الله عليه وسلم:

- ‌نماذج من رحمة الصحابة:

- ‌نماذج من رحمة السلف:

- ‌نماذج من رحمة العلماء المتقدمين:

- ‌نماذج من رحمة العلماء المعاصرين:

- ‌قالوا عن الرحمة:

- ‌الرحمة في واحة الشعر

- ‌ الرفق

- ‌الترغيب والحث على الرفق في القرآن والسنة

- ‌أقوال السلف والعلماء في الرفق

- ‌فوائد الرفق

- ‌صور الرفق

- ‌نماذج في الرفق

- ‌الرفق في واحة الشعر

- ‌معنى السماحة لغة واصطلاحاً

- ‌الترغيب على السماحة من القرآن والسنة

- ‌فوائد سماحة النفس

- ‌صور السماحة

- ‌وسائل اكتساب خلق سماحة النفس

- ‌نماذج من سماحة النبي صلى الله عليه وسلم:

- ‌نماذج من سماحة السلف مع غير المسلمين:

- ‌علامات سمح النفس

- ‌سماحة الإسلام

- ‌السماحة في واحة الشعر

- ‌ الشجاعة

- ‌الفرق بين الشجاعة وبعض الصفات

- ‌الترغيب في الشجاعة من القرآن والسنة

- ‌ما قيل في الشجاعة

- ‌أقسام الشجاعة

- ‌فوائد وآثار الشجاعة

- ‌مراتب الشجعان

- ‌صور الشجاعة

- ‌وسائل اكتساب خلق الشجاعة

- ‌نماذج من شجاعة النبي صلى الله عليه وسلم:

- ‌نماذج من شجاعة الصحابة رضي الله عنهم:

- ‌نماذج من شجاعة العلماء المتقدمين:

- ‌نماذج من شجاعة العلماء المعاصرين:

- ‌ما يترتب على الشجاعة

- ‌من أوصاف الشجاع

- ‌الشجاعة في واحة الشعر

- ‌ الشهامة

- ‌مدح الشهامة والترغيب عليها من القرآن والسنة

- ‌من صور الشهامة

- ‌فوائد الشهامة

- ‌موانع اكتساب صفة الشهامة

- ‌الوسائل المعينة على اكتساب صفة الشهامة

- ‌نماذج من حيات النبي صلى الله عليه وسلم في الشهامة:

- ‌نماذج من الصحابة رضي الله عنهم في الشهامة:

- ‌الشهامة في واحة الشعر

- ‌ الصبر

- ‌الفرق بين الصبر، والتصبر، والاصطبار، والمصابرة، والاحتمال

- ‌لماذا سمي الصَبرُ صبراً

- ‌فضل الصبر والحث عليه من القرآن والسنة

- ‌أقوال السلف والعلماء في الصبر

- ‌أقسام الصبر

- ‌الصبر المحمود وأقسامه

- ‌فوائد الصبر

- ‌مراتب الصبر

- ‌صور الصبر

- ‌موانع التحلي بالصبر

- ‌الوسائل المعينة على الصبر

- ‌نماذج من صبر الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم

- ‌نماذج من صبر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم

- ‌نماذج من صبر الصحابة رضوان الله عليهم

- ‌نماذج من صبر السلف رحمهم الله

- ‌نماذج من صبر العلماء المتقدمين

- ‌نماذج من صبر العلماء المعاصرين

- ‌ما هو الباعث على الصبر

- ‌كلام نفيس في شروط الصبر

- ‌الصبر في واحة الشعر

- ‌وأخيراً

- ‌ الصدق

- ‌الفرق بين الصدق وبعض الصفات

- ‌أهمية الصدق

- ‌معنى: مدخل الصدق، ومخرج الصدق، ولسان الصدق، وقدم الصدق، ومقعد الصدق

- ‌الحث على الصدق من القرآن والسنة

- ‌أقوال السلف والعلماء في الصدق

- ‌فوائد وآثار الصدق

- ‌الوسائل المعينة على الصدق

- ‌نماذج من حياة الأنبياء عليهم السلام مع الصدق

- ‌الرسول صلى الله عليه وسلم إمام الصادقين:

- ‌نماذج من صدق الصحابة رضي الله عنهم:

- ‌صور الصدق

- ‌عظمة الصدق

- ‌دواعي الصدق

- ‌حاجة المجتمع إلى خلق الصدق

- ‌الأمور التي تخل بالصدق

- ‌الأمثال في الصدق

- ‌الصدق في واحة الشعر

- ‌ الصمت

- ‌الفرق بين الصمت والسكوت

- ‌المفاضلة بين الصمت والكلام

- ‌فضل الصمت

- ‌الترغيب والحث على الصمت من القرآن والسنة

- ‌أقوال السلف والعلماء في الصمت

- ‌أقسام الصمت

- ‌فوائد الصمت

- ‌صمت النبي صلى الله عليه وسلم:

- ‌نماذج من صمت الصحابة:

- ‌نماذج من صمت السلف:

- ‌نماذج من صمت العلماء:

- ‌الوسائل المعينة على اكتساب الصمت

- ‌حكم وأمثال في الصمت

- ‌وصايا في الصمت

- ‌صوم الصمت

- ‌صمت العيي

- ‌الصمت في واحة الشعر

- ‌معنى العدل لغة واصطلاحاً

- ‌الفرق بين العدل وبعض الصفات

- ‌أهمية العدل

- ‌آثار وفوائد العدل

- ‌الأمر بالعدل ومدح من يقوم به

- ‌أقوال السلف والعلماء في العدل

- ‌أقسام العدل

- ‌صور العدل

- ‌نماذج من عدل الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌نماذج من عدالة الصحابة رضي الله عنهم

- ‌مفهوم خاطئ للعدل:

- ‌العدل في واحة الشعر

- ‌ العزم والعزيمة

- ‌الترغيب على العزم والعزيمة في فعل الخير من القرآن والسنة

- ‌أقسام الصفة

- ‌فوائد العزم والعزيمة

- ‌موانع اكتساب العزم والعزيمة وتقويتها

- ‌الوسائل المعينة على تقوية العزم والعزيمة

- ‌نماذج من عزم الأنبياء والمرسلين:

- ‌نماذج من عزم الصحابة رضي الله عنهم:

- ‌متفرقات في العزم والعزيمة

- ‌العزم والعزيمة في واحة الشعر

- ‌ العفة

- ‌الأمر بالعفة

- ‌أقوال السلف والعلماء في العفة

- ‌أقسام العفة

- ‌آثار وفوائد العفة

- ‌شروط العفة

- ‌صور العفة

- ‌موانع وعوائق العفة

- ‌الوسائل المعينة للعفة

- ‌النبي صلى الله عليه وسلم نموذجاً في العفة:

- ‌نماذج من عفة الصحابة رضي الله عنهم:

- ‌نماذج من عفة السلف:

- ‌أساس العفة وتمامها

- ‌العفة في واحة الشعر

- ‌هل تعلم

- ‌لحظة من فضلك

- ‌ العفو والصفح

- ‌الفرق بين لفظة العفو ومترادفاتها

- ‌العَفْو صفة من صفات الله عز وجل

- ‌الحث على العفو والصفح من القرآن والسنة

- ‌أقوال السلف والعلماء في العفو والصفح

- ‌نماذج من عفوه صلى الله عليه وسلم:

- ‌نماذج من عفو الصحابة رضي الله عنهم:

- ‌نماذج من عفو السلف:

- ‌نماذج من عفو الملوك

- ‌فوائد العفو والصفح

- ‌قالوا عن العفو

- ‌العفو والصفح في واحة الشعر

- ‌وختاماً

- ‌علو الهمة

- ‌معنى علو الهمة لغة واصطلاحاً

- ‌الفرق بين الهمة والهم

- ‌الحث على علو الهمة من القرآن والسنة

- ‌أقوال السلف والعلماء في علو الهمة

- ‌درجات علو الهمة

- ‌صور علو الهمة

- ‌موانع اكتساب علو الهمة

- ‌أسباب علو الهمة

- ‌نماذج من علو همة النبي صلى الله عليه وسلم:

- ‌نماذج للصحابة في علو الهمة:

- ‌نماذج للسلف في علو الهمة:

- ‌نماذج للعلماء المتقدمين في علو الهمة:

- ‌نماذج للعلماء المعاصرين في علو الهمة:

- ‌دلائل عالي الهمة

- ‌أوصاف عالي الهمة

- ‌علو الهمة في واحة الشعر

- ‌ الغيرة

- ‌الغيرة من صفات الله سبحانه وتعالى

- ‌ما ورد في الغيرة من السنة النبوية

- ‌أقوال السلف والعلماء في الغيرة

- ‌أقسام الغيرة

- ‌الغيرة المذمومة

- ‌فوائد الغيرة

- ‌أسباب ضعف الغيرة

- ‌أسباب الغيرة المذمومة

- ‌نتائج الغيرة المذمومة

- ‌علاج الغيرة المذمومة

- ‌الوسائل المعينة لتنمية الغيرة

- ‌صور الغيرة

- ‌أقسام الناس في الغيرة على محارم الله

- ‌نماذج من غيرة الأنبياء عليهم السلام:

- ‌نماذج من غيرة النبي صلى الله عليه وسلم:

- ‌نماذج من غيرة الصحابة

- ‌الغيرة في واحة الشعر

- ‌ القناعة

- ‌الفرق بين القناعة وبعض الصفات

- ‌الترغيب على القناعة في القرآن والسنة

- ‌أقوال السلف والعلماء في القناعة

- ‌مراتب القناعة

- ‌فوائد القناعة

- ‌موانع اكتساب القناعة

- ‌الأسباب المعينة على اكتساب القناعة:

- ‌نماذج للنبي صلى الله عليه وسلم في القناعة:

- ‌نماذج للصحابة في القناعة:

- ‌نماذج للسلف في القناعة:

- ‌نماذج للعلماء المعاصرين في القناعة:

- ‌مسائل متفرقة حول القناعة

- ‌القناعة في واحة الشعر

- ‌كتمان السر

- ‌الفرق بين الكتمان والسر والنجوى والاختفاء

- ‌الحث على كتمان السر في القرآن والسنة

- ‌أقوال السلف والعلماء في كتمان السر

- ‌أنواع السر

- ‌فوائد كتمان السر

- ‌الكتمان المذموم

الفصل: ‌نماذج من شجاعة الصحابة رضي الله عنهم:

‌نماذج من شجاعة الصحابة رضي الله عنهم:

(وقد كان الموروث صلوات الله وسلامه عليه أشجع الناس فكذلك وارثه وخليفته من بعده أشجع الأمة بالقياس ويكفي أن عمر بن الخطاب سهم من كنانته وخالد بن الوليد سلاح من أسلحته والمهاجرون والأنصار أهل بيعته وشوكته وما منهم إلا من اعترف أنه يستمد من ثباته وشجاعته)(1).

شجاعة أبي بكر الصديق رضي الله عنه:

(وكان الصديق رضي الله عنه أشجع الأمة بعد رسول الله

برز على الصحابة كلهم بثبات قلبه في كل موطن من المواطن التي تزلزل الجبال وهو في ذلك ثابت القلب ربيط الجأش يلوذ به شجعان الصحابة وأبطالهم فيثبتهم ويشجعهم ولو لم يكن له إلا ثبات قلبه يوم الغار وليلته وثبات قلبه يوم بدر وهو يقول للنبي يا رسول الله كفاك بعض مناشدتك ربك فإنه منجر لك ما وعدك وثبات قلبه يوم أحد وقد صرخ الشيطان في الناس بأن محمدا قد قتل ولم يبق أحد مع رسول الله إلا دون عشرين في أحد وهو مع ذلك ثابت القلب ساكن الجأش وثبات قلبه يوم الخندق وقد زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وثبات قلبه يوم الحديبية وقد قلق فارس الإسلام عمر بن الخطاب حتى إن الصديق ليثبته ويسكنه ويطمئنه وثبات قلبه يوم حنين حيث فر الناس وهو لم يفر وثبات قلبه حين النازلة التي اهتزت لها الدنيا أجمع وكادت تزول لها الجبال وعقرت لها أقدام الأبطال وماجت لها قلوب أهل الإسلام كموج البحر عند هبوب قواصف الرياح وصاح لها الشيطان في أقطار الأرض أبلغ الصياح وخرج الناس بها من دين الله أفواجا وأثار عدو الله بها أقطار الأرض عجاجا وانقطع لها الوحي من السماء وكاد لولا دفاع الله لطمس نجوم الاهتداء وأنكرت الصحابة بها قلوبهم وكيف لا وقد فقدوا رسولهم من بين أظهرهم وحبيبهم وطاشت الأحلام وغشي الآفاق ما غشيها من الظلام واشرأب النفاق ومد أهله الأعناق ورفع الباطل رأسا كان تحت قدم الرسول موضوعا وسمع المسلمون من أعداء الله ما لم يكن في حياته بينهم مسموعا وطمع عدو الله أن يعيد الناس إلى عبادة الأصنام وأن يصرف وجوههم عن البيت الحرام وأن يصد قلوبهم عن الإيمان والقرآن ويدعوهم إلى ما كانوا عليه من التهود والتمجس والشرك وعبادة الصلبان فشمر الصديق رضي الله عنه من جده عن ساق غير خوار وانتضى سيف عزمه الذي هو ثاني ذي الفقار وامتطى من ظهور عزائمه جوادا لم يكن يكبو يوم السباق وتقدم جنود الإسلام فكان أفرسهم إنما همه اللحاق وقال والله لأجاهدن أعداء الإسلام جهدي ولأصدقنهم الحرب حتى تنفرد سالفتي أو أفرد وحدي ولأدخلنهم في الباب الذي خرجوا منه ولأردنهم إلى الحق الذي رغبوا عنه فثبت الله بذلك القلب الذي لو وزن بقلوب الأمة لرجحها جيوش الإسلام وأذل بها المنافقين والمرتدين وأهل الكتاب وعبدة الأصنام حتى استقامت قناة الدين من بعد اعوجاجها وجرت الملة الحنيفية على سننها ومنهاجها وتولى حزب الشيطان وهم الخاسرون وأذن مؤذن الإيمان على رؤوس الخلائق فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ [المائدة: 56].

هذا وما ضعفت جيوش عزماته ولا استكانت ولا وهنت بل لم تزل الجيوش بها مؤيدة ومنصورة وما فرحت عزائم أعدائه بالظفر في موطن من المواطن بل لم تزل مغلوبة مكسورة تلك لعمر الله الشجاعة التي تضاءلت لها فرسان الأمم والهمة التي تصاغرت عندها عليات الهمم ويحق لصديق الأمة أن يضرب من هذا المغنم بأوفر نصيب وكيف لا وقد فاز من ميراث النبوة بكمال التعصب) (2).

(1)((الفروسية)) لابن القيم (ص 502).

(2)

((الفروسية)) لابن القيم (ص 502).

ص: 284

- فعن عروة بن الزبير، قال: سألت ابن عمرو بن العاص أخبرني بأشد شيء صنعه المشركون بالنبي صلى الله عليه وسلم قال: ((بينا النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في حجر الكعبة إذ أقبل عقبة بن أبي معيط فوضع ثوبه في عنقه فخنقه خنقا شديدا فأقبل أبو بكر حتى أخذ بمنكبه ودفعه، عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال: أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ الآية [غافر: 28])) (1).

- وعن أبى هريرة قال ((لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم واستخلف أبو بكر بعده وكفر من كفر من العرب قال عمر بن الخطاب لأبي بكر كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فمن قال لا إله إلا الله فقد عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله. فقال أبو بكر والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة فإن الزكاة حق المال والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعه. فقال عمر بن الخطاب فوالله ما هو إلا أن رأيت الله عز وجل قد شرح صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق.)) (2).

- وعن محمد بن عقيل بن أبي طالب، قال:(خطبنا علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، فقال: أيها الناس، أخبروني بأشجع الناس، قالوا: لو قلنا أنت يا أمير المؤمنين، فقال: أما إني ما بارزت أحدا إلا انتصفت منه، ولكن أخبروني بأشجع الناس؟ قالوا: لا نعلم، فمن؟ قال: أبو بكر الصديق، إنا لما كان يوم بدر جعلنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم عريشا فقلنا: من يكون مع النبي صلى الله عليه وسلم لا يهوي إليه أحد من المشركين؟ فوالله ما دنا منا أحد إلا أبو بكر شاهرا بالسيف على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا يهوي إليه أحد إلا هوى إليه، وهذا أشجع الناس قال علي: فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذته قريش فهذا يجؤه، وهذا يتلتله، وهم يقولون: أنت الذي جعلت الآلهة إلها واحدا، قال: فوالله ما دنا منه إليه أحد إلا أبو بكر، يضرب هذا، ويجأ هذا، ويتلتل هذا، وهو يقول: ويلكم أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله، ثم رفع علي بردة كانت عليه فبكى حتى أخضل لحيته، ثم قال علي: أنشدكم الله، أمؤمن آل فرعون خير أم أبو بكر؟ قال: فسكت القوم، فقال: ألا تجيبوني؟ والله لساعة من أبي بكر خير من ملء الأرض مثل مؤمن آل فرعون، ذاك رجل يكتم إيمانه، وهذا رجل أعلن إيمانه)(3).

شجاعة عمر بن الخطاب رضي الله عنه:

- عن عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه، قال (ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر)(4).

- وعن ابن عمر قال: (لما أسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه، لم تعلم قريش بإسلامه، فقال: أي أهل مكة أنشأ للحديث؟ فقالوا: جميل بن معمر الجمحي، فخرج إليه وأنا معه أتبع أثره، أعقل ما أرى وأسمع، فأتاه فقال: يا جميل، إني قد أسلمت، قال: فوالله ما رد عليه كلمة حتى قام عامدا إلى المسجد، فنادى أندية قريش، فقال: يا معشر قريش، إن ابن الخطاب قد صبأ، فقال عمر: كذب ولكني أسلمت وآمنت بالله، وصدقت رسوله، فثاوروه، فقاتلهم حتى ركدت الشمس على رؤوسهم، حتى فتر عمر وجلس، فقاموا على رأسه، فقال عمر: افعلوا ما بدا لكم، فوالله لو كنا ثلاث مائة رجل لقد تركتموها لنا أو تركناها لكم، فبينما هم كذلك قيام عليه، إذ جاء رجل عليه حلة حرير وقميص قومسي، فقال: ما بالكم؟ فقالوا: إن ابن الخطاب قد صبأ، قال: ذكر وصف إسلام عمر رضوان الله عليه وقد فعل)(5).

(1) رواه البخاري (3856).

(2)

رواه البخاري (1399)، ومسلم (20).

(3)

رواه البزار (3/ 14)، وأبو نعيم في ((فضائل الخلفاء)) (181).

(4)

رواه البخاري (3863).

(5)

رواه ابن حبان (15/ 302)(6879).

ص: 285

- وعن ابن عمر: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك بأبي جهل أو بعمر بن الخطاب قال وكان أحبهما إليه عمر)) (1).

- وعن محمد بن إسحاق قال: (فلما قدم عبد الله بن أبي ربيعة، وعمرو بن العاص، على قريش ولم يدركوا ما طلبوا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وردهم النجاشي بما يكرهون، أسلم عمر بن الخطاب، وكان رجلا ذا شكيمة، لا يرام ما وراء ظهره، امتنع به أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وبحمزة بن عبد المطلب، حتى غزا قريشا، فكان عبد الله بن مسعود يقول: ما كنا نقدر على أن نصلي عند الكعبة حتى أسلم عمر بن الخطاب، فلما أسلم قاتل قريشا حتى صلى عند الكعبة وصلينا معه، وكان إسلام عمر بعد خروج من خرج من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى أرض الحبشة)(2).

شجاعة علي رضي الله عنه:

- عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه ((

قال: فلما قدمنا خيبر قال خرج ملكهم مرحب يخطر بسيفه ويقول:

قد علمت خيبر أني مرحب

شاكي السلاح بطل مجرب

إذا الحروب

أقبلت تلهب

قال: وبرز له عمي عامر فقال:

قد علمت خيبر أني عامر

شاكي السلاح بطل مغامر

قال فاختلفا ضربتين فوقع سيف مرحب في ترس عامر وذهب عامر يسفل له فرجع سيفه على نفسه فقطع أكحله فكانت فيها نفسه.

قال سلمة فخرجت فإذا نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقولون بطل عمل عامر قتل نفسه قال فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي فقلت يا رسول الله بطل عمل عامر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال ذلك. قال قلت ناس من أصحابك. قال كذب من قال ذلك بل له أجره مرتين. ثم أرسلني إلى علي وهو أرمد فقال لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله أو يحبه الله ورسوله. قال فأتيت عليا فجئت به أقوده وهو أرمد حتى أتيت به رسول الله صلى الله عليه وسلم فبسق في عينيه فبرأ وأعطاه الراية وخرج مرحب فقال:

قد علمت خيبر أني مرحب

شاكي السلاح بطل مجرب

إذا الحروب

أقبلت تلهب

فقال علي:

أنا الذي سمتني أمي حيدره

كليث غابات كريه المنظره

أوفيهم بالصاع

كيل السندره

قال فضرب رأس مرحب فقتله ثم كان الفتح على يديه.)) (3).

شجاعة الزبير رضي الله عنه:

- عن عمرو بن دينار قال كان يقال: (أشجع الناس الزبير وأبسلهم علي رضي الله عنهما والباسل فوق الشجاع)(4).

- وعن هشام بن عروة، عن أبيه، (أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا للزبير يوم اليرموك ألا تشد فنشد معك فقال إني إن شددت كذبتم فقالوا لا نفعل فحمل عليهم حتى شق صفوفهم فجاوزهم وما معه أحد ثم رجع مقبلا فأخذوا بلجامه فضربوه ضربتين على عاتقه بينهما ضربة ضربها يوم بدر قال عروة كنت أدخل أصابعي في تلك الضربات ألعب وأنا صغير قال عروة، وكان معه عبد الله بن الزبير يومئذ وهو ابن عشر سنين فحمله على فرس وكل به رجلا)(5).

(1) رواه الترمذي (3681)، وأحمد (2/ 95) (5696). قال الترمذي: حسن صحيح غريب. وصححه ابن حبان كما في ((المقاصد الحسنة)) (113)، وصحح إسناده أحمد شاكر في ((تخريج المسند)) (8/ 60).

(2)

رواه أحمد في ((فضائل الصحابة)) (1/ 278).

(3)

رواه مسلم (1807).

(4)

((مكارم الأخلاق)) لابن أبي الدنيا (ص 57).

(5)

رواه البخاري (3975).

ص: 286

- وعن عبد الله بن الزبير قال: ((كنت يوم الأحزاب جعلت أنا وعمر بن أبي سلمة في النساء فنظرت فإذا أنا بالزبير على فرسه يختلف إلى بني قريظة مرتين، أو ثلاثا فلما رجعت قلت يا أبت رأيتك تختلف قال أو هل رأيتني يا بني قلت نعم، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من يأت بني قريظة فيأتيني بخبرهم فانطلقت فلما رجعت جمع لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبويه فقال فداك أبي وأمي)) (1).

شجاعة خالد بن الوليد رضي الله عنه:

قال خالد بن الوليد: (لقد رأيتني يوم مؤتة تقطعت في يدي تسعة أسياف وصيرت في يدي صفيحة لي يمانية)(2).

ولما احتضر قال: (لقد طلبت القتل مظانه فلم يقدر لي إلا أن أموت على فراشي وما من عملي شيء أرجى عندي بعد لا إله إلا الله من ليلة بتها وأنا متترس بترسي والسماء تهلبني ننتظر الصبح حتى نغير على الكفار ثم قال إذا أنا مت فانظروا سلاحي وفرسي فاجعلوها عدة في سبيل الله عز وجل (3).

شجاعة سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه:

عن عامر بن سعد عن أبيه: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع له أبويه قال كان رجل من المشركين قد خرق المسلمين فقال النبي صلى الله عليه وسلم لسعد ارم فداك أبي وأمي قال فنزعت بسهم لي فيه نصل فأصبت جنبه فوقع وانكشفت عوراته فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نظرت إلى نواجذه)) (4).

نماذج أخرى من شجاعة الصحابة رضي الله عنهم:

- فعن إياس بن سلمة قال: حدثني أبى قال: ((قدمنا الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن أربع عشرة مائة وعليها خمسون شاة لا ترويها - قال - فقعد رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبا الركية فإما دعا وإما بسق فيها - قال - فجاشت فسقينا واستقينا. قال ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعانا للبيعة في أصل الشجرة. قال فبايعته أول الناس ثم بايع وبايع حتى إذا كان في وسط من الناس قال بايع يا سلمة. قال قلت قد بايعتك يا رسول الله في أول الناس قال وأيضا. قال ورآني رسول الله صلى الله عليه وسلم عزلا - يعني ليس معه سلاح - قال فأعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم حجفة أو درقة ثم بايع حتى إذا كان في آخر الناس قال ألا تبايعني يا سلمة.

قال قلت قد بايعتك يا رسول الله في أول الناس وفي أوسط الناس قال وأيضا. قال فبايعته الثالثة ثم قال لي يا سلمة أين حجفتك أو درقتك التي أعطيتك. قال قلت يا رسول الله لقيني عمي عامر عزلا فأعطيته إياها - قال - فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال إنك كالذي قال الأول اللهم أبغني حبيبا هو أحب إلي من نفسي. ثم إن المشركين راسلونا الصلح حتى مشى بعضنا في بعض واصطلحنا. قال وكنت تبيعا لطلحة بن عبيد الله أسقي فرسه وأحسه وأخدمه وآكل من طعامه وتركت أهلي ومالي مهاجرا إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم قال فلما اصطلحنا نحن وأهل مكة واختلط بعضنا ببعض أتيت شجرة فكسحت شوكها فاضطجعت في أصلها - قال - فأتاني أربعة من المشركين من أهل مكة فجعلوا يقعون في رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبغضتهم فتحولت إلى شجرة أخرى وعلقوا سلاحهم واضطجعوا فبينما هم كذلك إذ نادى مناد من أسفل الوادي يا للمهاجرين قتل ابن زنيم. قال فاخترطت سيفي ثم شددت على أولئك الأربعة وهم رقود فأخذت سلاحهم. فجعلته ضغثا في يدي قال ثم قلت والذي كرم وجه محمد لا يرفع أحد منكم رأسه إلا ضربت الذي فيه عيناه.

(1) رواه البخاري (3720).

(2)

((مكارم الأخلاق)) لابن أبي الدنيا (ص 61).

(3)

((مكارم الأخلاق)) لابن أبي الدنيا (ص 62).

(4)

((مكارم الأخلاق)) لابن أبي الدنيا (ص 63).

ص: 287

قال ثم جئت بهم أسوقهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال - وجاء عمي عامر برجل من العبلات يقال له مكرز. يقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على فرس مجفف في سبعين من المشركين فنظر إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال دعوهم يكن لهم بدء الفجور وثناه فعفا عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنزل الله وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ [الفتح:24] كلها. قال ثم خرجنا راجعين إلى المدينة فنزلنا منزلا بيننا وبين بني لحيان جبل وهم المشركون فاستغفر رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن رقى هذا الجبل الليلة كأنه طليعة للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه - قال سلمة - فرقيت تلك الليلة مرتين أو ثلاثا ثم قدمنا المدينة فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بظهره مع رباح غلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا معه وخرجت معه بفرس طلحة أنديه مع الظهر فلما أصبحنا إذا عبد الرحمن الفزاري قد أغار على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستاقه أجمع وقتل راعيه قال فقلت يا رباح خذ هذا الفرس فأبلغه طلحة بن عبيد الله وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن المشركين قد أغاروا على سرحه - قال - ثم قمت على أكمة فاستقبلت المدينة فناديت ثلاثا يا صباحاه. ثم خرجت في آثار القوم أرميهم بالنبل وأرتجز أقول أنا ابن الأكوع واليوم يوم الرضع فألحق رجلا منهم فأصك سهما في رحله حتى خلص نصل السهم إلى كتفه - قال - قلت خذها وأنا ابن الأكوع واليوم يوم الرضع قال فوالله ما زلت أرميهم وأعقر بهم فإذا رجع إلي فارس أتيت شجرة فجلست في أصلها ثم رميته فعقرت به حتى إذا تضايق الجبل فدخلوا في تضايقه علوت الجبل فجعلت أرديهم بالحجارة - قال - فما زلت كذلك أتبعهم حتى ما خلق الله من بعير من ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا خلفته وراء ظهري وخلوا بيني وبينه ثم اتبعتهم أرميهم حتى ألقوا أكثر من ثلاثين بردة وثلاثين رمحا يستخفون ولا يطرحون شيئا إلا جعلت عليه آراما من الحجارة يعرفها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حتى أتوا متضايقا من ثنية فإذا هم قد أتاهم فلان بن بدر الفزاري فجلسوا يتضحون - يعني يتغدون - وجلست على رأس قرن قال الفزاري ما هذا الذي أرى قالوا لقينا من هذا البرح والله ما فارقنا منذ غلس يرمينا حتى انتزع كل شيء في أيدينا. قال فليقم إليه نفر منكم أربعة. قال فصعد إلي منهم أربعة في الجبل - قال - فلما أمكنوني من الكلام - قال - قلت هل تعرفوني قالوا لا ومن أنت قال قلت أنا سلمة بن الأكوع والذي كرم وجه محمد صلى الله عليه وسلم لا أطلب رجلا منكم إلا أدركته ولا يطلبني رجل منكم. فيدركني قال أحدهم أنا أظن. قال فرجعوا فما برحت مكاني حتى رأيت فوارس رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخللون الشجر - قال - فإذا أولهم الأخرم الأسدي على إثره أبو قتادة الأنصاري وعلى إثره المقداد بن الأسود الكندي - قال - فأخذت بعنان الأخرم - قال - فولوا مدبرين قلت يا أخرم احذرهم لا يقتطعوك حتى يلحق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه. قال يا سلمة إن كنت تؤمن بالله واليوم الآخر وتعلم أن الجنة حق والنار حق فلا تحل بيني وبين الشهادة.

ص: 288

قال فخليته فالتقى هو وعبد الرحمن - قال - فعقر بعبد الرحمن فرسه وطعنه عبد الرحمن فقتله وتحول على فرسه ولحق أبو قتادة فارس رسول الله صلى الله عليه وسلم بعبد الرحمن فطعنه فقتله فوالذي كرم وجه محمد صلى الله عليه وسلم لتبعتهم أعدو على رجلي حتى ما أرى ورائي من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ولا غبارهم شيئا حتى يعدلوا قبل غروب الشمس إلى شعب فيه ماء يقال له ذو قرد ليشربوا منه وهم عطاش - قال - فنظروا إلي أعدو وراءهم فحليتهم عنه - يعني أجليتهم عنه - فما ذاقوا منه قطرة - قال - ويخرجون فيشتدون في ثنية - قال - فأعدو فألحق رجلا منهم فأصكه بسهم في نغض كتفه. قال قلت خذها وأنا ابن الأكوع واليوم يوم الرضع قال يا ثكلته أمه أكوعه بكرة قال قلت نعم يا عدو نفسه أكوعك بكرة - قال - وأردوا فرسين على ثنية قال فجئت بهما أسوقهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال - ولحقني عامر بسطيحة فيها مذقة من لبن وسطيحة فيها ماء فتوضأت وشربت ثم أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على الماء الذي حلأتهم عنه فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخذ تلك الإبل وكل شيء استنقذته من المشركين وكل رمح وبردة وإذا بلال نحر ناقة من الإبل الذي استنقذت من القوم وإذا هو يشوي لرسول الله صلى الله عليه وسلم من كبدها وسنامها - قال - قلت يا رسول الله خلني فأنتخب من القوم مائة رجل فأتبع القوم فلا يبقى منهم مخبر إلا قتلته - قال - فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه في ضوء النار فقال يا سلمة أتراك كنت فاعلا. قلت نعم والذي أكرمك. فقال إنهم الآن ليقرون في أرض غطفان. قال فجاء رجل من غطفان فقال نحر لهم فلان جزورا فلما كشفوا جلدها رأوا غبارا فقالوا أتاكم القوم فخرجوا هاربين. فلما أصبحنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كان خير فرساننا اليوم أبو قتادة وخير رجالتنا سلمة. قال ثم أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم سهمين سهم الفارس وسهم الراجل فجمعهما لي جميعا ثم أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم وراءه على العضباء راجعين إلى المدينة - قال - فبينما نحن نسير قال وكان رجل من الأنصار لا يسبق شدا - قال - فجعل يقول ألا مسابق إلى المدينة هل من مسابق فجعل يعيد ذلك - قال - فلما سمعت كلامه قلت أما تكرم كريما ولا تهاب شريفا قال لا إلا أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قلت يا رسول الله بأبي وأمي ذرني فلأسابق الرجل قال إن شئت. قال قلت أذهب إليك وثنيت رجلي فطفرت فعدوت - قال - فربطت عليه شرفا أو شرفين أستبقي نفسي ثم عدوت في إثره فربطت عليه شرفا أو شرفين ثم إني رفعت حتى ألحقه - قال - فأصكه بين كتفيه - قال - قلت قد سبقت والله قال أنا أظن. قال فسبقته إلى المدينة قال فوالله ما لبثنا إلا ثلاث ليال حتى خرجنا إلى خيبر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فجعل عمي عامر يرتجز بالقوم تالله لولا الله ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا ونحن عن فضلك ما استغنينا فثبت الأقدام إن لاقينا وأنزلن سكينة علينا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا. قال أنا عامر. قال غفر لك ربك. قال وما استغفر رسول الله صلى الله عليه وسلم لإنسان يخصه إلا استشهد. قال فنادى عمر بن الخطاب وهو على جمل له يا نبي الله لولا ما متعتنا بعامر

)) (1).

وعن جابر بن عبد الله، رضي الله عنهما، قال:((قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد أرأيت إن قتلت فأين أنا قال في الجنة فألقى تمرات في يده ثم قاتل حتى قتل)) (2).

- وعن أنس، رضي الله عنه، قال ((غاب عمي أنس بن النضر عن قتال بدر فقال يا رسول الله غبت عن أول قتال قاتلت المشركين لئن الله أشهدني قتال المشركين ليرين الله ما أصنع فلما كان يوم أحد وانكشف المسلمون قال اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء، يعني أصحابه - وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء، يعني المشركين، ثم تقدم فاستقبله سعد بن معاذ فقال يا سعد بن معاذ الجنة ورب النضر إني أجد ريحها من دون أحد قال سعد فما استطعت يا رسول الله ما صنع قال أنس فوجدنا به بضعا وثمانين ضربة بالسيف، أو طعنة برمح، أو رمية بسهم ووجدناه قد قتل وقد مثل به المشركون فما عرفه أحد إلا أخته ببنانه قال أنس كنا نرى، أو نظن أن هذه الآية نزلت فيه وفي أشباهه من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه إلى آخر الآية)) (3).

- وعنه أيضاً قال: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ سيفا يوم أحد فقال من يأخذ مني هذا. فبسطوا أيديهم كل إنسان منهم يقول أنا أنا. قال فمن يأخذه بحقه. قال فأحجم القوم فقال سماك بن خرشة أبو دجانة أنا آخذه بحقه. قال فأخذه ففلق به هام المشركين)) (4).

(1) رواه مسلم (1807).

(2)

رواه البخاري (4046).

(3)

رواه البخاري (2805).

(4)

رواه مسلم (2470).

ص: 289