الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحث على الجود والكرم والسخاء من القرآن والسنة
الترغيب والحث على الجود والكرم والسخاء من القرآن الكريم:
- هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلامًا قَالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاء بِعِجْلٍ سَمِينٍ [الذاريات: 24 - 26].
قال الطبري: (عن مجاهدٍ، قوله: ضيف إبراهيم المكرمين قال: أكرمهم إبراهيم، وأمر أهله لهم بالعجل حينئذٍ)(1).
قال الزجاج: (جاء في التفسير أنه لما أتته الملائكة أكرمهم بالعجل.
وقيل: أكرمهم بأنه خدمهم، صلوات الله عليه وعليهم) (2).
- وقال تعالى: مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ [البقرة: 261].
قال الطبري: (قال: يزيد من يشاء، كان هذا كله عطاءً، ولم يكن أعمالًا يحسبه لهم، فجزاهم به حتى كأنهم عملوا له، قال: ولم يعملوا إنما عملوا عشرًا، فأعطاهم مائةً، وعملوا مائةً، فأعطاهم ألفًا، هذا كله عطاءٌ، والعمل الأول، ثم حسب ذلك حتى كأنهم عملوا، فجزاهم كما جزاهم بالذي عملوا)(3).
وقال الزجاج: (أي جواد لا ينقصه ما يتفضل به من السعة، عليم حيث يضعه)(4).
وقال ابن كثير: (هذا مثلٌ ضربه الله تعالى لتضعيف الثواب لمن أنفق في سبيله وابتغاء مرضاته، وأن الحسنة تضاعف بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعفٍ)(5).
- وقال تعالى: وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ [البقرة: 272].
قال ابن أبي حاتم (عن ابن عباسٍ، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه كان يأمر بألا يصدق إلا على أهل الإسلام، حتى نزلت هذه الآية ليس عليك هداهم إلى قوله: وما تنفقوا من خيرٍ يوف إليكم وأنتم لا تظلمون فأمر بالصدقة بعدها، على كل من سألك من كل دينٍ)(6).
وقال السيوطي: (وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ قال: هو مردود عليك فمالك ولهذا تؤذيه وتمن عليه إنما نفقتك لنفسك وابتغاء وجه الله والله يجزيك)(7).
- وقال تعالى: الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ [البقرة: 274].
قال ابن كثير: (هذا مدحٌ منه تعالى للمنفقين في سبيله، وابتغاء مرضاته في جميع الأوقات من ليلٍ أو نهارٍ، والأحوال من سر وجهارٍ، حتى إن النفقة على الأهل تدخل في ذلك أيضًا)(8).
وقال السمرقندي: (هذا حث لجميع الناس على الصدقة يتصدقون في الأحوال كلها وفي الأوقات كلها فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون)(9).
وقال الرازي: (الآية عامةٌ في الذين يعمون الأوقات والأحوال بالصدقة تحرضهم على الخير، فكلما نزلت بهم حاجة محتاجٍ عجلوا قضاءها ولم يؤخروها ولم يعلقوها بوقتٍ ولا حالٍ)(10).
الترغيب والحث على الجود والكرم والسخاء من السنة النبوية:
(1)((جامع البيان في تفسير القرآن)) للطبري (21/ 525).
(2)
((مفردات القرآن وإعرابه)) للزجاج (5/ 54).
(3)
((جامع البيان في تفسير القرآن)) للطبري (24/ 45).
(4)
((معاني القرآن وإعرابه)) للزجاج (1/ 346).
(5)
((تفسير القرآن العظيم)) لابن كثير (1/ 691).
(6)
((تفسير القرآن العظيم)) لابن أبي حاتم (2/ 539).
(7)
((الدر المنثور في التفسير بالمأثور)) للسيوطي (2/ 88).
(8)
((تفسير القرآن العظيم)) لابن كثير (1/ 707).
(9)
((بحر العلوم)) للسمرقندي (1/ 181).
(10)
((مفاتيح الغيب)) للرازي (7/ 70).
- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((دينارٌ أنفقته في سبيل الله ودينارٌ أنفقته في رقبةٍ، ودينارٌ تصدقت به على مسكينٍ، ودينارٌ أنفقته على أهلك، أعظمها أجرًا الذي أنفقته على أهلك)) (1).
قال النووي: (في هذا الحديث فوائد منها الابتداء في النفقة بالمذكور على هذا الترتيب ومنها أن الحقوق والفضائل إذا تزاحمت قدم الأوكد فالأوكد ومنها أن الأفضل في صدقة التطوع أن ينوعها في جهات الخير ووجوه البر بحسب المصلحة ولا ينحصر في جهةٍ بعينها)(2).
- وعن أبي ذر، قال: انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالسٌ في ظل الكعبة، فلما رآني قال:((هم الأخسرون ورب الكعبة. قال: فجئت حتى جلست، فلم أتقار أن قمت، فقلت: يا رسول الله، فداك أبي وأمي، من هم؟ قال: هم الأكثرون أموالًا، إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا - من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله - وقليلٌ ما هم، ما من صاحب إبلٍ، ولا بقرٍ، ولا غنمٍ لا يؤدي زكاتها إلا جاءت يوم القيامة أعظم ما كانت، وأسمنه تنطحه بقرونها وتطؤه بأظلافها، كلما نفدت أخراها، عادت عليه أولاها، حتى يقضى بين الناس)) (3).
قال النووي: (فيه الحث على الصدقة في وجوه الخير)(4).
وقال المباركفوري: (فقوله: (قال هكذا) الخ كناية عن التصدق العام في جميع جهات الخير) (5).
- وعن أبي سعيدٍ الخدري، قال: بينما نحن في سفرٍ مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاء رجلٌ على راحلةٍ له، قال: فجعل يصرف بصره يمينًا وشمالًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((من كان معه فضل ظهرٍ، فليعد به على من لا ظهر له، ومن كان له فضلٌ من زادٍ، فليعد به على من لا زاد له)) (6).
قال النووي: (في هذا الحديث الحث على الصدقة والجود والمواساة والإحسان إلى الرفقة والأصحاب والاعتناء بمصالح الأصحاب وأمر كبير القوم أصحابه بمواساة المحتاج وأنه يكتفي في حاجة المحتاج بتعرضه للعطاء وتعريضه من غير سؤالٍ)(7).
- وعن جابر رضي الله عنه قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: ((لو قد جاء مال البحرين أعطيتك هكذا وهكذا وهكذا فلم يجئ مال البحرين حتى قبض النبي صلى الله عليه وسلم فلما جاء مال البحرين أمر أبو بكر رضي الله عنه فنادى من كان له عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عدة أو دين فليأتنا فأتيته وقلت له أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لي كذا فحثى لي حثية فعددتها فإذا هي خمسمائة فقال لي خذ مثيلها)) (8).
قال ابن عثيمين في شرح هذا الحديث: (وفيه دليل على كرم النبي صلى الله عليه وسلم حيث يحثو المال حثيا ولا يعده عدا لأنه قال بيديه وهذا يدل على الكرم وأن المال لا يساوي عنده شيئا صلوات الله وسلامه عليه)(9).
(1) رواه مسلم (995).
(2)
((المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج)) للنووي (7/ 81).
(3)
رواه البخاري (6638) ومسلم (990).
(4)
((المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج)) للنووي (7/ 73).
(5)
((مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح)) للمباركفوري (2/ 92).
(6)
رواه مسلم (1728).
(7)
((المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج)) للنووي (12/ 33).
(8)
رواه البخاري (2297) ومسلم (2314)، واللفظ للبخاري.
(9)
((شرح رياض الصالحين)) لابن عثيمين (4/ 52).
- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله تعالى جوادٌ يحب الجود ويحب معالي الأخلاق ويكره سفسافها)) (1).
قال المناوي: ((إن الله جواد) أي كثير الجود أي العطاء (يحب الجود) الذي هو سهولة البذل والإنفاق وتجنب ما لا يحمد من الأخلاق وهو يقرب من معنى الكرم والجود يكون بالعبادة والصلاح وبالسخاء بالدنيا والسماح) (2).
(1) رواه أبو عبيد في ((فضائل القرآن)) (52)، وابن أبي شيبة في ((المصنف)) (9/ 100)، وهناد في ((الزهد)) (2/ 423)(828) والشاشي في ((المسند)) (1/ 80)، والخرائطي في ((مكارم الأخلاق)) (4)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (7/ 426) (10840) وأبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (5/ 29). من حديث طلحة بن عبيدالله بن كريز رضي الله عنه. قال البيهقي: في هذا الإسناد انقطاع بين سليمان بن سحيم وطلحة، وقال العراقي في ((تخريج الإحياء)) (3/ 302): مرسل، وحسنه السيوطي في ((الجامع الصغير)) (1723)، وقال الألباني في ((سلسلة الأحاديث الصحيحة)) (4/ 169): مرسل ضعيف. ورواه ابن أبى الدنيا في ((مكارم الأخلاق)) (1/ 19)(8)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (14/ 289)، من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه. بلفظ:((إن الله كريم يحب الكرماء جواد يحب الجود يحب معالي الأخلاق ويكره سفسافها)). قال الألباني في ((صحيح الجامع)) (1800): صحيح. ورواه أبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (5/ 29) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما. بلفظ: ((إن الله عز وجل جواد يحب الجود ويحب معالي الأخلاق ويبغض سفسافها)) قال أبو نعيم: غريب من حديث طلحة وكريب تفرد به نوح عن أبي عصمة، وحسنه السيوطي في ((الجامع الصغير)) (1723)، وقال الألباني في ((صحيح الجامع)) (1744): صحيح.
(2)
((فيض القدير)) للمناوي (2/ 226).