المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌حث الإسلام على الخلق الحسن - موسوعة الأخلاق الإسلامية - جـ ١

[مجموعة من المؤلفين]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمات في الأخلاق الإسلامية

- ‌معنى الأخلاق لغة واصطلاحاً

- ‌تعريف علم الأخلاق وموضوعه

- ‌أهمية الأخلاق

- ‌الثمرات المستفادة من دراسة الأخلاق

- ‌الغاية من الالتزام بالأخلاق

- ‌مصادر الأخلاق الإسلامية

- ‌تقسيم الأخلاق باعتبار علاقاتها

- ‌خصائص الأخلاق الإسلامية

- ‌فضائل مكارم الأخلاق

- ‌مكارم الأخلاق ضرورة اجتماعية

- ‌أصالة الأخلاق عند المسلمين

- ‌الفرق بين الأخلاق والصفات الإنسانية

- ‌اكتساب الأخلاق الإسلامية

- ‌قابلية الناس لاكتساب الأخلاق

- ‌وسائل اكتساب الأخلاق

- ‌1 - تصحيح العقيدة:

- ‌2 - العبادات:

- ‌3 - قراءة القرآن:

- ‌4 - التدريب العملي والرياضة النفسية:

- ‌5 - التفكر في الآثار المترتبة على حسن الخلق:

- ‌6 - النظر في عواقب سوء الخلق:

- ‌7 - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتواصي بالحق:

- ‌8 - علو الهمة:

- ‌9 - الصبر:

- ‌10 - الموعظة والنصح:

- ‌11 - التواصي بحسن الخلق:

- ‌12 - أن يتخذ الناس مرآة لنفسه:

- ‌13 - القدوة الحسنة:

- ‌14 - مصاحبة الأخيار وأهل الأخلاق الفاضلة:

- ‌15 - الغمس في البيئات الصالحة:

- ‌16 - الاختلاف إلى أهل الحلم والفضل وذوي المروءات:

- ‌17 - الضغط الاجتماعي من قبل المجتمع الإسلامي:

- ‌18 - إدامة النظر في السيرة النبوية:

- ‌19 - النظر في سير الصحابة الكرام وأهل الفضل والحلم:

- ‌20 - سلطان الدولة الإسلامية:

- ‌أسباب الانحراف عن الأخلاق الإسلامية

- ‌حث الإسلام على الخلق الحسن

- ‌موقف أعداء المسلمين من الأخلاق الإسلامية

- ‌الرد على من يقول بنسبية الأخلاق

- ‌أحاديث لا أصل لها أو موضوعة في الأخلاق

- ‌ الإحسان

- ‌الفرق بين الإحسان وبعض الصفات

- ‌الأمر بالإحسان والترغيب فيه من القرآن والسنة

- ‌أقوال السلف والعلماء في الإحسان

- ‌أقسام الإحسان

- ‌آثار وفوائد الإحسان

- ‌صور الإحسان

- ‌الأمثال في الإحسان

- ‌الإحسان في واحة الشعر

- ‌ الألفة

- ‌الترغيب والحث على الألفة من القرآن والسنة

- ‌أقوال السلف والعلماء في الألفة

- ‌فوائد الألفة

- ‌أسباب الألفة

- ‌الألفة في واحة الشعر

- ‌ الأمانة

- ‌الترغيب في الأمانة من القرآن والسنة

- ‌أقوال السلف والعلماء في الأمانة

- ‌فوائد الأمانة

- ‌صور الأمانة

- ‌الأمانة صفة الرسل

- ‌الرسول صلى الله عليه وسلم القدوة في الأمانة

- ‌نماذج في الأمانة من الأمم الماضية

- ‌ما ترمز إليه الأمانة من معاني

- ‌العمل بالحيل يفتح باب الخيانة

- ‌الأمانة في واحة الشعر

- ‌ الإيثار

- ‌الفرق بين الإيثار والسخاء والجود:

- ‌الترغيب والحث على الإيثار من القرآن والسنة

- ‌أقسام الإيثار:

- ‌فوائد الإيثار

- ‌درجات الإيثار

- ‌موانع اكتساب صفة الإيثار

- ‌الوسائل المعينة على اكتساب الإيثار

- ‌نماذج من إيثار رسول الله صلى الله عليه وسلم:

- ‌نماذج من إيثار الصحابة رضوان الله عليهم:

- ‌نماذج من إيثار السلف رحمهم الله:

- ‌نماذج من إيثار العلماء المعاصرين:

- ‌أقوال وحكم في الإيثار

- ‌الإيثار في واحة الشعر

- ‌التأني أو (الأناة)

- ‌فوائد التأني

- ‌صور التأني

- ‌التأني في واحة الشعر

- ‌ التعاون

- ‌الألفاظ المترادفة في التعاون

- ‌فضل التعاون

- ‌الترغيب والحث على التعاون

- ‌أقوال العلماء في التعاون

- ‌أقسام التعاون

- ‌فوائد التعاون

- ‌مضار التعاون على الإثم والعدوان

- ‌صور من التعاون

- ‌موانع اكتساب التعاون

- ‌الأسباب المعينة على اكتساب التعاون:

- ‌نماذج تطبيقية من الأنبياء والمرسلين في التعاون:

- ‌نماذج تطبيقية من الأمم السابقة في التعاون:

- ‌نماذج تطبيقية من النبي صلى الله عليه وسلم في التعاون:

- ‌نماذج تطبيقية من الصحابة في التعاون:

- ‌ميادين التعاون

- ‌أصناف الناس في التعاون

- ‌مسائل متفرقة حول التعاون

- ‌التعاون في واحة الشعر

- ‌ التواضع

- ‌الفرق بين التواضع وبعض الصفات

- ‌الترغيب والحث على التواضع من القرآن والسنة

- ‌أقوال السلف والعلماء في التواضع

- ‌أقسام التواضع

- ‌من آثار خلق التواضع

- ‌درجات التواضع

- ‌صور التواضع

- ‌الأسباب التي تعين على التواضع

- ‌نماذج من تواضع النبي صلى الله عليه وسلم:

- ‌نماذج من تواضع الصحابة رضوان الله عليهم:

- ‌نماذج من تواضع السلف:

- ‌نماذج من تواضع العلماء المتقدمين:

- ‌نماذج من تواضع العلماء المعاصرين:

- ‌التواضع في واحة الشعر

- ‌ الجود، والكرم، والسخاء، والبذل

- ‌الفرق بين صفة الجود وبعض الصفات

- ‌الألفاظ المترادفة في الجود والكرم

- ‌الحث على الجود والكرم والسخاء من القرآن والسنة

- ‌أقوال السلف والعلماء في الكرم والجود والسخاء

- ‌أقسام الجود

- ‌فوائد الكرم والجود والسخاء

- ‌صور الكرم والجود والسخاء

- ‌الأسباب المعينة على الكرم والجود والسخاء

- ‌نماذج من كرم الأنبياء والمرسلين:

- ‌نماذج من كرم العرب وجودهم في العصر الجاهلي:

- ‌نماذج من كرم النبي صلى الله عليه وسلم وجوده:

- ‌نماذج من كرم الصحابة وجودهم:

- ‌نماذج من السلف في الكرم والجود:

- ‌نماذج من العلماء المعاصرين في الكرم والجود:

- ‌حكم وأمثال في الكرم والجود

- ‌الكرم والجود في واحة الشعر

- ‌ الحلم

- ‌الفرق بين الحلم وبعض الصفات

- ‌الترغيب على صفة الحلم من القرآن والسنة

- ‌أقوال السلف والعلماء في الحلم

- ‌آثار وفوائد خلق الحلم

- ‌الوسائل المعينة للتخلق بصفة الحلم

- ‌نماذج من حلم النبي صلى الله عليه وسلم:

- ‌نماذج من حلم الصحابة رضي الله عنهم:

- ‌نماذج من حلم السلف:

- ‌نماذج من حلم العلماء المعاصرين:

- ‌مسائل متفرقة حول الحلم

- ‌الحلم في واحة الشعر

- ‌ الحياء

- ‌الحياء صفة من صفات الله عز وجل

- ‌الفرق بين الحياء والخجل

- ‌فضل الحياء

- ‌الترغيب والحث على الحياء من القرآن والسنة

- ‌أقوال السلف والعلماء في الحياء

- ‌أقسام الحياء

- ‌فوائد الحياء

- ‌درجات الحياء

- ‌صور الحياء

- ‌من مظاهر قلة الحياء

- ‌موانع اكتساب الحياء

- ‌الوسائل المعينة على اكتساب الحياء

- ‌نماذج من حياء الأنبياء والمرسلين:

- ‌نماذج من حياء الأمم السابقة:

- ‌نماذج من حياء النبي صلى الله عليه وسلم:

- ‌نماذج من حياء الصحابة رضي الله عنهم:

- ‌نماذج من حياء السلف:

- ‌وأخيراً:

- ‌ الرحمة

- ‌مقتضى الرحمة

- ‌الفرق بين الرحمة والرأفة

- ‌فضل الرحمة

- ‌الترغيب والحث على الرحمة في القرآن والسنة

- ‌أقسام الرحمة

- ‌فوائد الرحمة وآثارها

- ‌صور الرحمة

- ‌الأسباب المعينة على التخلق بخلق الرحمة

- ‌نماذج من رحمة النبي صلى الله عليه وسلم:

- ‌نماذج من رحمة الصحابة:

- ‌نماذج من رحمة السلف:

- ‌نماذج من رحمة العلماء المتقدمين:

- ‌نماذج من رحمة العلماء المعاصرين:

- ‌قالوا عن الرحمة:

- ‌الرحمة في واحة الشعر

- ‌ الرفق

- ‌الترغيب والحث على الرفق في القرآن والسنة

- ‌أقوال السلف والعلماء في الرفق

- ‌فوائد الرفق

- ‌صور الرفق

- ‌نماذج في الرفق

- ‌الرفق في واحة الشعر

- ‌معنى السماحة لغة واصطلاحاً

- ‌الترغيب على السماحة من القرآن والسنة

- ‌فوائد سماحة النفس

- ‌صور السماحة

- ‌وسائل اكتساب خلق سماحة النفس

- ‌نماذج من سماحة النبي صلى الله عليه وسلم:

- ‌نماذج من سماحة السلف مع غير المسلمين:

- ‌علامات سمح النفس

- ‌سماحة الإسلام

- ‌السماحة في واحة الشعر

- ‌ الشجاعة

- ‌الفرق بين الشجاعة وبعض الصفات

- ‌الترغيب في الشجاعة من القرآن والسنة

- ‌ما قيل في الشجاعة

- ‌أقسام الشجاعة

- ‌فوائد وآثار الشجاعة

- ‌مراتب الشجعان

- ‌صور الشجاعة

- ‌وسائل اكتساب خلق الشجاعة

- ‌نماذج من شجاعة النبي صلى الله عليه وسلم:

- ‌نماذج من شجاعة الصحابة رضي الله عنهم:

- ‌نماذج من شجاعة العلماء المتقدمين:

- ‌نماذج من شجاعة العلماء المعاصرين:

- ‌ما يترتب على الشجاعة

- ‌من أوصاف الشجاع

- ‌الشجاعة في واحة الشعر

- ‌ الشهامة

- ‌مدح الشهامة والترغيب عليها من القرآن والسنة

- ‌من صور الشهامة

- ‌فوائد الشهامة

- ‌موانع اكتساب صفة الشهامة

- ‌الوسائل المعينة على اكتساب صفة الشهامة

- ‌نماذج من حيات النبي صلى الله عليه وسلم في الشهامة:

- ‌نماذج من الصحابة رضي الله عنهم في الشهامة:

- ‌الشهامة في واحة الشعر

- ‌ الصبر

- ‌الفرق بين الصبر، والتصبر، والاصطبار، والمصابرة، والاحتمال

- ‌لماذا سمي الصَبرُ صبراً

- ‌فضل الصبر والحث عليه من القرآن والسنة

- ‌أقوال السلف والعلماء في الصبر

- ‌أقسام الصبر

- ‌الصبر المحمود وأقسامه

- ‌فوائد الصبر

- ‌مراتب الصبر

- ‌صور الصبر

- ‌موانع التحلي بالصبر

- ‌الوسائل المعينة على الصبر

- ‌نماذج من صبر الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم

- ‌نماذج من صبر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم

- ‌نماذج من صبر الصحابة رضوان الله عليهم

- ‌نماذج من صبر السلف رحمهم الله

- ‌نماذج من صبر العلماء المتقدمين

- ‌نماذج من صبر العلماء المعاصرين

- ‌ما هو الباعث على الصبر

- ‌كلام نفيس في شروط الصبر

- ‌الصبر في واحة الشعر

- ‌وأخيراً

- ‌ الصدق

- ‌الفرق بين الصدق وبعض الصفات

- ‌أهمية الصدق

- ‌معنى: مدخل الصدق، ومخرج الصدق، ولسان الصدق، وقدم الصدق، ومقعد الصدق

- ‌الحث على الصدق من القرآن والسنة

- ‌أقوال السلف والعلماء في الصدق

- ‌فوائد وآثار الصدق

- ‌الوسائل المعينة على الصدق

- ‌نماذج من حياة الأنبياء عليهم السلام مع الصدق

- ‌الرسول صلى الله عليه وسلم إمام الصادقين:

- ‌نماذج من صدق الصحابة رضي الله عنهم:

- ‌صور الصدق

- ‌عظمة الصدق

- ‌دواعي الصدق

- ‌حاجة المجتمع إلى خلق الصدق

- ‌الأمور التي تخل بالصدق

- ‌الأمثال في الصدق

- ‌الصدق في واحة الشعر

- ‌ الصمت

- ‌الفرق بين الصمت والسكوت

- ‌المفاضلة بين الصمت والكلام

- ‌فضل الصمت

- ‌الترغيب والحث على الصمت من القرآن والسنة

- ‌أقوال السلف والعلماء في الصمت

- ‌أقسام الصمت

- ‌فوائد الصمت

- ‌صمت النبي صلى الله عليه وسلم:

- ‌نماذج من صمت الصحابة:

- ‌نماذج من صمت السلف:

- ‌نماذج من صمت العلماء:

- ‌الوسائل المعينة على اكتساب الصمت

- ‌حكم وأمثال في الصمت

- ‌وصايا في الصمت

- ‌صوم الصمت

- ‌صمت العيي

- ‌الصمت في واحة الشعر

- ‌معنى العدل لغة واصطلاحاً

- ‌الفرق بين العدل وبعض الصفات

- ‌أهمية العدل

- ‌آثار وفوائد العدل

- ‌الأمر بالعدل ومدح من يقوم به

- ‌أقوال السلف والعلماء في العدل

- ‌أقسام العدل

- ‌صور العدل

- ‌نماذج من عدل الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌نماذج من عدالة الصحابة رضي الله عنهم

- ‌مفهوم خاطئ للعدل:

- ‌العدل في واحة الشعر

- ‌ العزم والعزيمة

- ‌الترغيب على العزم والعزيمة في فعل الخير من القرآن والسنة

- ‌أقسام الصفة

- ‌فوائد العزم والعزيمة

- ‌موانع اكتساب العزم والعزيمة وتقويتها

- ‌الوسائل المعينة على تقوية العزم والعزيمة

- ‌نماذج من عزم الأنبياء والمرسلين:

- ‌نماذج من عزم الصحابة رضي الله عنهم:

- ‌متفرقات في العزم والعزيمة

- ‌العزم والعزيمة في واحة الشعر

- ‌ العفة

- ‌الأمر بالعفة

- ‌أقوال السلف والعلماء في العفة

- ‌أقسام العفة

- ‌آثار وفوائد العفة

- ‌شروط العفة

- ‌صور العفة

- ‌موانع وعوائق العفة

- ‌الوسائل المعينة للعفة

- ‌النبي صلى الله عليه وسلم نموذجاً في العفة:

- ‌نماذج من عفة الصحابة رضي الله عنهم:

- ‌نماذج من عفة السلف:

- ‌أساس العفة وتمامها

- ‌العفة في واحة الشعر

- ‌هل تعلم

- ‌لحظة من فضلك

- ‌ العفو والصفح

- ‌الفرق بين لفظة العفو ومترادفاتها

- ‌العَفْو صفة من صفات الله عز وجل

- ‌الحث على العفو والصفح من القرآن والسنة

- ‌أقوال السلف والعلماء في العفو والصفح

- ‌نماذج من عفوه صلى الله عليه وسلم:

- ‌نماذج من عفو الصحابة رضي الله عنهم:

- ‌نماذج من عفو السلف:

- ‌نماذج من عفو الملوك

- ‌فوائد العفو والصفح

- ‌قالوا عن العفو

- ‌العفو والصفح في واحة الشعر

- ‌وختاماً

- ‌علو الهمة

- ‌معنى علو الهمة لغة واصطلاحاً

- ‌الفرق بين الهمة والهم

- ‌الحث على علو الهمة من القرآن والسنة

- ‌أقوال السلف والعلماء في علو الهمة

- ‌درجات علو الهمة

- ‌صور علو الهمة

- ‌موانع اكتساب علو الهمة

- ‌أسباب علو الهمة

- ‌نماذج من علو همة النبي صلى الله عليه وسلم:

- ‌نماذج للصحابة في علو الهمة:

- ‌نماذج للسلف في علو الهمة:

- ‌نماذج للعلماء المتقدمين في علو الهمة:

- ‌نماذج للعلماء المعاصرين في علو الهمة:

- ‌دلائل عالي الهمة

- ‌أوصاف عالي الهمة

- ‌علو الهمة في واحة الشعر

- ‌ الغيرة

- ‌الغيرة من صفات الله سبحانه وتعالى

- ‌ما ورد في الغيرة من السنة النبوية

- ‌أقوال السلف والعلماء في الغيرة

- ‌أقسام الغيرة

- ‌الغيرة المذمومة

- ‌فوائد الغيرة

- ‌أسباب ضعف الغيرة

- ‌أسباب الغيرة المذمومة

- ‌نتائج الغيرة المذمومة

- ‌علاج الغيرة المذمومة

- ‌الوسائل المعينة لتنمية الغيرة

- ‌صور الغيرة

- ‌أقسام الناس في الغيرة على محارم الله

- ‌نماذج من غيرة الأنبياء عليهم السلام:

- ‌نماذج من غيرة النبي صلى الله عليه وسلم:

- ‌نماذج من غيرة الصحابة

- ‌الغيرة في واحة الشعر

- ‌ القناعة

- ‌الفرق بين القناعة وبعض الصفات

- ‌الترغيب على القناعة في القرآن والسنة

- ‌أقوال السلف والعلماء في القناعة

- ‌مراتب القناعة

- ‌فوائد القناعة

- ‌موانع اكتساب القناعة

- ‌الأسباب المعينة على اكتساب القناعة:

- ‌نماذج للنبي صلى الله عليه وسلم في القناعة:

- ‌نماذج للصحابة في القناعة:

- ‌نماذج للسلف في القناعة:

- ‌نماذج للعلماء المعاصرين في القناعة:

- ‌مسائل متفرقة حول القناعة

- ‌القناعة في واحة الشعر

- ‌كتمان السر

- ‌الفرق بين الكتمان والسر والنجوى والاختفاء

- ‌الحث على كتمان السر في القرآن والسنة

- ‌أقوال السلف والعلماء في كتمان السر

- ‌أنواع السر

- ‌فوائد كتمان السر

- ‌الكتمان المذموم

الفصل: ‌حث الإسلام على الخلق الحسن

‌حث الإسلام على الخلق الحسن

(لما كانت ثمرات الخلق القويم للسلوك الديني وللسلوك الشخصي عظيمة جداً، وكانت لدى المقارنة أجل من الثمرات التي تحققها المبالغة في أداء كثير من العبادات المحضة.

ولما كانت سلامة النفس من المساوئ الخلقية أهم من سلامة السلوك الظاهر من طائفة من المعاصي والذنوب الظاهرة، وكان ما يتحقق بحسن الخلق من رضوان الله تعالى أكثر مما يتحقق بالاستكثار من نوافل العبادات المحضة، كالصلاة والصيام والأذكار اللسانية.

لما كان كل ذلك وجدنا النصوص الإسلامية توجه الاهتمام العظيم والعناية الكبرى لقيمة حسن الخلق في الإسلام، وتذكر الخلق الحسن بتمجيد كبير، فمنها النصوص التالية:

أولاً: روى الترمذي بإسناد صحيح عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم:

((أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً، وخياركم خياركم لنسائهم)) (1).

وفي حديث عمرو بن عبسة أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الإيمان أفضل؟ قال: ((حسن الخلق)) (2).

فربط الرسول صلى الله عليه وسلم الارتقاء في مراتب الكمال الإيماني بالارتقاء في درجات حسن الخلق، وذلك لأن السلوك الأخلاقي النابع من المنابع الأساسية للخلق النفسي في الإنسان، موصول هو والإيمان وظواهره وآثاره في السلوك ببواعث نفسية واحدة.

فصدق العبادة لله تعالى عمل (أخلاقي) كريم، لأنه وفاء بحق الله على عبيده.

وحسن المعاملة مع الناس وفاء بحقوق الناس المادية والأدبية، فهي بهذا الاعتبار من الأعمال الأخلاقية الكريمة.

فإذا تعمقنا أكثر من ذلك فكشفنا أن الإيمان إذعان للحق واعتراف به، رأينا أن الإيمان أيضا هو عمل أخلاقي كريم، بخلاف الكفر بالحق فهو دناءة خلقية.

فإذا ضممنا هذه المفاهيم إلى المفهوم الإسلامي العام، الذي يوضح لنا أن كل أنواع السلوك الإنساني الفاضل فروع من فروع الإسلام، والإسلام التطبيقي آثار للإيمان وثمرات عملية له.

إذا جمعنا كل هذه المفاهيم وجدنا أن أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم.

فأحسن الناس خلقا لابد أن يكون أصدقهم إيماناً وأخلصهم نية، وأكثرهم التزاماً بما يجب على العباد نحو ربهم من عبادة وحسن توجه له وصلة به، وأكثرهم التزاماً بحقوق الناس المادية والأدبية.

ومن المستبعد جداً أن يكون الإنسان ذا خلق كريم مع الناس، محباً للحق، معطاء، متواضعاً، صبوراً عليهم، رحيماً بهم، ودوداً لهم، متسامح النفس معهم، ثم لا يكون ذا خلق كريم مع ربه، فلا يؤمن بحق ربوبيته وألوهيته، ولا يذعن له بذلك، ولا يؤدي واجب العبادة له.

كما أنه ليس من المعقول أن يكون ذا خلق كريم مع الناس، وهو يأكل حقوقهم ويعتدي عليهم، ويتجاوز حدود الواجب الأدبي الذي توصي به الآداب الاجتماعية الإسلامية، فهذا مناف لما توجبه فضائل الأخلاق، لو كان حقاً ذا خلق كريم.

(1) رواه الترمذي (1162)، وأحمد (2/ 250) (7396). قال الترمذي: حسن صحيح. وصححه الحاكم (1/ 43)، قال الهيثمي في ((المجمع)) (4/ 306): رواه أحمد، وفيه محمد بن عمرو، وحديثه حسن، وبقية رجاله رجال الصحيح.

(2)

رواه أحمد (4/ 385)(19454)، والخرائطي في ((مكارم الأخلاق)) (ص30). قال الهيثمي في ((المجمع)) (1/ 57): في إسناده شهر بن حوشب، وقد وثق على ضعف فيه.

ص: 45

فالأسس الأخلاقية والأسس الإيمانية ذات أصول نفسية واحدة، وإن كانت بعض التطبيقات العملية التي يطالب بها الإسلام المستند إلى الإيمان قد لا تستدعيها الأسس الأخلاقية وحدها منفصلة عن الإيمان، فلا يظهر بذلك ارتباطها بها، فهي أحكام شرعية، يقتضي الإيمان العمل بها، نظراً إلى أنها أوامر ربانية، والأوامر الربانية توجب الأسس الأخلاقية طاعتها، بوصف كونها طاعة لمن تجب طاعته، لا بوصف كون المطلوب بها ظاهرة لأساس خلقي. فحينما يأمرنا الله تعالى بعبادة خاصة على وجه مخصوص كصلاة ركعات معينة محددة بصفات خاصة وشروط خاصة، فليس من اللازم أن تكون هذه الصلاة بصفاتها الخاصة ظاهرة من ظواهر السلوك الأخلاقي، وذات صلة مباشرة بالأسس الأخلاقية العامة، إذ لله تعالى أن يختار لعبادته أي عمل من الأعمال، وعلى أي شكل من الأشكال، سواء أكان ذلك مما يتصل بالأسس الأخلاقية العامة أو لا يتصل بها. ومع ذلك نقول: إن الفضيلة الخلقية توجب القيام بهذه الطاعة من جهة أن الله أمر بها، إذ الفضيلة الخلقية توجب طاعة الله لأنه الخالق المنعم المالك.

ونظير هذا نقول في طاعة الوالدين وبرهما، وفي طاعة أولي الأمر من المسلمين المؤمنين، وهكذا.

أما قول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث: ((وخياركم خياركم لنسائهم)) (1). فيكشف الرسول صلى الله عليه وسلم فيه أدق الموازين والكواشف التي تكشف عن حقيقة خلق الإنسان، فأحسن الناس خلقاً في معاملة ومعاشرة النساء هم أحسنهم خلقاً، فهم بسبب ذلك خيارهم، لأن خير الناس هم أحسنهم خلقاً.

ومن المعروف أن الإنسان قادر على أن يتصنع التظاهر بمكارم الأخلاق وفضائل السلوك إلى فترة معينة، ومع بعض الناس، أما أن يتصنع ذلك في كل الأوقات ومع كل الناس فذلك من غير الممكن ما لم يكن فعلا ذا خلق كريم.

والمحك الذي يمتحن فيه الإنسان امتحاناً صحيحاً ودقيقاً لمعرفة حقيقة خلقه الثابت، هو المجتمع الذي يكون له عليه سلطة ما، وله معه معاشرة دائمة، ومعاملة مادية وأدبية.

فإرادة التصنع تضعف حينما يشعر الإنسان بأن له سلطة ونفوذاً، ثم تشتد ضعفاً حينما تطول معاشرته لمن له عليه سلطة، ثم تتلاشى هذه الإرادة حينما تتدخل المعاملة المادية والأدبية، فإذا ظل الإنسان محافظاً على كماله الخلقي في مجتمع له عليه سلطة، وله معه معاشرة دائمة، ومعاملة مادية وأدبية، فذلك هو من خيار الناس أخلاقاً.

وأبرز أمثلة هذا المجتمع الذي تتوافر فيه هذه الشروط هو مجتمع أسرة الإنسان، وماله من سلطان فيه على نسائه، وهن الضعيفات بالنسبة إليه. يضاف إلى ذلك أن النساء قد تبدو منهن تصرفات أو مطالب تخرج الحليم عن حلمه، والرصين عن رصانته، والسمح عن سماحته، والصدوق عن التزام الصدق، فإذا ثبت الإنسان على خلقه الفاضل رغم وطأة محرجاتهن التي يتبعن فيها أهواءهن، فإنه من خيار الناس خلقاً.

وكم يظهر الإنسان أنه حسن الخلق، فإذا سافرت معه أو عاملته بالدرهم والدينار انكشف عن صاحب خلق سيء.

ثانياً: وروى الترمذي بإسناد صحيح عن أبي الدرداء، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

((ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق، وإن الله يبغض الفاحش البذيء)) (2).

(1) رواه الترمذي (1162)، وأحمد (2/ 250) (7396). قال الترمذي: حسن صحيح. وصححه الحاكم (1/ 43)، قال الهيثمي في ((المجمع)) (4/ 306): رواه أحمد، وفيه محمد بن عمرو، وحديثه حسن، وبقية رجاله رجال الصحيح.

(2)

رواه الترمذي (2002)، وابن حبان (12/ 506). قال الترمذي: حسن صحيح. وصححه الألباني في ((صحيح الجامع)) (5628).

ص: 46

أي يبغض الذي يفعل الفحش ويقول الفحش، ويتكلم ببذيء الكلام، وهو رديئه وقبيحه، الذي يتحدث عن العورات والرذائل وما ينبغي من الأشياء والأعمال ستره.

وفي هذا الحديث يقرر الرسول صلى الله عليه وسلم أن أثقل الفضائل في ميزان المؤمن يوم القيامة الخلق الحسن.

وقد يشكل هذا على بعض الناس فيقول: إن الإيمان بالله وحسن الصلة به أفضل الأعمال، وكذلك توحيد الله والإخلاص له في العبادة، وإذا كانت هذه أفضل الأعمال فهي أثقل شيء في ميزان المؤمن يوم القيامة؛ فكيف يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:((ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق))؟!

ولكن هذا الإشكال لا يلبث أن ينحل إذا عرفنا أن الإيمان وعبادة الله مما توجبه الأسس الأخلاقية، ومن أولى الواجبات التي تفرضها مكارم الأخلاق.

وأن الكفر بالله ورفض عبادته وطاعته من أقبح رذائل الأخلاق – كما سبق بيانه في شرح الحديث السابق – لأنه إنكار للحق من عدة وجوه: فهو إنكار لربوبية الله – مع أن كون الله رب كل شيء وخالق كل شيء؛ حقيقة تفرض نفسها على كل منصف محب للحق – وهو جحود لألوهية الله واستكبار عن عبادته، وهو تمرد على حق الله تجاه عباده في أن يعبدوه ويطيعوه، مع أن المنعم عليهم بالنعم الكثيرة التي لا يحصونها، وظاهر أن جحود النعمة وعدم القيام بواجب الشكر عليها من أقبح رذائل الأخلاق.

فالإيمان الذي هو أثقل الفضائل عند الله تعالى هو مظهر من مظاهر الكمال الخلقي في الإنسان، وإذا تتبعنا الأعمال وجدنا العبادات أيضاً من مظاهر الكمال الخلقي في الإنسان.

وعندئذ يتضح لنا بجلاء أن أثقل شيء في ميزان المؤمن يوم القيامة حسن خلقه، لأن صدق إيمانه وسلامة يقينه وإخلاص نيته، كل ذلك من ثمرات فضائله الخلقية.

ولما كان الفحش والبذاءة من مظاهر الرذائل الخلقية النفسية كان الفاحش البذيء من الذين يبغضهم الله عز وجل.

ثالثاً: وروى الترمذي بإسناد صحيح عن أبي هريرة قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة فقال: ((تقوى الله وحسن الخلق. وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار فقال: الفم والفرج)) (1).

فتقوى الله وحسن الخلق من أحب الأعمال إلى الله، فهما أكثر ما يدخل الناس الجنة.

وفي كون الفم والفرج أكثر ما يدخل الناس النار إشارة إلى عناصر متصلة بسوء الخلق، إذ جعلها الرسول صلى الله عليه وسلم في مقابل التقوى وحسن الخلق.

والمراد من الفم والفرج ما يعمل الإنسان بهما من أعمال محرمة، فالفم يصدر عنه الكفر بالله، والكذب، وشهادة الزور، والغيبة، والنميمة، والطعن، والتعبير والتنقيص، واللمز، والتنابز بالألقاب، والدعوة إلى الباطل، ونشر الباطل، والحكم بغير الحق، وغير ذلك من أمور كثيرة، تنافي التقوى وتنافي مكارم الأخلاق. والفرج يصدر عنه أعمال محرمة أخرى تنافي التقوى وتنافي مكارم الأخلاق.

رابعاً: وروى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: ((لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشاً ولا متفحشاً، وكان يقول: إن من خياركم أحسنكم أخلاقاً)) (2).

(1) رواه الترمذي (2004)، وأحمد (2/ 442)(9694)، وابن حبان (2/ 224). قال الترمذي: صحيح غريب. وحسنه الألباني في ((صحيح الترغيب)) (2642).

(2)

رواه البخاري (3559)، ومسلم (2321).

ص: 47

وروى الترمذي بإسناد حسن عن جابر بن عبد الله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:((إن من أحبكم إلى وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً، وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون. قالوا: يا رسول الله قد علمنا الثرثارون والمتشدقون فما المتفيهقون؟ قال: المتكبرون)) (1).

الثرثارون: هم الذين يكثرون الكلام ويتكلفونه.

المتشدقون: هم الذين يتكلمون بملء أفواههم، ويتصنعون القول تصنعاً مع التعاظم به والتعالي به على الناس.

خامساً: وروى أبو داود عن عائشة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم)) (2).

ويظهر أن السبب في هذا أن من يلزم التقيد بالأخلاق الحسنة ابتغاء مرضاة الله، لابد أن يتعرض في حياته الاجتماعية إلى ما يستدعي منه أخلاقاً حسنة في معظم أوقاته، وهذا يجعله في حالة عبادة دائمة، يغالب فيها نفسه بالصبر وتحمل مشقة مخالفة الهوى، لذلك فهو يدرك بحسن خلقه درجة الصائم الذي لا يفطر، ودرجة القائم الذي لا يفتر.

يضاف إلى هذا أن حسن الخلق عبادة ذات آثار اجتماعية تنفع خلق الله، وتوحد كلمتهم، وتبعد عنهم عوامل الفرقة والخلاف، أما الصيام والقيام فهما عبادتان قد لا تنتج عنهما بشكل مباشر آثار اجتماعية تنفع عباد الله، وقد يكون أمرهما قاصراً على فاعلهما، وصلة خاصة يتوجه بها الإنسان إلى ربه، ولا يخفى أن عبادة الله ذات أثرين أعلى من عبادة ذات أثر واحد.

على أن حسن الخلق لا يغني عن فروض العبادات، وكذلك كل الفروض الإسلامية لا يغني بعضها عن بعض، فالصلاة المفروضة لا تغني عن الصيام المفروض، وأداء الصلاة والصيام المفروضين لا يغني عن أداء الزكاة، ولا عن أداء فريضة الحج، وكل هذه الفروض لا تغني عن فريضة الجهاد في سبيل الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

سادساً: وروى أبو داود بإسناد صحيح عن أبي أمامة الباهلي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه)) (3).

زعيم: أي كفيل. ربض الجنة: ربض المكان نواحيه وما حوله من خارجه، كحريم المسجد، وكالأبنية التي تكون حول المدن، وهي الأمكنة التي تربض فيها الأنعام.

فمن ترك المراء – أي الجدل في أمور الدنيا ولحظ النفس – بني الله له بيتاً في ربض الجنة، أي استحق دخول الجنة لهذا العمل الذي يخالف فيه هوى نفسه.

ومن ترك الكذب في كل الأحوال ومنها حالات المزاح بنى الله له بيتاً في وسط الجنة، لأن من يحفظ لسانه من كل الكذب ابتغاء مرضاة الله هو ذو مرتبة عالية في الأخلاق الحميدة وفي تقوى الله وأعمال البر، إذ ترك الكذب والتزام الصدق مجمع لجملة كبيرة من الفضائل الخلقية، والمصالح الاجتماعية العلمية والعملية.

أما جماع الفضائل كلها فهو حسن الخلق بوجه عام.

(1) رواه الترمذي (2018)، وقال: حسن غريب من هذا الوجه. وحسن إسناده الألباني في ((السلسلة الصحيحة)) (791).

(2)

رواه أبو داود (4798)، وأحمد (6/ 187)(25587)، والحاكم (1/ 128). وقال: صحيح على شرط مسلم. ووافقه الذهبي. وصححه الألباني في ((صحيح الجامع)) (1620).

(3)

رواه أبو داود (4800)، والطبراني في ((الكبير)) (8/ 98)، والبيهقي في ((السنن الكبرى)) (10/ 420)(21176). وصححه النووي في ((رياض الصالحين)) (ص216)، وحسنه الألباني في ((صحيح الترغيب)) (2648).

ص: 48

سابعاً: وروى مسلم عن النواس بن سمعان قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البر والإثم فقال: ((البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس)) (1).

البر: هو جماع أفعال الخير، وقد عرفه الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه حسن الخلق، فهذا يدل على أن حسن الخلق يشتمل على جماع أفعال الخير، والاتساع فيما يقرب إلى الله تعالى ويرضيه سبحانه.

أما كون الإثم ما حاك في نفس الإنسان وكره أن يطلع عليه الناس، ففيه إشارة إلى الضمير الأخلاقي الذي فطر الله الناس عليه، وهذا الضمير يحس بالفضيلة الخلقية كما يحس الإثم، وحينما يحس بالإثم يلامس نفسه شعور خاص به، وحينما يحدث هذا الشعور في النفس يقدر الإنسان أن ما أحس به من شأنه أن يحس به كل إنسان آخر إذا اطلع عليه، لأن الناس يشتركون معه في القدرة على الإحسان بالإثم، لذلك فهو يكره أن يطلع عليه الناس، لئلا يخسر مكانته في نفوسهم حينما يعلمون أنه امرؤ آثم.

وهذا المقياس النبوي مقياس صحيح دقيق عند ذوي القلوب المؤمنة، التي لم تفسد موازينها الفطرية بارتكاب القبائح والآثام.

ثامناً: وروى البخاري ومسلم عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم)) (2).

الألد: هو شديد الخصومة. الخصم: هو كثير الخصومة، المولع بها حتى تصير الخصومة عادة له.

وظاهر أن الخصم الألد سيء الخلق من درجة شديدة القبح، وقد أبان الرسول صلى الله عليه وسلم أنه أبغض الرجال إلى الله.

تاسعا: وروى الترمذي بإسناد حسن عن أبي ذر وعن معاذ بن جبل، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:((اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن)) (3).

ففي هذا الحديث إرشاد إلى قواعد السلوك الكبرى، التي من التزمها فقد أخذ سبيله لارتقاء مراتب المجد والكمال الإنساني.

وهذه القواعد ترشد إلى المنهج الخلقي العام، الشامل لجانبي علاقة الإنسان بربه وعلاقة الإنسان بالناس.

أما ما يدعو إليه الواجب الأخلاقي بالنسبة إلى علاقة الإنسان بربه، فهو تقوى الله في أي مكان ظاهر أو خفي يكون فيه الإنسان، وذلك لأن الواجب الأخلاقي يفرض على الإنسان طاعة من خلقه فسواه فعدله، فأنعم عليه بالنعم التي لا يستطيع إحصاءها، ويفرض عليه أيضاً حمده وشكره وعبادته، وكل هذه الواجبات يجمعها تقوى الله في السر والعلن، وهذا ما دلت عليه القاعدة الأولى:((اتق الله حيثما كنت)). وحينما يتقي الإنسان ربه في كل أحواله الظاهرة والباطنة فلابد أن يكون مخلصاً لله في تقواه، وفي هذا تكمن الروح الأخلاقية السامية البعيدة عن النفاق والرياء والسمعة وطلب الثناء من الناس، أو اجتلاب المصالح النفسية أو المادية منهم.

هذه هي القاعدة الأولى:

وأما القاعدة الثانية وهي قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((وأتبع السيئة الحسنة تمحها)) ففيها إرشاد إلى منهج الإصلاح والتقويم، وتدارك النهوض بالنفس بعد سقوطها بارتكاب السيئة، وهذا المنهج ترسمه هذه القاعدة أضبط رسم. فمن سقط بارتكابه السيئة في حالة من حالات الضعف الإنساني فعليه أن يتبع هذه السيئة حسنة مستمدة من منابع الضمير الأخلاقي، فإن للحسنات قوة سبق عجيبة بفضل الله، إذ تمر على السيئات التي كانت قد انطلقت قبلها فتردها وتمحو أثرها عند الله، وتعود نفس المؤمن بالله إلى براءتها ونقائها الخلقي، بعد أن أصابها ما أصابها من أدناس السيئات.

وهذه القاعدة مستمدة من قول الله تعالى في سورة (هود):

(1) رواه مسلم (2553).

(2)

رواه البخاري (2457)، ومسلم (2668).

(3)

رواه الترمذي (1987)، وأحمد (5/ 153) (21392). قال الترمذي: حسن صحيح. وحسنه الألباني في ((صحيح الجامع)) (97).

ص: 49

وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ [هود: 114].

وأما القاعدة الثالثة وهي قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((وخالق الناس بخلق حسن)): فهي تحدد المنهج العام الذي يجب على الإنسان أن يسلكه في علاقاته بالناس، وعنوان هذا المنهج أن يخالق الناس بخلق حسن، أي أن يعاملهم في كل علاقاته معهم بالخلق الحسن.

عاشراً: ولما كان حسن الخلق يحتل هذه القيمة العظيمة في الإسلام؛ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقاً.

روى البخاري ومسلم عن أنس قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقاً)) (1).

وأختار الله للثناء على رسوله من دون سائر صفاته العظيمة ما يتحلى به من خلق حسن عظيم، إذ خاطبه بقوله له: وإنك لعلى خلق عظيم.

وصح عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((بعثت لأتمم حسن الخلق)) (2). رواه الإمام أحمد عن أبي هريرة، ورواه الإمام مالك في الموطأ.

وعن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله بعثني لتمام مكارم الأخلاق وكمال محاسن الأفعال)) (3)) (4).

(1) رواه البخاري (6203)، ومسلم (659).

(2)

رواه أحمد (2/ 381)(8939)، والحاكم (2/ 670)، والبخاري في ((الأدب المفرد)) (273) بلفظ:((صالح الأخلاق)). قال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (8/ 191): رجاله رجال الصحيح. وقال البوصيري في ((إتحاف الخيرة)) (7/ 69): صحيح على شرط مسلم. وصححه السيوطي في ((الجامع الصغير)) (2584).

(3)

رواه البغوي في ((شرح السنة)) (13/ 202). وضعفه الألباني في ((السلسلة الضعيفة)) (2087).

(4)

((الأخلاق الإسلامية وأسسها)) لعبد الرحمن حبنكة الميداني (1/ 37).

ص: 50