المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌موقفه من الرافضة: - موسوعة مواقف السلف في العقيدة والمنهج والتربية - جـ ٥

[المغراوي]

فهرس الكتاب

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من الخوارج:

- ‌موقفه من المرجئة:

- ‌موقفه من القدرية:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من القدرية:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من المرجئة:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من الرافضة والجهمية والخوارج والمرجئة والقدرية:

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقف السلف من ابن أبي العزاقر (319 ه

- ‌موقف السلف من ابن مسرة (319 ه

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌موقف السلف من الحكيم الترمذي الصوفي (320 ه

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من الصوفية:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من الخوارج:

- ‌موقفه من القدرية:

- ‌موقف السلف من المهدي الرافضي عبيد الله أبي محمد (322 ه

- ‌أبو علي الروذباري الصوفي (322 ه

- ‌موقفه من الصوفية:

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من المرجئة:

- ‌موقفه من القدرية:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌المرتعش الصوفي (328 ه

- ‌موقفه من الصوفية:

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من الخوارج:

- ‌موقفه من المرجئة:

- ‌موقفه من القدرية:

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقف السلف من القرمطي عدوّ الله أبي طاهر سليمان الزنديق (332 ه

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌موقف السلف من القائم بأمر الله (الزنديق) (334 ه

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقف السلف من الفارابي الزنديق (339 ه

- ‌القاهر بالله (339 ه

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من القدرية:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من القدرية:

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌موقفه من الخوارج:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌أبو محمد بن عبد البصري المالكي (347 ه

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقف السلف من ابن سالم الصوفي (350 ه

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقف السلف من ابن أبي دارم الرافضي (352 ه

- ‌موقف السلف من ابن الداعي الشيعي (353 ه

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقف السلف من المتنبي (354 ه

- ‌موقفه من القدرية:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقف السلف من ابن الجعابي (355 ه

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌موقفه من الصوفية:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من الخوارج:

- ‌موقفه من المرجئة:

- ‌موقفه من القدرية:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌موقف السلف من النعمان الباطني العبيدي (363 ه

- ‌موقف السلف من المعز العبيدي المهدوي (365 ه

- ‌موقف السلف من النصرآبادي (367 ه

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقف السلف من أبي بكر الرازي المعتزلي (370 ه

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من المرجئة:

- ‌موقفه من القدرية:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌أبو عبد الله بن خفيف الشيرازي الصوفي (371 ه

- ‌موقفه من المبتدعة والرافضة والجهمية والخوارج والمرجئة والقدرية:

- ‌موقف السلف من عضد الدولة الشيعي (372 ه

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌أبو عثمان المغربي الصوفي (373 ه

- ‌موقفه من الصوفية:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من الخوارج:

- ‌موقفه من المرجئة:

- ‌موقفه من القدرية:

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من المرجئة:

- ‌موقفه من القدرية:

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من الفلاسفة:

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من علم الكلام:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من المرجئة:

- ‌موقفه من القدرية:

- ‌موقف السلف من أبي طالب المكي (386 ه

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من المرجئة:

- ‌موقفه من القدرية:

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من المبتدعة والجهمية:

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من المؤولة وغيرهم:

- ‌موقفه من المرجئة:

- ‌موقفه من المرجئة:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من الأشعرية وغيرهم:

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من المشركين:

الفصل: ‌موقفه من الرافضة:

السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ} (1) فمعناه: أنه جل ذكره إله من في السموات، وإله من في الأرض، إله يعبد في السموات، وإله يعبد في الأرض، هكذا فسره العلماء. (2)

‌موقفه من الرافضة:

- قال الآجري في كتابه الشريعة: فمن صفة من أراد الله عز وجل به خيراً، وسلم له دينه، ونفعه الله الكريم بالعلم، المحبة لجميع الصحابة، ولأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم والإقتداء بهم، ولا يخرج بفعل ولا بقول عن مذاهبهم، ولا يرغب عن طريقتهم، وإذا اختلفوا في باب من العلم، فقال بعضهم: حلال. وقال الآخر: حرام. نظر أي القولين أشبه بكتاب الله عز وجل وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسأل العلماء عن ذلك إذا قصر علمه، فأخذ به، ولم يخرج عن قول بعضهم، وسأل الله عز وجل السلامة، وترحم على الجميع. (3)

- قال محمد بن الحسين: فقد أثبت من بيان خلافة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم ما إذا نظر فيها المؤمن سره، وزاده محبة للجميع، وإذا نظر فيها رافضي خبيث أو ناصبي ذليل مهين، أسخن الله الكريم بذلك أعينهما في الدنيا والآخرة، لأنهما خالفا الكتاب والسنة وما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم واتبعا غير سبيل المؤمنين.

(1) الزخرف الآية (84).

(2)

الشريعة (2/ 82).

(3)

الشريعة (2/ 424).

ص: 229

قال الله عز وجل: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} (1).

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ"(2)، فهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم ومن اتبعهم بإحسان. (3)

- قال محمد بن الحسين رحمه الله: من علامة من أراد الله عز وجل به خيراً من المؤمنين وصحة إيمانهم محبتهم لأبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم. (4)

- وقال رحمه الله بعد أن ساق آثاراً في اتباع علي بن أبي طالب في خلافته لسنن أبي بكر وعمر رضي الله عن الجميع: هذا رد على الرافضة الذين خطئ بهم عن طريق الحق، وأسخن الله تعالى أعينهم، ونسبوا علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى ما قد برأه الله عز وجل مما ينحلونه إليه في أبي بكر وعمر رضي الله عنهما لو علم علي رضي الله عنه أن الحق في غير ما حكم به أبو بكر لرده، ولم يأخذه في الله لومة لائم، ولكن علم أن الحق هو

(1) النساء الآية (115).

(2)

أحمد (4/ 126) وأبو داود (5/ 13 - 15/ 4607) والترمذي (5/ 43/2676) وقال: "حسن صحيح". وابن ماجه (1/ 16/43) والحاكم (1/ 95 - 96) وقال: "صحيح ليس له علة" ووافقه الذهبي.

(3)

الشريعة (3/ 20).

(4)

الشريعة (3/ 21).

ص: 230

الذي فعله أبو بكر فأجراه على ما فعل أبو بكر رضي الله عنهما، وكذا فعل عمر في أهل نجران، وكذا لما سن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قيام شهر رمضان، وجمع الناس عليه، أحيا بذلك سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلاها الصحابة في جميع البلدان، وصلاها علي بن أبي طالب رضي الله عنه فلما أفضت الخلافة إليه صلاها وأمر بالصلاة، وترحم على عمر رضي الله عنه فقال: نور الله قبرك يا بن الخطاب، كما نورت مساجدنا، وقال: أنا أشرت على عمر بذلك

وهذا رد على الرافضة الذين لا يرون صلاتها، خلافاً على عمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم، وعلى جميع المسلمين. (1)

- وقال رحمه الله تعالى: ومن أصح الدلائل وأوضح الحجج على كل رافضي مخالف لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه أن عليا كرم الله وجهه لم يزل يقرأ بما في مصحف عثمان رضي الله عنه ولم يغير منه حرفاً واحداً، ولا قدم حرفاً على حرف، ولا أخر ولا زاد فيه ولا نقص، ولا قال: إن عثمان فعل في هذا المصحف شيئاً لي أن أفعل غيره. ما يحفظ عنه شيء من هذا، رضي الله عنه، وهكذا ولده رضي الله عنه لم يزالوا يقرءون بما في مصحف عثمان، رضي الله عنه، حتى فارقوا الدنيا، وهكذا أصحاب علي رضي الله عنه لم يزالوا يقرئون المسلمين بما في مصحف عثمان رضي الله عنه، لا يجوز لقائل أن يقول غير هذا. من قال غير هذا فقد كذب، وأتى بخلاف ما عليه أهل الإسلام.

(1) الشريعة (3/ 27).

ص: 231

قال محمد بن الحسين رحمه الله: مرادنا من هذا، أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه لم يزل متبعاً لما سنه أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم متبعاً لهم يكره ما كرهوا ويحب ما أحبوا، حتى قبضه الله عز وجل شهيداً الذي لا يحبه إلا مؤمن تقي ولا يبغضه إلا منافق شقي. (1)

- وقال رحمه الله: فإن قال قائل: قد ذكرت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر فتنة تكون من بعده، ثم قال في عثمان:"فاتبعوا هذا وأصحابه فإنهم يومئذ على هدي"(2). فأخبرنا عن أصحابه من هم؟

قيل له: أصحابه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم المشهود لهم بالجنة، المذكور نعتهم في التوراة والإنجيل، الذي من أحبهم سعد، ومن أبغضهم شقي.

فإن قال: فاذكرهم.

قيل له: علي بن أبي طالب، وطلحة، والزبير، وسعد، وسعيد رضي الله عنهم وسائر الصحابة في وقتهم رضي الله عنهم، كلهم كانوا على هدي كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، وكلهم أنكر قتله، وكلهم استعظم ما جرى على عثمان رضي الله عنه، وشهدوا على قتلته أنهم في النار.

فإن قال قائل: فمن الذي قتله؟

قيل له: طوائف أشقاهم الله عز وجل بقتله حسداً منهم له وبغياً،

(1) الشريعة (3/ 31).

(2)

أحمد (4/ 109) وذكره الهيثمي (9/ 89) وقال: "رواه أحمد والطبراني ورجالهما رجال الصحيح". وفي الباب حديث مرة بن كعب أخرجه: الترمذي (5/ 586/3704) وقال: "حسن صحيح". وفي الباب عن كعب بن عجرة عند ابن ماجه (1/ 41/111) قال في الزوائد: "إسناده منقطع". قال أبو حاتم: "محمد بن سيرين لم يسمع كعب بن عجرة. وباقي رجاله ثقات". وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه.

ص: 232

وأرادوا الفتنة وأن يوقعوا الضغائن بين أمة محمد صلى الله عليه وسلم، لما سبق عليهم من الشقوة في الدنيا، ومالهم في الآخرة أعظم.

فإن قال: فمن أين اجتمعوا على قتله؟

قيل له: أول ذلك وبدء شأنه أن بعض اليهود يقال له: ابن السوداء، ويعرف بعبد الله بن سبأ لعنة الله عليه زعم أنه أسلم، فأقام بالمدينة فحمله الحسد للنبي صلى الله عليه وسلم ولصحابته، وللإسلام، فانغمس في المسلمين، كما انغمس ملك اليهود؛ بولس بن شاوذ، في النصارى حتى أضلهم، وفرقهم فرقاً، وصاروا أحزاباً، فلما تمكن فيهم البلاء والكفر تركهم، وقصته تطول، ثم عاد إلى التهود بعد ذلك، فهكذا عبد الله بن سبأ؛ أظهر الإسلام، وأظهر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وصار له أصحاب في الأمصار، ثم أظهر الطعن على الأمراء، ثم أظهر الطعن على عثمان رضي الله عنه، ثم طعن على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، ثم أظهر أنه يتولى علياً رضي الله عنه، وقد أعاذ الله الكريم علي بن أبي طالب وولده وذريته رضي الله عنهم من مذهب ابن سبأ وأصحابه السبئية، فلما تمكنت الفتنة والضلال في ابن سبأ وأصحابه، صار إلى الكوفة، فصار له بها أصحاب، ثم ورد إلى البصرة فصار له بها أصحاب ثم ورد إلى مصر، فصار له بها أصحاب، كلهم أهل ضلالة، ثم تواعدوا الوقت، وتكاتبوا ليجتمعوا في موضع، ثم يصيروا كلهم إلى المدينة، ليفتنوا المدينة وأهلها ففعلوا، ثم ساروا إلى المدينة، فقتلوا عثمان رضي الله عنه، ومع ذلك فأهل المدينة لا يعلمون حتى وردوا عليهم.

فإن قال: فلم لم يقاتل عنه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

ص: 233

قيل له: إن عثمان رضي الله عنه وصحابته لم يعلموا حتى فاجأهم الأمر، ولم يكن بالمدينة جيش قد أعد لحرب، فلما فجأهم ذلك اجتهدوا رضي الله عنهم في نصرته والذب عنه، فما أطاقوا ذلك وقد عرضوا أنفسهم على نصرته ولو تلفت أنفسهم، فأبى عليهم وقال: أنتم في حل من بيعتي، وفي حرج من نصرتي، وإني لأرجو أن ألقى الله عز وجل سالماً مظلوماً، وقد خاطب علي بن أبي طالب وطلحة والزبير رضي الله عنهم وكثير من الصحابة لهؤلاء القوم بمخاطبة شديدة، وغلظوا لهم في القول، فلما أحسوا أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أنكروا عليهم؛ أظهرت كل فرقة منهم أنهم يتولون الصحابة، فلزمت فرقة منهم باب علي بن أبي طالب رضي الله عنه وزعمت أنها تتولاه، وقد برأه الله عز وجل منهم، فمنعوه الخروج ولزمت فرقة منهم باب طلحة وزعموا أنهم يتولونه وقد برأه الله عز وجل منهم، ولزمت فرقة منهم باب الزبير وزعموا أنهم يتولونه وقد برأه الله عز وجل منهم، وإنما أرادوا أن يشغلوا الصحابة عن الانتصار لعثمان رضي الله عنه، ولبسوا على أهل المدينة أمرهم للمقدور الذي قدره عز وجل أن عثمان يقتل مظلوماً، فورد على الصحابة أمر لا طاقة لهم به، ومع ذلك فقد عرضوا أنفسهم على عثمان رضي الله عنه ليأذن لهم بنصرته مع قلة عددهم، فأبى عليهم، ولو أذن لهم؛ لقاتلوا.

حدثنا العباس بن أحمد الختلي المعروف بابن أبي شحمة، قال: حدثنا دهثم بن الفضل أبو سعيد الرملي، قال: ثنا المؤمل بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب وهشام، عن محمد بن سيرين، قال: لقد كان في

ص: 234

الدار جماعة من المهاجرين والأنصار وأبنائهم منهم: عبد الله بن عمر والحسن والحسين وعبد الله بن الزبير ومحمد بن طلحة، الرجل منهم خير من كذا وكذا. يقولون: يا أمير المؤمنين، خل بيننا وبين هؤلاء القوم، فقال: أعزم على كل رجل منكم وإن لي عليه حقا أن لا يهريق في دماً، وأحرج على كل رجل منكم لما كفاني اليوم نفسه.

فإن قال قائل: فقد علموا أنه مظلوم، وقد أشرف على القتل، فكان ينبغي لهم أن يقاتلوا عنه، وإن كان قد منعهم.

قيل له: ما أحسنت القول؛ لأنك تكلمت بغير تمييز.

فإن قال: ولم؟ قيل: لأن القوم كانوا أصحاب طاعة وفقهم الله تعالى للصواب من القول والعمل، فقد فعلوا ما يجب عليهم من الإنكار بقلوبهم وألسنتهم، وعرضوا أنفسهم لنصرته على حسب طاقتهم، فلما منعهم عثمان رضي الله عنه من نصرته، علموا أن الواجب عليهم السمع والطاعة له، وأنهم إن خالفوه لم يسعهم ذلك، وكان الحق عندهم، فيما رآه عثمان رضي الله عنه وعنهم.

فإن قال قائل: فلم منعهم عثمان من نصرته وهو مظلوم، وقد علم أن قتالهم عنه نهي عن منكر، وإقامة حق يقيمونه؟

قيل له: وهذا أيضاً غفلة منك.

فإن قال: وكيف؟ قيل له: منعه إياهم عن نصرته يحتمل وجوهاً، كلها محمودة.

أحدها: علمه بأنه مقتول مظلوم لا شك فيه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد أعلمه

ص: 235

أنك تقتل مظلوماً، فاصبر. فقال: أصبر، فلما أحاطوا به علم أنه مقتول؛ وأن الذي قاله النبي صلى الله عليه وسلم له حق كما قال لا بد من أن يكون، ثم علم أنه قد وعده من نفسه الصبر، فصبر كما وعد، وكان عنده أن من طلب الانتصار لنفسه والذب عنها فليس هذا بصابر، إذ وعد من نفسه الصبر فهذا وجه.

ووجه آخر: وهو أنه قد علم أن في الصحابة رضي الله عنهم قلة عدد، وأن الذين يريدون قتله كثير عددهم، فلو أذن لهم بالحرب لم يأمن أن يتلف من صحابة نبيه بسببه، فوقاهم بنفسه إشفاقاً منه عليهم، لأنه راع والراعي واجب عليه أن يحوط رعيته بكل ما أمكنه، ومع ذلك فقد علم أنه مقتول فصانهم بنفسه، وهذا وجه.

ووجه آخر: وهو أنه لما علم أنها فتنة، وأن الفتنة إذا سل فيها السيف لم يؤمن أن يقتل فيها من لا يستحق؛ فلم يختر لأصحابه أن يسلوا في الفتنة السيف، وهذا أيضا إشفاق منه عليهم، فتنة تعم؛ وتذهب فيها الأموال، وتهتك فيها الحريم، فصانهم عن جميع هذا.

ووجه آخر: يحتمل أن يصبر عن الانتصار لتكون الصحابة رضي الله عنهم شهوداً على من ظلمه وخالف أمره وسفك دمه بغير حق، لأن المؤمنين شهداء الله عز وجل في أرضه، ومع ذلك فلم يحب أن يهراق بسببه دم مسلم، ولا يخلف النبي صلى الله عليه وسلم في أمته بإهراقه دم مسلم، وكذا قال رضي الله عنه، فكان عثمان رضي الله عنه بهذا الفعل موفقاً معذوراً رشيداً، وكان الصحابة رضي الله عنهم في عذر، وشقي قاتله. (1)

(1) الشريعة (3/ 165 - 168).

ص: 236

- وقال رحمه الله: كفى به شقوة لمن سب عثمان أو أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: "من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين"(1) وقوله صلى الله عليه وسلم في أصحابه: "لا تتخذوهم غرضاً بعدي، فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد أذى الله، ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه"(2). ولقوله صلى الله عليه وسلم: "لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما أدرك مد أحدهم، ولا نصيفه". (3)

وقال رحمه الله: قلت: والذي يسب عثمان رضي الله عنه لا يضر عثمان، وإنما يضر نفسه. عثمان رضي الله عنه قد شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بأنه يقتل شهيداً مظلوماً، وبشره النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة رضي الله عنه في غير حديث، رواه علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ورواه عنه سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل رضي الله عنه، ورواه عبد الرحمن بن عوف، وجماعة من الصحابة رضي الله عنهم: أن عثمان رضي الله عنه

(1) الطبراني (12/ 142/12709) من حديث ابن عباس. قال الهيثمي في المجمع (10/ 21): "فيه عبد الله بن خراش وهو ضعيف". الخطيب في التاريخ (14/ 241) من حديث أنس. وزاد "لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً". فيه علي ابن يزيد الصدائي. قال في التقريب: "فيه لين". وفيه أيضاً أبو شيبة الجوهري، وهو ضعيف كما في التقريب. ابن أبي عاصم (2/ 483/1001) عن عطاء مرسلاً دون قوله: "والملائكة

" ورمز له السيوطي في الجامع بالحسن (انظر فيض القدير 6/ 146). وقال الشيخ الألباني رحمه الله -بعد أن ذكر طرق وشواهد الحديث-: "وبالجملة فالحديث بمجموع طرقه حسن عندي على أقل الدرجات، والله أعلم" (الصحيحة: 2340).

(2)

أحمد (5/ 54و55) والترمذي (5/ 653/3862) وقال: "هذا حديث غريب". وصححه ابن حبان (16/ 244/7256). قال المناوي في فيض القدير (2/ 98): "فيه عبد الرحمن بن زياد، قال الذهبي: لا يعرف. وفي الميزان: في الحديث اضطراب".

(3)

أحمد (3/ 11) والبخاري (7/ 24/3673) ومسلم (4/ 1967 - 1968/ 2541) وأبو داود (5/ 45/4658) والترمذي (5/ 653/3861) عن أبي سعيد الخذري.

ص: 237

من أهل الجنة؛ على رغم أنف كل منافق ذليل مهين في الدنيا والآخرة. (1)

- وقال رحمه الله: على من قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما لعنة الله، ولعنة اللاعنين، وعلى من أعان على قتله، وعلى من سب علي بن أبي طالب، وسب الحسن والحسين، أو آذى فاطمة في ولدها، أو آذى أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعليه لعنة الله وغضبه، لا أقام الله الكريم له وزناً، ولا نالته شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم. (2)

- وقال رحمه الله: والخلفاء الراشدون فهم: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم، فمن كان لهم محباً راضياً بخلافتهم، متبعا لهم، فهو متبع لكتاب الله عز وجل، ولسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ومن أحب أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم الطيبين، وتولاهم وتعلق بأخلاقهم، وتأدب بأدبهم، فهو على المحجة الواضحة، والطريق المستقيم والأمر الرشيد، ويرجى له النجاة

فإن قال قائل: فما تقول فيمن يزعم أنه محب لأبي بكر وعمر وعثمان، متخلف عن محبة علي بن أبي طالب، رضي الله عنهم، وعن محبة الحسن والحسين رضي الله عنهما، غير راض بخلافة علي بن أبي طالب، كرم الله وجهه؟ هل تنفعه محبة أبي بكر وعمر وعثمان، رضي الله عنهم؟

قيل له: معاذ الله، هذه صفة منافق، ليست بصفة مؤمن؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: "لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا

(1) الشريعة (3/ 183 - 184).

(2)

الشريعة (3/ 327).

ص: 238

منافق" (1). وقال عليه السلام: "من آذى عليا فقد آذاني" (2). وشهد النبي صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه بالخلافة وشهد له بالجنة، وبأنه شهيد، وأن علياً رضي الله عنه، محب لله عز وجل ولرسوله، وأن الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم محبان لعلي رضي الله عنه، وجميع ما شهد له به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الفضائل التي تقدم ذكرنا لها. وما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم من محبته للحسن والحسين، رضي الله عنهما، مما تقدم ذكرنا له. فمن لم يحب هؤلاء ويتولهم فعليه لعنة الله في الدنيا والآخرة، وقد بريء منه أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم.

وكذا من زعم أنه يتولى علِيَّ بن أبي طالب، رضي الله عنه، ويحب أهل بيته، ويزعم أنه لا يرضى بخلافة أبي بكر وعمر ولا عثمان، ولا يحبهم ويبرأ منهم، ويطعن عليهم، فنشهد بالله يقيناً أن علي بن أبي طالب والحسن والحسين، رضي الله عنهم، برآء منه لا تنفعه محبتهم حتى يحب أبا بكر وعمر وعثمان، رضي الله عنهم، كما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه فيما وصفهم به، وذكر فضلهم، وتبرأ ممن لم يحبهم.

فرضي الله عنه، وعن ذريته الطيبة، هذا طريق العقلاء من المسلمين،

(1) أحمد (1/ 84) ومسلم (1/ 86/78) والترمذي (5/ 601/3736) والنسائي (8/ 490/5033) وابن ماجه (1/ 42/114) من حديث علي رضي الله عنه.

(2)

أخرجه من حديث: عمرو بن شاس رضي الله عنه: أحمد (3/ 483) والحاكم (3/ 122) وصححه ووافقه الذهبي. ابن حبان: [الإحسان (15/ 365/6923)]، البزار (كشف الأستار 3/ 200/2561). وذكره الهيثمي (9/ 129) وقال:"رواه أحمد والطبراني والبزار أخصر منه ورجاله ثقات". ومن حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: أبو يعلى (2/ 109/770)، البزار (3/ 200/2562) وذكره الهيثمي (9/ 129) وقال:"رواه أبو يعلى والبزار باختصار ورجال أبي يعلى رجال الصحيح غير محمود بن خراش وقنان وهما ثقتان". وفي الباب عن جابر، قال الشيخ الألباني:"وبالجملة فالحديث صحيح بمجموع هذه الطرق"[الصحيحة (5/ 373 - 374/ 2295)].

ص: 239

ونعوذ بالله ممن يقذف أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالطعن على أبي بكر وعمر وعثمان، رضي الله عنهم، لقد افترى على أهل البيت وقذفهم بما قد صانهم الله عز وجل عنه.

وهل عرفت أكثر فضائل أبي بكر وعمر وعثمان؛ إلا مما رواه علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين؟ (1)

- وقال رحمه الله: أما بعد؛ فإن سائلاً سأل عن مذهب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه في أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم وكيف كانت منزلتهم عنده؟ وهل كان متبعا لهم في خلافته بعدهم؟ وهل حفظ عنه شيء من فضائلهم؟ وهل غير في خلافته شيئاً من سيرتهم؟ فأحب السائل أن يعلم من ذلك ما يزيده محبة لجميعهم رضي الله عنهم وعن جميع الصحابة رضي الله عنهم، وعن جميع أزواجه أمهات المؤمنين، وعن جميع أهل البيت- فأجيب السائل إلى الجواب عنه مختصراً إن شاء الله، والله الموفق للصواب من القول والعمل.

اعلموا رحمنا الله وإياكم أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه لا يحفظ عنه الصحابة ومن تبعهم من التابعين ومن بعدهم من أئمة المسلمين إلا محبة أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم في حياتهم وفي خلافتهم وبعد وفاتهم. فأما في خلافتهم فسامع لهم مطيع يحبهم ويحبونه، ويعظم قدرهم ويعظمون قدره، صادق في محبته لهم، مخلص في الطاعة لهم، يجاهد من يجاهدون، ويحب ما يحبون، ويكره ما يكرهون، يستشيرونه في

(1) الشريعة (3/ 352 - 353).

ص: 240

النوازل؛ فيشير مشورة ناصح مشفق محب، فكثير من سيرتهم بمشورته جرت، فقبض أبو بكر رضي الله عنه فحزن لفقده حزناً شديداً، وقتل عمر رضي الله عنه فبكى عليه بكاءً طويلاً، وقتل عثمان رضي الله عنه ظلماً؛ فبرأه الله عز وجل من دمه، وكان قتله عنده ظلماً مبيناً.

ثم ولي الخلافة بعدهم، فعمل بسنتهم، وسار سيرتهم، واتبع آثارهم، وسلك طريقهم، وروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فضائلهم، وخطب الناس في غير وقت؛ فذكر شرفهم، وذم من خالفهم، وتبرأ من عدوهم، وأمر باتباع سنتهم وسيرتهم، فرضي الله عنه وعنهم

وقال رحمه الله: فلن يحبهم إلا مؤمن تقي، قد وفقه الله عز وجل للحق ولن يتخلف عن محبتهم، أو عن محبة واحد منهم إلا شقي قد خطي به عن طريق الحق؛ ومذهبنا فيهم أنا نقول في الخلافة والتفضيل: أبو بكر؛ ثم عمر؛ ثم عثمان؛ ثم علي رضي الله عنهم.

ويقال: رحمكم الله أنه لا يجتمع حب أبي بكر وعمر وعثمان وعلي إلا في قلوب أتقياء هذه الأمة. (1)

- وقال رحمه الله: لقد خاب وخسر من أصبح وأمسى وفي قلبه بغض لعائشة رضي الله عنها أو لأحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو لأحد من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فرضي الله عنهم أجمعين ونفعنا بحبهم. (2)

- وقال رحمه الله: من جاء إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يطعن في

(1) الشريعة (3/ 412 - 413).

(2)

الشريعة (3/ 495).

ص: 241

بعضهم، ويهوى بعضهم، ويذم بعضاً ويمدح بعضاً، فهذا رجل طالب فتنة، وفي الفتنة وقع؛ لأنه واجب عليه محبة الجميع والاستغفار للجميع رضي الله عنهم ونفعنا بحبهم، ونحن نزيدك في البيان ليسلم قلبك للجميع وتدع البحث والتنقير عما شجر بينهم. (1)

- وقال رحمه الله: لقد خاب وخسر من سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه خالف الله ورسوله، ولحقته اللعنة من الله عز وجل ومن رسوله ومن الملائكة ومن جميع المؤمنين، ولا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً، لا فريضة ولا تطوعاً، وهو ذليل في الدنيا، وضيع القدر، كثر الله بهم القبور، وأخلى منهم الدور. (2)

باب ما جاء في الرافضة وسوء مذهبهم

- وقال رحمه الله: أول ما نبتدئ به من ذكرنا في هذا الباب أنا نجل علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، وفاطمة رضي الله عنها، والحسن والحسين رضي الله عنهما، وعقيل بن أبي طالب رضي الله عنه، وأولادهم، وأولاد جعفر الطيار رضي الله عنهم، وذريتهم الطيبة المباركة، عن مذاهب الرافضة الذين قد خُطيء بهم عن طريق الرشاد.

أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلى قدراً وأصوب رأياً وأعرف بالله عز وجل وبرسوله صلى الله عليه وسلم مما تنحلهم الرافضة إليه، من سبهم لأبي بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وعائشة رضي الله عنهم.

(1) الشريعة (3/ 539 - 540).

(2)

الشريعة (3/ 550).

ص: 242

قد صان الله الكريم علي بن أبي طالب رضي الله عنه ومن ذكرنا من ذريته الطيبة المباركة عما ينحلونهم إليه بالدلائل والبراهين التي تقدمت من ذكرهم رضي الله عنهم من أبي بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وعائشة وسائر الصحابة إلا بكل جميل، بل هم كلهم عندنا إخوان على سرر متقابلين في الجنة قد نزع الله الكريم من قلوبهم الغل كما قال الله عز وجل:{وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} (1) رضي الله عنهم.

وقد تقدم ذكرنا لمذهب علي بن أبي طالب رضي الله عنه في أبي بكر وعمر وعثمان وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم، وما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من فضائلهم وما ذكر من مناقب أبي بكر وعمر رضي الله عنه عند وفاته، وما ذكر من مناقب عمر رضي الله عنه عند وفاته، وما ذكر من عظم مصيبته بما جرى على عثمان رضي الله عنه من قتله وتبرأ إلى الله عز وجل من قتله، وكذا ولده وذريته الطيبة، ينكرون على الرافضة سوء مذاهبهم ويتبرؤون منهم ويأمرون بمحبة أبي بكر وعمر وعثمان وسائر الصحابة رضي الله عنهم؛ لأن الرافضة لا يشهدون جمعة ولا جماعة، ويطعنون على السلف، ولا نكاحهم نكاح المسلمين، ولا طلاقهم طلاق المسلمين، وهم أصناف كثيرة.

منهم من يقول: إن علي بن أبي طالب رضي الله عنه إله.

(1) الحجر الآية (47).

ص: 243