الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نماذج من كرم الصحابة وجودهم:
- عن زيد بن أسلم، عن أبيه، قال: سمعت عمر بن الخطاب، يقول: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدق فوافق ذلك عندي مالًا، فقلت: اليوم أسبق أبا بكرٍ إن سبقته يومًا، قال: فجئت بنصف مالي، فقال رسول الله صلى الله عليه: وسلم: ((ما أبقيت لأهلك؟ قلت: مثله، وأتى أبو بكرٍ بكل ما عنده، فقال: يا أبا بكرٍ ما أبقيت لأهلك؟ قال: أبقيت لهم الله ورسوله، قلت: لا أسبقه إلى شيءٍ أبدًا)) (1).
- و (عن أبي عبد الرحمن، أن عثمان رضي الله عنه حين حوصر أشرف عليهم، وقال: أنشدكم الله، ولا أنشد إلا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ألستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من حفر رومة فله الجنة؟)) فحفرتها، ألستم تعلمون أنه قال:((من جهز جيش العسرة فله الجنة؟)) فجهزتهم، قال: فصدقوه بما قال وقال عمر في وقفه: لا جناح على من وليه أن يأكل وقد يليه الواقف وغيره فهو واسعٌ لكل) (2).
- وعن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، أنه سمع أنس بن مالكٍ، يقول: كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة مالًا، وكان أحب أمواله إليه بيرحى، وكانت مستقبلة المسجد، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماءٍ فيها طيبٍ، قال أنسٌ: فلما نزلت هذه الآية: لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ [آل عمران: 92] قام أبو طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن الله يقول في كتابه: لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ [آل عمران: 92]، وإن أحب أموالي إلي بيرحى، وإنها صدقةٌ لله، أرجو برها وذخرها عند الله، فضعها، يا رسول الله، حيث شئت، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((بخ، ذلك مالٌ رابحٌ، ذلك مالٌ رابحٌ، قد سمعت ما قلت فيها، وإني أرى أن تجعلها في الأقربين)) فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه (3).
- (وقيل مرض قيس بن سعد بن عبادة فاستبطأ إخوانه فقيل له إنهم يستحيون مما لك عليهم من الدين فقال أخزى الله مالا يمنع الإخوان من الزيارة ثم أمر منادياً فنادى من كان عليه لقيس بن سعد حق فهو منه بريء قال فانكسرت درجته بالعشي لكثرة من زاره وعاده)(4).
- وقال عطاء: (ما رأيت مجلسًا قط أكرم من مجلس ابن عباسٍ، أكثر فقهًا، وأعظم جفنةً، إن أصحاب القرآن عنده، وأصحاب النحو عنده، وأصحاب الشعر، وأصحاب الفقه، يسألونه كلهم، يصدرهم في وادٍ واسعٍ)(5).
(1) رواه أبو داود (1678)، والترمذي (3675)، والدارمي (1/ 480)(1660)، والبزار (1/ 394)(270)، والحاكم (1/ 574)، والبيهقي (4/ 180)(8026). والحديث سكت عنه أبو داود، وقال الترمذي: حسن صحيح، وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، وقال البزار:[فيه] هشام بن سعد حدث عنه جماعة كثيرة من أهل العلم، ولم نر أحداً توقف عن حديثه ولا اعتل عليه بعلة توجب التوقف عن حديثه، وصححه النووي في ((المجموع)) (6/ 236)، وابن دقيق العيد في ((الإلمام)) (1/ 337) كما اشترط على نفسه في المقدمة، وحسنه الألباني في ((صحيح سنن أبي داود))، والوادعي في ((الصحيح المسند)) (996)
(2)
رواه البخاري (2778).
(3)
رواه مسلم (998).
(4)
((إحياء علوم الدين)) للغزالي (3/ 247).
(5)
رواه ابن المبارك في ((الزهد)) (1175)، وأبو الشيخ في ((الكرم والجود وسخاء النفوس)) (60)، والفاكهي في ((أخبار مكة)) (2/ 340)(1628)، وأبو نعيم في ((معرفة الصحابة)) (3805)
- (وعن أبان بن عثمان قال أراد رجل أن يضار عبيد الله بن عباس فأتى وجوه قريش فقال يقول لكم عبيد الله تغدوا عندي اليوم فأتوه حتى ملئوا عليه الدار فقال ما هذا فأخبر الخبر فأمر عبيد الله بشراء فاكهة وأمر قوماً فطبخوا وخبزوا وقدمت الفاكهة إليهم فلم يفرغوا منها حتى وضعت الموائد فأكلوا حتى صدروا فقال عبيد الله لوكلائه أو موجود لنا هذا كل يوم قالوا نعم قال فليتغد عندنا هؤلاء في كل يوم)(1).
- وقال المدائني: (أول من سن القرى إبراهيم الخليل عليه السلام. وأول من هشم الثريد هاشمٌ. وأول من فطر جيرانه على طعامه في الإسلام عبيد الله بن عباسٍ رضي الله عنهما، وهو أول من وضع موائده على الطريق، وكان إذا خرج من بيته طعامٌ لا يعاود منه شيءٌ، فإن لم يجد من يأكله تركه على الطريق)(2).
- و (ذُكر أن عبيد الله بن العباس أتاه سائل وهو لا يعرفه فقال له. تصدق علي بشيء فإني نبئت أن عبيد الله بن العباس أعطى سائلاً ألف درهم واعتذر إليه فقال: وأين أنا من عبيد الله فقال: أين أنت منه في الحسب أم في الكرم؟ قال: فيهما جميعاً، قال: أما الحسب في الرجل فمروءته وفعله، وإذا شئت فعلت (وإذا فعلت) كنت حسيباً. فأعطاه ألفي درهم واعتذر إليه من ضيق نفقته. فقال له السائل: إن لم تكن عبيد الله بن العباس فأنت خير منه، وإن كنت إياه فأنت اليوم خير منك أمس فأعطاه ألفاً أخرى فقال له السائل: هذه هزة كريم حسيب، والله لقد نقرت حبة قلبي فأفرغتها في قلبك، فما أخطأت إلا باعتراض السر من جوانحي) (3).
- وقال الأصمعي: (حدثنا ابن عمران قاضي المدينة أن طلحة كان يقال له: طلحة الخير، وطلحة الفياض، وطلحة الطلحات وأنه فدى عشرة من أسارى بدر وجاء يمشي بينهم، وأنه سئل برحم فقال: ما سئلت بهذه الرحم قبل اليوم، وقد بعت حائطا لي بتسعمائة ألف درهم وأنا فيه بالخيار، فإن شئت ارتجعته وأعطيتكه، وإن شئت أعطيتك ثمنه)(4).
- وقال المدائني: (إنما سمي طلحة بن عبيد الله الخزاعي طلحة الطلحات لأنه اشترى مائة غلام وأعتقهم وزوجهم، فكل مولود له سماه طلحة)(5).
(1)((إحياء علوم الدين)) للغزالي (3/ 247).
(2)
((غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب)) للسفاريني (2/ 150).
(3)
((المستجاد من فعلات الأجواد)) للتنوخي.
(4)
((عيون الأخبار)) للدينوري (1/ 454).
(5)
((عيون الأخبار)) للدينوري (1/ 466).