الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فضل الحياء
الحياء فضيلة من فضائل الفطرة، وهو مادة الخير والفضيلة وبهذا وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:((الحياء خير كله)) (1).
ومن فضائله أنه:
- يحبه الله:
روي في الحديث الصحيح قال صلى الله عليه وسلم: ((عَنْ يَعْلَى أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى رَجُلاً يَغْتَسِلُ بِالْبَرَازِ فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَالَ إِنَّ اللَّهَ عز وجل حَلِيمٌ حَيِىٌّ سِتِّيرٌ يُحِبُّ الْحَيَاءَ وَالسَّتْرَ فَإذا اغْتَسَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَتِرْ)) (2).
- الحياء من سنن الأنبياء والمرسلين:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((خَمْسٌ مِنْ سُنَنِ الْمُرْسَلِينَ: الْحَيَاءُ وَالْحِلْمُ، وَالْحِجَامَةُ، وَالتَّعَطُّرُ، وَالنِّكَاحُ.)) (3).
- الحياء خلق الإسلام:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ((إِنَّ لِكُلِّ دِينٍ خُلُقًا وَخُلُقُ الإِسْلَامِ الْحَيَاءُ)) (4).
- الحياء مفتاح لكل خير:
روي عن عمران بن حصين رضي الله عنه، قال النبي صلى الله عليه وسلم:((الحياء لا يأتي إلا بخير)) (5).
يقول ابن حجر رحمه الله: (إذا صار الحياء عادة وتخلق به صاحبه يكون سببًا يجلب الخير إليه فيكون منه الخير بالذات والسبب)(6).
- الحياء مغلاق لكل شر:
وجاء في الصحيح عن أبي مسعود قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم ((إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت)) (7).
قال الخطابي: (الحكمة في التعبير بلفظ الأمر دون الخبر في الحديث أن الذي يكف الإنسان عن مواقعة الشر هو الحياء فإذا تركه صار كالمأمور بارتكاب كل شر)(8).
وقال ابن القيم: (خُلق الحياء من أفضل الأخلاق وأجلها وأعظمها قدرًا وأكثرها نفعًا بل هو خاصة الإنسانية، فمن لا حياء فيه فليس معه من الإنسانية إلا اللحم والدم وصورتهما الظاهرة كما أنه ليس معه من الخير شيء)(9).
- الحياء يكسب محبة الله تعالى:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله عز وجل إذا أنعم على عبد نعمة يحب أن يرى أثر النعمة عليه، ويكره البؤس والتباؤس، ويبغض السائل الملحف ويحب الحيي العفيف المتعفف)) (10).
(1)[948]- رواه مسلم (37) من حديث عمران بن حصين رضي الله عنه.
(2)
[949]- رواه أبو داود (4012)، والنسائي (406) من حديث يعلى رضي الله عنه. وصححه النووي في ((الخلاصة)) (1/ 204)، وحسنه السيوطي في ((الجامع الصغير)) (1729)، وقال الشوكاني في ((نيل الأوطار)) (1/ 317): رجال إسناده رجال الصحيح.
(3)
[950]- رواه الطبراني في ((المعجم الكبير)) (11/ 186) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما. وحسنه السيوطي في ((الجامع الصغير)) (3959)، وضعفه الألباني في ((ضعيف الجامع)) (2857).
(4)
[951]- رواه ابن ماجه (4181)، والطبراني في ((المعجم الأوسط)) (2/ 210)، وأبو نعيم في ((الحلية)) (5/ 363) من حديث أنس رضي الله عنه. وضعفه السيوطي في ((الجامع الصغير)) (2411)، وحسنه الألباني في ((صحيح ابن ماجه)) (3389).
(5)
[952]- رواه البخاري (6117)، ومسلم (37) من حديث عمران بن حصين رضي الله عنه.
(6)
[953]- ((فتح الباري)) (10/ 522).
(7)
[954]- رواه البخاري (3484) من حديث أبي مسعود البدري رضي الله عنه.
(8)
[955]- ((فتح الباري)) (10/ 523).
(9)
[956]- ((مفتاح دار السعادة)) (1/ 277) بتصرف يسير.
(10)
[957]- رواه البيهقي في شعب ((الإيمان)) (8/ 263) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. وقال: في إسناده ضعف. وحسنه السيوطي في ((الجامع الصغير)) (1668)، وصححه الألباني في ((صحيح الجامع)) (1711).
- الحياء مفتاح من مفاتيح الزينة:
عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ((مَا كَانَ الْفُحْشُ فِي شَىْءٍ إِلَاّ شَانَهُ وَمَا كَانَ الْحَيَاءُ فِي شَىْءٍ إِلَاّ زَانَهُ)) (1).
وقال القرطبي: من الحياء ما يحمل صاحبه على الوقار بأن يُوقر غيره ويتوقر هو في نفسه (2).
- الحياء يؤمن صاحبه يوم القيامة:
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ ((سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَاّ ظِلُّهُ الإِمَامُ الْعَادِلُ وَشَابٌّ نَشَأَ بِعِبَادَةِ اللَّهِ وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ. وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لَا تَعْلَمَ يَمِينُهُ مَا تُنْفِقُ شِمَالُهُ وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ)) (3).
- الحياء يدخل الجنة:
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ((الْحَيَاءُ مِنَ الإِيمَانِ وَالإِيمَانُ فِي الْجَنَّةِ وَالْبَذَاءُ مِنَ الْجَفَاءِ وَالْجَفَاءُ فِي النَّارِ)) (4).
(1)[958]- رواه الترمذي (1974)، وابن ماجه (4185)، وأحمد (3/ 165) (12712) من حديث أنس رضي الله عنه. قال الترمذي: حسن غريب. وقال ابن حجر في ((تخريج المشكاة)) (4/ 386): رجاله رجال الصحيح. وحسنه السيوطي في ((الجامع الصغير)) (7963).
(2)
[959]- ((فتح الباري)) (10/ 522).
(3)
[960]- رواه البخاري (660)، ومسلم (1031) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(4)
[961]- رواه الترمذي (2009)، وابن ماجه (4184)، وأحمد (2/ 501) (10519) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. قال الترمذي: حسن صحيح. وقال المنذري في ((الترغيب والترهيب)) (3/ 384): رجاله رجال الصحيح. وحسنه الوادعي في ((الصحيح المسند)) (1447).