الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
له من الآثار السلفية:
'التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع'. وقد طبع الكتاب بحمد الله، وزينه بالنقل عن أئمة السلف كخشيش بن أصرم النسائي، وقد أغضب حامل راية الجهمية في الوقت الحاضر فدنسه بتعاليقه المسمومة على عادته في كل كتاب ينجسه.
موقفه من المشركين:
قال رحمه الله: فافترقت الزنادقة على خمس فرق، وافترقت منها فرقة على ست فرق، فمنهم:
المعطلة: الذين يزعمون أن الأشياء كائنة من غير تكوين، وأنه ليس لها مكون ولا مدير، وأن هذا الخلق بمنزلة النبات في الفيافي والقفار، يموت سنة شيء ويحيى سنة شيء وينبت شيء، وأنها تغلب عليها الطبائع الأربعة في أبدانها فإذا غلبت إحداهن قتلته لأنه يموت الصغير ويحيى الكبير، وإن أباه خلقه، وخلق الأب أبوه لا يعرفون آدم، وإن آدم له آباء، تعالى الله عما يقولون.
ومنهم المانوية: يزعمون أن إلهين وخالقين، خالق للخير والنور والضياء وخالق للشر والظلمة والبلاء، نزهوا الله وزعموا أنه لم يخلق الظلمة والبلاء، والهوام والسباع، فجعلوا معه لما نزهوه شريكاً خلق هذه الأشياء، وزعموا أن الله تعالى خلق الروح الجاري في الجسد، فقالوا: ألا ترى الروح إذا فارق الجسد أنتن، وأن الخالق الآخر عندهم خلق الجسد والله لا يخلق نتناً ولا قذراً، فجعلوا للخلق كلهم خالقين تعالى الله عما يقولون علوّاً كبيراً، وإنما
سموا مانية لأن رجلاً كان يقال له ماني، زعموا أنه نبيهم، وكان في زمن الأكاسرة فقتله بعضهم. وقد قال الله عز وجل في كتابه:{مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (91)} (1)، فهذان شاهدان.
ومنهم المزدكية: وهم صنف من الزنادقة وذلك أنهم زعموا أن الدنيا خلقها الله خلقاً واحداً وخلق لها خلقاً واحداً وهو آدم جعلها له يأكل من طعامها ويشرب من شرابها، ويتلذذ بلذائذها، وينكح نساءها، فلما مات آدم جعلها ميراثاً بين ولده بالسوية، ليس لأحد فضل في مال ولا أهل، فمن قدر على ما في أيدي الناس وتناول نساءهم بسرقة، أوخيانة، أو مكر، أو خلابة، أو بمعنى من المعاني فهو له مباح سائغ وفضول ما في أيدي ذوي الفضل محرم عليهم حتى يصير بالسوية بين العباد سواء، وإنما سموا مزدكية لأنه ظهر في زمن الأكاسرة رجل يقال له 'مزدك' فقال هذه المقالة.
كذب أعداء الله، والله يقول:{نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (32)} (2) وقال: {يَا أَيُّهَا
(1) المؤمنون الآية (91).
(2)
الزخرف الآية (32).