الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الوسائل المعينة على تقوية العزم والعزيمة
- التوكل على الله وحسن الظن به سبحانه في الوصول للهدف.
أرشدنا الله سبحانه لهذا بقوله سبحانه: فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ [آل عمران: 159] (ذكر الأستاذ المودودي في كتابه القيم: مبادئ الإسلام آثار عقيدة التوحيد
…
قوة العزم والصبر والثبات لعلمه أن الله معه وأنه مؤيده وناصره، ذاكرا قول الله تعالى: حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ [آل عمران: 173] التي قالها إبراهيم عندما أريد إلقاءه في النار، ومحمد صلى الله عليه وسلم عندما خوف بصناديد المشركين، وقول هود عليه السلام لقومه: فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لا تُنْظِرُونِ إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّه [هود: 55 - 56]) (1).
1 -
الدعاء:
كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو بأن يهدى لأحسن الأخلاق والعزم والعزيمة من الأخلاق الحسنة فكان من دعائه: ((واهدني لأحسن الأخلاق، لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها، لا يصرف عني سيئها إلا أنت)) (2).
2 -
صدق الإيمان وسلامة العقيدة:
قال محمد الغزالي: (العقيدة المكينة معين لا ينضب للنشاط الموصول والحماسة المذخورة واحتمال الصعاب ومواجهة الأخطار بل هي سائق حثيث يدفع إلى لقاء الموت دون تهيب إن لم يكن لقاء محب مشتاق!!
تلك طبيعة الإيمان إذا تغلغل واستمكن إنه يضفي على صاحبه قوة تنطبع في سلوكه كله فإذا تكلم كان واثقا من قوله وإذا اشتغل كان راسخا في عمله وإذا اتجه كان واضحا في هدفه) (3).
3 -
الاقتداء بذوي العزم والعزيمة من أهل الصلاح والدين:
قال تعالى: فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ [الأحقاف: 35].
وقال تعالى في الاقتداء بالصالحين قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ [الممتحنة: 4].
4 -
مصاحبة أهل العزائم القوية والهمم العالية:
فالمرء على دين خليله قال ابن تيمية: (الناس كأسراب القطا مجبولون على تشبه بعضهم ببعض)(4)، وقال لقمان الحكيم لابنه:(من يُقارِنْ قَرِينَ السّوء لا يَسْلَمْ، ومن لا يَمْلِكْ لِسانَه يَنْدَم. يا بني كُنْ عبداً للأَخيار ولا تكن خَليلاً للأَشْرار)(5).
أحب الصالحين ولست منهم
…
عسى أن يدركني بحبهم شفاعة
وأكره من تجارته المعاصي
…
وإن كنا سواءً في البضاعة
5 -
المسارعة في التنفيذ وعدم التردد بعد عقد العزم على العمل:
قال تعالى: فَإِذا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ [محمد: 21].
6 -
الثبات والصبر على الصعوبات أثناء العمل:
قال تعالى: وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ [لقمان: 17].
7 -
أخذ الأمور بجدية:
الجدية في الحياة كلها وإلزام النفس بما يراد تحقيقه طريق الناجحين في حياتهم ومن جد وجد ومن زرع حصد ، قال تعالى: يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا [مريم: 12]، وقال تعالى: خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة: 63].
(1)((مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة))، العدد 32 توحيد الله (12/ 36).
(2)
رواه مسلم (771).
(3)
((خلق المسلم)) محمد الغزالي (86).
(4)
((مجموع الفتاوى)) ابن تيمية (28/ 150) ..
(5)
((بصائر ذوى التمييز في لطائف الكتاب العزيز))، الفيروز آبادي (6/ 91).
8 -
النجاح الحقيقي بما أنجزت لا بما ورثت:
والقاعدة الإسلامية لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى ولا يستوي العالم والجاهل ولا المؤمن والكافر ولا المجتهد والكسول ولا القوي والضعيف.
قال المتنبي:
لا بقومي شرفت بل شرفوا بي
…
وبنفسي فخرت لا بجدودي
ولسنا وإن أحسابنا كرمت
…
يوما على الأحساب نتكل
نبني كما كانت أوائلنا
…
تبني ونفعل مثل ما فعلوا
إذا ما المرء لم يبن افتخاراً لنفسه
…
تضايق عنه ما بنته جدوده (1)
9 -
الرغبة الصادقة في تغيير الذات وتقوية العزم والعزيمة:
وهذا يشمل خطوات:
- تغيير العادات السلبية إلى أخرى إيجابية:
السعي الحثيث لرفع العزيمة وتقويتها يبدأ بالرغبة في إصلاح مواطن الضعف في النفس والصدق في تحويلها لمواطن قوة ولهذا فلم تمنع قاتل التسعة والتسعين نفساً آثامه من السعي للتغيير بل ولما أكمل المائة مازال عازما على التوبة فبحث وسأل بل وترك ما يحب من أهل ووطن في سبيل ما يرجو حتى كانت العاقبة مغفرة الله ورضوانه (2).
- تحديد الهدف المراد تحقيقه ووضوحه.
- معرفة فائدة العمل في حياتك الدينية والدنيوية.
فمعرفة فائدة العمل تعين على تحمل مشاق العمل ولهذا جاءت الشريعة بنصوص الترغيب في العمل الصالح وأن ثوابه رضا الله والجنة والترهيب من المعاصي وأن عاقبتها غضب الله والنار.
- تقسيم العمل إلى أهداف قصيرة ذات وقت قصير.
- مكافأة النفس بعد كل عمل تنجزه والمكافأة بقدر العمل.
- محاسبة النفس على التقصير ومعاقبتها بترك بعض ما تحب.
(1)((العود الهندي مجالس أدبية في ديوان المتنبي)) عبد الرحمن السقاف، (2/ 367 – 374 - 388).
(2)
الحديث رواه البخاري ومسلم عن أبى سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم – قال (كان في بني إسرائيل رجل قتل تسعة وتسعين إنسانا ثم خرج يسأل، فأتى راهبا فسأله، فقال له هل من توبة قال لا. فقتله، فجعل يسأل، فقال له رجل ائت قرية كذا وكذا. فأدركه الموت فناء بصدره نحوها، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، فأوحى الله إلى هذه أن تقربي. وأوحى الله إلى هذه أن تباعدي. وقال قيسوا ما بينهما. فوجد إلى هذه أقرب بشبر، فغفر له).